صفحة جديدة 2
 
 
العودة   مجلس قبيلة الفضول التوثيقي الرسمي الأول - وموقع واجهة القبيلة > المجلس الاسلامي > مجلس الأمير - إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم - الإسلامي
 
 

مجلس الأمير - إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم - الإسلامي كل مايتعلق بتعاليم ديننا الحنيف,( على منهج أهل السنة والجماعة)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
#1  
قديم 07-12-2010, 05:05
فضليه وفيه
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19863 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
هل الحياة إلا أعوام فوق أعوام؟ وهل النفوس إلا الذكريات والآلام



عام مضى وعام قادم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورأنفسنا ومن سيئاتأعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللهوحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فنحن الآن على طرف قنطرة نوشك أن نعبرها لتستقر أقدامُنا على طرف قنطرة أخرى،فخطوةٌ نودع بها، وأخرى نستقبل بها، نقف بين قنطرين مودّعين ومستقبلين، مودّّعينموسماً كاملاً أودعنا فيه ما شاء الله أن نودع، فخزائن بعضنا ملأى بما هو عليه، ومنالناس من جمع ما له وما عليه، ومستقبلين عاماً جديداً.
عام مضى
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَلَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ[النور:44]،وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَابَيْنَ النَّاسِ[آل عمران:140]،يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً[الأعراف:54].
وصدق الله، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثاً.
هذا السير الحثيث يباعد عن الدنيا ويقرب إلى الآخرة، يباعد من دار العمل ويقربمن دار الجزاء.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرةمقبلةً، ولكل واحدةٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناءالدنيا، فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل ) [أخرجه البخاري].
نسير إلى الآجال في كل لحظة *** وأعمارنا تطوى وهُنّ مراحل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام وهن قلائل
وما هذه الأيام إلا مراحلُ *** يحث بها حادٍ إلى الموت قاصدُ
وأعجب شيء لو تأملت أنها *** منازلُ تطوى والمسافر قاعد
جادت قريحة أحد الأدباء في وصف مناسبة وداع العام، فجرى قلمه بقوله:
( رأيت على الطريق شبحاً يسير منهوكاً، على الطريق الذي لا يمتد في سهل ولا وعر،ولا يسير على سفح جبل ولا شاطيء بحر، ولا يسلك الصحراء، ولا يخترق البساتين، ولكنهيلف السهل والوعر والجبل والبحر، والصحراء والبساتين، وكل ما تحتويه ومن يكون فيهاعلى الطريق الطويل الذي يلوح كخط أبيض ويغيب أوله في ظلام الأزل، ويختفي آخره فيضباب الأبد.
رأيت شبحاً يسير على طريق الزمان، وسمعت صائحاً يصيح بالدنيا النائمة: تيقظيتيقظي، إن العام يرحل الآن، أمن الممكن هذا؟ أيحدث هذا كله في هدوء؟
يموت في هذه الليلة عام، ويولد عام، ويمضي الراحل بذكرياتنا وآلامنا وآمالنا إلىحيث لا يعود أبداً.
ويقبل القادم فاتحاً ذراعيه، ليأخذ قطعة من نفوسنا وجزءاً من حياتنا، ولا يعطينابدلاً منها شيئاً.
هل الحياة إلا أعوام فوق أعوام؟ وهل النفوس إلا الذكريات والآلام... ) إلى آخرما قال أثابه الله.
أزف الرحيل
أزف رحيل هذا العام فها هو يطوي بساطه، ويقوض خيامه، ويشد رحاله، وكل الناس يغدوفبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، عام كامل، تصرمت أيامه، وتفرقت أوصاله، وقد حوى بينجنبيه حِكماًوعبراً، وأحداثاً وعظات، فلا إله إلا الله، كم شقي فيه من أناس، وكمسعد فيه من آخرين؟ كم طفل قد تيتّم، وكم من امرأة قد ترمّلت، وكم من متأهل قدتأيّم؟ مريض قوم قد تعافى، وسليم قوم في التراب قد توارى، أهل بيت يشيعون ميتهم،وآخرون يزفون عروسهم، دار تفرح بمولود، وأخرى تعزّى بمفقود، عناق وعبرات من شوقاللقاء، وعبرات تهلّ من لوعة الفراق، وآلام تنقلب أفراحاً، وأفراح تنقلب أتراحاً،أحد يتمنى زوال يومه ليزول معه غمه وهمه وقلقه، وآخر يتمنّى دوام يومه ليتلذذ بفرحهوغبطته وسروره.
أيام تمر على أصحابها كالأعوام *** وأعوام تمر على أصحابهاكالأيام
مرّت سنون بالوئام وبالهنا *** فكأننا وكأنها أيام
ثم أعقبت أيام سوء بعدها *** فكأننا وكأنها أعوام
