صفحة جديدة 2
 
 
العودة   مجلس قبيلة الفضول التوثيقي الرسمي الأول - وموقع واجهة القبيلة > المجالس الأدبيه > مجلس وديد بن عروج الفضلي ـ لـ القصائد المسموعه والمرئيه
 
 

مجلس وديد بن عروج الفضلي ـ لـ القصائد المسموعه والمرئيه يشمل منتدى [ عذب الكلام و القصص والالغاز و الخواطر والمدونات الخاصه ]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
#1  
قديم 20-12-2010, 11:34
فهد الحبيب
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19841 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
New الدارمي او غزل البنات




أو

غزل البنات

تأليف
محمد علي محي الدين




المقدمة
لله ذلك الماضي الجميل وتلك السنين الخوالي والليالي التي كنا نتحلق فيها حول النار نتدفأ بها في جلسة دائرية تظم أفراد العائلة أو بعض الجيران وهم يتجاذبون أطراف الحديث في أمور شتى ويقصون تلك القصص الجميلة او يرددون أبيات من الشعر ويتلون منة آيات رائعة لا يزال صداها يتردد في حنايا نفسي حتى هذه اللحظات .
كنت في طفولتي استمع لجدتي او لوالدي وهم يرددون على مسامعي أبيات جميلة من الشعر كنت افهم بعضها ولا افهم أكثرها ,لوجود كلمات غريبة لا افقه معناها فنشأ في نفسي حب ذلك اللون من الأدب والإعجاب به والشوق لسماعه والارتياح لتلك النغمة الجميلة عند تذوقه .
ومرت السنين ودخلت المدرسة وتعلمت القراءة والكتابة وبلغت مرحلة من العمر ازدادت فيها حصيلتي الثقافية فبدأت أسجل ما ا سمع بل واستثير والدي او جدتي وبعض المعارف ليرددوا على مسامعي بعض ما يحفظونه وأسجله في دفتر خاص , بل وحاولت تقليد ما اسمع فنمت في نفسي ملكة حب الشعر وقرضه 000 وعندما توسعت مداركي اقتنيت الدواوين والكتب واستمتعت بتلاوة ما فيها ودراسته فسودت مئات الصفحات فأصبحت بعد ذلك خير معين لي في دراسة الادب الشعبي.
ولعل من اكثر الفنون التي حازت على إعجابي هو (الدارمي) ذلك الفن الأصيل المعبر عن خلجات النفس ونوازعها والمسجل لشتى الانفعالات والمليء بالكثير من الصور الزاهية التي عز مثيلها في الفنون الشعبيه الاخرى .
وفي هذه الايام استقر بي العزم على نظم ما انتثر من عقود الادب الشعبي فعدت الى تلك الاوراق والدفاتر أستل منها النصوص المختلفه و احاول دراستها في ضوء منهج خاص ركنت فيه لدراسة كل فن من هذه الفنون في مبحث خاص وكان اولها دراسة فن (الدارمي) ذلك الفن الاصيل الذي نزعت اليه نفسي واحببته منذ طفولتي .
وقد حاولت من خلال هذه الدراسه تبيان الخصائص البلاغيه للدارمي و اوزانه و تسمياته وعلاقته بالفنون الشعرية الأخرى واثر الشعر العربي فيه وكذلك الأثر الديني و ما استلهم من العادات والتقاليد الشعبيه وما تناوله من اغراض اخرى تجدها مبثوثه في هذه الدراسه
ولا ادعي لنفسي السبق او الرياده في بعض الافكار او الاسس الوارده فيها فاني قد استئنست بآراء من سبقني من افاضل الكتاب والمؤلفين وما علق بذاكرتي من بحوثهم ومؤلفاتهم ولكني القيت بدلوي بين الدلاء واتمنى ان يكون ما علق فيه مفيد للاخرين .
ويهمني ان اشير هنا الى ان اغلب النصوص التي ترد في هذه الدراسة هي من مجموعتي الخاصة التي تمكنت من جمعها خلال اكثر من عقدين و أكثرها مما سمعته من جدتي ووالدي ووالدتي وآخرين سأشير اليهم ومن الله أستمد العون والسداد.
محمد علي محيي الدين







1
تسمياته


1- الدارمي

اطلق على هذا الفن الشعري الخالد تسميات عده اختلفت باختلاف المناطق وبرغم هذه الاختلافات ان الدراسات المنهجية اطلقت عليه الاسم الشائع (الدارمي) وفي تعليل تسميته بالدارمي وردت آراء عديدة اعتمدت على الحدس والتخمين وفيما يلي اهم هذه الآراء :-
1- يقول البعض ان تسميته بالدارمي نسبة الى قصيدة الأعشى :-
يا دار مية بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأبد
فشاعر الدارمي أخذ يكرر (يادار مية 000 يا دار مية ) حتى اصبحت هذه الجملة اسما دالا على هذا النوع من الشعر 0ويبدو الافتعال واضحا في هذا القول ويظهر الضعف في هذا التعليل ان الدارمي كما اشرت الى ذلك مراراً من الفنون النسائية او التي يغلب عليها الطابع النسوي فلا يمكن لفتاة ان تتغزل بفتاة , هذا اولاً , وثانيا ان هذا الفن تعاطاه اناس ليسوا على مستوى عالٍ من التحصيل الثقافي ليطلعوا على الشعر العربي ويتأثروا به ويجعلوه علما لفن من فنونهم .
2-ويقول البعض أن ألدارمي مأخوذ من ( الدرم ) أو (ألدردمة ) وهي كلمة شعبية تطلق على الشخص اذا أنفعل من قول أو عمل ما وتفوه بكلمات غير واضحة وسريعة فيقال فلان (يدردم) أي تتتابع كلماته غير المفهومة . وهذا رأي لايمكن الركون أليه لأن طريقة ترديد الدارمي تتسم بالتأني في نطق الكلمة والتأكيد على جرسها ليبرز المعنى جلياً واضحاً.
3-ومنهم من يقول أنه سمي بالدارمي نسبة الى قبيلة بني دارم لذيوعه و أنتشاره بينهم وهي من العشائر الجنوبية ولها أمتداد تأريخي طويل وردت أسماء أعلام منها في التأريخ العربي . وتصح النسبة لو حصل لدينا مصدر موثوق يتضمن تأكيد أبتكاره من قبلهم ولعل هذا الرأي من أقرب الاراء الاخرى ألى الصحة لوجود مثيلات له في الشعر الشعبي والكثير من الالحان والفنون الشعرية نسبت الى مدن وعشائر وأشخاص من ذلك (الحياوي) نسبة الى (الحي) و(المجراوي) نسبة الى (المجر) و(الصبي) نسبة الى (الصابئة) و(الزهيري)نسبة ألى (الزهيرات) وهي من عشائر لواء ديالى و(الغافلي نسبة ألى الملا (غافل) و(الجادري نسبة الى شخص أسمه (جادر) .
4-وهناك من يزعم أن سبب تسميته بالدارمي أن أول من نظم فيه شاعر خاطب حبيبته المسماة (مي) وناجى دارها قائلا (يادار مي) وهذا رأي ضعيف جداًلا يصمد
أمام المنطق و التعليل حيث يندر وجود فتاة في ألارياف العراقية أسمها (مي) كذلك لا يوجد في النصوص الكثيرة الني بين أيدينا ما يشير ألى وجود مثل هذا البيت ولم يسبق لشاعر من شعراء الدارمي أن ذكر من يحب في شعره، فظلا عن خشية الشعراء من الاشارة الى الاسماء لما في ذلك من المساءلة وما يترتب عليها في الاعراف والتقاليد العشائرية من أمور .
5-وهناك أحتمال ضعيف أطرحه بحذر ذلك أني من خلال تتبعي لما يكتب حوله في الصحف والمجلات وجدت بعض الاخطاء المطبعية التي جاء أسمه فيها (الدرامي) مثل مجلة التراث الشعبي وكتاب صور عراقية ملونة لمنصور الحلو وقراأت عابرة لا أستطيع أستذكارها . أقول أن هذا الخطأ المطبعي دفعني الى الحوم حول كلمة أجنبية أصبحت معلماً لكل ما يتصل بالفنون الكتابية والقولية التي تناولت القصة والمسرحية فيقال (فلم درامي) أو (قصة درامية)أو (مسرحية درامية) والدرامي تعريبه (فاجع) أي القصة المفجعة أو الفلم المفجع وغيرها أ فلا يجوز أن بعض الرحالة الاجانب عند تطوافهم في مدننا وقرانا قد أستمع الىنماذج منه عند لقائه بالريفين وأشار اليها في حديثه على انه (درامي) أي فاجع أو مفجع فرسخت الكلمة في اذهانهم وتداولوها وانتشرت بينهم بعد قلبها الى (دارمي) على عادتهم قي تحوير الكلم الاجنبي , لعل ذلك رأي غير ناضج يحتاج الى دراسة.

6- وهناك رأي آخر ظهر لي من خلال استقرائي لنصوص كثيرة من الدارمي فقد لاحظت ان الطابع الغالب على الدارمي هو الطابع الحزين المعبر عن اشكال شتى من امارات الحزن والقهر والهموم الاجتماعية والنفسية .والدارمي من اكثر الفنون الشعرية تعبير عن هذا الجانب المأساوي في حياة الانسان لذلك رأيت ان بداياته لم تكن تعبير عن الحب والغرام بل كانت تعبيراً عن احزان فتاة فجعت بوالدتها في حادث ما فسلخت نفسها عن مجتمعها وانصرفت للتعبير عن مشاعرها حيال هذا الحادث المؤلم , لان فقد الام بالنسبة لأبنتها يعني في جوهره فقدان ذلك الصدر الدافي والقلب الحنون والأذن السامعة لآلام البنت واشجانها ,واللسان ألمنافح عنها في حياتها ,والموجه لها في طريقها الطويل , والامان والملجأ عند الحاجة ,وهي المعين الذي لاينضب من الحنان , وصدق العاطفة , ولطافة الشعور , وعمق المشاركة الوجدانية في التصدي لمتطلبات الحياة .
ان هذه الصور قليلة في وصف مآثر الأم وميزاتها وما يتركه فقدها من آثار أخرى في نفس ابنتها ولعل القلم عاجز عن التعبير عن الجوهر الحقيقي للام ,لذلك فأن هذا الأمر أخذ من البنت مأخذه .فأخذت ترثي والدتها وتذكر مناقبها وتخاطب ديارها بقولها مثلا :
يادار أمي شلـون عين تصدليـــج

ولاتحله عندي الدار من عكب عينــج
وأخذت تكرر (يادار امي ) وأشتهر امر الفتاة بين الناس وشاع امرها في القرى المجاورة ونظراً لصدق شعورها وجمال تعبيرها وما فيه من السلاسه والسهولة أندفع الناس لترديده وتقليده والنظم على غراره فتوسعوا فيه وأظافوا اليه معاني وأخيله جديده فذاع وشاع وأنتشر في أغلب المناطق .
وهذا أمر كثير الحدوث ولعله من أقرب التعاليل لتسمية هذا الفن
2-الموشح
وقد اطلق عليه الاستاذ عبد الوهاب بلال اسم التوشيح او نظم البنات قال (ومن الغناء الشعبي المتداول على ألسنة الناس غناء يقال له( التوشيح ) وهو ينظم على بحر
من بحور الشعر يسمى البسيط ويسمى نظم البنات أيضا )(1)
3-التوشيح
وفي مدينة النجف الأشرف يسمى (الموشح او التوشيح ) وسبب تسميته بالموشح هو أن مدينة النجف من المدن العلمية التي أزدهر فيها الأدب وتعج بألكثير من الأدباء والشعراء وغالبية سكانها من ذوي الاطلاع الواسع على الأدب العربي لأختلاطهم برجال العلم والأدب وأرتيادهم لمجالسهم ومنتدياتهم الأدبية وأستماعهم لروائع الأدب العربي لذلك اعتبروا هذا الفن ملحقا بالموشحات وقل أن يخلو ديوان شاعر منهم من عدة موشحات نظمت على غرار الموشحات الأندلسية والدارس لتاريخ الأدب النجفي في عصوره المختلفة يجد آلاف الموشحات ولعل السيد الحبوبي من اشهر شعراء الموشحات في أدبنا الحديث . ولمن يحاول الاستزادة عن تاريخ الأدب النجفي أن يطالع موسوعة الشيخ الكبير علي الخاقاني (شعراء الغري ).
4- النثر الشعبي
وأسماه الاستاذ عودة محمد عطية (النثر الشعبي)(2) ولاأتفق معه في هذه التسمية لأن النثر هو الكلام الخالي من الوزن والقافية وهذا النوع من الأدب له أوزانه وقوافيه لذا لايجوز اطلاق (النثر الشعبي ) عليه .
1-التراث الشعبي عدد 11 ،12 السنة11/1980 ص82.
2-النثر الشعبي تأليف عودةمحمد عطية /مطبعة الغري الحديثة في النجف/1969.
* وفي الشوملي وأرياف القادسية يسمى (النثر الشعبي ) ولاأرى سببا معقولاً لهذه التسميه لأن الشعر شعر والنثر نثر ولعل اوزان الدارمي وقافيته خير مانع لتسميته بذلك ويجوز أن هذه التسمية اطلقت عليه لسهولة ألفاظه وسلاسة نظمه ولتميزه عن فنون الشعر الأخرى الا ان ذلك لاينفي خطأها وعدم امكانية اطلاقها .
5- غزل البنات
وفي كربلاء يسمى (غزل البنات) وهذه التسمبة جائت بسبب ان اكثر نماذجه قالتها النساء لبيان مشاعرهن المختلفه في الحب والعتاب والشكوى وشتى المشاعر والأحاسيس الانسانية .
6-شعر البنات
وفي الكوفه أطلق عليه (شعر البنات ) ويمكن عزو ذلك للسبب ذاته الذي دفع الكربلائيين لتسميته غزل البنات .


