الموضوع: قصة حب تبكي
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-10-2004, 05:25
ميمونة
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19858 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
قصة حب تبكي



قرر صاحبنا الزواج وطلب من اهله البحث له عن فتاة مناسبة ذات خلق ودين وكما جرت العادات والتقاليد
حين وجدوا احدى قريباته وشعروا باْنها تناسبه ذهبوا لخطبتها ولم يتردد اهل البنت في الموافقة لما كان
يتحلى به صاحبنا من مقومات تغري اية اسرة بمصاهرتة وسارت الاْمور كما يجب واتم الله فرحتهم وفي عرس
جميل متواضع اجتمع الاْهل والاْصحاب للتهنئة.
وشيئا فشيئا بعد الزواج وبمرور الاْيام لاحظ المحيطون بصاحبنا هيامه وغرامه الجارف بزوجته وتعلقه بها
وبالمقابل اهل البنت استغربوا عدم مفارقة ذكر زوجها للسانها. اي نعم انهم يؤمنون بالحب ويعلمون انه يزداد
بالعشرة ولكن الذي يعلمونه او لم يخطر لهم ببال انهما سيتعلقان ببعضهما الى هذه الدرجه. وبعد مرور ثلاث
سنوات على زواجهما بدؤوا يواجهون الضغوط من اهاليهم في مساْلة الاءنجاب. لاْن الاْخرين تزوجوا معهم في
ذلك التاريخ اصبح لديهم طفل او اثنان وهم مازالوا كما هم.واخذت الزوجة تلح على زوجها ان يكشفوا عند
الطبيب عل وعسى ان يكون امرا بسيطا ينتهي بعلاج او توجيهات طبية.
( وهنا وقع مالم يكن في الحسبان, حيث اكتشفوا ان الزوجة عقيم)

وبداْت التلميحات من اهل صاحبنا تكثر والغمز واللمز يزداد الى ان صارحتة والداتة وطلبت منه ان يتزوج
بثانية ويطلق زوجتة او يبقيها على ذمته بغرض الاْنجاب من اخرى فطفح كيل صاحبنا الذي جمع اهله
وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه تظنون ان زوجتي عقيم؟
ان العقم الحقيقي لايتعلق بالاْنجاب انا اراه في
المشاعر الصادقة والحب الطاهر العفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم اكثر من مائة
مولود وراض بها وهي راضية فلا تعيدوا لها سيرة الموضوع التافه ابدا.

واصبح العقم الذي كانوا يتوقعون وقوع فراقهم به سببا اكتشفت به الزوجة مدى التضحية والحب الذي
يكنه لها زوجها . وبعد مرور اكثر من تسع سنوات قضاها الزوجان على اروع ما يكون من الحب
والرومانسية بداْت تهاجم الزوجة اعراض مرض غريبة اضطرتهم الى الكشف عليها بقلق في احدى
المستشفيات الذي حولهم الى مستشفى الملك فيصل التخصصي. وهنا زاد القلق لمعرفة الزوج وعلمه
ان المحولين الى هذاالمستشفى عادة مايكونون مصابين باْمراض خطيرة.

وبعد تشخيص الحالة واجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي , صارح الاْطباء زوجها باْنها مريضة بداء عضال
عدد المصابين به معدود على الاْصابع في الشرق الاْوسط , وانها لن تعيش كحد اقصى اكثر من خمس سنوات
باْية حال من الاْحوال والاْعمار بيد الله.

ولكن الذي يزيد الاْلم والحسرة ان حالتها ستسوء في كل سنة اكثر من سابقتها , والاْفضل ابقاؤها في
المستشفى لتلقى الرعاية الطبية اللازمة الى ان ياْخذالله امانته. ولم يخضع الزوج لرغبة الاْطباء ورفض
ابقاءها في لديهم وقاوم اعصابه كي لا تنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو
المناسب كي تتلقى زوجته به الرعاية فابتاع ماتجاوزت قيمته ال (260000 )ريال من اجهزة ومعدات
طبية جهز بها شقته لتستقبل زوجته بعد الخروج من المستشفى وكان اغلب المبلغ المذكور قد تدينه
بالاْضافة الى سلفة اقترضها من البنك.

واستقدم لزوجته ممرضه متفرغة كي تعاونه في القيام على حالتها , وتقدم بطلب لاْدراته لياْخذ اجازة
من دون راتب. ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها و فهو في اشد الحاجة لكل ريال من
الراتب . فكان اثناء دوامه يكلفه باْشياء بسيطة ماان ينتهي منه حتى ياْذن له رئيسه بالخروج وكان
احيانا لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضي باقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام بيده
ويضمها الى صدره ويحكي لها القصص والروايات ليسليها وكلما تقدمت الاْيام زادت الاْلام والزوج يحاول
جاهدا التخفيف عنها . وكانت قد اعطت ممرضتها صندوقا صغيرا طلبت منها الحفاظ عليه وعدم تقديمه لاْي
كائن كان. الا لزوجها اذا وافتها المنية .

وفي يوم الاثنين مساء بعد صلاة العشاء كان الجو ممطرا وصوت زخات المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة
يرقص لها القلب فرحا. اخذ صاحبنا ينشد الشعر على حبيبته ويتغزل في عينيها . فنظرت له نظرة
المودع وهي مبتسمة له فنزلت الدمعة من عينه لاْدراكه بحلول ساعة الصفر وشهقت بعد ابتسامتها
شهقه خرجت معها روحها وكادت تاْخذ من هول الموقف روح زوجها معها . ولاارغب في تقطيع قلبي
وقلوبكم بذكر مافعله حين توافاها الله ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها بيومين جاءت الممرضة التي كانت
تتابع حاله زوجته فوجدته كالخرقه البالية فواسته وقدمت له صندوقا صغيرا قالت له ان زوجته طلبت
منها تقديمه له بعد ان يتوفاها الله . فماذا وجد في الصندوق ؟


زجاجة عطر فارغة . وهي اول هدية قدمها لها بعد الزواج
وصورة لهما في ليلة زفافهم
وكلمة ( احبك في الله ) منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة

واعظم انواع الحب هو الذي يكون في الله


ورسالة قصيرة تقول فيها :


زوجي الغالي
لاتحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثان لاخترت ان ابداْه معك ولكن انت تريد وانا اريد والله
يفعل مايريد.
اخي فلان كنت اتمنى ان اراك عريسا قبل وفاتي
اختي فلانة: لاتقسي على ابنائك بضربهم فهم احباب الله ولايحس بالنعمة غير فاقدها

عمتي فلانة (ام زوجها) احسنتي التصرف حين طلبتي من ابنك ان يتزوج من غيري لاْنه جدير بمن يحمل
اسمه من صالح الذرية باْذن الله

كلمتي الاْخيرة لك يازوجي الحبيب ان تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبقى لك عذر, وارجو ان تسمي اول بناتك
باْسمي واعلم اني اغار من زوجتك الجديدة حتى وانا في قبري............

النهايه


طبعا هي ذكرت الاسماء ولكن الرواي الي روى قصتها ما ذكرهم في رسالتها


اتمنى انها نالت على اعجابكم لاْنها بالفعل قصة حقيقية ومؤثره ونادره في نفس الوقت انك تلاقي
الصدق والوفاء في هذاالزمان




رد مع اقتباس