وخلاصة مايذكره ابن بسام أن الفضول وآل مغيرة تناخوا على
مبايض وأقاموا في مناخهم ذلك نحو عشرين يوماً ,ثم أن الفضول شعروا بالهزيمة
انسحبوا ليلاً بعد أن أضرموا النيران في مواضعهم ليوهموا أعداءهم أنهم مقيمون ,
فلما كان صباح ذلك اليوم وظهرت خيل آل مغيرة على العادة للطراد وإذا الفضول قد
تركوا في محلهم ما ثقل من أمتعتهم
قال ابن بسام : وفيها أغاروا عنزة على أبل آل غزي من
الفضول وهم على تِبراك فأخذوا إبلهم ففزعوا حين جاءهم الصريخ ( أي النذير ) فلم
يلحقوهم ورجعوا إلى أهلهم ، فلما وصلوا إليهم أصر عليهم رئيسهم جاسر بن سالم آل
غزي بالمغزى - أي الغزو - وقال لهم : ( اطلبوا إبلكم من عنزة فلعل الله يبدلنا
من إبلهم أكثر مما أخذوه منا . وكان فيه شهامة وشجاعة ، فاستعدوا بالخيل
والركاب وركبوا قاصدين عنزة وهم إذ ذاك على جو اشيقر . فأغاروا على إبل عنزة
وهي عازية - أي غائبة في المرعى - في المروت وذلك بعد العصر ، فاستاقوها ، وراح
الصريخ إلى عنزة فأخبرهم ففزعوا وتبعوا الفضول ، ففاتوهم تحت ظلام الليل ،
ورجعوا عنزة بغير شيْ )
قال ابن بسام :في هذه السنة تناخوا الدواسر والفضول على
تبراك ، ورئيس الدواسر قاعد بن حسن ورئيس الفضول سلطان بن مصيخ .وأقاموا في
مناخهم عدة أيام، ثم إنهم مشى بعضهم على بعض ، وحصل بينهم قتال شديد وصارت
الهزيمة على الدواسر . وقتل من الفرقين عدة رجال .
وخلاصة ما يذكره ابن بسام في تحفة المشتاق ان الفضول تناخوا هم والدواسر في
الخرج . وقد استعان الفضول بآل مغيرة واستعان الدواسر بسبيع ، واستمر ذلك
المناخ نحو عشرين يوما ثم انتهى المناخ بانكسار الفضول وأتباعهم
قال ابن بسام : في هذه السنة غزا
أجود بن زامل العقيلي العامري من الأحساء ومعه جنود كثية من البادية والحاضرة
وتوجه إلى نجد وصبح الفضول على تبراك ، وغنم غنام كثيرة ، وكانوا قد اكثروا
الغارات على بوادي الاحساء وقتل منهم رجال.
قال ابن بسام : وفيها أغاروا عنزة
على الفضول في المستوي واخذوا لهم إبلا كثير فلحقوهم الفضول واستنقذوا من أبلهم
شيا قليلا وحصل بينهم قتال شيد قتل فيها رجال من الفريقين وقتل من مشاهير
الفضول رجاء بن صلال ومن عنزة ذياب بن مخيريم .
قال ابن بسام : في هذه السنة غزا
اجود بن زامل من الاحساء بجنود كثيرة من الحاضرة والبادية ، وصبح الفضول على
حفر الباطن وغنم منهم غنائم كثيرة ثم رجع الى وطنه
وذلك أنهم تناوحوا على مبايض مدة
أيام ثم انضموا إلى آل مغيرة إلى الفضول وبعد قتال شديد دارت الدائرة على
الدواسر . وغنم الفضول وآل مغيرة أغنامهم .ومحلهم ومن مشاهير القتلى في هذه
الواقعة وقيان آل حسن من مشاهير الدواسر
وقال أيضا وفيها أغاروا آل غزي من
الفضول على أهل المجمعة وأخذوا أغنامهم ففزعوا عليهم ولحقوهم في المشقر . ثم
ذكر ان أهل المجمعة استنقذوا أغنامهم بعد قتل منهم اربعة رجال ومن الفضول ثلاثة
.
حيث تناوخ الفريقان في نفس الموقع
مرة اخرى وكان مع الدواسرآل روق من قحطان ومع آل مغيرة قوم سبيع والسهول
والفضول . واستمر المناخ اكثر من شهر حتى اكلت الإبل أوبارها ، من الجوع ثم
التقوا ودارت الدائرة على الدواسر واتباعهم وقتل عدد من شيوخ ومشاهير الطرفين
منهم خلف بن عصاي شيخ المساعيدرة من الدواسر ورميح بن فهيد شيخ الشكرة من
الدواسر ايضاً وخليف بن هداي شيخ الغييثات ومن قحطان مرزوق بن ممعيض ومن آل
مغيرة راضي بن هزاع ومن سبيع جبر بن قاعد ومن السهول مغضب بن بشر وغيرهم من كل
قبيلة . وغنم آل مغيرة غنائم كثيرة .
