ضمن اهتمامات مؤسسة الفكر العربي في إطلاق الثقافة العربية إلى آفاق جديدة وفي إطار الجهود لإنعاش الثقافة العربية طباعة وقراءة ونشراً تنظم المؤسسة مؤتمرها الجامع الكبير لهذا العام في بيروت العاصمة اللبنانية في 1 و2 تشرين الأول، وذلك من خلال محاور عديدة تعالج مشكلات الثقافة العربية المعاصرة، خاصة ما يتعلق منها بعالم النشر والكتب العربية الصادرة، ويتضمن المؤتمر في يوميه المكثفين مجموعة من المحاور الغنية الموزعة على جلسات متتابعة، فبعد الافتتاح الرسمي تتابع المحاور:

1- التأليف والمشروع النهضوي، وذلك من خلال طرح سؤال عميق: هل أسهمت حركة التأليف في صياغة مشروع نهوضي عربي؟ ويشارك في مناقشة هذا المحور مصطفى الفقي وجمال خاشقجي وعبد الإله بلقزيز ومسعود ضاهر.
2- حركة التأليف، وتتناول موضوعات عديدة:
أ- حول ماذا يكتب العرب يناقشه علي أومليل، هنري العويط.
ب- كتاب الطفل ويناقشه عبد التواب يوسف.
جـ- كتب ذوي الاحتياجات الخاصة ويناقشه محمد حسن النجار.
3- هل يحصل المؤلف العربي على حقوقه؟ ويتم تناول هذا المحور من ثلاث زوايا :
أ- كيف يرى المبدعون قضية الحقوق؟ يتحدث فيها محمد سلماوي، علوية صبح.
ب- كيف يرى الناشرون القضية؟ يتحدث فيها محمد عبد اللطيف طلعت، صلاح سلام.
جـ- هل تكفل تشريعاتنا حماية حقوق الملكية؟ يتحدث فيها حفيظة الحداد، طلعت زايد.
4- تجارب عربية ناجحة، ويتعرض هذا المحور لتجارب يراها المنظمون ناجحة، وهي: كتاب في جريدة، القراءة للجميع، مركز دراسات الوحدة العربية، يناقش هذه التجارب محمد بن عيسى الجابر، ناصر الأنصاري، صباح ياسين.
5- النشر بين تحديات الماضي وآفاق الحاضر: ويتناول موضوعين رئيسيين: المخطوطات وضوابط النشر، النشر الإلكتروني، وفي ميدان المخطوطات يتحدث: عبد الله العثيمين ومحمد صابر عرب ويوسف زيدان، وفي مجال النشر الإلكتروني يتحدّث محمد سناجلة ونبيل علي.
6- نحو سوق عربية مشتركة للكتاب: وقد لحظت المؤسسة غياب التوزيع النظامي والمنهجي للكتاب، في ظل التعامل العربي مع الكتاب على أنه سلعة غير مرغوب فيها، لذلك أفردت له محوراً قسم إلى ثلاثة موضوعات:
أ- السوق العربية المشتركة للكتاب: يناقشه شوقي عبد الأمير.
ب- قيود توزيع الكتاب العربي يناقشه معتصم سليمان، سليمان بختي.
جـ- نحو شراكة عربية يناقشه بشار شبارو.
7- المحور السابع: القراءة أزمة قارئ أم أزمة كتاب: وينقسم هذا المحور إلى موضوعات ثلاثة:
أ- هل نحن حقاً أمة لا تقرأ، ولماذا؟ يتحدث فيه صقر أبو فخر وعبد الله الغذامي.
ب- هل ما زال للمكتبات العامة دور في نشر المعرفة؟ يتحدث فيه علي بن سليمان الصدينع ومود أسطفان.
جـ- ماذا يقرأ العرب؟ يتحدث فيه علي عقلة عرسان ومحمد الرميحي.