أحدهم يُلقي عصا التيار حيث استقر به المثوى، وآخر يضرب في الأرض طلباً للرزقوالمأوى.
حضر فلان وغاب فلان، ومرض فلان، ودفن فلان، وهكذا دواليك، تغيّر أحوال، وتبدلأشخاص، فسبحان الله ما أحكم تدبيره، وما أجلّ صنعه، يعز من يشاء ويذل من يشاء،ويعطي من يشاء بفضله، ويمنع من يشاء بعدله، وربك يخلق ما يشاء ويختار، أمور تترى،تزيد العاقل عظة وعبرة، وتنبه الجاهل من سبات الغفلة، ومن لم يعتبر بما يجري حوله،فقد غبن نفسه.
خليلي كم من ميت قد حضرته *** ولكنني لم أنتفع بحضوري
وكم من ليال قد أرتني عجائباً *** لهنّ وأيام خلت وشهور
وكم من سنين قد طوتني كثيرة *** وكم من أمور قد جرت وأمور
ومن لم يزده السنّ ما عاش عبرة *** فذاك الذي لا يستنير بنور
الرغبات المتفاوتة
تختلف رغبات الناس ويتغاير شعورهم عند انسلاخ العام، فمنهم من يفرح ومنهم منيحزن ومنهم من يكون بين ذلك سبيلا.
فالسجين يفرح بانسلاخ عامه؛ لأن ذلك مما يقرّب موعد خروجه وفرجه، فهو يعدالليالي والأيام على أحر من الجمر، وقبلها تمر عليه الشهور والأعوام دون أن يشعربها، فكأنه يحاكي قول القائل:
أعدّ الليالي ليلة بعد ليلة *** وقد عشت دهراً لا أعدّ اللياليا
وآخر يفرح بانقضاء العام؛ ليقبض أجرة مساكن وممتلكات أجّرها حتى يستثمر ريعهاوأرباحها.
وآخر يفرح بانقضاء عامه من أجل ترقية وظيفية: إلى غير ذلك من المقاصد التي تفتقرإلى المقاصد الأسمى وهو المقصد الأخروي، فالفرح بقطع الأيام والأعوام دون اعتباروحساب لما كان فيها ويكون بعدها هو من المتبع المغبون.
إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسران في العمل
فالعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده، ومن أعظم الحكم في تعاقبالسنين وتغيّر الأحوال والأشخاص أن ذلك دليل على كمال عظمة اللّه تعالى وقيوميته.
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[الحديد:3] ( فهو الأول فليس قبله شيء والآخر فليس بعدهشيء، والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء ) فلا إله إلا الله ما أجل شأنهوأعظم قدره.
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[القصص:88].
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ[الرحمن:27،26].
تدارك أوقاتك
على العاقل أن يتدارك أوقاته، وأن يعد أنفاسه، وأن يكون حافظاً لوقته شحيحاً به،فلا يفرط في شيء من لحظات عمره إلا بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والبرزخوالآخرة.
فالعمر قليل والأجل قريب، ومهما طال الأمد فلكل أجل كتاب.
قيل لنوح عليه السلام، وقد لبث مع قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً: ( كيف رأيت هذهالدنيا؟ ) فقال: ( كداخل من باب وخارج من آخر ).
فيا من متعك اللّه بالصحة والعافية، فأنت تتقلب في رغد العيش والملذات، تفطنلسني عمرك، فربما يفاجئك الأجل وأنت في غفلة عن نفسك فتعض أصابع الندم، ولات حينمندم، ولات حين مناص.
ثم تذكر أن ذلك التنعم والترفه الذي كنت فيه صباح ومساء قد يعقبه ما ينسي لذاتهكلها، كما أن من عمر أوقاته بطاعة اللّه وهو يعيش في ضيق من الأمر وقد قدر عليهرزقه، قد يعقب ضيق عيشه ما ينسيه ألمه وفقره.
قال: { يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ فيجهنم صبغة ثم يقال له: يا ابن آدم، هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لاوالله يا رب! ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة،فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ما مرّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قطّ } [أخرجه الإمام مسلم عن أنس رضيالله تعالى عنه].
أليس من الخسران أن ليالياً *** تمر بلا نفع وتحسب من عمري
اللهم اختم عامنا بخير، واجعل عواقبنا إلى خير، إنك سميع مجيب الدعاء.
طول العمر نعمة أم نقمة
إن تعاقب الشهور والأعوام على العبد، قد يكون نعمةً له أو نقمةً عليه، فطولالعمر ليس نعمةً بحد ذاته، فإذا طال عمر العبد ولم يعمره بالخير فإنما هو يستكثر منحجج الله تعالى عليه، أخرج الإمام أحمد والترمذي والحاكم عن أبي بكرة رضي اللهتعالى عنه أنه قال: قال رسول الله: { خير الناس من طال عمرهوحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله }.
طول الحياة حميدة *** إن راقب الرحمن عبدهُ
وبضدها فالموت خير *** والسعيد أتاه رشده
ويقول الآخر في وصف من لم ينتفع بعمره:
شيخ كبير له ذنوب *** تعجز عن حملها المطايا