وذلك ان الفضول ناخوا مطيراً في
ارض العرمة وكان الفضول آل كثير وآل مغيرة ، ومع مطير وزغب وغيرهم . واستمر
المناخ حوالي عشرين يوماً طراداً على الخيل ثم تقاتلوا قتالاً شديداً وصارت
الدائرة على مطير واتباعهم ن وقتل صلف بن حنيان شيخ البرزان من مطير وصامل بن
هميجان من شيوخ الفضول .
أقول : وهذا أول ذكر لقبيلة مطير
قي التواريخ النجديه التي تكون مصادر هذا الكتاب مع الاشارة الى ان ابن
فضل الله العمري يعتبر من اوائل الذين ذكروا مطير في نجد في القرن الثامن الا
انه لم يجد موضعهم في نجد
وكان بين الفضول ومعهم آل كثير من
جهة وقحطان من جهة أخرى وقتل فيه عدة رجال من الطرفين وحصل هزيمة خفيفة على
قجطان . وقتل من مشاهير قحطان درباس بن نفجان شيخ آل الجمل من قحطان ومسلط بن
طالب شيخ السحمة ومن الفضول عبدالله بن قاسي وعايش بن عده
وكان بين قحطان ومعهم سبيع
والسهول وبين الفضول ومعهم زغب وآل كثير وغيرهم – والأنجل ماء في ارض الوشم –
واقاموا في مناخهم نحو عشرين يوماً ثم اقتتلوا وصارت الهزيمة على الفضول
واتباعهم وقتل من الجميع خلائق كثيرة
والأكيثال موقع قرب جبل صبحا في نواحي العارض وقد ذكر هذه الواقعة كل من
الفاخري وابن عيسى والشيخ احمد المنقور في تاريخه ، ولكنهم ذكروها باختصار شديد
فلم تتوفر لنا تفصيلا لها
ذكرها باختصار شديد كل من الفاخري
وابن عيسى في تاريخ الحوادث والشيخ المنقور في تاريخه والملتهبة اسم للموقع وهو
ارض فضاء تقع شرق العارض فيما بينه وبين حفر العتك المشهور شمال شرق الرياض كما
يذكر ابن بليهد رحمه الله
قال بن بسام نقلاً من المصادر
التاريخيه : وفيها انحدروا الفضول الى جهة العراق ونزلوا في نواحي الحويزة فيها
بينها وبين العمارة ، وبقي لهم بقايا قليلة في نجد يتعلقون العربان . ثم رجع
الى نجد كثير منهم والباقون هناك .
وقد أوردنا هذا الحدث بعبارة
المؤلف لأهمية هذا الخبر بالنسبة من يبحث في نموجات القبائله النجدية . وأهمية
هذه الإشارة إلى بداية انحسار دور قبائل الفضول في نجد .
قال ابن بسام في تحفة المشتاق
:وفيها تناخوا الظفير وآل غزي على أوشيقر وصارت الدائرة على آل غزي وقتل
من الفريقين عدة رجال.
ونقل الكتور الشبل ن تاريخ ابن
يوسف أن هذا المناخ المعروف بحصار ابن جاسر وكذلك اورده بهذا المعنى كل
من الفاخري وابن ربيعة وذكره الاخير في حوادث 1103 هـ . وقال المنقور : وفيها
وقعة الجريفة بين الفضول وآل ظفير وحصرة آل غزي على أوشيقر.
وذلك إن الفضول والظفير تناخوا
أيام الربيع على الابرق وهو موقع في المستوى ، وانتهى المناخ بهزيمة الفضول ،
وغنم الظفير منهم غنائم كثيرة وقتل عدة قتلى من الفريقين وذكر الفاخري في هذه
السنة ان الشريف عبدالعزيز ربط سلامه بم سويط رئيس الظفير ومعنى ربطه اي سجنه .
ذكر ذلك الفاخري ونقل عنه ابن بشر
في عنوان المجد فقال : وحاصر ابن سويط آل غزي في سدير الحصار الثالث .
وتمثل هذه الحادثه آخر المصادمات بين الظفير والفضول .
قال ابن بسام : في هذه السنة
صادفوا عتيبة غزوا للفضول في النير عقيدهم زيد بن مصيخ ، وأخذوهم وقتلوا منهم
عدة رجال منهم زيد المذكور .
والنير جبل من أعلام نجد المشهورة
. وقد يفهم من هذا الخبر والذي قبله أن قدوه عتيبة إلى نجد كان في النصف الأول
من القرن الثاني عشر ، ومن المعروف إن أول نزول نجد من عتيبة هم الروقه جماعة
الشيخ ابن ربيعان .
قال في تحفة المشتاق وفيها أخذ
ابن مصيخ من شيوخ الفضول قافلة كبيرة لآهل سدير خارجه من الزبير ومعهم أموال
كثيرة، وكان مع القافلة رفيق من آل صلال من الفضول فقام صلال على ابن مصيخ ومن
معهم وقتلوا منهم ثمانية رجال في فيضة الغاط ، وقامت الشرور بينهم بعد ذلك .
ويبدو ان هذه الحادثة كانت
الشرارة التي أدت الى انقسام قبيلة الفضول وحدوث مصادمات داميه بينهم أدت الى
ضعف قبيلة الفضول والقضاء على باقي نفوذها في نجد