عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-10-2006, 10:40
؟؟
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19855 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
من مقومات الحياة السعيدة



من مقومات الحياة السعيدة

الهدى والإيمان والاستقامة على أمر الرحمن, مخالفة الهوى والشيطان ومجانبة الكفر والفسوق والعصيان, العلم النافع الذي يشرح الصدر ويعظم الأجر ويرفع الذكر ويحط الوزر, وهو من أعظم الذخر, وبركته العمل به في التصديق والنهي والأمر, كثرة الاستغفار والتوبة من الذنوب وإدمان قرع باب علام الغيوب وسؤاله الفتح علي القلوب فإنه التواب على من يتوب, دوام ذكره علي كل حل في الحال والترحال والثبات والانتقال واللهج بيا ذا الجلال مع موافقة القلب واللسان عند نطق هذه الأقوال, الإحسان إلى العباد ونفع الحاضر والباد, وتفقد الفقراء أهل البؤس والشقاء, وقضاء حوائجهم الإمداد وإدخال الفرح عليهم والإسعاد, شجاعة القلب في الأزمات وثباته في الملمات وقوته عند الكربات وعدم انزعاجه للواردات ومجانبة قلقه في المصيبات, تصفية القلب من الأحقاد وتطهيره من الفساد كالغل وحسد الحساد وترك الانتقام من العباد والحلم على أهل العناد, إطراح فضول النظر والكلام والخلطة والمنام والتوسط في الأمور على الدوام ومجانبة الإسراف والتبذير في كل أمر هام, محاربة الفراغ والقناعة من الدنيا بالبلاغ, العيش في حدود اليوم الحاضر ونسيان أمس الدابر وعدم الاشتغال بالغد لأنه في حكم المسافر, فأمس ميت, واليوم مولود, وغداً للناظر, النظر إلي من هو دونك في المواهب من الصحة والعلم والمكاسب وكيف أنك فوقهم بفضل الواهب وأن عندك ما ليس عندهم من المطالب, نسيان ما مضى من الأكدار والغفة عما سبق من الأخطار وتجاهل ما سبق في الزمان وصار فلا تفكر فيه ما تعاقب الليل والنهار فهو كالزجاجة التي أصابها الانكسار, وإن حصلت نكبة فقدر أسوا ما يكون ثم وطن نفسك على احتمالها في سكون واجعل التوكل علي الله والركبون فإنه كفاك ما كان وسيكفيك ما يكون, ترك التوقع للأزمة ولا ولا تكن فيما يخاف منه في غمة فمن صدق مع ربه كفاه ما أهمه وما تدري لل هذا اليوم لا تتمه, وأعلم أن الحياة حيياة الفرح والسرور ولله الخيرة, وأن أصابك مكروه فقارن بين ما بقي ومافت لتجد أنك في نعم وخيرات وأنه بقيت لك مسرات وأن ما عندك يزيد على ما فقدته مرات, ولا تخف من كلام الحساد ولو كان غاية في الخبث والفساد فما يحسد إلا من ساد وليس عليك من ضرر إنما الضرر على أولئك الأوغاد وسيكفيكهم الله إن الله بصيير بالعباد واجعل, افكارك فأنت سعيد لأنك من صنعها كما يصنع الحديد, ولا نؤخر عمل اليوم إلى الغد فتتراكم عليك الأعمال وتجهد فلكل يوم عمل محدد فكن مع كل يوم مولود أمجد, وابدأ الأعمال ما يناسبك وصاحب من على التقوى يصاحبك ُإن صاحبك ساحبك واعلم ان هناك رقيباً يحاسبك, وتحدث بالنعم الباطنة والظاهرة والمواهب الباهرة فإن التحدث بها يطرد الهموم القاهرة ويعيد السعادة النافرة, وعامل الزوجة والولد والأقارب برؤية المناقب ,نسييان المثالب فما من أحد إلا فيه معائب ولو تركت كل ذي عيب ما وحدت من تصاحب يطيب جانب ويسوء جانب, وعليك بكثرة الدعاء والفأل وحسن الرجاء ولا تيأس مهما عظم البلاء واشتدت الظلماء وكثر الأعداء إن الأمر بيد رب الأرض والسماء, ولا تخف من الثقلين ولو ملؤوا الخافقين فإنهم لن يضرونك إلا بإذن رب العالمين فنواصيهم في قبضته وهو ذو الكيد المتين, وكل شيء في أم الكتاب مسطر وأذا وقع القضاء حار الفكر وعمي البصر, ورب مكروه عندك نعمة نجاك الله به من نقمة وأحلك به صهوة القمة فلا تكره ما قدره الله وأتمه, وتأسي بالمصابين ففي العالم آلاف المنكوبين والناس بالكوارث مطلوبين ومن النعم مسلوبين وبالأقدار مغلوبين, وكل هذا الخلق يشكو دهره ويبكي عصره ويندب أمره وقد أنهى بالهم عمره فأعلم أن مع كل تمرة جمرة, واعلم ان اليسر مع العسر ومع الصبر النصر وان الغنى بعد الفقر والعافيه بعد الضر والدهر حلو ومر, وعليك بالصبر الجميل وتفويض الأمر إلى الجليل والرضا بالقليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل, وأعلم أن ضول العيش أشغال وكثرة المال أغلال وإقبال الدنيا هم وأثقال وأن خير النعيم راحة البال, وكوب ماء ورغيف على بساط نظيف مع كتاب شريف أفضل شيء في الوجود واهنأ من سكنى القصر المنيف وأين القياصرة والدول يا لطيف, ومن وقع في عرضك وفجر واسمعك ما يوجب الضجر فتجاهله ولا تجبه حتى يندحر والكلب لا يملأ فمه إلا الحجر, وما رأيت مثل العزلة يملك فيها العبد دينه وعقله ويرتاح من كل سفيه وأبله فإن أكثر الناس لا يساوي بقلة, فالزم بيتك فلن تجد مثله, ولا يعجبك إقبال الناس إليك فإنهم مع الدهر عليك وما أتوا إلا لمرادهم فيك وما مضى من التجارب يكفيك, والبس الملابس البيضاء النقية وعليك بالروائح الزكية ومارس الرياضة البدنية وقلل من شرب المنبهات الردية وأدمن الأوراد الشرعية, وردد دعوة ذي النون وأكثر ذكر المنون وهون الأمر يهون ولا ترضى في الدين الدنية وارض من الدنيا بالدون وسبحان ربك رب العزة عما يصفون.

المرجع كتاب "حدائق ذات بهجة"




رد مع اقتباس