7-نظم البنات
وفي مدينة العمارة يسمى (نظم البنات) وهذه التسمية لا تختلف عن سابقاتها في نسبته الى النساء اللواتي أجدن نظمه وترديده 0
وفي أرياف بابل يسمى (نظم البنات) أو الدارمي 0 وهذه الاسماء من أكثرها قرباً وألتصاقا به ودلالة عليه ذلك أن هذا النظم قد أقتصر في الأعم الأغلب على النساء دون الرجال وهو من الأشعار النسائية المعبرة عن لواعج الحب وهموم الحياة لذلك لا أجد قصوراً في هذه التسمية ولعلها من أقرب الأسماء وأصحها ولعل الأجماع في هذه التسمية دليل على صحتها .
8-الغناء
وفي بغداد أطلق عليه (الغناء) وهذه التسمية لها ما يبررها لأن الدارمي من أكثر الفنون الشعرية الشعبية صلاحيةً للغناء لجمال معانيه وسهولة أدائه وبساطة الفاظه وطواعيته لمختلف الألحان فهو يصلح للأغاني السريعة وللمقامات وأغاني المناسبات الشعبية ولعل هذه الأسباب جعلت منه فنا شهيرا بين فنون الأدب الشعبي وخاصيته الغنائية جعلته أسماً للغناء. .
9-غنا البنات
وقد سماه (سيمون جرجي) في كتابه (الشعر الشعبي المغنى في الشرق العربي)-غنا البنات- وقد أعتبره من أغاني العمل وأورد نماذج منه.(1)
10-أغنية الحب
وأطلق عليه الباحث عبد الأمير جعفر في كتابه (الأغنية الفلكلورية في العراق) -أغنية
1-مجلة التراث الشعبي العدد7 السنة10 /1979 ص160


الحب- وقد أعتبر معاني هذا الفن مقتصرة على الحب وحده وهو على خطأ في ذلك اذ عالج الدارمي مختلف القضايا ووصف الأحاسيس والمشاعر الانسانية الأخرى وأنّ كان الحب والغزل سمة بارزة فيه فنصوصه الموجودة لدينا تحتوي على الحكم والأمثال والرثاء و شكوى الزمن والحروب والثورات وغيرها .
11-أغاني بنات الريف
وسماه الاستاذ جبريل حمد (أغاني بنات الريف )(1) وبنات الريف لقب أطلقه الناس على الغجريات اللواتي قدمن بعض الأغاني من دار الاذاعه العراقية ومحطات التلفزيون فان كان المقصود ذلك فالاستاذ على خطأ لأن الغجريات يرددن نصا مأثورا ليس لهن فيه الا الغناء وان ارادالبنات اللواتي يسكن القرى والأرياف فالتسميه لها وجه مقبول.
12-الموشح
ووجدت في الشعر الشعبي اللبناني نوعاً من الشعر يسمى (الموشح ) يشبه الى حد بعيد الدارمي وبالرغم من اشتهار القطر اللبناني بـ(الزجل ) كأسم عام للشعر الشعبي أعتقد أن انتقال هذا الفن الى لبنان جاء عن طريق زوار العتبات المقدسه وطلاب الغلوم الدينيه من اللبنانيين الذين يشدون الرحال الى مدينة النجف الأشرف لتلقي العلوم
الدينية والدراسة على علمائها الأعلام .وذلك لتشابه تسميته في لبنان والنجف وهناك
1-مجلة التراث الشعبي العدد الاول السنة الخامسة 1972.
سبب آخر هو ان اكثر الأسر العلمية النجفية قد نزحت الى العراق من جبل عامل في لبنان الجنوبي واستقرت في النجف واصبح لها كيان علمي مشهور ولاتزال الارتباطات الأسريه بين الأسر ذات الاصل اللبناني في النجف واقاربهم في لبنان .
وأدناه نموذج من الموشح اللبناني :-
ما ننساكي ضيعتنا ما بدري ليــش

فيكي زادت همتنا وراق النا العيـش(1)

13-البستة
وأطلق عليه العلامه أنستاس ماري الكرملي (البسته ) وقال ما نصه ( من أغاني عوام بغداد والعراق كله والكلمة من الفارسية (( بسته )) أو (( بسته )) نوع من اللحن عند الفرس ولنوع من الأغاني مبني على أربعة أبيات ومعنى الكلمة مقيدة لتقيدها بضوابط ) (2)
وقد قال المحققان في الهامش ( في المعجم الذهبي ص214 ((بسته )) مربوط مقيد … شعر ذو أربعة مصاريع نوع من الموسيقى وقال لنا زكريا يوسف (( ان المصريين يسمونها -الطقطوقه –وهي الاهزوجه وجمعها أهازيج وكانوا يقصدون بها الأغنية التي لايعنى تمام
1-التراث الشعبي العدد 7 السنة العاشرة /1979 ص160.
2-المعجم المساعد انستاس ماري الكرملي دار الحرية للطباعة ج2 ص237/1979
العناية بتلحينها تلحينا فنيا دقيقا حتى كانوا يقولون ان فلانا لايحسن الا الأهازيج . وهي بهذا المعنى تطابق –الطقطوقه- تماما فان تلحينها يكون دائما سهلا لايصعب على العامه وهي نوع من الزجل وكانت في الأصل من أعاني النساء خاصة ولكنها أصبحت تنشد للرجال ) ويقول المحققان(( وعندنا ان البسته محرفه عن اللفظة العربية (البسطي) وقد ذكرنا ذلك في تعليقنا على مادة (البسطي ) )). ولدا مراجعة ما كتبه المحققان قالا ((هو نوع من تاليف الألحان المفرحة أشار أليه الكندي في رسالتة الموسيقية المسماة –رسالة في خبر صناعة التأليف – يقول أن التأليف أما أن يكون من النوع الذي يسمى (البسطي) وأما من النوع الذي يسمى (المعتدل) أما (القبظي) فالنوع المحزن وأما (البسطي) فالمحرك المطرب)). وعلق المحققان ((وعندنا أن البستة تحريف البسطي فهي بمعناه خفة وطرباً))(1)
أقول وفي الفرات الأوسط تسمى (البستة) (الكفله ) وهي مأخوذة من (قفل) والمقصودبها ختام الاغنية عند تأديتها من قبل المطرب حيث ينشد أولاً ابيات من الشعر الفصيح
ثم مجاراته ببيت من الأبوذيه المولدة من ذات معنى البيت ثم تأتي البسته او الكفله التي تكون مسك الختام .
وهناك من يتلاعب بألفاظ الدارمي عند غنائه ليجعله لازمه لغنائه مثل :-
مارحت ويه هواي سوده اشلـهانـي

فيردده مقلوباً / سوده اشلـهـاني مارحت ويـه هواي
1-المصدر نفسه ج2 ص241.

14-العكيلية
وقد ذكر الأستاذ نسيب الأختيار ، عند دراستة للأغنية البدوية، أنها أغنية فردية وأسماها (العكيلية)وهي تتشابة من حيث وزنها وطريقتها بالدارمي وهذا نموذج منها:
كومي شوفي حليلج واجف ولا نفعنـا
والدكـاسه يثورن والصبايا طعمنـا (1)
وفي النهاية نخلص الى القول ان تعدد هذه التسميات وكثرتها دليل واضح على مدى التفاعل مع هذا اللون من الأدب والأعجاب به فناً رفيعاً سامياً تهفوله النفوس وتتداوله الألسن ويلهج به الناس للتعبير عن شتى العواطف وبمختلف الصور الزاهية المعبرة عن أجمل الأحاسيس الأنسانية وأمام هذه الكثره الكاثره من الأسماء ارى ان أكثر المناطق اطلقت عليه اسماء مختلفه تقرنه دائما بالنساء لذلك ارى ان اكثرها ملائمةله هو (غزل البنات).

1-الفلكلور الغنائي عند العرب تأليف نسيب الاختيار/دار الكتاب اللبناني/بيروت.


2
أوزانه
وكما أختلف الباحثون في تسمياته فقد أختلفوافي أوزانه وأسباب هذا الاختلاف ترجع الى أن اللغة العامية تبعاً لاختلاف نطقها بين شخص وأخر ومنطقة وأخرى جعلت الباحثين يختلفون في وزنه وذلك لعدم وجود قاعدة ثابتة في تحريك أواخر الكلمات في اللغة العامية و أليك ما قاله اولئك الباحثون:-
1-يقول الاستاذ عبد الرزاق الحسني(1) :-أن بحره (الخفيف) ووزنه :
فاعلاتن مستفع لن فاعلاتـن فاعلاتن مستفعلن فاعلاتــن
2-يقول الاستاذ محمد القبانجي(2) :-أن بحره (البسيط) ووزنه :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن

3-يقول الاستاذ عبد الأمير جعفر(3):- أنه من مجزوء الرجز ووزنه:
مستفعلن فعلان مستفعـــلاتن
مستفعلن فعلان مستفعـــلاتن
4-يقول الاستاذ الباحث الموسيقي عبد الوهاب بلال(4) :- أنه ينظم على البحر
1-الاغاني الشعبي تأليف عبد الرزاق الحسني ص97/بغدادمطبعة العاني.
2-المورد مجلد1 ص224.
3-التراث الشعبي العدد9 السنة الخامسة/1974/دار الحرية للطباعة/بغداد.
4-التراث الشعبي عدد11و12 /السنة 11 /1980 ص82.
(البسيط) ووزنه :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
5-وأكتفى أستاذنا الشيخ علي الخاقاني بالأشارة دون التخصيص فقال( أن بحره مستقل بذاته يشتمل على بيتين موحدة القافية) (1)
والذي ظهر لي بعد دراسته أنه من مجزوء الرجز ووزنه :
مستفعلن فعلات مستفعلات
مستفعلن فعلات مستفعلات

1-فنون الادب الشعبي تأليف علي الخاقاني الحلقة الثانية ص25.الدار العربية للطباعة1989ط3

3
هل هو فن نسائي



يتضح لنا من خلال دراسة هذا الفن الرائع وما أطلق عليه من أسماء أنّ نظمه أقتصر في الاعم الاغلب على النساء دون الرجال . ولكن الباحث المتمعن يلاحظ أنّ بعض الابيات لا يمكن صدورها عن النساء وتشير معانيها أنّ قائليها من الرجال .وقد حاولت من خلال دراستي لكثير من النصوص الاستدلال على صحـة أشتراك الرجال في نظمه فتأكد لي أنّ قسماً منه نسائي بحت لا يرقى اليه الشك وهو الكثرة الكاثرة منـه وقسم أخر رجالي لا يمكن نسبته الى النساء، وأخر أشترك بين الأثنين،وسأورد بعض النماذج للتدليل على ما أقول .
ورغم وجود ما يشير الى قيام الرجال بنظمه، الا أني لا أزال أقول أنّه من الفنون النسائية لأن هذه القلة لا يمكن التعويل عليها في أبطال نسبته الى النساء . وأنّ من البداهة القول أنّ أوائل النصوص صادرة عـن الجنس الأخر ولعل محض الأعجاب بهذا الفن الرفيع دعى الرجال للدخول في مضماره والنسج على غراره،
ولعل أبتكاره وحده دافع أساس لتأكيد النسبة وفي الاتي بعض الامثلة على(دارميات) يمكن نسبتها للرجال واخرى للنساء ونماذج لما يمكن نسبته للأثنين معاً :-


أ-النظم الرجالي :-

متعجبة النســوان تطلك فـرد يـوم
وطلوكي بالساعات كل ساعة أذب توم
النسوان:النساء / تطلك:الولادة أو المخاض / فرد يوم :يوم واحد / أذب :أضع
الدهـر لـو وازاك هـا بالك تصـيح
خلي الرمح بجـلاك وأصبر لما أطيــح
وازاك:ضيق عليك الخناق / ها:للندبة / بالك : أياك أنّ / خلي: دع / جلاك =كليتيك / أطيح:تقع.
كلتلــها تتحنــين بجفــاج أليــه
كالت مسـحت العين وأثـر بديـــه

كلتلها:قلت لها / تتحنين:تضعين الحناء / جفاح : جفائك
لا والله يالـبهلول ما فززتــها

الفرخ كام أيلوع جيت أندهتهـا

فززتها :أيقظتها من نومها / الفرخ:الطفل الصغير / كام:قام / أيلوع:يبكي / جيت=أتيت أندهتها:ناديتها للتستيقظ
طولج نبع صفصاف و مجاور المـاي
خدج حليب النوك و مكاسر بجاي

طولج:طولك / خدج:خدك / النوك:النوق مفردها ناقة / مكاسر:مخلوط / جاي:شاي .
أيلولي أبـن تعبــان وعليوي عرس

والمرتجي الله أنطــاه والعاشج أفلس

أيلولي:هدهدة الطفل / أبن تعبان:أسم علم / عرس:تزوج / المرتجي:المتكئ / أنطاه:أعطاه / العاشج:العاشق /افلس:خسَرَ
من تمشي جنهه أثنين جـاسمهه الحزام

مثل اليعـد ليرات نكلات الأجدام

جنهه :كأنها /جاسمهه:قسمها قسمين /يعد :يحصي /نكلات :حركات .

ب-النظم النسائي:-

متحزمة حزامــين كل لطمي ويلي

وأطبك نهاري أوياه من يكضي ليلي
أطبك:أجمع /يكضي:ينقضي
عكرب تريد تصير تلدغني وتـروح
حسبالي خوش وليد سلمتك الـروح
عكرب:العقرب الحيوان المعروف / تروح:تذهب / حسبالي: كنت أظن / خوش :جيد / وليد:تصغير ولد
شمالك يبعد الروح لونك تغــّير

عندي خوات أثنين طب وتخــيّر
شمالك:ماذا بك / خوات: شقيقات/ طب : ادخل /تخيّر : أختر
يايمه شيلي الــزاد توني تغـديت

جابولي طاري هواي بالزبده غصيت
شيلي: أرفعي/ الزاد: الطعام / توني: الأن / جابولي : جلبو لي / طاري: ذكر
كالولي منه الجـأي كلتلهم أهـواي
سئلوني أشمدريــج رف كلبي وجلاي
كالولي:قالولي /جاي:القادم أوالاتي/كلتلهم:قلت لهم/شمدريج:ما أدراك
جلاي:كليتي
لا تظن عيني تنـام وأطبك جفـبها

مثل التنكط الماي لوحيـد أبنـها

أطبك بمعنى غفى/تنكط:تقطر الماء
خالاتي دكن حيـل ها خاله وياي
موش أبني هذا المات الميت هـواي
دكن:معناها هنا اللطم بقوه / وياي:معي / موش:ليس .
ما ريدن الخــوا ن هم ما ينفعون

عود من أموت أيجون ويه اليدفنون

الخوان :الأخوان / عود: عندما / يجون:يأتون / ويه:مع
ج_النظم المشترك

يا ساعة أشوف هواي يا وكت يمته
واشبع عتاب ويــاه بس لو لزمته
يمته:متى / وياه:معه / لزمته:قبضت عليه ومعناه التقت به
أشماردت يهــواي صار وألف صار

عبره انه ألك سويت بظلوعي الكصار
أشماردت:ماذا أردت / صار:سيكون / عبرة:جسر / سويت:عملت / الكصار:القصار
غمه أشتكول الناس ضاحك للـوداع

ومن عادة المذبوح يرفس عله الكاع
غمه:سفها لهم / أشتكول:ماذا تقول / عادة:ديدن / يرفس:يضرب الارض بقدمه.
ياكتر بالــدلال خالي من العيـوب
وبيا مجان يصــير جرح اليجي أنوب

كتر:جانب/ خالي:فارغ / مجان :مكان /اليجي :الذي يأتي /النوب :مره ثانيه
ليش من أشوف هواي مجبل عليـه

