قال الشاعر :وأحزم الناس من لو مات من ظمأ .......... لايقرب الورد حتى يعرف الصدر

اإن الإنسان العاقل هو الذي لايمارس أمرا" من الأمور إلا بعد دراسه ، وتقليب وجوه الرأي فيه ، ولا يقدم على عمل إلا وهو يعرف طريقه إلى النجاح فيه .
حين يقوم الإنسان بمشروع ما أو يقدم على عمل من الأعمال فإنه يرجو النجاح فيما يقوم به والحصول على الفائدة المطلوبة وقد تكون هذه الفائدة مادية أو معنوية وهي على كل حال الهدف الذي يسعى اليه المرء من وراء عمله .
ولكن بعض الناس قد يتعجل في امره ويقدم على العمل في تسرع دون أن يكون قد درس المشروع دراسة وافية ودون أن يحسب حسابا" لما قد يصادفه خلال عمله فيقع في مشاكل ويتردى في مآزق كان يمكنه أن يتفاداها لو أنه حسب لكل خطوة حسابها وعرف طريقة تمام المعرفة وقدر بحذق وخبرة كل ماسيتعرضه وماسينتهي اليه .
فإذا حسب الإنسان العواقب وفكر فيما ينتهي اليه الأمور وعرف ما يمكن أن يحدث قبل أن يقدم على هذا العمل أو ذاك وقبل أن يدخل في أي مشروع وجد حينئذ طريق المضي فيه واضحة وعرف أيضا" طريق الخروج منه .
وإذا همت بو رد أمر فالتمس .......... من قبل مورده طريق المصدروبهذا قدي يكون قد أمن شر الفشل وتفادى عواقب الغفلة وارجل هو الذي لايدخل مكانا" لايعرف طريق الخروج منه فالعاقل يدرك الأمور على حقيقتها ويقدر عواقبها كما كما يكون على بينة من أمره في كل الظروف والأحوال .
ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلا" ......... به الخطب إلا وهو للخطب مبصروقد يعمد بعض الناس إلى دخول مخاطر وخيمة العاقبة بدافع الطمع والجشع أو الغباوة والبلادة فينتهي بهم الأمر إلى أسوا ماينصوره المرء وحينئذ يدمون أنامهم ندما ولكن لات ساعة مندم .
فالعاقل أذن هو الذي لايخطو خطوة إلى هدف ما إلا وهو يعرف طريق العودة معرفة تامة .
فالواجب إذن ألا نقدم على عمل إلا بعد أن نتخذ له الأهبة الكاملة وإلا ندخل في أمره إلا بعد أن نهيء لآنفسنا طريق الخروج منه .