|
مجلس وديد بن عروج الفضلي ـ لـ القصائد المسموعه والمرئيه يشمل منتدى [ عذب الكلام و القصص والالغاز و الخواطر والمدونات الخاصه ] |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
تنبيه لبعض الاخوة والاخوات
أيها الاخوة والاخوات انتبهو واحذرو ... في قصائدكم المنقولة والتي من انشائكم . انتبهو واحذرو من سب الدهر او الدنيا او الزمن . فهذا لايجوز شرعا وحرام واليكم بعض الكلام المنقول والاحاديث
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيدي الأمين وآله وصحبه ، أما بعد : أخرج البخاري الحديث بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : يسب بنو آدم الدهر ، وأنا الدهر ، بيدي الليل والنهار . ففي الحديث نفسه تفسير لمعنى قوله (وأنا الدهر) ، فإنه قال بعد ذلك (بيدي الليل والنهار) ، فيكون المعنى : وأنا صاحب الدهر ، لأن الدهر ما هو إلى مجيء الليل ثم النهار ثم الليل ثم النهار إلى يوم الدين ، فقوله (بيدي الليل والنهار) يريد به (بيدي الدهر) ، فيكون قوله (وأنا الدهر) معناه : أنا بيدي الدهر . وأخرج البخاري أيضا بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : يؤذيني بن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار . وعلى هذا فقد يكون قوله (أنا الدهر) : أنا مقلب الدهر ، لأن الله تعالى هو الذي يقلب الليل على النهار ويقلب النهار على الليل . وأخرجه أحمد بسنده عن همام عن أبي هريرة بلفظ : لا يقل ابن آدم يا خيبة الدهر ، إني أنا الدهر ، أرسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما . والمقصود من الحديث واحد سواء فسرناه بأنه : أنا صاحب الدهر ، أو أنا مقلب الدهر ، إذ المقصود من الحديث : أن ابن أدم يشتم الدهر ، وهو يؤذيني بذلك من وجهين : الأول : أنه بشتمه الدهر قد يقصد نسبة ما وقع له من المصائب إلى فعل الدهر وتأثيره ، وهذا فيه إيذاء لله تعالى من حيث نسبة ما خلقه الله تعالى في هذا الكون لغيره ، وهذا شرك . وفي الحقيقة فإن الدهر ليس فاعلا لشيء من المصائب البتة ، فساب الدهر قائل لشيء لا حقيقة له في الخارج ، لأنه يشتم شيئا لا فعل له ولا تاثير بوجه من الوجوه . الثاني : أنه بشتمه الدهر قد يقصد نسبة ما وقع له من المصائب إلى الله تعالى صاحب الدهر ومقلبه ، وهذا فيه إيذاء لله تعالى من حيث شتمه وعدم الرضى بحكمه وعدم رؤية الحكمة في أفعاله ، وهذا كفر من قائله إن قصده . ونقل ابن حجر عن ابن أبي جمرة ما خلاصته : لا يخفى أن من سب الصنعة ، فقد سب صانعها ، فمن سب نفس الليل والنهار أقدم على أمر عظيم بغير معنى ، ومن سب ما يجري فيهما من الحوادث وذلك هو أغلب ما يقع من الناس ، وهو الذي يعطيه سياق الحديث حيث نفى عنهما التأثير ، فكأنه قال : لا ذنب لهما في ذلك . وأما الحوادث : 1 / فمنها ما يجري بوساطة العاقل المكلف ، فهذا يضاف شرعا ولغة إلى الذي جرى على يديه ، ويضاف إلى الله تعالى لكونه بتقديره ، فأفعال العباد من أكسابهم ، ولهذا ترتبت عليها الأحكام ، وهي في الابتداء خلق الله . 2 / ومن الحوادث ما يجري بغير وساطة ، فهو منسوب إلى قدرة القادر ، وليس لليل والنهار فعل ولا تأثير لا لغة ولا عقلا ولا شرعا ، وهو المعنى في هذا الحديث . ويلتحق بذلك ما يجري من الحيوان غير العاقل . ثم أشار ابن أبي جمرة بأن النهي عن سب الدهر تنبيه بالأعلى على الأدنى ، ففيه إشارة إلى ترك سب كل شيء مطلقا الا ما أذن الشرع فيه ، لأن العلة واحدة ، والله أعلم، انتهى ملخصا تنبيه قال عياض : زعم بعض من لا تحقيق له أن الدهر من أسماء الله ، وهو غلط ، فإن الدهر مدة زمان الدنيا ، وعرفه بعضهم بأنه أمد مفعولات الله في الدنيا أو فعله لما قبل الموت . بقي القول بأن ابن تيمية لا يأخذ هذا الحديث على ظاهره مع أنه مع الظاهر ، ففيه ملاحظتان : 1 = أن مذهب ابن تيمية رحمه الله تعالى كونه دائما مع الظاهر ، وهذا بحاجة إلى استقراء ، بل الناظر في مذهبه في العقائد يرى أنه يفسر بعض الألفاظ بغير ظاهرها ، سواء أصاب في ذلك أم أخطأ ، ولو راجعت سيدي الشيخ سعيد فودة في ذلك ، فإني أظنه سوف يؤيد هذا الكلام بشأن ابن تيمية رحمه الله تعالى ، فإن كنت مخطئا ، فلأنبه . 2 = ثم إنه ليس ظاهرا من الحديث أن الله هو الدهر ، فإن الظاهر يؤخذ من جملة الحديث كاملة ، لا من كلمتين منه ، والحديث لم يتوقف عند قوله (( إن الله هو الدهر )) بل جاء بعده ما يفسره ، فقوله بعد ذلك (( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )) يبين أن الظاهر من الحديث أن الله هو مقلب الدهر أو صاحب الدهر أو بيده أمر الدهر . والحمد لله رب العالمين . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|