حيلي يكع للكــاع وتموت أديه
ليش :لماذا /من أشوف :عندما أرى /مجبل :مقبل /حيلي :قوتي /يكع :يسقط /الكاع :الأرض

ياكلبي هيد ونام لأكعد وأجويك

هم وتعب وفراك كلي شيظل بيك

هيد :التزم الهدوء /اكعد :اجلس /اجويك :احرقك بالنار /كلي :قل لي شيظل :ماذا يبقى



4
اختلاف الروايات


مما لا يخفى على دارسي الأدب العربي القديم تعدد الروايات وأختلافها في تدوين الشعر العربي عبر عصوره المختلفة .ولعل الشعر الجاهلي حفل بالكثير من االاختلافات في القصيده أو البيت الواحد بسبب عدم التدوين وأعتماد الناس على الحفظ والرواية ,وهذا الأختلاف ناجم بلا شك عن تعدد اللهجات العربية ,أو نسيان الراوي لكلمة ما فيقحم محلها كلمة بديله قد تؤدي ذات المعنى أوتغير المعنى الأصلي للبيت ,ويأتي آخر فيروي البيت بصيغه أخرى وثالث بصيغه ثالثه وهكذا, لذلك تلاحظ ان بعض الدواوين مثقله بهوامش كثيرة عن التباين والأختلاف في الروايات قد تربو على
الديوان أو تزيد , والأدلة على ذلك كثيره ولا يمكننا هنا الأشارة اليها وبامكان القاري مراجعة كتب ألأدب ودواوين الشعراء لملاحظة ما ورد فيها من هذا القيبل ولعل نظرية الشك في الشعر الجاهلي التي أذاعها المستشرقون ورفع لواءها عميد الأدب العربي طه حسين كانت بسبب الرواة اللذين أقحموا في نصوص الشعر الجاهلي كلمات أسلامية لم تكن معروفة في الجاهلية فدفع ذلك المستشرقين الى بناء نظريتهم الخاطئة .
والأدب الشعبي عانى في هذه الناحية ما عاناه الشعر العربي القديم من اختلاف في الروايات وتغير في الكلمات ولعل ما ورد في الدارمي من تغيرات و اختلافات هي أكثر بكثير مما ورد في غيره من فنون الأدب الشعبي الأخرى، ذلك أنّ الدارمي سهل المتناول، قريب المعاني، يتأتى نظمه لفئات كثيرة في المجتمع، فأذا نسى الراوي كلمة فيمكنه الاتيان ببديلها، لذلك حفل الدارمي بكثير من الاختلافات . و شيء أخر لا بد من التأكيد عليه هو أنّ الدارمي من خلال تداوله على ألسنة الناس يتلاعبون بنصه الأصلي فيحورون فيه حسب المناسبةالداعية للاستشهاد به .
ويأتي هنا دور الجامع لهذا الفن وكيفية تعامله مع وجود هذه الاختلافات، فهناك الرأي القائل أنّ الجامع يجب عليه التقيد بالنصوص الواردة حرفيا وكتابها كما سمعها دون زيادة أو نقصان، وهناك من يرى ضرورة تهذيبها وأدراج الألفاظ التي تظهر المعنى، وتبرز الوجه الناصع لهذا الأدب، وهناك من يرى أدراج الروايات على اختلافها وتدوينها على علاتها وعدم التدخل فيها بتغير أو تبديل .
والذي أراه أنّ الطريقة الأمثل في تدوين هذا التراث هي التزام الجانب الحيادي والموضوعي وعدم التدخل بالنصوص بتغير أو تبديل أو إهمال، وأدراج تلك النصوص كما سمعها وحسب مناطق جمعها ذلك أنّ اختلاف اللهجات له الأثر البعيد في اختلاف تلك النصوص .
فالنص المنظوم في منطقة ميسان مثلاً قد ينتقل إلى منطقة الفرات الأوسط بواسطة المسافرين أو زائري العتبات المقدسة أو بواسطة التجار أو غير ذلك من السبل وينتشر في تلك المنطقة وما جاورها من المدن والقصبات ومن خلال تداولها يعمل الزمن عمله، فيتحول ذلك النص إلى نص أخر يحمل ذات المعنى باختلاف في الكلمات أو ذا معنى مقارب للمعنى السابق وبمفردات فرضتها لهجة تلك المنطقة واليك مثالاً على ذلك:-
يوليفي ما أنساكيش لمكركع الخام

عالكبر لو مريـت أتحرك عظـام

الولف:من الألفة و التألف وتعني الحبيب /مكركع:صوت احتكاك القماش كناية عن الكفن/ الخام:القماش الكبر:القبر .
وعند انتقال هذا النص إلى منطقة الفرات الأوسط تحول إلى :-
يا ولفي ما أنساك لمكركع الخام
عا لكبر لو مريت أتحرك عظام
والاختلاف الناشئ في هذا البيت لم يكن مؤثراً على المعنى بل في مفردتين هما(أنساكيش) أنساك و(يوليفي) يا ولفي.
ومثال أخر ليس له علاقة بانتقال النص من مكان إلى أخر بل أنّ اختلافه ناجم عن تغير مفرداته عند غنائه من قبل مغنٍ دون أخر:
ريت الله لاينطيك يلصحت بسمه
فر فرت العصفور كلبي أشيلزمـه
ــ
ريت الله لا هناك يالصحت بسمه
طير وكبرله جناح كلبي أشيلزمـه

ريت الله لا خلاك يلصحت بسمه
فر فرت الزرزور كلبي أشيلزمـه

ــ
ريت بمرض مكروه يلكلت بسمه
فر مني داده وراح كلبي أشيلزمه

ــ
ريت:ليت / ينطيك:يعطيك / أشيلزمه:يقبض عليه /خلاك:أبقى عليك وأطال حياتك .
وهو مأخوذ من قول قيس في ليلاه :
دعا بأسم ليلى غيرها فكأنما أهاج بقلبي طائرا كان في قلبي

فأنت تلاحظ هنا ان الصياغة قد اختلفت رغم وحدة المعنى وجرى التغبير في كلمات معينه لم تخرجه عن معناه ومرد ذلك الى ان الرواة قد يتلاعبون بالمفردات لا لأغراض التلاعب بل لغياب الكلمة الأصلية عنهم عند الأستشهاد او بسبب النسيان او لغرض التوكيد على المعنى وابرازه بصورة أكثر قوة .
فالبيت الأول جرى التغيير في كلمة (لا ينطيك) فأصبحت في الثاني (لاهناك ) وفي الثالث (لاخلاك) وفي الرابع (بمرض مكروه ) ,وتغيير كلمة (يلصحت ) الى (يلكلت) .
وفي البيت الثاني جرى التغير في (فر فرت العصفور) فأصبحت في الثاني (طير وكبرله جناح) وفي الثالث (فر فرت الزرزور) وفي البيت الرابع (فر مني دادة وراح) .
و إزاء ذلك نلاحظ أنّ بعض النصوص لا يمكن التلاعب في ألفاظها وتروى بذات الصيغة في كافة المناطق مثل الدارمي المشهور :-
نجمة صبح يهواي وأسكط عله غطاك

وبحجة الــبردان أتلفلف ويــاك

فهذا النص لا يمكن تغير مفرداته لمتانة سبكه وعمق معناه و احتلال الكلمة لموقعها الصحيح والذي لا يمكن لأي مفردة بديلة أنّ تحل محلها ألا وتؤدي إلى تغير المعنى تغيراً تاماً باستثناء كلمة واحدة يمكن استبدالها وهي (اسكط) فيحل محلها (اوكع) و إليك
نموذج أخر من التغير اللفظي :-
بطلت ما كوليـش من جرحي أحاه

جي دورت والكيت عد شامت دواه

ـــ
بطلت ابد ما كـول من جرحي احـا ه
جيه دورت والكيت عـد شامـت دواه
ــ
عيب اشجي جرحي يوم لو اكولـن احـاه
لن دورت والكيــت عد شامـت دواه
فالتغير الحاصل في البيت ألأول هو في (ماكول )بدلا من (ماكوليش) وفي البيت الثاني (لن دورت) بدلا من (جيه دورت ) ولم يتغير المعنى في كلا النصين ,اما النص الثالث فالتغير حاصل في البيت الأول وهو تغير طفيف لايؤبه له من ناحية المعنى .
وهناك تشابه معنوي في الروايات واختلاف في الصياغه ولعل ذلك ناجم عن اقتباس المعاني من الآخرين ويمكن ادخاله ضمن السرقات الأدبيه دون معرفة السابق من اللاحق لجهلنا الكامل بأسبقية احد النصوص ,او تأكيد لوحدة التفكير الشعبي في اقتناص المعاني من خلال التعايش اليومي مع مفردات الحياة.
من ذلك:-
يا عيني زيدي بجاج غرب وليفــج

وبحجة الـدخـان وابجي عله كيفج

ــ
سوالي ونـه اوراح غرب ولـيفـي
مامش عزيز ايموت وابجي عله كيفي
ابجاج :بكائك / غرب :غاب او نزح / وليفج :حبيبك / ابجي :ابكي / كيفج : كما يحلولك .
فالتغيير الحاصل في هذين النصين ليس تغييرا لفظيا فقط بل هو تغيير في المعنى الخاص واتفاق في العام او تغيير في السبب وصولا لذات النتيجة .
حذف شطر واضافة آخر :-
وقد يحذف شطر من البيت الواحد او يحذف بيت كامل من الدارمي وذلك لتصحيح المعنى او توكيده
ومن ذلك:-
سلمت روحي وياج يا شمس الغروب
والما تشوفه العـين تسلاه الكلوب
فهذا البيت قد فقد ترابطه المعنوي وحدث اختلال واضح في معانيه فالبيت الأول (بيان لغروب الروح مع غروب الشمس ) والبيت الثاني لاعلاقة له بالمعنى الأول فقولها (ان الذي لاتراه العين ينساه القلب ) لايرتبط بالبيت الأول من ناحية المعنى ولكل بيت معنى مستقل .
وعند انتقال هذا الدارمي بين الرواة لاحظوا هذا التباين فأبدلوا البيت الثاني بأخر ليتم التوائم والاتصال بين المعنيين ويأخذ المعنى طريقه إلى الأذهان فصار :-
سلمت روحي وياج يا شمس الغروب
مثل الشمع بالكيظ لو لاحته أيذوب
وشتان بين المعنيين فالثاني بهذه الأضافة جعل البيت أكثر أشراقاً ودقة، وجعل المعنى ينساب إلى الذهن وهو يحمل في طياته صورةً كاملة أبدعتها ريشة فنان ماهر .
وظاهرة أخرى لاحظتها في هذا النوع من الأدب، أنّ بعض جامعي النصوص يقومون بتحوير الكلمات وتغيرها لنشرها في المجلات والكتب على أنهّا نصوص جديدة لم تنشر سابقاً وهذا التلاعب من قبلهم ينم عن ضعف في الوجدان الأدبي وسلوكية خاطئة في تدوين الأداب الشعبية، يدفعهم إلى ذلك قلة الإدراك وضعف الشعور بالمسؤولية الأدبية
وما يعانيه الدارس للادب الشعبي سبق ان عاناه مؤرخو الأدب العربي ودارسي الأحاديث النبوية ,ولعل الأنتحال والتبديل في الحديث النبوي اشهر من ان اشير اليه لذلك عمد علماء الحديث الى التوثيق وتصنيف الأحاديث الى ضعيف ومتروك وصحيح ومتفق عليه ،بل وعمدوا الى أكثر من ذلك إذ قسموا الرواة الى طبقات وأشاروا إلى تقسيمات لرجال الحديث وترجموا لهم وأبانوا عن الكاذب والصادق والضعيف والمدلس ولاأريد من قولي هذا أن يقوم دارسوا الأدب الشعبي بما قام به علماء الحديث فالاختلاف في الأحاديث النبويةله تأثيرات كبيرة جدا في التشريع وإستنباط الأحكام الشرعية ،ولكني أشير الى إن الإختلافات واردة في كل زمان ومكان ،وفي كل ضروب المعرفة الأخرى لذلك يجب أن يبذل جهد أكبر في تدوين ودراسة هذا التراث ومحاولة التثبت والرجوع الى أكثر من راوٍ وإدراج الروايات المختلفة في المنطقة الواحدة ،والإشارة إلى الرواية الصحيحة ،لصحة معناها ،وجمال مبناها ،وصدق ألفاظها ،ولطف تعبيرها ،ومواءمتها لطبيعة التفكير الشعبي .ولعل إدراج الروايات المختلفة له الكثير من النفع في دراسة اللهجات العامية وتطورها وبيان علاقتها باللغة الأُم ،فقد لاحظت أن عامية بعض المناطق وثيقة الصلة بالفصحى ،وتعج بالكثير من المفردات العربية الفصيحة ،التي عفا عليها الزمن وندر إستعمالها ،وخالها البعض عاميه ،وتجد ذلك في دراستي للعلاقة بين الفصحى والعامية في كتابي (دراسات في اللهجة العامية ) حيث عقدت فصلاً خاصاً بالكلمات الفصيحة التي يترائى للبعض أنها عامية وأشرت إلى مواطن ورودها في معاجم اللغة وكتب الأدب .
وفي أدناه نماذج من النصوص المختلفة يتجلى فيها التلاعب من قبل الرواة أو مدوني تلك النصوص اتركها للقاريء لمقارنتها والخروج منها بالنتائج التي يراها جديرة بالقبول من وجهة نظره :-
هاك إبرة هاك الخيط هاك ارد اكلـفك
لمسرد الـــدلال شلـه عله عرفك
ـــ
هاك إبره هاك الخيط خويه أرد أكلفـك
إمشكك الــدلال شله عله عرفـك
ـــ
هاك إبرتي والخيط آنه أرد أكلفـك
إمسرد الـدلال شله عله عرفـك
ـــ
إخذ إبرتك والخيط ماريد أكلفــك
إنته السبب بالصار بس آنه أعرفـك
وهذا نموذج أخر:-
همك وهم الناس وهـم الله فوكـه
مبتلية يا ها لناس جـن عندي بوكه

ــــ
همي وهم النـاس وهـم الله فوكـه

تضحك علية الناس جن عندي بوكه

ــــ
فوكة:فوقه وتأتي هنا بمعنى إضافة إليه أو زيادة عليه / بوكة:سرقة
وهذا نص أخر:-
كل الأسف يا حيف بسمك تنخيت

بعد الحمل ما طـاح مني تبريــت
###

حسبالي طيب ذات بأسمك تنخيت
بعد الحمل ما مال عني تنحيـت

###
غم رايي يوم البيه باسمك تنخيت
بعد الحمل مامون وأنتة التخليت
*******
وهذانص أخر:-
بيدي دفنت أهواي وأيست منه
ياكلبي خاف أتكول بعد ألها ظنـه
*********
بيدي دفنت الزيـن و أيست منه
وأنكطع حبل الشوك ما منه ظنـه
************
توني دفنته وجيت وأيسـت مـنه
وما مش أمل الكاه و لا منه ظـنه
**********


