من اعلام النساء (ام سليم رضي الله عنها )

أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها
أنموذج رائع للمرأة المسلمية، ودورها الحقيقي في الحياة، وتعبير عن نظرة التكريم التي منحتها الشريعة للمراة
أم سليم امراة من الأنصار
كان له زوج مشرك يقال له مالك بن النضر وهو والد أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءت الدعوة إلى الإسلام وهي بالمدينة، فأسلمت، وزوجها ممتنع عن الإسلام،
فجاء أبو أنس، وكان غائبا، فقال: أصبوت ؟ فقالت: ما صبوت، ولكني آمنت ! وجعلت تلقن أنسا: قل: لا إله إلا الله، قل: أشهد أن محمدا رسول الله ففعل
هذه أناشيد الأمهات، وأغنيات الصالحات، التوحيد والرسالة .
فيقول لها أبوه: لا تفسدي علي ابني.
فتقول: إني لا أفسده ! فخرج مالك، [ فلقيه ] عدوله، فقتله.
الشعور بالمسؤولية والصمود في بيت رأسه مشرك، إنها الإحساس بأمانة التربية رغم عوائق الانحراف الضخمة التي تتمثل في والد كافر
إن قدوة لكثير من الأخوت اللائي يبتلين بأزواج منحرفين فاسدي الأخلاق،
قتل زوجها الكافر
فأقامت على تربية أنس، وألحقته بالجامعة فورا، ألحقته بأعظم جامعة فتحت أبوابها للطلاب عبر تاريخ البشر،
عن أنس، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين، فأخذت أمي بيدي، فانطلقت بي إليه، فقالت: يا رسول الله ! لم يبق رجل ولا امرأة من الانصار إلا وقد أتحفك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه، فليخدمك ما بدالك.
قال: فخدمته عشر سنين، فما ضربني، ولا سبني، ولا عبس في وجهي.
عشر سنين وولدها ينتقل من بيتها*'asd' إلى بيت النبوة، يتعلم ويتربى، بالقرب من أنفاس النبي العظيم عليه الصلاة والسلام ويسمع أنوار الهدى من منبعها الأول
كيف نريد أن نخرج أجيالا ونحن نتركهم للألعاب الإلكترونية والخادمات والشوارع
إنه الأم الراشدة*'asd' في صحيح مسلم
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، فقال: " أعيدوا تمركم في وعائكم، وسمنكم في سقائكم، فإني صائم " ثم قام في ناحية البيت، فصلى بنا صلاة غير مكتوبة، فدعا لام سليم وأهل
بيتها.
فقالت: يا رسول الله ! إن لي خويصة.
قال: " وما هي " ؟ قالت: خادمك أنس.
فما ترك خيرة آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به، ثم قال: " اللهم ارزقه مالا وولدا، وبارك له فيه ".
قال: فإني لمن أكثر الانصار مالا، وحدثتني أمينة ابنتي: أنه دفن من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة تسعة وعشرون ومئة
الهدايا الحقيقة التي يجلبها الآباء لأبنائهم، الجوائز المباركة ما ترك خيرة آخرة ولا دنيا إلى دعا لي به
ما أحسن التحفة الثمينة التي يبتدئ بها الغلام حياته
هدايانا البلاستيشن الذين يعبث بفكر أولادنا وأخلاقهم
هدايانا أن نتركهم دون رقيب أو حسيب، يتعثرون في دورب الحياة
فقه الهدية التي تملأ حياة أولادنا بالخير والبركة، نحتاجه في وقت أصبح بعض الهدايا سموما تسمم حياتهم، دراجة نارية أو سيارة أو جوال في غير وقته،
عن أنس، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: إني قد آمنت ; فإن تابعتني تزوجتك، قال: فأنا على مثل ما أنت عليه.
فتزوجته أم سليم، وكان صداقها الاسلام
المهور النفيسة، الإيمان والأخلاق والفضيلة، المهور الغالية التي ترتفع فوق أرقام الدينار والدرهم، لتسمو إلى دين الرجال وأخلاقهم ومعادنه
المرأة الداعية التي لم تنس الدعوة وهي تخطب
قالت له حين خطبها: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا ! أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها عبد آل فلان، وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت ؟ قال: فانصرف وفي قلبه ذلك، ثم أتاها وقال: الذي عرضت علي قد قبلت.
قال: فما كان لها مهر إلا الاسلام
هذه الصورة الأولى والأنطباع الأول الذي وضعته أم سليم أمام خاطبها، لم تهتم لأن تخرج متبرجة أو في ثياب رقاق، لأنها تعرف أنها أكرم بكثير من أن تكون مجرد ثياب أو حلي أو أصباغ تضعها على وجهها
ظلت قريبة من بيت النبوة، ويأتيهم النبي صلى الله عليه وسلم، في بيتهم، ويقيل عندهم، ويسأل حتى عن أدق دقائق حياتهم
حتى إن طائرا صغيرا مات لولد لهم
فقال النبي له: يا أبا عمير ما فعل النغير
اقتربت هنا من أنوار النبوة فاقتربت في الآخرة
وروى ثابت، عن أنس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة، فسمعت خشفة بين يدى ; فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان
عن أنس، قال: ولدت أمي، فبعثت بالولد معي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذا أخي.
فأخذه، فمضغ له تمرة فحنكه بها
ما أروع هذه المربية من أول لحظة في حياة وليدها، وهي تهتم بأخلاقه وتربيته، منحته أطيب منحة يستقبلها الوليد ريق النبي صلى الله عليه وسلم يخالط ريقه في أول أيامه
لقد أسست بيتا عظيما قائما على الإيمان
ثقل ابن لام سليم، فخرج أبو طلحة إلى المسجد، فتوفي الغلام.
فهيأت أم سليم أمره، وقالت: لا تخبروه.
فرجع، وقد سيرت له عشاءه، فتشى، ثم أصاب من أهله.
فلما كان من آخر الليل، قالت: يا أبا طلحة، ألم تر إلى آل أبي فلان استعاروا عارية، فمنعوها، وطلبت منهم، فشق عليهم.
فقال: ما أنصفوا.
قالت: فإن ابنك كان عارية من الله، فقبضه.
فاسترجع، وحمد الله.
فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه، قال: " بارك الله لكما في ليلتكما ".
فحملت بعبد الله بن أبي طلحة، فولدت ليلا، فأرسلت به معي، وأخذت تمرات عجوة، فانتهيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يهنأ أبا عر له.
ويسمها، فقلت: يا رسول الله، ولدت أم سليم الليلة.
فمضغ بعض التمرات بريقه، فأوجره إياه، فتلمظ الصبي، فقال:
حب الانصار التمر " فقلت: سمه يا رسول الله.
قال: " هو عبد الله "
كل هذه الاهتمام في بيت المرأة المبشرة بالجنة
لم ينمعها من المشاركة الكبرى في هموم الأمة وتضحياتها
قال الذهبي رحمه الله وهو يترجم لها في سير أعلام النبلاء
شهدت حنينا وأحدا
عن أنس: أن أم سليم اتخذت خنجرا يوم حنين، فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر ! فقالت: يا رسول الله، إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه (3).
.....
م/ن جزاه الله خيرا

مشكور ياخي الكريم على هذا الكلام الماتع والكنايات الجميله والتشبيهات الاخاذه في هذه القصه الجميله