الموضوع: آيه ....وتفسير
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 22-01-2012, 03:34
إبن لام الدويسي
VIP
إبن لام الدويسي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 13640
 تاريخ التسجيل : 06 2021
 فترة الأقامة : 1038 يوم
 أخر زيارة : 14-05-2022 (12:23)
 المشاركات : 4,925 [ + ]
 التقييم : 500
 معدل التقييم : إبن لام الدويسي إبن لام الدويسي إبن لام الدويسي إبن لام الدويسي إبن لام الدويسي إبن لام الدويسي
بيانات اضافيه [ + ]
آيه ....وتفسير



هلموا بنا لنجمع الشمل ولنوقف النزف ، فالأمة غارقة في الفتن من أخمص قدمها الى فروة رأسها ، وفي كل بيت من بيوت المسلمين لنا عزاء ، والفرس والروم يرتعون وينهشون في أعراض الحرائر ، والمشركون يقدحون بتوحيد الأمة مع عباد المقابر...
كيف يا اخي سلم منك الفرس ، والروم والملاحدة ُ واعداء ُ الإسلام ولم يسلم منك عرض أخيك ؟! في عقيدته وتوحيده ومنهجه !!! يارب سلم سلم يارب سلم سلم .......
يا أصحاب الفظاظة
يا أصحاب القلوب المريضة
يا أصحاب السلوكيات المعوجة ..
لقد أشمتم بنا الحزبيين ، فتنادَوا فرحاً قائلين :سقينا بدعوة غيرنا
..وما ذلك إلا بما آلت اليه دعوتكم الحقه ! من الفرقة والتناحر والغمز واللمز وتتبع الزلات..
فهل من توبة صادقة قبل الممات ......!! ؟
وإني لأعلم أن الشدة في بعض الأحيان قد تؤتي ثماراً أفضل من الليــن كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني قدس الله روحه في بعض كتبه ....
ولكن هذه الشدة لا بد لها من ضوابط فحذار من الإفراط والغلو والتنطع والتبديع المنفلت لإخوانك الذين يتبعون الكتاب والسنة ، وإن وقعوا في بعض الأخطاء في نظرك وقد لا تكون اخطاءً اصلاً ،- فلا تنظر للعالَم من خرم ابره- واتق ِ الله في أقوالك وأفعالك ..
واعلم يا طالب العلم ان الله جعل هذا اللسان محبوساً بين فكين وبين شفتين ، وهو أحق بالحبس من البدن ، فكم من لسان يكبُّ صاحبه على وجهه ومنخره في النار يوم القيامه ، فالحذر الحذر .....
قال تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )
قال ابن كثير في تفسير هذه الآيه
(فبما رحمة من الله لنت لهم ) أي : أي شيء جعلك لهم لينا لولا رحمة الله بك وبهم .
قال قتادة ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) يقول : فبرحمة من الله لنت لهم .
وقال الحسن البصري : هذا خلق محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله به .
قال تعالى : ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) الفظ : الغليظ ، [ و ] المراد به هاهنا غليظ الكلام ، لقوله بعد ذلك ( غليظ القلب) أي : لو كنت سيئ الكلام قاسي القلب عليهم لانفضوا عنك وتركوك ، ولكن الله جمعهم عليك ، وألان جانبك لهم تأليفا لقلوبهم ، كما روى البخاري في صحيحه عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو [ص:67] بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ؟ قَالَ: " أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي القُرْآنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] ، وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ، وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا

قال صاحب التحرير والتنوير :-
والفظ : السيئ الخلق ، الجافي الطبع .
والغليظ القلب : القاسيه ، إذ الغلظة مجاز عن القسوة وقلة التسامح ، كما كان اللين مجازا في عكس ذلك .
والانفضاض : التفرق .
و ( من حولك ) أي من جهتك وإزائك ، يقال : حوله وحواليه وحوليه وحواله وبحياله . والضمير للذين حول رسول الله ، أي الذين دخلوا في الدين لأنهم لا يطيقون الشدة ، والكلام تمثيل : شبهت هيئة النفور منه وكراهية الدخول في دينه بالانفضاض من حوله أي الفرار عنه متفرقين ، وهو يؤذن بأنهم حوله أي متبعون له .
قال الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار :-
أقول : كأنه يقول : إنه كان من أصحابك يا محمد ما كان ، كما دلت عليه الآيات وهو مما يؤاخذون عليه فلنت لهم وعاملتهم بالحسنى ، وإنما لنت لهم بسبب رحمة عظيمة أنزلها الله على قلبك وخصك بها فعمت الناس فوائدها ، وجعل القرآن ممدا لها بما هداك إليه من الآداب العالية والحكم السامية التي هونت عليك المصائب وعلمتك منافعها وحكمها وحسن عواقبها للمعتبر بها ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك لأن الفظاظة هي الشراسة والخشونة في المعاشرة ، وهي القسوة والغلظة ، وهما من الأخلاق المنفرة للناس لا يصبرون على معاشرة صاحبهما وإن كثرت فضائله ، ورجيت فواضله ، بل يتفرقون ويذهبون من حوله ويتركونه وشأنه لا يبالون ما يفوتهم من منافع الإقبال عليه ، والتحلق حواليه ، وإذا ًً لفاتهم هدايتك ، ولم يبلغ قلوبهم دعوتك .
قال تعالى :- ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) فأين انت من قول الله .....
قال تعالى:- (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ....) فأين انت من قول الله ....
قال السعدي رحمه الله في تفسير :- "رحماء بينهم " ، أي : متحابون ، متراحمون ، متعاطفون ، كالجسد الواحد ، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه ، هذه معاملتهم مع الخلق .
نسأل الله العظيم ان يجعل افضل اعمالنا من الدنيا خواتيمها وان يجعل افضل ايامنا يوم نلقاه وان يغفر لنا و لوالدينا ولمشايخنا ولمن له حق علينا ، وان يرينا الحق حقاً وان يرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلاً وان يرزقنا اجتنابه وأن يمن علينا بالعلم ، والحلم ، والرقة واللين ، والتسامح مع اخواننا .
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
كتبه العبد الفقير الى عفو ربه
خالد بن جمال آل احمد الفالوجي الجمعه 23/ من ذو القعده سنة 1432هـــ



 توقيع : إبن لام الدويسي


رد مع اقتباس