5
أسباب مجهولية القائل

من النادر أن نجد نص من الدارمي نسب لشاعر أو عرف قائله على كثرة النصوص الموجودة لدينا وتعدد أغراضها ، وعلى الرغم من نسبة ألوان الشعر الشعبي الأخرى الى شعراء لهم شهرتهم في دنيا الشعر والأدب . فما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك ؟
في رأيي أنّ لذلك أسباباً وعواملاً عديدة ،أهمها:-
1-أنّ نظرة المجتمعات القديمة إلى الغناء جعلت الناس يبتعدون عن ممارسته ، وليس الاستماع أليه، وأن النظرة الى المغني في المجتمعات العشائرية لا توحي بالاحترام لذلك حين ينظم أحدهم بيتاً من الدارمي ويسمعه مغنى على الشفاه، يتنكرله، وأنّ أنتشر الدارمي بين الناس تنكر له أيضاً خشية المساءلة عن المقصود بذلك البيت وما يترتب على ذلك من أمور على الرغم من أنّ فنون الأدب الشعبي الأخرى قد عرف قائلو معضمها ونسبت إليهم.
2-أنّ هذا الأدب لم يدون في الكتب ، ولم يعنَ به الأدباء ويسجلوه في كتبهم ومؤلفاتهم لنظرتهم الاستعلائية الى العامة ، فظل ينتقل مروياً على الألسن معرضاً للإضافة بقصد الإجادة أو لجهل الرواة .
3-أنّ الدارمي يصح أن يطلق عليه الشعر الغنائي لملاءمته للأذواق وسهولته وبساطة لحنه، فأن المغني لا يذكر أسم الشاعر عند ترديده لمخالفة ذلك للأعراف الفنية وعدم إمكانية ذكره مع الموسيقى، وفي الأبوذية أو الموال قد يذكر المغني أسم الشاعر بقوله(يقول فلان) هذا إذا كان معروفاً، ولعل وجود بعض الأبوذيات القديمة التي عرف قائلوها دليلاً على ذكرها منسوبة لقائليها عند الغناء .
4-ولكون هذا النوع من الأدب يكثر ترديده ونظمه من قبل النساء و اشتهرت نسبته لهن فليس من المعقول أنّ يذكر أسم القائلة لما في ذلك من الفضيحة الاجتماعية لذوي الفتاة .
5-انتقال النص من مكان الى آخر وتداوله بين الناس بصيغ مختلفة بحيث يصعب تعين القائل الحقيقي له..
6-وقد دخل ميدان الدارمي شعراء القريض أيضاً ونظموا فيه واجادو في سبك المعاني ولكنهم لم يظهروا ذلك بسبب النظرة الى هذا اللون من الأدب واعتباره من الامور السهلة التي يتأتى نضمها لكثيرين بسبب سهولته وسرعة نظمه.
7-ومن الأسباب المهمة لـمجهولية قائله أنّ هذا الفن أقتصر في بداياته على النساء دون الرجال ،وسرى على ألسنة النساء سريان النار في الهشيم، وقد اعتبرته الغالبية من الفنون النسائية البحتة لذلك ليس غريباً ان يأنف الرجل من نسبة الدارمي أليه ، لأن النظرة الاجتماعية للمرأة التي كانت سائدة وقت ذاك كل ذلك جعل الرجال ينظرون الى هذا الفن نظرة أخرى رغم ولعهم به وإقبالهم عليه، ولعل نظرة المجتمع الى المرأة انعكست في هذا اللون من الأدب كما لم تنعكس على أي لونٍ آخر .



6
علاقته بالسويحلي

يلاحظ الدارس للدارمي أن هناك تشابها بينه وبين فن أخر من فنون الأدب الشعبي. أنتشر في المناطق الغربية من العراق، وأن وجد في وسط وجنوب العراق فأن وجوده محدودٌ وقليلٌ، إذ أستعذب الناس الدارمي و شغلوا به عن أي لون سواه .
ومن خلال دراستي للدارمي و السويحلي وجدت أن هناك تقاربا كبيرا بين هذين الفنين، ويمكن تحويل السويحلي الى دارمي دون الإخلال بمعناه أو إضافة أو إنقاص شيء من مفرداته، وسأورد بعض الأمثلة للدلالة على ما أقول.
وقد طالعت للأستاذ عبد الأمير جعفر(1) بحثاً عن الأغنية الفلكلورية أشار فيها الىعدم إمكانية تحويل السويحلي الى دارمي، ومع تقديري له أرى إنه جانب الصواب ولعل مرد ذلك إلى عدم إطلاعه على نصوص كثيرة من السويحلي أو عدم معرفته لأسلوب التحويل في ذات الفنين، أو عدم ممارسته نظم الشعر وقرضه.
ولعل التشابه في وزنه وطبيعة نظمه وتشابه أغراضه ومعانيه ، ليس بحاجة إلى دليل، ودراسة نماذجه الكثيرة توحي بأكثر من ذلك ، إذ إن بعضاً من الدرامي عند انتقاله للمناطق الغربية قد يتحول إلى سويحلي . وهذا ما جرى للسويحلي نفسه عند انتقاله إلى الفرات الأوسط والجنوب وإلى القارئ الكريم بعض النماذج مبتدئاً بذكر السويحلي أولاً ثم يليه الدارمي :-



1-مجلة التراث الشعبي العدد9 السنة5 /1974 ص25



(1)
هالبلثنيــــــه والـواشي واكف طول
يكرش علـــــيه خاف من أحاجي هواي
*******
والواشي واكف طـول هالبلثنيــــــه
خاف من أحاجي هواي يكــرش عليــه
الثنيه : المنعطف / واكف :واقف / يكرش:ينم/ أحاجي:أتحدث مع .
(2)
يا كلبي أشبيـــك تركــض ورة الاذاك
منهو اليدلـــيك ضيعـت درب الزيـن
*******
تركـض ورة الأذاك يا كلبي أشبيـــك
ضيعت درب الزين منهو اليدليـــك
وره:خلف / كلبي:قلبي / أشبيك:ماذا بك / الزين:الجيد / منهو:من هو


(3)
ها ها خواتـــي لطم العزيز أشــواط
شوف أمهاتـــي عالولف ما جنيــش
******
لطم العزيز أشـواط ها ها خواتــــي
عالولف ما جنيـش شوف أمهاتــــي
هاها:كلمة تقال للتحفيز والاثارة / أشواط:مراحل / شوفي:انظري /الولف:الحبيب /ما جنيش:لم يأتين.
(4)
أمي بشهر ســات حطتلي نوية عليــه
شفت الولف فـات عفت الثدي وصديت
********
حطتلي نوية علــيه أمي بشهر ســـات
عفت الثدي وصديت شفت الولف فــات
شهر سات :الشهر السادس / حطتلي:وظعت لي / شفت:رأيت / فات:مر / عفت:تركت / صديت:ألتفت.

(5)
عسكر زكـــيه خيم عله الجيجـــان
بيه ســـوجريه وبيه كركة وبيه سيـك
******
خيم عله الجيجـان عسكــــر زكيـه
بيه كركة وبيه سيك وبليه ســــو جريه
الجيجان:شاطئ النهر الترابي المرتفع / كركة: جنود الاحتلال البريطاني الذين دخلوا العراق بعد الحرب العالمية الأولى / السيك:السيخ وهم من الهنود وكذلك السوجر.
(6)

اعصن عـــلية عسكرها جنـدرمات
بيه ثلث مـــيه غير المشه ولا جـاش
******
عسكرها جندرمات واعصن عليــــه
غير المشه ولا جاش بيه ثلث ميــــه
جندرمات:الجندرمة مصطلح للجيوش العثمانية / جاش:أتى

(7)
كــوه أبجن أبجن اتحشم النســـوان
لو دن تخســـرن لو تبجن عله هـواي
******
اتحشم النســوان كـــوه ابجن ابجن
لو تبجن عله هواي لو دن تخســـرن
اتحشم:تبعث فيهن العزيمة والحمية / النسوان :النساء /كوة :قوة / دن :مضاعف السعر
(8)
بسيارة إسعـــاف جاني الطبيب اليـوم
بس عاين وشــاف ما عرف شنهو الداي
******
جاني الطبيب اليـوم بسيارة إسعـــاف
ما عرف شنهو الداي بس عاين وشــاف
جاني: جاءني / بس :فقط / عاين: نظر / الداي :الداء .

(9)
همه اتلفونــــي حرموا عليه النــوم
بحربة اطعنونـــي كصوا ضمير حشاي
حرموا عليه النــوم همه اتلفونــــي
كصوا ضمير حشاي بحربة اطعنونـــي
تلفوني:أصبت بسببهم بالتلف /كصوا: قصوا حشاي: أحشائي




7
الخصائص البلاغية للدارمي



زخر الدارمي بالكثير من الخصائص البلاغيه التي عمقت المعنى وأضافت اليه أبعاداً جديده جعلت منه فناً رفيعاً سامياً تهفو له النفوس وتردده الألسن ويسير بين الناس مثلاً رائعاً للبلاغه وصدق الإحساس وجمال المعنى .
والبلاغه ,هي تأدية المعنى الجميل واضحاً ,لها في النفس أثرٌ خلاب مع ملاءمة الكلام لما يقال فيه او له وهي تعتمد على صفاء الإستعداد الفطري ودقة إدراك الجمال وتبيين الفروق الخفيه بين مختلف الأساليب , وتبيان الذوق الفني .
وعناصرها لفظ ومعنى وتأليف للألفاظ يمنحها قوة وتأثيراً وحسناً وهي دقه في اختيار المفردات حسب موطن الكلام وموضوعه وحال السامع ونزعته النفسيه.
وقد حفل الدارمي بالطباق ,والكنايه ,والجناس , والتوريه ,والتشبيه , والمبالغه , والتكرار ,و براعة الاستهلال , والإيجاز , والإطناب , والمزاوجه , والتوكيد وغيرها واحتوى على الكثير من المحسنات اللفظيه التي تدخل في باب المعاني والبيان .
ولعل الدارمي من أكثر فنون الأدب الشعبي الأخرى إستلهاماً لمقومات البلاغه, واعتداداً بها رغم بروزه في الأوساط الشعبيه التي تجهل قواعد وأصول البلاغه التي وضعها الجرجاني وأضرابه واعتمدها الكتاب المترسلون في احكامهم النقديه على روائع الأدب العربي فالبلاغه في الدارمي بلاغه عفويه , والصور التي إزدحمت بها نصوصه , لم تكن نابعه عن دراسة الأسس البلاغيه او عن معرفة بمدلولاتها . وهو شبيه بالشعر العربي القديم الذي حفل بالكثير من الخصائص البلاغيه التي أشار اليها البلاغيون , وقعّدوا بموجبها قواعدهم ووضعوا نظرياتهم واستنبطوا منها المصطلحات الداله عليها , رغم انهم لم يعرفوا تلك المصطلحات ولم يدرسوا تلك القواعد وجروا على سليقتهم في ابداع آيات رائعه حافله بشتى الفنون البلاغية .

1-الطباق:-
وهو الجمع بين الشيء وضده في الكلا م.

(أ)
يلواشي وين اتريـد والدنيـه الغـروب
تاخذ حجي وتجيب وتـخشن كـلوب
(ب)
من جومة الملكوط وانـطـانـي شيصه
واطلبت منه الزود حـطلـي النكيصه
- ج-
طحت وكمت يهواي شومـا تجيـنـي
عود من أموت تكول ويه عمت عينـي
-د-
ورجتك اعله الحال حسبالـي تـدوم
واسود كلب ثاريك وابيض بالـهدوم
( هـ)
شفت الكمر بالحوش حسبالـي انـتـه
والجابته امي رخيص والغالـي انـتـه
ففي هذه النماذج نلاحظ الطباق في كلمة (تأخذ) و(تجيب) الواردة في الشطر الأول من البيت الثاني .
وفي (ب) تلاحظ الكلمة الأخيرة (الزود) في الشطر الأول من البيت الثاني والكلمة الأخيرة من الشطر الآخر (النكيصه) .
وفي (ج) نلاحظ في الشطر الأول من البيت الأول كلمتي (طحت) و(كمت) .
وفي (ه) كلمة أسود في الشطر الأول من البيت الثاني وكلمة أبيض في الشطر الثاني.
وهناك نماذج من الدارمي ورد الطباق في الأول والثاني:
-ا-
هدني لصيح اعليك الزمني لاطيح
جتالك الكتـمـان سربالك تبيح
-ب-
لاأرضه عنـي تروح لاأرضه تكعد
لاأرضه جاري تصيـر لاأرضه تبعـد
-ج-
صاير طبـع بـهواي من يكعد ايكوم
اسود كـلب ويـأي بس ابيض اهدوم
-د-
ان غربـت عـدوان وان شركت كوم
ولو طرت لو حطيت يتبعني الـحوم
في (ا) البيت الأول الكلمتين (هدني) و (الزمني)
وفي البيت الثاني (الكتمان) و (تبيح)
وفي (ب)ا لبيت الأول (تكوم) و (تكعد)
وفي البيت الثاني (جاري) و(تبعد)
وفي (ج) البيت الأول (يكعد) و (يكوم)
وفي اليبت الثاني (اسود) و(ابيض)
وفي (د) البيت الأول (غربت) و (وشركت)
وفي البيت الثاني (طرت) و (حطيت)

الـمـعـانــي
1- تخشن :_ تقسي من القسوة
2- جومة: الخزين الكثير المرتفع الملكوط:_ الشيء المنتقى انطاني :_ اعطاني . شيصه :_ التمر التالف . حطلي :_ وضع لي . النكيصه: النقص.
3- طحت :_ وقعت .كمت:_ نـهضت . تجيني:_ تأتي الي .عود :_ عندما تكول :_ تقول . عمت :_ اصبحت عمياء .
4- ورجتك :- كشفت لك حسبالي :_ في بالي او في ظني .كلب :_ قلب. ثاريك :_ بان لي . الهدوم :_ الملابس
5-شفت : رأيت /الكمر :_ القمرالحوش :_ المنزل وهي فصيحه .الجابته :_ التي ولدته . رخيص :_ عكس الغالي أي بخس .
6- هدني :_ دعني او اتركني . الزمني :_ اقبض علي . اطيح:أقع أو أسقط. جتالك :_ قاتلك . بالك :_ اياك.
7- اتروح :تذهب . تكعد :_ تجلس .
8- غربت :_ ذهبت الى جهة الغرب . شركت :_ جهة الشرق .
كوم :_ اعداء . حطيت :_ نزلت .