ويختتم المؤتمر بجلسة طاولة مستديرة ومبادرة شركاء من أجل الكتاب العربي بمشاركة نخبة من الباحثين المشاركين، وبمؤتمر صحفي للأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي ووزير الثقافة اللبناني.
إن استعراض محاور المؤتمر يظهر غناها، فهي تتناول جميع أنواع التأليف التراثي المحقق والمعاصر وغير ذلك حتى الإلكتروني، وهذا يعطي المؤتمر أهمية خاصة، مع أن محور التراث والتحقيق يمكن أن يفرد له مؤتمر خاص يدعى إليه المعنيون بالتراث في العالم العربي، وهم خبراء وكثر، ويشارك في أعمال هذا المؤتمر نخبة من الباحثين والإعلاميين، وغاب عن الأعمال في الأسماء المدونة شخصيات فاعلة ومهمة، عسى أن تكون المشاركات بهذا الغنى وأكثر.
«الوطن» تتمنى لأعمال المؤتمر النجاح، وأن يتم من خلال هذا المؤتمر والمشاركين فيه تجاوز الكثير من أزمات القراءة العربية ونشر الكتاب، لعلّ الشعار الذي طرحته مؤسسة الفكر العربي لمؤتمرها يكون حافزاً «كتاب يصدر.. أمة تتقدم..» فهل يصدر الكتاب العربي؟
وإذا صدر الكتاب العربي هل يحمل الفائدة؟ وإذا حمل الفائدة هل هناك من يقدره؟
وإذا عرف قدره هل يصل إلى القارئ العربي؟ وإذا وصل ما نسبة القراءة؟ وإذا قرئ ما قدرته على التغيير والإسهام في تقدم الأمة؟
إن ما أقدمت عليه مؤسسة الفكر العربي في هذا المؤتمر خطوة بالاتجاه الصحيح، وبالإمكان إن تعاضدت هذه الخطوة مع جهود الجهات الوصائية العربية أن تنتقل إلى أرض الواقع وتصبح ملزمة، إذ لا يزال الكاتب غريباً إلا إذا.. ولا يزال الكتاب سلعة غير مرغوب فيها..
فهل تغير هذا اللقاءات النوعية من الواقع شيئاً؟ نرجو ذلك.
وبمناسبة انعقاد المؤتمر صرح أمين عام مؤسسة الفكر العربي د. سليمان عبد المنعم، أن هذا المؤتمر سوف يعقد برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في دلالة مهمة على مدى احتضان الدولة اللبنانية للمؤتمر، وتقديرها لدور مؤسسة الفكر العربي، التي اختارت منذ عشرات سنوات، أن تكون بيروت عاصمة الثقافة العربية مقراً لها.
وقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس المؤسسة، ووزير الثقافة اللبناني الأستاذ تمام سلام، الدعوة إلى وزراء الثقافة العرب لحضور المؤتمر، كما سيشارك في المؤتمر رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب ورئيس اتحاد الناشرين العرب وعديد من المسؤولين وصنّاع القرار الثقافي في العالم العربي، ولفيف من المفكرين والإعلاميين والخبراء العرب المعنيين بقضايا الثقافة العربية والكتاب العربي على وجه الخصوص، وسوف يعالج المؤتمر قضايا وتساؤلات من بينها: «هل أسهمت حركة التأليف والنشر في صياغة مشروع نهضوي عربي؟ وحول ماذا يكتب العرب؟ وستعقد جلسة خاصة بعنوان: «هل يحصل المؤلف العربي على حقوقه؟ كما يتضمن المؤتمر عرضاً لثلاث تجارب عربية ناجحة هي: تجربة كتاب في جريدة (اليونسكو) ومشروع القراءة للجميع (مصر) وتجربة مركز دراسات الوحدة العربية (لبنان)، كما يتضمن المؤتمر جلسة مهمة تستعرض فيها الدعوة لإنشاء سوق عربية مشتركة للكتاب.
المصدر جريدة الوطن اللبنانية
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=65244