عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 29-08-2008, 02:45
ناصر السيف
المراقب العام
ناصر السيف غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 13646
 تاريخ التسجيل : 07 2021
 فترة الأقامة : 1030 يوم
 أخر زيارة : 08-01-2022 (02:44)
 المشاركات : 12,681 [ + ]
 معدل التقييم : ناصر السيف
بيانات اضافيه [ + ]
New التنازل عند المراة‏



التنازل،التسامح، التساهل، مرادفات لمعنى واحد منقذ لسفينة الزوجية، وخاصة عندماتهب عليها رياح شديدة، وأمواج عاصفة، وهنا يبدأ اختبار الحياة الزوجيةوامتحانها.
لكن التنازلات في الحياة الأسرية ارتبطت دائماً بشخصيةالمرأة، فلماذا تتنازل المرأة دائماً؟ ومتى تقدم هذه التنازلات؟ ولمن ؟وكيف يقدر الرجل منها ذلك؟ وما تأثير ذلك على شخصيتها؟ وأخيراً هل التنازلقوة للمرأة أم سيف مسلط يقهرها؟
في البداية اتفق بعض الزوجات في حواراتمتفرقة وغير مخطط لها على أن الصمت، والانحناء للعواصف الزوجية ضرورة فيكثير من الأحيان, وأن التنازع بين الزوجين يفسد الحياة- فكلاهما مطالببالتنازل أحياناً، لأن قصر التنازل على الزوجة فقط غبن لها، ولو لم يقدرالزوج تنازلات زوجته فستسوء العلاقة بينهما إلى أقصى حد، كما اتفقن وهنمتزوجات منذ فترات مختلفة على أن للتنازل حدوداً وأن تفويت ما يمس الكرامةمرفوض تماماً.
تنازلاتها قوة
توضح الدكتورة/ عزة كريم أستاذة علمالاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة أنالتنازلات داخل الأسرة أمر مطلوب من المرأة والرجل، لكن مجتمعاتنا الشرقيةما زالت ترى في المرأة صورة الأم المضحية دائماً من أجل إسعاد أفرادأسرتها وتقول: إن تضحيات المرأة كثيرة ومتعددة وتبدو في أكثر من صورة، فهيالزوجة المطيعة المقدرة لظروف زوجها المادية والاجتماعية والنفسية، وهيالأم المضحية براحتها من أجل إسعاد وراحة الأسرة وتلبية احتياجاتها.
والبعضيفسر تنازل المرأة على أنه ضعف منها، ولكن عندما يتنازل الإنسان، أو يضحيبشيء من أجل هدف أسمى وأهم فإنه في هذه الحالة لا يكون ضعيفا، بل علىالعكس هو قوي بإرادته القوية التي جعلته يتنازل عن شيء مقابل تحقيق نتيجةإيجابية.
وأمام هذه الصور المتعددة لتضحيات وتنازلات المرأة يجب علىالرجل أن يقدرها ويمتدح فيها هذه التضحيات، ولا يستغلها بشكل سلبي أو ينظرإليها على أنها أضعف في شخصيتها.
التغاضي لا التنازل
الباحثة فاطمةالزهراء محمد المعيدة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة والباحثة بالمعهدالعالمي للفكر الإسلامي تتحفظ على كلمة التنازل بالنسبة للمرأة داخلالأسرة فتقول: أعتقد أن التنازل يرتبط أكثر بطبيعة العلاقة المادية، أماداخل الأسرة فالعلاقات يغلب عليها الطابع الاجتماعي المعنوي لذا أفضل لفظةالتغاضي على التنازل.
وعندما تتنازل المرأة فهي تعلي قيمة المصلحةالعامة للأسرة على مصلحتها الذاتية، لأنها تعي جيداً أن أهم وظائفها هوالحفاظ على الكيان الأسري إيمانا بأهمية الأسرة، كأساس للمجتمع وهي فيأسرتها محور للتماسك والتضامن، وقادرة على تغيير كل شيء للأصلح بدءاً منالزوج، وحتى الأبناء.
والإغضاء- هو إنكار للذات يقابله الأنانية، وهو إعلاء لقيمة الذات، أما الأنانية داخل الأسرة فهي سبب كاف لفشلها وتفككها.
وينبعإنكار الذات من شعور الإحساس بالآخرين، واحترامهم وحبهم، والإنسان السوييعطي ولا يشعر بأنه تنازل طالما أن الأسرة يسودها جو التكافؤ، والاستقراروالمرأة بطبيعة دورها كأم خصها الله- عز وجل- بفرط مشاعر تتنوع بين الحبوالعطف، والرعاية، والحنان تشمل بها أبناءها.
فالأم تعايش أبناءها لفترات أطول وأعمق، لذا فهي تكون – في الغالب- أكثر فهماً وتعاطفاً معهم من الأب، ومن ثم أكثر عطاءً.
فهيتسهر على راحة الأسرة كلها أكثر من راحتها وتُسخّر كل ما تملك من إمكاناتمادية، وصحية وعمرية للأسرة، وغالباً ما تكون نظرتها أشمل للأمور الأسرية..
إيجابية وسلبية
الباحثة/ رضا عبدالستار بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية تقول:
إذاكان التنازل طواعية وتقديراً للأمور من جانبها فإنه يكون تنازلا إيجابياهدفه أن تسير الحياة داخل الأسرة كما تشتهي الأنفس، لكي تمضي الحياةالاجتماعية، والمادية للأسرة كما يجب، وهو تنازل لا يضرها لكنه يفيدالجميع.
وقد يكون تنازل المرأة سلبيا إذا تم قهراً أو بالإجبار فيكونسيفا يقهر إرادتها ويرغمها على القبول بشيء ما، لا يقبله الحر لنفسه مثلاأو لا يرضى به الشرع، وقد تكون المرأة وقتها في حالة خوف يدفعها إلىالتنازل، خوفاً من الموقف الذي تتعرض له، أو خوفاً من المستقبل نفسه ممايترتب عليه اللوم لنفسها، فيؤثر ذلك على حالتها النفسية، ويفقدها الرؤيةالصائبة، والتفكير السليم للحياة، ولا يرتبط التنازل بضعف شخصيتها، أوقوتها، فالمرأة التي تعمل على تحقيق التوافق في حياتها الأسرية شخصيةطبيعية سوية.
وقد تكون المرأة طموحةً للغاية، ولديها المال والجاه الخ،لكن عدم تنازلها يصدمها بالواقع وبذلك تكون ضعيفة الشخصية.. إذن فالأمرنسبي.
وعن تقدير الرجل لتنازلات المرأة داخل الأسرة تقول الباحثة رضاعبدالستار: إن هذا التقدير لا يضمنه سوى تكافؤ العلاقات بين الزوجين فالزوج يستحق التنازل ويقدر لها ذلك لذا فهي تعذره وتقدر ظروفه وتتنازل،والعكس صحيح، وهكذا لا يكون جزاء الإحسان إلا الإحسان.

منقول للفائده




رد مع اقتباس