قد بيضت شعره الليالي *** وسوّدت قلبه الخطايا
ماذا قدمت
إن هذا العام الذي ولى مدبراً قد ذهب ظرفه وبقي مظروفه بما أودع فيه العباد منالأعمال، وسيرى كل عامل عملهيَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْخَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَاوَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً... [آل عمران:30].
سيرى كل عامل عملهلِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىمَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ[الأنفال:42]،وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍلِّلْعَبِيدِ[فصلت:46].
سيُسأل العبد عن جميع شؤونه في الدنيا، وربه أعلم، لكن ليكون الإنسان على نفسهبصيرة، أخرج الإمام الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولالله: { لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند الله حتى يسأل عنخمس: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟وماذا عمل فيما علم؟ }.
وفي رواية للترمذي أيضاً عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله: { لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيم أفناه؟ وعنعلمه ما فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟ }. فالحذر الحذر من التفريط والتسويف.
ندمت على ما كان مني ندامةً *** ومن يتبع ما تشتهي النفس يندمُ
ألم تعلموا أن الحساب أمامكم *** وإن وراكم طالباً ليس يسلمُ
فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم *** ستلقون رباً عادلاً ليس يظلمُ
فليس لمغرور بدنياه راحة *** سيندم إن زلّت به النعل فاعلموا
فيا من ضيّع عمره فيما لاينفع، ألم تعلم أنك تستكثر الأثقال على نفسك وتزيد حجةالله عليك، فكم مرّ عليك من الأعوام وأنت تتمتع بثوب الصحة والعافية ومع ذا وذاك لمتؤد زكاة صحتك وعافيتك، بل أصبحت مغبوناً فيهما لما ضاع عليك من الأعمال دوناستثمار وتحصيل للآخرة.
عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله: { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ } [أخرجه الإمامالبخاري].
والعجب أن بعض الناس يتفقد صحته صباح مساء ولا يدخر جهداً ولا مالاً ولا وسعاًفي الذهاب إلى الاستطباب كلما أحس بعارض، وهذا من فعل الأسباب المشروعة.
لكن التناقض أن تراه غافلاً عن صلاح قلبه وجوارحه، وربما يشب ويشيب ويموت علىذلك.
عامٌ قادم
تستقبل الأمة الإسلامية عامها الهجري الجديد وجسدها الإسلامي مصاب بجراحاتكثيرة، بل لا يكاد جرح يبرأ حتى تنتكث جراحات أخرى، جهل وحرب وفقر وجوع وتشريدوتهديد، وذلك واضح ومعلوم فيما يقرأ ويسمع ويشاهد، بل فقد يقال: لم يعد مستغرباًحصول قارعة تنزل بجماعة من المسلمين أو تحل قريباً من دارهم، حتى أضحت كثير من بلادالمسلمين يصدق عليها قول الشاعر:
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ *** تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
معاشر المسلمين:
إن الناظر بعين الإنصاف والبصيرة يعلم أن ما أصاب المسلمين إنما هو من جرّاءأنفسهم وذنوبهم، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍفَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ[الشورى:30]. أَوَلَمَّاأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْهُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[آل عمران:165].
تعدد مصائب الأمة وجراحها
ليس تعداد مصائب الأمة وجراحاتها من باب إدخال اليأس والقنوط على النفوس، معاذالله من ذلك، فعلى رغم ما حصل ويحصل في أمة الإسلام من المصائب إلا أن الخير باقٍفيها إلى قيام الساعة.
ولكن يذكر ذلك من باب شحذ الهمم وإيقاظ العزائم وبث الحمية الإسلامية الصحيحة فينفوس المسلمين؛ لأن حال كثير من المسلمين على اختلاف بلاد العالم الإسلامي حال يرثىلها بسبب التبعية لأعداء الإسلام والإعجاب بهم إعجاباً مطلقاً، إضافة إلى انحلالكثير من المسلمين من قيم الإسلام وآدابه، أدّى ذلك وغيره إلى غياب معالم الإسلام لاعلى مستوى أفراد فحسب بل على مستوى مجتمعات، بل إن بعض المسلمين لم يكتف بالانحلالمن قيم الإسلام فحسب وإنما أصبح عوناً لأعداء الإسلام ومكثراً لسوادهم، وذلك بتسخيرنفسه وقلمه وفكره لحرب الإسلام والمسلمين، فأضحى خطراً كبيراً على الإسلام وأهله؛ذلك لأن العدو قد عرف بعدائه وحقده، أمّا من كان محسوباً معدوداً من جملة المسلمينفهذا الذي يخفى كيده ويشتد أذاه؛ لغفلة الكثير عن مراده وسوء قصده، بل ويزيد خطرهإذا صُنف من المدافعين عن الإسلام وأهله.
