لم تكن القبائل العربية قبل ابتعاث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، في مستوى واحد او مكانة واحدة (يعني مو معناته انك قبيلي من حيا الله قبيلة اتذل اهلنا)، بل قسمت الى مستويات ودرجات بحسب عوامل مؤثرة عديدة كالاصل والنسب والقوة ومدى غنى القبيلة وفقرها وقوتها وصعوبة مراسها (قشران والا لا) وتحالفاتها واستقرارها وتقدمها ومدى براعة رجالها في القتال والفروسية وشطارة نسائها في النسج والطبخ والتطبيب وما تملكه القبيلة من رؤوس الماشية (حلال)، طبعاً دعونا لا ننسى عامل القدر والزمن والحظ (لكل زمااان دولة ورجال) حيث تتكفل تلك العوامل برفع قبيلة لديها الامكانيات الملائمة لوصول قمة الصدارة والقوة وانزال اخرى الى القاع او حتى اباداتها من الوجود (العرب البائدة)،،،



يقول الله تعالى: {ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضًا سُخريًّا}، حيث أن خلق الله مختلفون متباينون، ولن اخوض في اسباب ذلك في هذا الموضوع.
فكان هناك اعلى القبائل (يقال ان قبيلة طيء كانت من اعلى القبائل مكانةً) واوسط القبائل وادنى القبائل وكانت معروفة ومشهورة لدى العرب بحسب تقسيماتهم في ذلك الوقت، و عندما بُعث رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم اختاره الله من قبيلة بني قريش حيث يتبوأ (غير حقت عادل امام) القرشيون مكانة وسطاً بين القبائل العربية في النسب والقوة والغنى في ذلك الوقت والسبب ان الله عز وجل اعلم بعباده الاعراب وبما يدور في نفوسهم، فلو اختير النبي الجديد من اعلى القبائل لقالت العرب لن نتبعه وهو من علية القوم وقد يصفونه بالغرور والكبر وتؤخذ حجة على عدم اتباعه والتنفير منه، بينما لو بعث الرسول صلى الله عليه وسلم من ادني القبائل لقالت العرب كيف نتبع هذا وهو من ادنى القوم حيث عرف العرب بعزة النفس والكبر وصعوبة الانقياد لمن هم في مستواهم او حتى لمن هم اعلى منهم مكانةً فما بالك بمن هم ادنى ،،، فيا سبحان الله على حكمته وتقديره.
قال الله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" فدعونا نأخذ من هذه الاية الكريمة ومن حياته صلى الله عليه وسلم قدوة لنا بأن نكون امة وسطاً في كل شيء في وان نبتعد عن التعصب في كل شيء من تعصبٍ قبلي او تعصبٍ ديني او حتى تعصب في جميع جوانب الحياة.

تحياتي ،،
طائية

ملاحظة : اول موضوع اكتبه حول القبائل العربية من خلال قراءاتي ومبني على اراء بعض الكتاب المعاصرين، اتمنى يعجبكم واتمنى اسمع ارائكم وانتقاداتكم على الموضوع