الموضوع: عنف الطلاب
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-01-2005, 02:51
الفاااارس
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19855 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
عنف الطلاب



ظاهرة سلبية ينبغي البحث عن أسبابها


الضرب .. أما الآن فصرنا نشكو من العنف المضاد، أي من عنف الطلاب تجاه مدرسيهم، العنف الذي يصل في حالات غير نادرة إلى الحد نفسه.
وتبرز اليوم ظاهرة إعراض أو "تهرب" بعض المدرسين من مهنة التدريس في المدارس الاعدادية والثانوية والانصراف إلى أعمال إدارية أو مكتبية أخرى، وذلك رعباً من " عقاب" طلاب هذه المدارس لهم، سواء داخل قاعات وساحات المدرسة أو خارجها، أي في الشارع أو الحي والحارة أو في مكان آخر!!

ولدى سؤالهم عن السبب أو جملة الأسباب التي تدفعهم نحو العنف والشغب داخل قاعات مدارسهم وفي باحاتها جاءت إجاباتهم على النحو التالي:

1ـ أجاب 55% من الطلبة المختارين للعينة أن المدرس نفسه هو مصدر العنف لديهم. فالقصور العلمي الذي يظهر به المدرس في بعض الحالات يشكل دافعا لديهم نحو الشغب والفوضى لملء وقت الدرس الذي يبدو لهم مملا إلى درجة يفضلون عندها ممارسة الشغب على الاستماع أو الإصغاء للمدرس في قاعة الدرس. هذا من جهة، وأما من جهة أخرى، فإن العلاقة ( غير الأبوية) أو لنقل القاسية التي يرتبط بها المدرس مع طلابه هي بدورها ـ وكما أكد ذلك طلبة العينة ـ تشكل دافعا آخر يدفع بهم إلى الارتباط بالمدرس بالعلاقة نفسها.

2ـ وبين 25% من الطلاب أنهم لا يرغبون في متابعة الدراسة وأنهم تواقون لترك المدرسة في أقرب وقت ممكن. وأكدوا أن الشغب الذي يقومون به في المدرسة ويمارسونه تجاه مدرسيهم هو ردة فعل عفوية على العنف الذي يمارسه الآباء معهم في سعي هؤلاء ـ أي الآباء ـ إلى إكراه أبنائهم رغما عنهم على الذهاب إلى المدرسة ومتابعة الدراسة.
3ـ هذا في حين أكد 10% من الطلاب أن حالة الشغب التي يظهرون بها داخل المدرسة وخارجها هي نتيجة مباشرة لعدم تفرغهم للدرس أو المدرسة. فهم يقومون بأعمال أخرى إلى جانب آبائهم أو في أماكن عمل أخرى، وذلك تحت ضغط الظروف المعيشية المادية التي تعاني منها أسرهم.
وأما الاستطلاعات الميدانية التي قمنا بها في أوقات متعددة سابقة للغرض نفسه، والدراسات الأخرى التي أجريت في هذا المجال، فقد أضافت إلى الأسباب المذكورة الأسباب التالية:

1ـ المراهقة التي لم تسع الأسرة، بالدرجة الأولى إلى تهذيبها أو تثقيفها حيث يتغلب الجانب الواعي الإنساني لدى المراهق على جانبه الغريزي الحيواني، ففي حالات اجتماعية معينة يحاول الشاب المراهق فيها ان يظهر علامات شبابه أو رجولته ويعبر عنها بالتمرد على الآخرين والخروج عن تعليماتهم وإرشاداتهم وفي مقدمة هؤلاء أساتذته في المدرسة.

2ـ الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تضع حجر الأساس الذي سيبني عليه الإنسان فيما بعد سلوكه الاجتماعي داخل الأسرة وخارجها. وبالنتيجة فإن الأسر التي يسودها سلوك العنف والشغب والفوضى والعادات السيئة الأخرى، سواء فيما بين الأبوين أو بينهما وبين أبنائهما، هي من المصادر، وبالتالي الأسباب الرئيسية لظاهرة سلوك بعض طلبة المدارس على هذا النحو الاجتماعي السلبي والخطير.

3ـ سلوك العنف والإكراه سواء داخل المجتمع الواحد أو فيما بين المجتمعات هو وكما بينت تلك الاستطلاعات، من الدوافع الكبرى التي تدفع الطلبة إلى سلوك المسلك نفسه ولا يكاد المراهق الذي يميل إلى تقليد أو محاكاة هذا السلوك أن يكتشف حقيقة سلوكه السيئ والخاطئ حتى يكون قد بات عادة يصعب عليه التخلص أو التملص منها فيما بعد.

4ـ الأفلام البوليسية ورياضات العنف وإثارة القوة، تلك التي تعنى بها دور السينما وشاشات التلفزيون في بلدان عديدة وتبث عبر الفضاء إلى أرجاء العالم كلها، هي من الأسباب المهمة لظاهرة العنف، ليس في مدارسنا فحسب وإنما في مدارس العديد من البلدان الأخرى، بما فيها بعض البلدان المتقدمة علميا وصناعيا.

5ـ مظاهر العنف التي يتميز بها سلوك بعض الطلبة في مدارسنا هي إحدى التعبيرات الحقيقة عن فائض النشاط وتسارع نمو القوة الفيزيولوجيه أو البيولوجيه لدى الطالب المراهق، فإن عدم تفريغ هذا الفائض وترويض هذا النمو هو سبب آخر لا يقل أهمية عن سابقيه من أسباب ظاهرة الشغب لدى هؤلاء الطلاب. وبالفعل لقد بينت إحدى الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن قله النوادي والمراكز الشبابية هي من الأمور المسئولة إلى حد كبير عن مظاهر عرض القوة والفوضى التي يتظاهر بها الطالب المراهق أمام أستاذه في المدرسة وأمام الآخرين في أماكن أخرى.

وعلى هذا النحو يبدو لنا بوضوح أن أسباب هذه الظاهرة الخطيرة ومسؤولية تدبر الحلول الناجعة لها لا تعني جهة واحدة فقط، كأن تكون وزارة التربية مثلا، وإنما تعني جهات عديدة، رسمية منها وأهلية في الوقت نفسه. وأيضا للأسرة دور مهم جداً في تأديب وإصلاح المراهقين من الجنسين

*******************************************




رد مع اقتباس