توثيق الروابط بين المسلمين
لقد حرص الإسلام على توثيق الروابط والتقارب بين المسلمين، وأكد أهميتها، بل بلغحرص الإسلام على أهله أن جعلهم كالجسد الواحد يألمون سويّاً ويأملون سويّاً، عنالنعمان بن بشر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله: { المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر } [أخرجه مسلم]. وفي لفظ آخر عنده: {المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه اشتكى كله وإن اشتكى عينه اشتكىكله}وعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله: { إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك أصابعه } [أخرجه البخاري].
وقد تضمن هذا النص صفات بليغة في وحدة المسلم مع إخوانه، فالمؤمنون كالبنيانالواحد المجتمع، ولما كان البنيان قد يكون متداعياً أو متساقطاً؛ جاء الوصف الآخربأن ذلك البنيان يشدّ بعضه بعضاً، فيكون كل مسلم يمثل لبنة في البيت الإسلاميالكبير.
حال المسلم مع إخوانه
ولم يكتف الإسلام بأن تكون وحدة المسلم مع أخيه في حال المشاهدة، بل تعدى ذلكإلى حال الغيب والبعد، فقد كان النبيخارج المدينة ومعه جماعة من أصحابه فقال لهم: {إنَّ بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا أنفقتم من نفقةولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم وفيه وهم بالمدينة حبسهم العذر } [أخرجه البخاري عن أنس رضي الله تعالى عنه].
وهكذا ينبغي أن تكون حال المسلم مع إخوانه في السراء والضراء وفي الغيبوالشهادة، يألم لألمهم ويؤمل لأملهم، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم.
فسفينة الإسلام واحدة تتأثر سلباً وإيجاباً بحسب تصرفات أهلها.
إصلاح النفس
إذا كان ذلك كذلك فليحذر كل مسلم أن يكون سبباً في إحداث فجوة على الإسلام منجهة نفسه، سواءً كان تقصيراً في ذاته أو متعدياً إلى غيره، بل وليعلم كل واحد منالمسلمين أنه مسؤول عن نفسه خاصة وعلى من يعول عامة.
فالإصلاح يبدأ من الذات ثم تتسع دائرة الإصلاح حتى تشمل البيت والجوار والمجتمعكل بحسب جهده.
الشعور بالمسئولية
متى ما شعر الفرد بمسؤوليتة وقام بأدائها قدر المستطاع كان ذلك مما يقوي شوكةالمجتمع خاصة وشوكة الإسلام عامة.
فإذا تكاتف المسلمون مع إخوانهم المستضعفين ودعموهم بالمال والدعاء وكانوا معهمبأحاسيسهم؛ فإنه يحصل بذلك الأثر الكبير في استجلاب النصر بإذن الله، ومتى قامالمصلحون بنشر الوعي العقدي السليم وبصّروا الناس في عباداتهم ومعاملاتهموسلوكياتهم؛ عاد ذلك بالنفع العظيم على المجتمع بأسره.
شاهد المقال: أنه إذا استشعر كل فرد بمسؤوليته وقام بها حق القيام، كان ذلك بإذنالله من أعظم الأسباب في نصر الإسلام والمسلمين، فأمر المسؤولية عظيم.
عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله: { كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع فيأهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها،والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عنرعيته. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته} [أخرجه البخاري ومسلم].
فالله نسأل أن يعيننا على ما حملنا وأن يصلح لنا جميع أمورنا.
الأعمال الصالحة وتهذيب النفس
استكثروا من الأعمال الصالحة ولا يحقرن أحدكم من المعروف شيئاً، فرب عمل يسيرأورث صاحبه أجراً عظيماً، فليكن بعضنا عضداً لبعض في التواصي بالحق والتواصيبالصبر، ليتفقد كل منا نفسه خاصة وغيره عامة، فمن كان مقصراً تعاهدناه.
إن الإسلام مجتمعات، والمجتمعات أفراد، ومتى ما أصلح الفرد نفسه صلح جزء منمجتمع المسلمين، وعلى هذا فكل منا على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتىالإسلام من قبله.
صوم يوم عاشوراء
وإن مما يعين على تهذيب النفس: تعويدها على عمل الخيرات، وإن من الخيرات صياميوم عاشوراء فصيامه يكفر سنةً ماضية كما قال: { صيام عاشوراء يكفر سنةماضية} [أخرجه الترمذي بمعناه عن أبي قتادة رضي الله عنه]، وقد صامهوهمّ بصيام يوم قبلهفقال: {لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع }.
اللهم اجعل هذا العام عام خير وبركة للإسلام والمسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين




