ياساده ياكرام قال لي الراوي ان حكيم من بني لام خرج في يوم ريحه رخاء متفكرا في خلق الله مسبحا بحمده ومن النشوه اللتي حس بها مر بخاطره وكأن بساط الريح وقف له وقال اصعد لأريك ايها الحكيم شيئا لم تره من قبل!صعد الحكيم وكل مارئ منظرا بديعا قال هذا هو! قف وبساط الريح لايتوقف وربما مروا على اقوام يتلاومون واصواتهم مرتفعه واخرون منشغلون بصناعات عجيبه ومع ذلك فبساط الريح استمر في الرحله بالحكيم لايلتفت اليه.
وبدا لهم في الافق قصر منيف عجيب تخرج منه انوار بهيه محببه للنفس قال الحكيم: هنا قف دعني امتع عيني واقرا عنوانه قال له البساط الأن نعم هذا ماأردت ان تتعرف عليه . اقترب البساط وعليه الحكيم حتى قرأ عنوانه
(انه قصر احفاد عدي ابن حاتم) ليس له مثيل ابوابه مفتوحه وعليها رجال في هيبة الشرطه لكنهم مبتسمون مرحبون لايتكلمون الا همسا وكأنهم دربوا على ذالك حتى غدا طبعا لهم والأعجب من ذلك ضيوف هذا القصر ومريدوه قد لبسوا احسن البرد ووضعوا بطاقات تدل عليهم فهذا معه باقه كتب عليها علوم في الطب واخر في الفقه وثالث في اشعار العرب وافعالهم المجيده ورابع في السياسه والسياحه وشوؤن المجتمع.
وتعجب الحكيم من هذيه الوفود كيف ان صاحب هذا القصر او اصحابه يستقبلونهم في نفس الوقت والاغرب من هذا انك مع هذيه الكثره لاتسمع لغوا ولا جدلا قال الراوي: ايها الحكيم ليست هذه علامة مميزه ربما انهم لايعرفون الديموقراطيه وان اصحاب هذا القصر مستبدين وقد عرف القوم منهم هذا فالكل ملتزم بذلك قال الحكيم: بل هم اهلها لكنك لاتعرف الفرق بين الديموقراطيه والفوضى , فهم قبل ان يدخلوا قرأوا ورقه مكتوب بها مالهم وما عليهم فهم ملزمون بها ومن خالفها فإن اهل االقصر يناصحونه ليس على الملأ فهناك غرفه معزوله بحيث لايؤذون غيرهم ممن ليس له علاقه بموضوع خلافاتهم او ضيف عابر مر عليهم قال الحكيم وقد وقفتوا بنفسي على شي من ذلك لقد وقف احد الوفود يتلو شعرا فيه منقصه لجيرانهم فأطفاوا الانوار ونقلوا شاعرهم وقصيدته الى تلك الغرفه وضننا ان نسمع ضجيجا وصخبا وقيل وقال وان تصل خلافاتهم الى جميع العربان على العكس من ذلك رأينا شاعرنا يخرج مبتسما ويخرج من جبته ورقه اخرى فيها قصيده يمدح اهل القصر وجيرانهم قال الحكيم: وهذه والله مكرمه من مكارم اهل القصر هذه هي الديموقراطيه ولا ازيد قال الراوي: نعم ولولا ذلك لخرج الشاعر وشوه مدخل القصر بلافتات قد يخجل منها الضيف قبل اهل البيت
قال الراوي: ثم ماذا ايها الحكيم قال رايت غرف كثيره ومساحات اكثر منها فسالت فتيان القصر لماذا هذه؟ فأجابوا بلسان واحد نحن لانشيد هذا البنيان لأنفسنا فقط فتلك الغرف وتلك الماساحات لمن يأتون بعدنا قال الراوي: ايها الحكيم من يدير هذا القصر العجيب اهم الواقفين على المدخل قال لا انهم رجال قد عرف كل منهم تخصصه لايتعدى بعضهم على تخصص بعض الم اقل الك انهم يقولون لا للفوضى
قال الراوي: ياحكيم فأن اختلفوا قال يرجعون الى شيخا لهم فأذا اصدر قرارا بعد المشاوره والرجوع الى وثائقهم فأنهم لايترددون في تنفيذه
قال الحكيم: وليس هذا تعسفا بل هذه ميزه اخرى فهم يعرفون ان التردد ضعفا وليس حكمه
قال الراوي: كاني دخلت او مررت بهذا القصر او شبيها له الذي اطلع عليه الحكيم
سكت الحكيم وقال ربما .
أبو
صالح الدويسي