2-الكنـايـة
الكناية في اللغة مصدر كنيت بكذا عن كذا اذا تركت التصريح به وفي الإصطلاح اللفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادته .
- ا-
ياولفي ما انساك لمكركع الخام
عالكبر لو مريت اتحرك عظـام
- ب-
يادهر بس باللـيل خل عيني اتنام
ومن الصبح للنوح اتحزم احـزام
-ج-
أي والعرش واللوح والكرسي والبيه
لو إلك لو للكـاع صك وامهر عليه
في الدارمي الأول كنى بقوله (مكركع الخام) عن الكفن والمراد به الموت أي اني لا أنساك حتى الموت.
وفي الثاني بقوله (اتحزم احزام) كنايةً عن الإستعداد والتهيؤ للبكاءوالنواح وشد
الأحزمه دلاله على الجد والشدة في النوح .

وفي الثالث في قولها (الكاع) كنايةً عن الموت أرادت بذلك انها إذا لم تكن من نصيبه فستكون من نصيب الأرض التي ستدفن فيها بعد الموت .
المـعـانـي
1- الولف :_ من الألفة أراد به الحبيب.مكركع:_ صوت ارتطام القماش بعضه ببعض /الخام :_ القماش اراد به الكفن.
2- بس :_ فقط . خل :_ دع .3- العرش :- اراد به عرش الخالق .اللوح :_ اراد به اللوح المحفوظ لدى الخالق والذي سجل فيه ما كان ويكون الى يوم القيامة .الكرسي :_ سورة الكرسي .
البيه :_ اراد به حرف الباء الموجود في البسملة . الكاع :_ الأرض كنايةً عن القبر .
صك :- عهد او وثيقة / امهر :- أوقع أو امضي عليه وقد جاءت الكلمه (أمهر) من المهر وهو الخاتم الذي كان مستعملاً في العصور الغابرة للتوقيع على السندات والوثائق حيث ينقش أو يكتب على الخاتم بكتابة معروفة كأن تكون أسم الشخص او كنيته ثم يوضع عليها الحبر فتطبع الكلمات الموجودة فيها على الورقة المراد إمضائها.


3-براعة الاستهلال
وهو البداية البارعة أو المتميزة في أول القصيدة أو البيت ومنها سمي البيت الأول (المستهل) أي البداية.
أتعجب ايلـوجون من كسر العظام
أحاه وجعهن حيل كسرات الأيام
أيلوجون :_ يئنون من الألم أو يتضورون من شدة الوجع / أحاه :_كلمة تقال عند الشعور بالألم وهي بمثابة (آه) / وجعهن :_ الوجع أي الألم / حيل :_شديد / كسرات :_ كناية عن المصائب والويلات أو العراقيل التي تواجه الإنسان في حياته .
الأيام :_ مفردها يوم وهي فصيحة لكنها في العامية تعبير عن الزمن بمداه الواسع
4- الإستعارة
و هي ما تضمن تشبيه معناه بما وقع له وما تضمن المبالغه في التشبيه .
تحرك الطير الصاف روحـي بسناهــا
صعصع سنه ويومين شـو ما طفاهــا
والإستعارة تكمن في كلمة (صعصع) التي وردت هنا دلالةً على المطر لما ورد في المأثور الشعبي من القول بأن (صعصع) من الملائكة المسخرين لتحريك الرياح وإسقاط المطر .
تحرك:_ تحرق أي تولع النار .
الطير الصاف :_سيأتي المعني في الصفحات التاليه.
5- التشبيه
وهو بيان أشياء شاركت غيرها في صفة او اكثر بأداة ملفوظة او ملحوظة وأركانه اربعة وهي المشبة والمشبة به وأداة التشبية ووجه الشبه .
- ا-
(مثل ام ولد غركان) وابره الشـرايـع
كلمن وليفـه اويـاه بس ولفي ضايـع
- ب-
ما لـجلجت للـنوم واطبك جفـنهـه
(مثل التـنكـط ماي) لوحيد ابـنـهـه
-ج-
عـمده ارد امر عالدار واشبع مـغـمـه
وانـحب نحيب ايتيـم (من يذكـر امـه )
الـمـعـانـي
1- غركان :_ غريق ابره :_ اراقب/ الشرايع :_ جمع شريعه وهو النهر الصغير كلمن :_ كل انسان/ وليفه :_ حبيبه
2- لجلجت :_ استسلمت اطبك :_ اغمض/ التنكط :_ تقطر الماء نقطه بعد نقطه او قطره بعد قطره.
3- عمده :_ من العمد أي متعمده وبإصرار/ارد :_ اريد أي اروم وارغب مغمه :_ الغم والكرب كنايةً عن الحزن الكثير/ أنحب :_ ابكي من :_ عندما
6- الإيجاز
وهو ما ليس بحذف فإن معناه كثير ولفظه يسير مع خلو الكلام من التكرار.
نجمة صبح يهواي واسكط عله غطاك
وبحجة الـبـردان اتلفلـف اويـاك
اسكط :_ اسقط أي اقع /غطاك :_ غطائك /بحجة :_ بعذر البردان :_ الذي يشعر بالبرد اتلفلف :_ التف معك بنفس الغطاء اوياك :_ معاك او معك.
7- الإطناب
وهو الإيضاح بعد الإبهام ليُرى المعنى في صورتين مختلفتين .
- ا-
(كلش بعيد ابعيد) الرادته الروح
امنين اجتني هاي زواده للنوح
-ب-
(والبيدي والبالكاع والعله امتوني)
ماجوز انه من اهواي لـو كطعوني
-ج-
(أي والعرش والبيت والبلعته الحوت)
نارك بلب احشاي تلهب لما موت
-د-
(يا بعد هاي وذيج يـابـعـد ذني
سود العله المتنين هل سودنــني
-هـ-
(مو كافي ييزك جوز بس يا دهر عاد)
كسرت عظم سويت ما يرهم اشداد
المـعـانـــي
بعيد ابعيد :_ أي بعيد كثيراً كثيراً او بعداً واسعا/ًامنين :_ من اين
اجتني :_ جاءت لي او اتت/ هاي :_ هذه/ زواده :_ زيادة او إضافة 2-البيدي :_ الذي بيدي كنايةً عن الطفل الذي تحمله بيدها.البلكاع :_ الذي يمشي على الأرض/ العله :_ فوق /متوني :_ جمع متن وهو العاتق ،أي على عاتقي/كطعوني :_ مزقوني او قطعوا اعضائي ارباً إرباً
3- العرش :_ عرش الرحمن البيت :_ بيت الله الحرام ،البلعته :_ الذي إزدردته الحوت كنايةً عن النبي يونس الذي إبتلعه الحوت ونجا بمساعدة الله ،لب :_ اللب الوسط/احشاي :_ حشاشتي/ لما :_ الى إن.
4- هاي: هذه/ذيج:-تلك/ ذني:-المقصود بها أي شيء تشير أليه بيدها كأن يكون العينان //سود:-أراد بها الضفائر أي الشعر المنسدل على منكبيها //السودنني:- اللواتي أصبت من جرائهن بالجنون

5- كافي:كفى/ييزك:-كفاك أوأ لم يكفيك /جوز:-أترك أو دع بس: فقط /عاد: أيضاً/سويت: عملت/ يرهم:لا يكون أو لا يصلح.
أشداد:شد والمراد بها المداوات.

8-الاقتباس
وهو أن يضمن الكلام شيئاً من القرآن أو الحديث لا على أنّه منه .
-أ-
صبري عله صبر أيوب زاد وتـــعــده
وما كلت (مسني الضر) عفية أني جلـــده
والاقتباس هنا من قوله تعالى (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)
-ب-
(للواحـد وسبعــين ) أحـملني يهــواي
ليش عله كسـرة عود صـار اللبـن مـأي
وهذا اقتباس من الحديث الشريف في قوله(ص) (أحمل أخاك المؤمن على واحدٍ وسبعين محملاً)
الـمعانـي
1-عله:على / أيوب : النبي أيوب (ع) الذي ابتلاه الله بالكثير من المحن والمصائب فصبر عليها صبر الكرام حتى أثابه الله على صبره . / كلت : قلت / عفيه : أحسنت / أنه :أنا / جلده : ذات صبر وجلد على تحمل المكارة .
2-ليش : لماذا وأصلها لأي شيء / كسرة عود : كسر العود كناية عن الأمر الهين / صار : أصبح ..
9-مراعاة النظير
ويسمى التناسب والتوفيق والإتلاف وهي جمع أمر وما يناسبه لابالتضاد وقد يكون الجمع بين الأمرين.
صرت أنته (جنه ونار) (راحي وعذاب)
بيده (الحيه والموت) (شيبي وشبابي)
راحي : راحتي / الحية : الحياة
10-المزاوجة
وهي أن تزاوج بين معنيـين فـي الشـرط والجـزاء .
الناهي خلـه يطير ينهانـي عنــك
بكلبي المحنه عليك جن أنــه أمـك
الناهي: المانع ومن نهاك عن القيام بعمل ما / المحنه : الحنان
11-الغموض
هو الأبهام في المعنى والصعوبة في أيجاد تفسيره
كون الشعير يـصير والحنـطة دودة
ولفي بشمس الكيظ ذبلت أخدودة
فهي تتمنى أن يكبر الشعير وينمو ، وتأكل الحشرات نبات الحنطة لماذا؟ لأن شمس القيظ أدت الى ذبول خدود الحبيب فما هي العلاقة بين نمو الشعير وموت الحنطة وشمس القيظ . ذلك أن حصاد الشعير يتم قبل حصاد الحنطة لأن زراعة الشعير تتم قبل زراعة الحنطة ويكون حصاد الحنطة في أشد أيام السنة حرارة بعكس الشعير الذي يكون حصاده في وقت شبه معتدل
12-المدح بما يشبه الذم
وهو أن يكون ظاهر المعنى هو المدح وباطنه الذم .
ريت العجايز كون فدوة لعجوزي
عن الطحن والماي اتكلي جوزي
والعداء التقليدي بين الأم وزوجة الإبن يمنعنا من تصديق ظاهر هذا القول ، ولكن لو نظرنا ما وراء الكلمات من معنى خفي لا نقلب المعنى الظاهر الى نقيضه، فأن زوجة الإبن تتمنى أن تكون كل أمهات الأزواج فداءً لأم زوجها ، لأنها تطلب منها عدم الطحن وعدم جلب الماء ، ولكن لماذا؟ هذا هو المخفي وراء هذه الكلمات ، أنها تمنعها من جلب الماء لأنها تعرف أن هذه الزوجة لا تحب زوجها ولها حبيب أخر تلتقي به عند النبع أو عند النهر وتبادله الغرام من وراء زوجها ، وتمنعها عن الطحن لأنها ستغني بحكم العادة بأغاني الحب البريء ظاهراً والمقصود باطناً .
الـمعـانـي
ريت : ليت / كون : تكون / فدوه : فداء / جوزي :دعي أو اتركي


13- التورية أو الإبهام
وهو أن يطلق لفظ له معنيان قريب وبعيد ويراد به البعيد اعتماداً على قرينة خفية .
حسبالي للتسعـين تتـناني يهواي
تالي عله كسر العود (صار اللبن ماي)
حسبالي:كان في بالي أو خلدي / للتسعين:أي الى أن أبلغ التسعين سنة / تتناني:تنتظرني / تالي:في النهاية
14- المبالغة
وهي أن يدعي لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حداً مستحيلاً أو مستبعداً وتنحصر في الأغراق والغلو .
-أ-
مـن فوك سبع سطوح دمعي أرد أدهـديـه
ودورن يالـحديثـات تلكن سـمج بيـه
-ب-
حطتلي نوبه علـيه أمـي بشهـر سات
عفت الثدي وصديت لـن الولـف فـات


