وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سال الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله، عضو مركز الدعوة والإرشاد، الرياض
فأجاب حفظه الله :
زادك الله حرصا على طَواعِيَة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
أولاً: هذا غير صحيح، أي لا يصح وصف هذا القول بأنه بدعة، وإن كان الأولى أن يقول كَما في الحديث: إني صائم. ونحو ذلك. إلاَّ أنَّ قَول " اللهم " لا يأتي في الدُّعَاء فَحَسْب، بل يأتي في الدعاء وفي غيره، ومِن ذلك:
ما جاء في التنزيل : قوله تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
رَوَى ابن جرير بإسناده إلى محمد بن جعفر بن الزبير قوله : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ) أي : رَبّ العِبَاد الْمَلِك لا يَقْضِي فيهم غَيرك . اه .
وقال ابن كثير : أي : أنْتَ الْمُتَصَرِّف في خَلْقِك الفَعَّال لِمَا تُرِيد . اه .
وقوله تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) .
ومِن السُّنَّة : قوله صلى الله عليه وسلم عن الْمَدِينَة : اللهم إني أُحَرِّم مَا بَيْن لابَتَيْها كَتَحْرِيم إبْرَاهيم مَكّة . رواه البخاري
وتأتي " اللهم " في الشَّهَادَة ، كَقَوله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أشهد أني عَلى دِين إبراهيم . رواه البخاري . وقوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوَدَاع يُشْهِد على البَلاغ : اللهم اشهد . رواه البخاري ومسلم .
قال النووي:معناه : أنَّ التبليغ واجِب عليّ ، وقد بَلَّغْتُ فاشْهَد لي بِهِ . اه .وقال العَيني : لَمَّا كَان التَّبْلِيغ فَرْضًا علَيه أشْهَد الله تَعالى أنه أدَّى مَا أوْجَبَه عَليه . اه .
وقَوله صلى الله عليه وسلم في إحياء حَدّ الرَّجْم : اللهم إني أوَّل مَن أحْيا أمْرَك إذْ أمَاتُوه . رواه مسلم .
ومِنه قول عُمر رضي الله عنه : اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار . رواه مسلم .ومِنه قول عليّ رضي الله عنه في إهلالِه بالحجّ : اللهم إني أُهِلّ بِمَا أُهِلّ بِه رَسُولُك . رواه مسلم .
وتأتي في البَرَاءة مِن شيء ، ومِنه قوله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أبْرأ إليك مِمَّا صَنَع خَالِد – مرتين – . رواه البخاري
ومِن هذا القَبِيل قول أنس بن النضّر رضي الله عنه يوم أُحُد :اللهم إني أعْتَذِر إليك مِمَّا صَنَع هَؤلاء - يَعْني أصحابه - وأبْرأ إليك مِمَّا صَنَع هَؤلاء - يعني المشركين - . رواه البخاري. وفي دُعاء الاستخارة : " اللهم إني أستخيرك بعلمك " رواه البخاري .
فالشَّاهِد أنه ليس كُلّ مَا وَرَد ( اللهم ) أُرِيد بِه الدُّعَاء ..فيصِحّ أن يَقول الصائم لِمَن سابَّه أو شاتَمَه : " اللهم إني صائم " ، مِن هذا الباب ..أي كأنه يُشهِد الله أنه صائم ..
ثانياً : قول الكاتب بعد الآية " صَدَق الله العَظِيم " هذا بِدْعَة ، وكان الأجْدَر بِمَن يُنبِّه على أمْر يَراه بِدْعَة أن لا يَقَع هُو في بِدْعَة أُخْرَى !مع أن ما نبَّه عليه ليس من قَبِيل البدَع كما تقدَم . وسبقت الفَتوى في قَول " صَدَق الله العَظِيم "
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=&ref=1217
ارجو من الاداره التنبيه عن الموضوع في بدايته او تغيير العنوان
ولكم كل حترام وتقدير