عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 29-06-2009, 11:04
أديب الدعفس
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19842 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
الخيل عند قبيلة طيء



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..




اشتهرت جزيرة العرب ، بالخيول العربية التي امتازت بجودة أنواعها ، فالجواد العربي يمتاز بجماله وحسن تركيبته وطباعه وشدة صبره وتحمله الجوع والعطش ، وشدة البرد والحر ، ولا يضاهيه أي جواد من عرق آخر .

ويقول الشيخ الحاج نايف عبد الرحمن الطائي :الجواد العربي سريع الجري ، لا يسبقه سوى خيل السباق الانكليزية الأصيلة المعروفة بـ ( الثوروبرد ) والتي يجري في عروقها دم الخيول العربية ذات السلالات العريقة .

لقد لازمت الخيول الإنسان العربي منذ القدم حيث أصبح جزء من وجوده الإنساني يكر ويفر بها ، ونظراً لسرعة الخيول العربية وعفتها صارت أهم سلاح للغزو بين القبائل ، ولهذا السبب اقتنت القبائل الخيول واعتنت بها للمحافظة على كيانها في الدفاع والهجوم ، واعتبرت القبائل التي تمتلك عدداً كبيراً من الخيل من القبائل القوية ، ومن تلك القبائل قبيلة طيء الحاتمية العربية ، التي اشتهرت عبر التاريخ بامتلاكها أرسان الخيول العربية ومرابطها الأصيلة . حيث يروى أن الجوّاد حاتم الطائي كان يملك فرساً أصيلة ، نحرها عندما أتته امرأة يتعاوون صبيتها جوعاً فذبحها ثم قدح ناراً ثم أججها ثم دفع إليها شفرة وقال لها اشوي وكلي .

وفي حادثة أخرى كان لدى حاتم الطائي فرساً من كرام الخيل عزيزة عنده . وأرسل أحد قياصرة الروم بطلبها ، عندما بلغته أخبار جود حاتم الطائي وكرمه ، كهدية منه ، فلما دخل رسول قيصر ، إلى ديار طيء ، استقبله حاتم أحسن استقبال، ورحب به وهو لا يعرفه وكانت المواشي في المرعى ، فلم يجد سبيلاً إلا نحر الفرس ، فنحرها ، فأعلمه أنه رسول لقيصر وقد حضر يستميحه الفرس ، فساء ذلك حاتماً ، وقال هلا أعلمتني قبل الآن ، فإني قد نحرتها لك ، إذ لم أجد جزوراً غيرها فعجب الرسول من سخائه.

هذا ما يخص حاتم الطائي أما زيد الخيل بن المهلهل الطائي والمكنى أبا مكنف فقد كان يملك ستة من الخيول الأصيلة وهي : الكميت – الورد – كامل – ذؤول – لاحق – الهطّال . ولكثرة حبه للهطال ساواه بأبنائه وهم عدته وأحباؤه حيث قال :

أقرب مربط الهطال إني أرى حرباً تلقح عن حيال

أسويه بمكنف إذ شتونا وأوثره على جل العيال

وهو القائل :

جلبناالخيل من آجا وسلمى تخب نزائعاً خبب الركاب

ونورد فيما يلي بعض أشهر الخيول في قبيلة طيء:

البُريت : فرس إياس بن قبيصة الطائي . قال حارثة بن أوس الكلبي
ونجى إياساً من سيوف مجنب تراه إذ ما جدت الخيل يلعب

أبو أمه البريت أو هو خاله إلى كل عرق صالح ينتسب

الخرماء: فرس اسد بن شماس المعني من قبيلة طيء قال فيها :
إذا الخرماء أمكن جانباها فقر بني لضرب أو قراع

ذؤول : فرس لزيد الخيل بن مهلهل الطائي وذأل بمعنى أسرع
زاجل : فرس لزيد الخيل وزجله بمعنى أرسله
الزباء: فرس لأصيدف الطائي والزباء بمعنى الشديد
السرحان: فرس عمارة بن حرب البحتري من قبيلة طيء فيه قال:
إذا سمح السرحان أو صح أرضه فلا سكنت حرب ولا نام حارب

الضبيب: لحسان بن حنظلة الطائي ، وهو الذي حُمل عليه كسرى أبرويز حين انهزم من بهرام جوبين ( يوم النهروان) فنجا – أي كسرى - وكان له حديث طويل فقال حسان بن حنظلة الطائي:
تلافيت كسرى أن يضام ولم أكن لأتركه في الخيل يعثر راجلاً

بذلت له صدر الضبيب وقد بدت مسومة من خيل ترك وكابلا

العالية : لعمرو بن ملقط الطائي قال فيها :
أنك قد يكفيك بغي الفتى وذرأه أن تركب العالية

العصا : فرس شبيب بن عمرو بن كريب الظائي قال فيها :
تجللت العصا وعلمت أني رهين محبس إن أدركوني

الورد : فرس لزيد الخيل الطائي كان النعمان بن المنذر وهبه له فلاقته امرأته في صونه فقال:
تلوم علي أن أمنح الورد لقمة وما تستوي والورد ساعة تفزع

ورغم تحضّر قبيلة طيء وتطورها المستمر في كافة لميادين الحضارة الإنسانية إلا أنها ما زالت القبيلة العربية التي تعتز باقتنائها لأرسان ومرابط الخيول العربية في الجزيرة السورية حيث تمتلك قبيلة طيء في منطقة القامشلي عدد من مرابط الخيل وهي :

1- كحيلة العجوز وتتفرع على عدة أرسان منها كحيلة المزهر وهي مسجلة في كتاب أنساب الخيل( واهو) ومالك المربط من قبيلة طيء ( العساف)

2- كحيلة الحيفية: مالك المربط من قبيلة طيء ( الحريث )

3- كحيلة الربذة : والمربط لقبيلة طيء ( حرب)

4- الصقلاوية والجدرانية: لقبيلة طيء ويتفرع عنهما أرسان من أهمها :

أ‌- جدرانية ضاري

ب‌- جدرانية الدندح قبيلة طيء ( الجوالة )

5- كحيلة العرموشة: قبيلة طيء ( الراشد)

6- كحيلة المليحية : لها تواجد قليل في قبيلة طيء ( العساف)

7- جلفة سطام البولاد : قبيلة طيء ( العساف )

8- جدرانية الفهد : في قبيلة طيء ( العساف)

وفي نهاية بحثنا عن الخيول العربية في قبيلة طيء نورد قصة عن رسول الله (ص) مع فرسه الأدهم :

حيث يروى أجرى فرسه الأدهم في المحصب بمكة ، فجاء فرسه سابقاً، فجثا رسول الله على ركبتيه حتى إذا مر به ، قال إنه لبحر .

فقال عمر بن الخطاب : كذب الحطيئة في قوله :

وإن جياد الخيل لا تستفزني ولا جاعلات العاج فوق المعاصم!

فلو كان صابراً أحد عن الخيل، لكان رسول الله (ص) أولى الناس بذلك.




* نقلاً عن الأخ /جلال السفان ـ الحسكة ـ سوريا




رد مع اقتباس