-ج-
دمعي من أهده اليوم يـوصل عـكركوف
غرك جسر بغـداد والحـلـة أتـروف
-د-
وينه اليكـل لحميو بدريــه شالـت
وانكسر كرن الثور والـدنيـه مالـت
الـمـعانـي
1-فوك : فوق / أرد : أريد حذفت يائه / ادهديه : دهدى فصيحة تركها الفصحاء وأستعملها العامة ومعناه أدحرجه رغم أن دهدى أخف من دحرج / دورن :فتشن أو أبحثن / الحديثات : الشابات / تلكن : تجدن / سمج :سمك / بيه :به
2-حطتلي : وضعت لي وهي فصيحة حط الطائر وقف على الغصن أو على الأرض / نوبة :فترة الحراسة/ والمقصود المناوبة.
سات : سادس / عفت : تركت / صديت : ألتفت / الولف :الحبيب / فات :مر أو مشى
3-اهده : هده أطلق سراحه أو تركه لشأنه / يوصل : يصل أضيفت له الواو حسب القواعد العامية في تصريف الأفعال / عكركوف : منطقة عقرقوف غرب بغداد بين الفلوجة وبغداد وهي نمن المناطق الأثرية / اتروف : تضع السدود الترابية لمنع جريان الماء .
4-وينه : أين / اليكل : الذي يقول / حميو :أسم شخص شالت:رحلت / كرن:قرن
/مالت :تحولت الى الجانب الاخر وأوشكت على السقوط .
15 ـ التكرار
هو تكرار الكلمة أو الحرف عدة مرات لأبراز الأهمية الكامنة وراءها .وهو قسمان تكرار الحروف وتكرار الكلمات .
-أ-
ما ظل كتر بالروح ما بيه جرح صار
حته الجرح مجروح جرح بجرح صار
-ب-
هاجن يناهي أعليك أجروحي كلهن
شلحم شداوي شلون شوكلي مـنهن
-ج-
هم دهر هم دولاب هم صكعة البين
هم هجر هم فراك هم خلة بالـعين
-د-
لا بيه أروح وياه لا بيه أعـوفـه
ومكدر عله فركاه و لابيه اشـوفـه
الـمـعانـي
1-ما ظل :لم يبقِ / كتر :جهة أو جانب / صار : حدث.
2-هاجن : من الهيجان وهو الغليان أراد شدة الألم / ناهي : الذي ينهى على أمر من الأمور أرادت به العاذل / كلهن : كلها أو جميعها / شلحم : ماذا أصلح / شداوي : ماذا أعالج / شلون : كيف / شوكلي : أذن قل لي .
3-هم :أيضاً / الدولاب: كناية عن تصاريف الزمن / صكعة : الضربة على أم الرأس / البين : الموت/ فراك : فراق / خله : من الخلل أي النقص
4-اوياه:معه / لابيه:لا أملك القدرة / أعوفه:أتركه / مكدر: لا أستطيع / فركاه: فراقه /أشوفه: أراه .
16-التوكيد
وهو تأكيد المعنى بالتركيز على الناحية التحذيرية عند التخاطب .
-أ-
هابالك وأيـاك مـن المـحبه
خافن توجر بيك نار التــحبه
-ب-
أشظل بعد وشخليت تنغط يالغراب
حدر ضعنه النوب يم وادم أجناب
الـمعانـي
1-ها بالك: كن حذراً / خافن :خوفاً / توجر / تزداد أشتعالاً.
2-أشظل :ماذا بقى / شخليت :ماذاتركت / تنغط : صوت نعيق الغراب / حدر :أنحدر سار / الظعن : القافله / النوب : هذه المرة/يم: بجانب/وادم: أبناء أدم،ناس/ أجناب: أغراب.
17-المقابلة
وهي أن يؤتى بمعنيين أو اكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب .
الدنيه ويه الزين (شالت نحاسه)
والنذل بيها اليوم (هالرفع راسه)
الـمعانـي
وية :مع / الزين : الحبيب / شالت : رفعت / نحاسة : الحقد
18-السلاسة
رقةألالفاظ ونعومتها عند تتابعها وعدم وجود كلمات ثقيلة في اللسان.
أسمع هلي ينادون مـابـيه أرد ها
ملتهيه أشد جروح كلبي أعله فركاه
الـمـعـانـي
ما بيه :لا أستطيع / اردها :أقول نعم / ملتهيه : مشغولة / فركاه :فراقه
19-الجناس
وهي أن يأتي بكلمتين متشابهتين بالرسم مختلفتين بالمعنى وهو نوعان التام والناقص.
-أ-
أشرايـد مـن الـدار تنشد عليها
توحش الصوت الصوت مـن تمر بيها
فالصوت الأولى تعني جرس الكلمة ورنينها والثانية قسم شعبي يردد عند اداء اليمين
-ب-
يـاوسفـتي الأيـام لو زانت كصار
تـاليهـا دارأتـطيح من الوكت دار
فالدار الأولى هي البيت والدار الثانية اراد بها دورة الزمن وتقلباته .
الـمـعانـي
1-أشرايد :ماذا تريد / توحش :موحشة /
2-وسفتي : ياأسفي / زانت :أضفت عليهم الزينة / أكصار :قصار
/ أطيح: أقع / الوكت : الوقت ، الزمن .
20-الجمع
وهو أن يجمع بين متعدد أو اكثر .
الطم وادك عالراس ليلي ونهــاري
ملوني اهلي وشال من عندي جاري
أدك: أدق/ ملوني :اصيبوا بالملل/ شال: ارتحل
21- حسن التعليل
وهو أن يدعي علة مناسبة له بأعتباره لطيف غير حقيقي
ما كلت منك آخ يوم الصبتني
لاجن دموع العين هيه أفضحتني
ومعناه لم اشكُ الالم عندما أصبتني بسهم الحب , ولكن دموع العين بسبب الفراق هي التي جعلت الناس يعرفون سري .
22-التضمين
هو ان ياخذ بيتاً او شطراً من الشعر ويضمنه في شعره .
يا ولفي ما انساك لمكركع الخام
عالكبر لو مريت اتحرك اعظام
مأخوذ من قول توبة في رثاء ليلى الاخيليه:
ولو ان ليلى الاخيلية سلـمت علي ودوني جنـدل وصفـائح
لسلمت تسليم البشاشة اؤ زقا اليها صدى من جانب القبر صائح
23-الخطأ في القافية
وقد يخطئ الشاعر في القافية لوقوعه في الوهم لأن قافية الدارمي تكون في الحرفين الأخيرين .
-أ-
زفـره عباة كعيم من دون ألعبي
مدري سمج مطبوخ مدري سمج ني
-ب-
خلي الغريب يفوت بن عـمي بره
بيده ويشد العـين لو طحت رمده
-ج-
جاني الخبر بالليل كـالوا تـخوصر
لا طارش انوديه لا رجـل تـوصل
الـمعانـي
1-زفرة :ذات رائحة كريهة / عباة : العباءة / مدري : لا أدري .
2-خلي :دعي / يفوت :يمر أو يدخل .
3-تخوصر :وضع يده على خاصرته وهي وقفة معروفة .

8
فقدان الترابط المعنوي
الترابط المعنوي من الامور الهامة في الأساليب الأدبية نثراً وشعراً ، وكثيراً ما نلاحظ أن بعض الأبيات الشعرية تفتقر الى هذا الترابط ،بين الشطر والعجز ،وبين البيت الأول وما يليه ،وهو من العيوب المخلة بالشعر ،والثغرات التي يتحاشاها الأدباء في كتابا تهم المختلفة ، لذلك أعتبر النقاد ان هذا العيب من العيوب التي لا يجوز للأديب أو الشاعر التهاون بها .
وقد حفل الدارمي بالكثير منهذهالنصوص التي تفتقر الى ذلك الترابط ومرد ذلك الى الخطأفي الرواية بألحاق بيت من دارمي الى دارمي أخر .
-أ-
سلمت روحي وياج ياشمس الغروب
والماتشوفـه العـين تسلاه الكلوب
فلا يوجد رابط بين غياب الشمس ونسيان الأحبة
-ب-
كلبي خلص تكطيع بت أكوه من بت
والياكل شمـدريـه الـيثرد أثبــت
-ج-
يانجمه شوفي هواي من يـمته نـايم
والعكل مـني راح والكلـب هـايم
-د-
مدري هوه جويريد لـو هـبة شباط
حطلك مخدة ونام يـم فـيُ الخطاط
-هـ-
يالشايـلات شراع بدموعـي فوتـن
كل الوجاع أتطيب بس أنـي أموتـن
-و-
خنجر وأسرد الروح جـا شلـي بـيها
جنب للمهــيلات سود العـلـيهـا
فالشاهد (ب) أوله حديث عن القلب أوجعه الفراق فتقطعت نياطه وبانتقالة غير بارعة تنطلق حكمة بليغة مفادها ان الذي يأكل لا يعلم كمية الطعام الذي يتناوله ولكن الذي يعرف ذلك هو القائم بأعداد الطعام ،فأين الوحدة الموضوعية بين البيت الأول والبيت الثاني ؟
كذلك الشاهد (ج) فأوله مسائلة النجوم الساهرة عن وقت نوم الحبيب، والثاني أخبار بذهاب العقل وهيام القلب فما هو الرابط بين الاثنين ؟ وفي النص (د) تساؤل عن كنهه الهواء ، أ هو هواء (جويريد) أم هواء شباط؟ ثم أنتقالة
مفاجئة الى وصف جمال الحبيب الذي يملي عليك أن تضطحع في افياء جميلة بضلال مساحيق التجميل .
والشاهد (هـ) دعوة للسفن الشراعية لتبحر في عباب زاخر من دموعها وبلا تمهيد تفاجئ بأن الالام الموجعة ستزول بعد الموت فما هي العلاقة السببية بين الموت والسفينة؟
والدارمي (و) كسابقه ففي البيت الاول تقول بأنها ستمزق الروح بالخنجر، إذ ما حاجتها الى الروح،
ويجب ان يكون السبب فشلها في قول ما تريد ولكن تفاجئ بأن السبب هو شعرها الذي يصلح أن يكون حبالاً للسفن الكبيرة ، فقارن ؟
9
تأثر الشعر العربي الحديث بالدارمي

يلاحظ الدارس للشعر العربي الحديث أو ما يسمى بالشعر الحر كثرة الاستعارة و محاولة الاستفادة منالأساطير والموروث الشعبي في إبراز الجوانب التصويرية لموضوعاته الشعرية وقد اعتمد الرواد و الجيلالذي تلاهم على الأساطير الإغريقية و زجوا في أشعارهم بالكثير من الأسماء الخاصة بالآلهة الإغريقية والشخصيات الأسطورية الواردة في القصص والحكايات الشعبية,.
ولعل استفادتهم من الشعر الشعبي أو الأدب العامي كما يحلو للبعض أن يسميه؛ واضحة جليه ، ويستطيع الدارس لآثارهم العثور على الكثير من ذلك، فقد أخذوا من أغاني الأطفال ومن الحكايات الشعبية، واستفادوا من الأمثال وضمنوها في قصائدهم لزيادة الإيضاح،وعمق الدلالة،والاستفادة من التجارب الشعبية. فكان الأدب الشعبي الرافد الذي نهل منه الشعراء المحدثون والمعين الذي لا ينضب في إغناء افكارهم وأبراز معانيهم لذلك حفل الشعر الحر بالكثير من الصور الشعبية الزاهية التي رّجحت من كفته في تقبله من الجماهير ، ولعلي لا أضيف جديداً أذا قلت أن الشعر الحديث شعبي في أفكاره بعيد عن الشعر العربي القديم في أخيلته ومعانيه وقوافيه وهو ثورة على العمود والقافية والمعنى والأساليب لذلك سيتعثر في مسيرته و ينزوي في خانات التاريخ الأدبي كما أنزوى غيره من الصيحات الجديدة ويبقى الشعر العربي قائماً كالطود الشامخ يهزأ بالرعود والعواصف والرياح وسينحسر هذا الشعر ولا يبقى منه الا اطلال تنبئ عن بقايا شيء ممجوج وقد أخذ الشعر الحديث الكثير من المعاني الشعبية التي وردت في فنون الأدب الشعبي المختلفة وأعاد صياغتها و أضاف بذلك معاني جديدة للأدب العربي ، ولعل بعض المعاني الواردة في الأدب الشعبي يقف الأدب الفصيح عاجزاً عن مجاراتها أو الأتيان بمثلها لا لضعف في اللغة ولا لقصور في الأديب، ولكن لاختلاف التناول في كلا الأدبين .والسياب حين حاول أخذ هذا البيت من الدارمي وأعادة سبكه بلغة عربية سليمة لم يحالفه الصواب فأضطر الى الحوم حول المعنى ، وظهر الافتعال واضحاً في بيته وبان القصور فيما جاء به ، فقد أخذ السياب الدارمي :-
نجمة صبح يهواي وأسكط عله غطاك
وبـحجة البردان أتلفـلف وياك
فقال السياب في قصيدته :-
ياليتني نجم الصباح
آه لأسقط يا حبيبي أذ تنام على الغطاء
اعتل بالبرد ..أرتجف..فلفني.برد الهواء
ولعل إعجابه بالمعنى الخالد للأغاني الشعبية وما تحويه من أفكار رائعة معبرة عن الواقع .دفعه للاستفادة من هذا التراث وإستلهامه في الكثير من قصائده ، لينقله من محليته الضيقة بحكم لغته الشعبية،الى أفاق أوسع وأغنى بعد تحويل ذات المعنى الى اللغة الفصحى ،لينتشر في أنحاء العالم العربي فقد أقتبس الأغنية الشعبية الشهيرة :-
(سليمة ..يا سليمة ..نامت أكلوب الناس .. كلبي أشينيمة )
فقال في قصيدته الشهيرة (المومس العمياء) التي عالجت جانب من الحياة العامة :-
((وعـضت اليد وهـي تـهمس فـي العيون
عمياء أنت ..وحضك المنكود أعمى يا سليمة
و تلوب أغنية قديمة
فـي نفسها يوشوش يـا سليمة يـا سليمة
نامت عيون الناس آه.. فمن لقلبي كي ينيمة ))
وهذا الاستلهام الرائع لهذه الأغنية، أغنى معنى القصيدة وأضاف اليه بعداً واقعياً ،ليكون تعبير عن معانات حقيقية لإمراة مسحوقة رمت بها الظروف في مستنقعات الرذيلة ،فأنحدرت لمصيرها الخائب تجر أذيال الفشل في حياتها الطائشة .
وكان اغلب شعراء المدرسة الحديثة (مدرسة الشعر الحر) -إذا صحت هذه التسمية- استفادوا من الأغاني الشعبية واستلهموا منها أفكاراً صاغوها بأطر جديدة استطاعت أن تضيف للأدب العربي معانٍ هي خير تعبير عن الواقعية الحديثة في الأدب العربي .
فالأستاذ شاذل طاقة نظر بلا ريب الى الأغنية القديمة في قصيدة (ثغاء الجرجر)
((يا أخي… ثوبي يفضحني
عباس العلـج يلاحقـني
و يعاشقني
والنهد … والنهد يشقق من ثوبي
يا أم وأخجل أن أحكي ))
تقول الأغنية :-
يا يمه كولي لأبويه أنه أستحي منه
زمن نهود الصدر والثوب شكنه
وكذلك السيد جعفر العلاق قد استوعب الكثير من الأغاني الشعبية في قصائده وحاول توظيف معانيها للتعبير عن حالات واقعية فجاءت تضميناته عائمة غير واضحة المعالم أشبه ما تكون بتلميحاتٍ لما أخذه دون الولوج في داخله والوصول الى دقائقه.
يقول في قصيدته (مرثية الأخطاء المتكررة)
((مثلما تهجر الحنطة الساحلية
ها أنني مهمل …
ذا هل يعلق القش بالريـح
أو تعلق الريح بالقــش))
فهو مأخوذ من الدارمي الشهير :-
بين الجرف والماي حنطه أزرعوني
لا كالوا الله وياك لا ودعــوني
وفي قصيدة (سيدتي الصغيرة) أستلهم أكثر من أغنية وحام حول معانيها في تلميح واضح
((ان رمل السماوة
بلاد معلقة
في ثياب المحبين...مفتوحة للحصى والنداوة ))
فهو أستلهام للأغنية التي غنتها المطربة الشهيرة صديقة ألملاية :-
أخذني وطير بيه للسماوه وذبني بكاع ما بيه نداوه
وفي ذات القصيد ة أستعان بالدارمي المشهور:
كون العزيز أيصير بضلوعي شامه
واتشابك انه وياه مامش ملامـه
يقول :-
((ان كل الحدائق تبرد
في أخر الليل…لكن من جعل البرد محزمها احتجت
ربما في النسيم الذي يبرد الآن
ها أنها شامة تستدير حرائقها في ظلوعي القصيرة ))
ولعله في قصيدته (المشي بين أرضين) أكثر وضوحاً في استلهام المعنى من الدارمي المعروف :
حجيك مطر صيف مابلل اليمشون
فقال:-
((كيف يغفون في غفوةٍ باردة
وتغني… حديثك
أم قطرة الصيف ما بللت عشبة واحدة ))
فهو يحاول الإيحاء بالمعنى دون الولوج في تفاصيله .
ولعل العلاق من أكثر الشعراء افادة من الموروث الشعبي واتكاءً عليه في أقتناص معانيه وأخيلته ووضعها في صورة جديدة توحي بالمعنى أو تزيد عليه ففي قصيدته (الخيمة الواطئة) استلهم المعنى كاملاً من الدارمي المشهور
خليتـني يـهـواي ريشه بوسط ريح
لا توكف عله الكاع ولا تقـبل أتطيح
يقول:-
((كن اخف من القش في الماء
أو ريشة في المهب ))

