الحمد لله وكفى

والصلاة والسلام على رسول الهدى .. وبعـد .



وفاء الانسان في هذا الزمان اساس كرامته في الدنيا . وسعادته في الاخرة

ومن سوء الظن بالله أن توفي له ثم تتوقع الشر منه .. وقال الحــق تعالى

اذكروا نعمتيَ التي أنعمتُ عليكم وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم وأيايَ فارهبون

فأن الله أخذ على آدم أبي البشر عهدا مؤكداً ألا يقرب الشجرة

المحرمة , لكن آدم ما لبث أن نسيَ وضعف , ثم نكث في عهده [ ولقد عهدنا

الى آدمَ من قبلُ فنسيَ ولم نجد لهُ عزمـاً ] طه , فضعف الذاكرة وضعف العزيمة

عائقان كثيفان عن الوفاء الواجب ,, فعن عوف بن مالك قال : كنا عند النـبي

تسعة أو ثمانية أو سبعة , فقال الا تبايعون رسول الله ؟ فبسطنا أيدينا وقــلنا

نبايعك يا رسول الله , قال : على ان تعبدوا الله , ولا تشركوا به شيئاً وتصلوا

الصلوات الخمس , وتسمعوا وتطيعوا .. وأسرَ كلمةٌ خفية قال : ولا تســـألوا

الناس شيئاً ,, قال عوف بن مالك : فلقد رأيتُ بعض أولئك النفر يسقط سوط

أحدهم فما يسأل أحداً أن يناولهُ أياه .. رواهُ مسلم


فانظر الى الوفاء بالبيعة ودقة تنفيذها , وليس هذا الا نصحاً لكل طائــــفة بما

تعتبر أحوج اليه , فالحاكم ينصح الا يضلم , والتاجر ألا يغش , والموظف ألا

يرتشي . الخ , والوفاء بالحق واجب مع المؤمن ومع الكافر به , فأن الفضيلة

لا تتجزأ , فيكون المرءُ خسيساً مع قوم , كريماً مع آخرين .. وقد قال الرسول

عليه الصلاة والسلام في حلف الفضـــول [ لو دُعيت به في الاسلام لأجــبت ]

ولا يزال الوفاء بالقروض مستعــصياً , لولا ســياط القانون لضــاع الكثير من

حقوق الناس ,, وان الله عز وجل يحب الاوفياء من عباده , وما أهلك القرى

الظالمة الا بعد أن قال في أهلها [ وما وجدنا لأكثرهم من عهد , وأن وجــدنا

أكثرهم لفاسقين ] .. نسأل الله العفو والعافية وأن يجعلنا أوفـياء بكل عــهــد



وشكرا للحضور