رد مع اقتباس
قديم 08-12-2010, 06:20   #2
MR MAHMOUD
ضيف


الصورة الرمزية MR MAHMOUD

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: هل الحياة إلا أعوام فوق أعوام؟ وهل النفوس إلا الذكريات والآلام



جَزآكـِ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـِ وَجَعلهُ في مَوآزينَ حَسنآتكِ

آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ
لآحرمنآ روعه طرحك ودُمت بخير ..


 

رد مع اقتباس
قديم 09-12-2010, 07:48   #3
تامر الفضلى
ضيف


الصورة الرمزية تامر الفضلى

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: هل الحياة إلا أعوام فوق أعوام؟ وهل النفوس إلا الذكريات والآلام



جزاك الله كل خير


 

رد مع اقتباس
قديم 18-12-2010, 03:26   #4
عبد السلام الفضلى
ضيف


الصورة الرمزية عبد السلام الفضلى

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: هل الحياة إلا أعوام فوق أعوام؟ وهل النفوس إلا الذكريات والآلام



بآرَكـَ الله فيكـِ وَجَعلهُ في مَوآزينَ حَسنآتكِ


 

رد مع اقتباس
قديم 02-01-2011, 03:57   #5
همسة امل
ضيف


الصورة الرمزية همسة امل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: هل الحياة إلا أعوام فوق أعوام؟ وهل النفوس إلا الذكريات والآلام





 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,

ارشفه ودعم شركه جامعه الويب


HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
مجلس قبيلة الفضول التوثيقي الرسمي الأول - وموقع واجهة القبيلة