10
تأثير الشعر العربي عليه


يعتقد بعض الباحثين أن افتقار الخيال الشعبي الى المعاني جعله يتابع ويباري أو يقتنص المعاني من الشعر العربي القديم ، ويصوغها في إطار شعبي . وهذا رأي مردود لأن المجاراة أو المحاكاة او المباراة ليست دليل العوز أو القصور ، بل أراد من خلالها الشاعر الشعبي تبيان صلاحية اللهجات العامية وإمكانية الشعر العامي من مسامات اللغة الفصحى وشعرها وأدبها ، من خلال صياغة معانيها وأخيلتها في إطار شعبي واضح الملامح بارز السمات وهي تدل ولا شك على سعة اللهجة العامية وإمكاناتها اللامحدودة في التعبير عن مختلف العواطف و الأفكار التي تصدى لها الشعر العربي .
و بالإضافة الى مجاراته للشعر العربي حاول أن يبزه ويتطاول على معانيه بإضافة إيحاأت جديدة أضفت على المعاني القديمة ما يزيدها روعة ويخرجها بإطار فني جذاب يدل على عمق النظرة ، وجمال المعنى ،ورتابة الأسلوب . ويحاول الشاعر الشعبي من خلال هذا الامتداد ومسامات المعاني السامية في الأدب العربي البرهنة على أمكانياته الذهنية الواسعة وقدرته على أستلهام المعاني وأعادة بنائها ،والتحليق بها ، وإضافة مكملات لها لتظهر بشكل جديدله من الأيحاء والشفافية ما يزيده غنى في الكمال والدقة والدارس لتأريخ الأدب العربي يجد أن الشعر الفصيح في العصور المتأخرة ، قد أتكأ في أخيلته ومعانيه على الشعر القديم، وأخذ منها صورها الفنية الجميلة وأعاد صياغتها بأسلوب أخر ، وأعتمد على مجاراتها أو تخميسها أو تشطيرها أو معارضتها ، وظل ينهج نهجها، ويسلك مسلكها، ولم يحاول الصعود عليها ، أو الأرتقاء بها ، بل حام حولها حوم الخائف المترقب ، لا يتجاوزها ولا يصل أليها، فصار كسيحاً مقعداً يقتات على ما في الصحون . والذي أحب أن أشير أليه هنا أن الدارمي في أصوله الاساسية وبداياته الأولى ،لم يتأثر بالشعر العربي لأنه كان مقتصراً على النساء دون الرجال، ولعدم ألمام العامة بالأداب العربية ، وأن التأثير الذي سنشير أليه بعد قليل ، جاء عن طريق الشعراء الذين أكتسبوا شيءاً من الثقافة الأدبية أو هم من المتأدبين الذين مارسوا نظم الشعر الشعبي .
وقد اخذ الشعر الشعبي من الشعر الفصيح، لباب المعاني وحام حولها أو اعتلاها وتوسل الى ذلك بطرق عديدة منها :-
1-التوضيح :-
وقد يكون البيت العربي غامض المعنى فيضيف أليه الشاعر الشعبي ما يزيد من وضوحة ويقربه أكثر الى ذهن السامع أو المتلقي من ذلك قول قيس ليلى :
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما أهاج بقلبي طائراً كان في صدري
فقال الشاعر الشعبي :
ريت الله لا هناك يالصحت بسمه
فر فرت العصفور كلبي أشيلزمـه
2-نقل المعنى :
وقد ينقل المعنى كاملاً ويحوله من لغته العربية الفصيحة بدون زيادة أو نقصان كقول الشاعر العربي :
ولا تحسبن يجري من العين دمعها ولكنها روحي تذوب فتقطر فقال الشاعر الشعبي :
لا دمه دمع العين يشكر ولا ماي
لاجن تذوب الروح من نار الويـأي
وقال الشاعر محمد الوراق :
ولو كان لي قلبان عشت بواحدٍ وخلفت قلباً في هواكِ يعذب
فقال الشاعر الشعبي:
مالي كلوب أثنين خو تدري بيه
واحد وأخذته وياك وشظل أليـه
3-المعارضة :
وهو مخالفة معنى البيت ومعارضة السبب الوارد فيه ، وبيان سبب أخر أقوى وأعظم منه ، ومحاولة تضخيم المعنى ضمن ذلك الأطار كقول الشاعر :
ولو كان لي قلبان عشت بواحدٍ وخلفت قلباً في هواك يعذبُ
فعارضه الشاعر الشعبي بقوله :
تتـمنه ألـك كلبـين غمك يها الراي
نص كلب عندي عليل وأنـطيته لهواي
××××××
عندك كلـب محـتـار ومـتيه الـراي
نص كلب عندي عليل وأنطـيته لهواي
ومعارضة موشحة الشاعر العلامة المرحوم محمد سعيد الحبوبي التي يقول فيها :
اسقني كأساً وخذ كأساً أليك فلذيذ العيش أن نشتركا
فعارضه بقوله :
أتهنه بأول كاس والثانــي ليـه
يشكر لذيذ العيش نشرب سويـه
فأبان بذلك عن نفسيته الشعبية الحافلة بصورة الأيثار وتفضيل من يحب على نفسه بتقديم الكأس الأول له على عكس الحبوبي الذي آثر نفسه عليه.
4-تبديل الصورة :
وهي أن يحول المعنى ألى أخر يشابهه في نقل الصورة ضمن منظور أخر تختلف صورته عن الصورة السابقة . كتحويل قول الشاعر:
يـا محرقاً بـالنار وجـه محـبه مهلاً فأن مدامعي تطفـيه
أحرق بها جسدي وكل جوارحي وأحذر على قلبي لأنك فيه
فأحاله الشاعر الشعبي إلى صورة أخرى بما يقارب معناه :
رضرض جميع أعضاي مرخص عليها
بس لا تدوس الروح جيف أنته بيها
5-الأيـجاز :
وهو أيجاز المعنى واختصاره كقول توبة صاحب ليلى الأخيلية :
ولو أن ليلى الأخيلة سلـمت علي ودونـي جندل وصـفائـحُ
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا اليها صدى من جانب القبر صائحُ
فقد صاغه الشاعر الشعبي بصورة جديدة اضفت على المعنى بعداً أخراً وأوجزه ببيت واحد :
ياولفي ماأنساك لمكركع الخام
عالكبر لو مريت أتحرك عظـام
6-المــجاراة:
وهي نظم المعنى دون إضافة أو نقصان كقول الشاعر العربي :
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
فقال الشاعر الشعبي :
بالبيده بس العـيس تتشابـه ويـاي
العطش فت حشاي وأنـه أحمل الماي
أو قول الأخر :
ولو أن رمحاً واحداً لإتقيته ولكنه رمح وثان وثالث
لو سهم واحد هان وبروحي أصده
لاجن ثلاث أسهام ياهــو الأرده
أو مجاراة قول الشاعر :
أعلمه الرماية كل يومٍ فلما أشتد ساعده رماني
فقال:
علمته رمي الكوس وأتعبت أيديه
أول سهم يا ناس وداه أليــه
وقول قيس ليلى :
أراني إذا صليت يممت نحوها بوجهي وأن كان المصلى ورائياً
فقال الشاعر الشعبي :
لو ردت أصلي أتصير قبلة صلاتي
ولو من وراي تكون أفتـر يغاتي
أو قول الأخر:
قبله أنته ألي يهواي وعليها صليت
ولو بالعكس الكاك بعيوني أو ميت

7-المباراة:
وهي أن يباري بيتاً من الشعر بما يوافق معناه.
قال أبو العلاء المعري :
خفف الوطء ما أظن أديم الأر ض ألا من هذه الأجسادِ
فأقترب منه الخيام في قوله :
فأمش الهوينا أن هذا الثرى من أعين ناعسة الأ حورار
وباراه الشاعر الشعبي بقوله:
الأرض كلهـا أبدان وني بـمشيتك
حتـه عله الميتــين عمت أذيتـك
8-تغير السبب:
وهو أن يتناول المعنى العام سبب أخر يختلف عن السبب الوارد في البيت .
قالت الخنساء في رثاءأخيها صخر:
لأن أبكيتني يا صخر يوماً فقد أضحكتني زمناً طويلا
فقال الشاعر الشعبي وأبان عن سبب أخر لمعاناته مع الاستئناس بالمعنى ذاته :
ثاري الدهر غدار سواها بي
ضحكني ليلة ويوم وبجاني ميه
9-الاستئناس بالمعنى
والاستئناس هو الحوم حول المعنى والاقتراب منه والاتيان بصور مشابهة للصورة السابقة يقول يزيد بن معاوية:-
بكيت دماً يوم النوى فمسحته بكفي وهذا الاثر من ذلك الدمِ(1)
فقال الشاعر الشعبي
كلتلهـه تتحنـين بجفاج اليه
كالت مسحت العين واثر بديه




1- 21قصيدة حب تأليف فاروق شوشة/ دار الكتاب اللبناني بيروت ص97


11
الأثر القرآني والحديث الشريف في الدارمي


للقران الكريم أثر واضح في إغناء الفكر الشعبي و الإرتقاء به الى مستوى الآداب الاخرى،فقد استلهم الشاعر الشعبي ، الكثير من الآيات والمفاهيم القرآنية، وأودعها في أبياته للاعتبار بها وأغناء تجربته بمعاني القرآن الكريم.
ورغم المحدوديـة الثقافية لشعراْ ء الدارمي ، فأنهم مـن خـلال ممارستهم لطقوسهم الدينية،وأستماعهم إلى محاضـرات الارشـاد الديني والمجالس الوعظية المتمثلة بالمجالس الحسينيـة ،أستطـاعـوا الأستفادة من الجانب الوعظي لقصص الانبياء ، والحكايات الدينية الواردة في القرآن الكريم، وتمكنوا من أستيعاب مفاهيم بعض الآيات القرآنية، فأدخلوها في أشعارهم وأقوالهم وأمثالهم ومأثوراتهم الأخرى ، لذلك أكتسب الأدب الشعبي معانياً سامية من خـلال ألاطـلاع على الفكر القرآني ،تمكن من خلالها الأبداع في رسم الصور المعبرة عن افكاره الممزوجة بالتراث الديني.
وأدناه بعض النماذج التي يظهر فيها تأثيرالقرآن الكريم:
صبري أعله صبر أيوب زاد وتـعـده
وما كلت مسني الضر عفيه انه جلده
والاقتباس هنا من قوله تعالى (وأيوب اذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)(1)
كلبي سفينـة نـوح وتدولب ابـماى
والـلازم السكـان متعذب اويـاي
وقصة نوح وسفينته من القصص القرآني الذي لايحتاج الى توضيح.
مـثل آدم انغريـت منها أطردونـي
كالولي أكل من هـأي ويـه ورطـوني
أشارة الى قوله تعالى((وقلنا يا أدم أسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا" حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان منها وأخرجناهما مما كانا فيه))(1)
فحواء هنا ارتكبت ذات الذنب ،وتكن بأغراء من آدم الذي زين لها طريق السوء، فساء فعلها في أعين ذويها وكان مصيرها الموت .
صرت آنه أبن شداد من بنه الجنـه
هم أبني واتعب بيه تالي أمشي عنـه
وجنة عاد ابن شداد ورد ذكرها في القرآن الكريم ، واصبحت مثلا بين الناس.
أي والعرش واللوح والبلعته الحوت
نارك بلب احشاي تلهب لما موت







1-الأنيباء (83)

والذي ابتلعه الحوت هو النبي يونس فنجاه الله ،وقد وردة قصته في القرآن الكريم.
بالبحر طاح وراح مفتاح الكلوب
صير الصبرته عليك مـاشافه أيوب
وصبر أيوب أصبح مثالا" للصبر والصابرين، وقصته أشهر من أن تذكر
مثلت حلو الطول يوسف الثاني
وآنه الصرت يعكوب يوم الجفـاني
وهذه الاشارة الى قصة النبي يوسف (ع) مع زليخة التي حاولت أغراءه ، وقصته مع أخوته الذين أدعوا أن الذئب قدأكله ، وحزن يعقوب عليه.
(الحديث الشريف في الد ارمي)
للحديث النبوي الشريف أثر واضح في أغناء الشعر الشعبي،وقـد أستفاد الدارمي من بعض المفاهيم والمثل القرآنية وعبر من خلالها عن
مشاعر وأحاسيس الناس فصور المتاعب التي عانوها، فقـد تناول الحديث الشريـف(أحمل أخـاك المؤمن على واحد وسبعين محملاً) واستطاع توظيفه في شعره وأدخله بصورة معبرة توحي بالأبـداع
والقدرة على الأستفادة من هذا التراث العظيم:
للواحـد وسبعـين أحملـني يـهـواي
ليش عله كسرت عود صار اللـبن مـاي
وأخرى تشير للحديث ذاته ولكن بطريق آخر:
منك بدت سبعـين سيه عـلـه سيـه
ثاري الظنون أجنون غسلت أديـــه
بدت: ظهرت،بانت/سيه: سيئة/ثاري:ظهر لي.
وهناك الكثير من الأحاديث النبوية التي أستلهمها الدارمي بمعناها العام منها:
أنكسر ظلعي بيوم ولفي جفانــه
وانه الصرت يهواي من ظلعك أنـه
وهذا من قوله(ص)(أنما خلقت المرأة من ضلع أعوج)


12
أثر الحكايات الشعبية في الدارمي
الحكايات الشعبية فن أصيل من فنون الأدب الشعبي، عرفها الناس قبل آلاف السنين،فقد حفل الادب العربي بقصص وحكايات كثيرة تصور البطولةوالرجولة ،والنخوة والحمـية،منها الحكايـات الخرافـية والأساطـير، والكثير من هذه القصص لها أهداف أجـتماعية كثيرة ، تدعوا لنشر الفضيلة وأعـمال الـخير وتساهـم في ترسيخ المعايير الأنسانية الهادفة لبناء المجتمع المثالي وأشاعة المفاهيم الحرة.
وما يعنينا في هذه الدراسة،هو تأثـير الحكايـات الشعبيـة علـى الـدارمي وكيفية الأفادة منها في تـوليد الصور والمعـاني،ولا أراني في هذه العجالة قادراً على تسجيل كل ما وجدته من نصوص ولكنني سأشير الى بعضها :
فمن حكايات البهلول المعبرة عن الـرفض للظـلم والتعسـف والطغـيان ومواجهة الأستبداد الحكاية المعروفة(قدر البهلول) التي تتلخص في أن أحـدهم قد راهن أحد السلاطين على المبيت عارياً في زمهرير الشتاء في مكان مرتـفع مكشوف ، وفي الصباح سأل السلطان ذلك الشخص عما شاهده في ليـلتـه تلك؟ فقال لقد رأيت ناراً بعيدة على سطح دارنا.- وكانت تلك الـنار قـد أوقدتهـا أمـه- فقال لـه السلطان لقـد تدفـأت بتلك النـار ولم تكسب الرهان،فقال له أنها بعيدة يا مولاي ولا يمكـن للآنسان أن يتـدفأ بـها، او يستفاد منها فطرده السلطان،وعندما سمع البهلول بتلك الحكاية اسرها في نفسه وقـام بعد أيام بدعوة السلطان الى الصيد فـي البراري،فـخرج السلطـان ومعيته الى الصيد واخبرهم البهلول أن غدائهم سيـكون جاهـزاً بعـد أذان الظهر،وعندما حان موعد الغداء طلبوا من البهـلول الطـعام فقال لهـم انـه على همة النار وظل يعدهم حتى الساعة الـثالثة بعـد الظـهر، فـأستـبـد بالسلطان الغـيظ وطلب مـنه أن يريه موضع الطبخ،والقدور الـتي عـلـى النار ،فـتوجه معـه اليها فشاهدها قد وضعت علآ اثافي عالية جداً وتحتها نار قليلة،فقال له السلطان:كيف سينضج الزاد على هذه النار القليلة والقدور بهذا الأرتفاع؛فقال له اذن كيف تدفأ فلان بالنار التي أوقدتها أمه على بعـد مئات الأمـتار، ففطن السلطان لذلك وأجاز صاحب الرهان بما أتفقوا عليه.
وقد أشارت قائلة هذا الدارمي الى تلك الحكاية في قولها:
ترجيبـة البهلـول جدري اشيفوره
يلجي المصايب بيه كلـبي اليدوره
ولحكايـة مجنون ليلى أثر واضح في الأداب الشعبية عامة والدارمي بخاصة ذلك أن قصته أصبحت مضرب الامثال للأحباب والعشاق وهنـاك الكـثير مـن النصوص ألتي أشارت الى هذه القصة أكتفي بنص واحد خوفاً من الأطالة:
شعري أرد أكصه عليك حد ويه المتـون
وما بجت مثـل بجـاي ليله عله مجنون
وبالاضافة الى تضمين الحكايات والقصص الشعبية،فـأن وراء الدارمي الكثير من القـصص المتداولة بين الناس، فبعض الأبيات لها قصص ومن ورائها حكايات وأحداث وسنشير للبعض منها مع أيراد الحكايـة بصورة مختصرة لأن موضوعاً كهذا يحتاج الى كتاب قائم بذاته.
ومن الحكايات التي يجدر الأشارة اليها ما حدث أبان ثورة العشرين الخالـدة لفـتاة عربـية جريئة ،حيث قام أحد جنود الأحتلال من الهنود المصاحـبين للقـوات الغازية بالتعرض لهذه الفتاة الباسلة وحاول الأعتداء عليها وسحبها من شعرها، ولكنها قاومته بما جبلت علية من شرف وعزة،ومـانعت بـما لديها مـن قـوة أكتسبتها مـن خلال الأعـمال الزراعية الـتي تـمارسها يومياً،وأستطاعت التخلص منه وولت هاربة لأهلها وأخبرتهم بما حدث،ولكن بعض أهلهـا أراد السكوت عن الأمر والتغاضي عنه بسلامتها،ولكنها أنتفضت صارخة بهم:
مضمومه للهندوس لزمة كذلتي
يمته الترك يلفـون وأخذ عتبتي
أي سيبقى في نفسي هذا العمل الجبان ولن أنساه ما حييت وعندما يعود الترك الى الحكم سأنال ثأري من هذا الهندي العاجز.
ولكن العرب بما جبلوا علية من الأنفة والشرف وما عرف عنهم في الدفاع عن العرض،هبـوا هـبة رجـل واحد وهجموا بأساحتهم التقليدية علـى تـلك الشرذمة الصغيرة وأطـلقـوا عليهم العيارات النارية فقتلوا وجرحوا منهـم وفر الباقون، مما حـدى بقائد الجند الى تجنب الدخول الـى القـرى الـعربية ،والأيعاز الى قواتـة بعدم التعرض للنساء.


13
المفاهيم الدينية في الدارمي

شارات الأولياء
للفكر الديني مكانة خاصة في التفكيرالإنساني منذالآف السنين ولاتخلواالشعوب البدائية التي عاشت منذ ملايين السنين من إيحاأت غيبية ودينية عن الحياة بعد الموت ووجود الآلهة الموجودةدائماًفي السماء , تطل على الأرض وتراقب مايجري عليها , او ممثلةً بأرباب وتماثيل مصنوعة وكذلك مبدأ الثواب والعقاب ما بعد الموت , والحياة الأخرى التي يمثلها الإنسان بأشكالٍ شتى ,وغيرها من الأمور التي أخذت من تفكير الإنسان حيزاً كبيراً , وجعلته يعيش خائفاً مترقباً مصيره المجهول ونهايته الغامضة .فالأئمة والقديسون والأولياء لهم مكانه خاصة في خيال الإنسان فهم الوسطاء والشفعاء لتحقيق مآربه وطلباته , وهم الحكام العدول لإحقاق الحق ومحاسبة المسيء , ورد الظلم , والإثابة على الأعمال الصالحة , وهم بما لهم من المكانة السامية عند الله يستطيعون التوسط لحل مشاكل الإنسان , وإستعادة الحقوق المغتصبة , ومحاسبة المسيء ومساعدة المحتاج , وسداد الديون وشفاء المرضى , وحل المشاكل وقضاء الحاجات وغير ذلك من الاعتبارات , بل ووصل الأمر بالإنسان للاستنجاد بهم في تحقيق مآربه الغرامية , وحل مشاكله العاطفية .فالعاجز عن الحصول على حقوقه المهضومة يلجأ اليهم في إستعادتها ومعاقبة من اهتضمها , وصاحب الحاجة يأمل في قضائها وهو جالسٌ يترقب معتمداً عليهم في ذلك متناسباً القول المأثور (سر يا عبدي واعينك , واجلس فأهينك ) وكأن الأئمة والأولياء لا هم لهم ألا مراقبة الناس للأقتصاص من المسيء وأثابة المحسن . متناسياً أن أولئك العظماء نالوا مكانتهم تلك بالجد والمثابرة ،ومحاربة الظلم ومكافحة الرذيلة وكانوا سيوفاً مشرعة للحصول على الحقوق المهضومة ،ولم يلينوا أو يستكينوا أمام الغاصبين والظلمة ،بل سلوا سيوفهم وشحذوا هممهم وشمروا عن سواعدهم للجهاد ومكافحة الظالمين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . أن هذا الأستخذاء، وهذه الاستكانة في التفكير والتصرف الغبي والأعتماد على القوى الخارقة لتحقيق الأمال زرعت في أفكار الناس لكبح طاقاتهم ،وتكبيل أنطلاقاتهم ،والحد من قابلياتهم في النهوض والثورة على الأوضاع الفاسدة المهينة التي عاشوها .
والى جانب هذا الأستخذاء والأستسلام للقوى الخارقة نلاحظ بعض الومضات المنبئة عن التشكيك، أو التمرد على هذه الهيمنة ،وتوجيه النقد لها بلمحات خاطفة ، قد تشبه العتاب أو الأنسلاخ عن هذا الجانب الأتكائي في معالجة الأحداث ، لنستمع الى هذه العاشقة التي تخاطب أولئك الأئمة ، التي كانت تعتقد فيهم القدرة الخارقة على أحقاق الحق ، والأنتصاف للمظلوم ، وأيذاء الظلمة أنها ترفض حتى مجرد التفكير بمنهم عليها وتعتمد على قدراتها الذاتية في أخذ حقها المهتضم والانتقام من الظالم بشراء السم بثمن زهيد والاعتماد عليه في تحقيق هدفها :-
بطلتوا الشارات كلكم ييمه
ولا منة العباس بقران أسمه
بطلتوا :تركتوا / الشارات :جمع شارة وهي أن يصاب من يُدعى عليه بمصيبة أو كارثة / ييمة :أيها الأئمة.
قران: عملة معدنية تعادل20 فلساً
وثانية تنهار أمام هذا الواقع المر الذي تعيشه وانتظار الرحمة من السماء ، فالسماء أغلقت أذانها، ولم تعد تسمع أصوات الأستغاثة الصادرة من البؤساء والمستضعفين وتصف ذلك بصورة قد تتجاوز الاعتقادات الدينية الموروثة ، والاعتبارات الجلالية للخالق العظيم ، وتنحوا منحى جديداً في التفكير الشعبي حيال التطورات الثابتة للدين، وتسلك طريقاً ألحادياً تورع عنه أشد الفلاسفة أنكاراً لوجود الذات الألهية :
ما يسمع الينخاه والرب تطورش
ما كل طرير شعير جـنه وتهورش
التنخاه : الذي يستعين به أو يناديه / تطورش :أصيب بالطرش أي لا يسمع / طرير :طحين / جنه:كأنه.
تهورش: حالة تشبه التسمم من جراء الطعام الرديء .
وأخرى تتصور أن ما حاق بحبيبها من أذى كان نتيجة لغضب السماء ، وتتساءل ..؟ ترى ما فعلت .؟ هل سرقت من أحد الأئمة ؟ أم كفرت بهم حتى يتعرض من أحب لهذا الأذى .. أنها صرخة مكلوم متشكك بكفة الأهواء المسيرة لهذا العالم ، وأمكانية معرفة الأعتبارات والمعايير التي تتحكم به .
لا بكـت من أيمـام لاني كفرت بيه
جا شنهي ذنب هواي ياربـي خلـيه
بكت:سرقت / أيمام : أمام / جاشنهي : أذن ما هو ؟
ورابعة تيأس من تحقيق أحلامها ،رغم دعواتها المتكررة للأ ئمة والاولياء،بأنصافها لتنال ما تصبو أليه في حياتها العاطفية ، فتصاب بالاحباط ، ويدفعها أليأس للكفر بهذه القيم التي تؤمن بها ،فتصب شواظ النار على قبورهم لتحرقها ، لأنهم لا يحققون طلباتها ،ولا يرثون لحالها ، ولا يشعرون بما تعانيه من آلام.
أرد أحرج السادات همه وكببهـم
للرادما ينـطـون جا شلي عدهم
أحرج: أحرق / همه: هم /كببهم : القباب الموجودة على أضرحتهم
/ألراده :المراد أو الطلب/ينطون: يمنحون/جا شلي: ماذا أريد منهم.
وهذه تستنجد بالله في سمائه ، وتصفـه بالحارس المسئول عـن حماية ألأنسان ، وترجو منه العون والأنصاف من الأحكام الجائـرة الـتي تنبىء عن كفرهم بالتعاليم السماوية ومجانبتهم للحق في تعامـلـهم اللانساني مع النساء ، وتسلطهم الأستبدادي ، ووضعهم للقوانـين التي تحد من حرية المرأة وتكبل امكاناتها في التحرر وألأنطلاق .
يالبلسما ناطور ماتنغر النـه
زايد عله الكفار يا حكم أهلنه
ناطور: حارس وهي فصيحة والمراد بها الله / تنغر: تنجدنا / زايد: زائد . وأخرى تخاطب الأمام ( الحمزة ) (عليه السلام)وتقول له أنها قاصدة اليه ، ومعولة عليه ،في قضاء حاجتها ، وتحقيق أمانيها ، فأن كنت كما يقال عنك أنك (أبو الشارات) فأعطها ماتطلبه ، وأعنها في قضاء حاجتها :
ويه هو يسبع زبيد جتك حميده
كونك أبو الشارات أطها التريده
ويه هو :كلـمة تقـال للنداء وطلب النجدة / سبع زبيد : لقب ألامام الحمزة لأن عشائر البو سلطان ألـتي تعود أصولها الى قبيلة (زبيد) العربية تسكن حواليه / جتك: أتـت اليـك / كونك: أن كنت/ أبو الشارات :صاحب البينات والمعجزات والشارة ظـهور البرهان /اطها: اعطها /ألتريده : ألذي تطلبه .
وفتاة توجهت لأبي الفضل العباس ( عليه السلام ) متوسلة به لقضاء حاجاتها حائرة في ذاتها ،أهي متوجهة لغرض الزيارة ، أم لغرض الشكوى من الزمن العاثر الذي وضع في طريقها العقبات وحال بينها وبين الوصول الى هدفها :
متعنيـة للـعبـاس مدري أشجي لو زور
خاف من أكولن آخ يـتهـدم الـسـور
متنعنيه : متوجهة أو قاصدة / مدري : لا أدري / أشجي : أشكو / أكولن :أقول / آخ:كلمة تقال عند الشعور بالألم.
وأخرى تتوسل بباب الحوائج موسى بن جعفر (الكاظم)(عليهما السلام) أن يكون الواسطة في الحصول على بغيتها ونيل مرادها وتقول إذا كنت كما يقال عنك باب الحوائج ومحقق الرغبات وميسر المصاعب فأعطني سؤلي وأقض حاجتي وأنلني بغيتي :
يالكاظم أرد أنخاك يالغـربي بغـداد
كالولي وأتعنيت ينطيـج الـمراد
أرد :أريد / كالولي : قالوا لي / تعنيت : قصدت / ينطيج: يعطيك أو يمنحكِ / المراد :الحاجة أو الطلب
وهذه تشكو ما تعانيه من الظلم والأذى الى الأمام الحمزة (عليه السلام) وتطلب الخلاص من الوضع الذي تعيشه والألم الذي تعانيه لإنها تطحن الدقيق ليلها كله حتى سئم ذلك الجيران .
أشجي لـبو حزامـين ظيمي ومرادي
ومن طحني طول الليل مللت جاري
أبو حزامين: لقب الأمام الحمزة المدفون في المدحتية من لواء الحلة ولقب بذلك لأنه كان يحتزم بحزامين أثناء الحرب للدلالة على قوته وهمته وبسالته وشجاعته في الحروب / المرار :كناية عن الألم الذي تعانيه والمرارة التي تشعر بها / طحن طول الليل : وهو إشارة الى أنها تتسلى بالطحن وتردد أغاني الحب الحزينة بسبب معاناتها في فراق الأحبة وللدلالة على أنها عاشقة والهة أضر بها الصبر.
.................................................. ..................انتضرونا بالجزاء الثاني




رد مع اقتباس
قديم 23-12-2010, 01:46   #2
أخت حوشة
ضيف


الصورة الرمزية أخت حوشة

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الدارمي او غزل البنات



الدارمي وااااااااااااااايد حلوووووو


 

رد مع اقتباس
قديم 23-12-2010, 04:09   #3
فهد الحبيب
ضيف


الصورة الرمزية فهد الحبيب

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الدارمي او غزل البنات



اشكرك اخت حوشه ولمرورك وتعليقك الجميل


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,

ارشفه ودعم شركه جامعه الويب


HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
مجلس قبيلة الفضول التوثيقي الرسمي الأول - وموقع واجهة القبيلة