عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-2011, 08:23   #53
د.سعاد الفضلي
ضيف


الصورة الرمزية د.سعاد الفضلي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الد عوه عامه تشرفنا أمسيه فضليه



لماذا ينتابنا شعور غريب عندما نغادر أوطاننا لماذا الحيرة والقلق لماذا تجتاح الكآبة شغاف قلوبنا هل هي غربة المشاعر والأحاسيس ؟هل هي وحشة المكان القادم المجهول ؟هل هو ذلك الصمت المطبق حولك لقلة الأهل وأفتقاد الجيران؟؟ أم إنها الجذور في الآرض تشدك أم إنه ريحة أرضنا الطيبة التراب المقدس لأرضنا عندما نرش عليه الماء؟؟ أم إنه عبق الزهور وريحة البساتين التي امتزجت بالدماء؟؟ فما من وعاء يستضيفها كالقلب نشعراحيانا بالغربة ونحن بين أهلنا وأحبائنا , وعلى أرضنا خوفا من المجهول لماذا يجتاح ذلك الجفافأعماقنا ويغتال ابتسامتنا ؟ ما سر ذلك الجفاف القاسي الذي يغمر أرواحنا عندما تبتعد خطواتنا نحو المجهول ما سر هذا القلق الصامت الذي يغتال الكلمات فنصاب بالذهول لماذا. يومها لم اتمتع بالشمس وقت الغروب\\\ لماذا لاتطل علينا الشمس ساطعة وقت ضعفنا والإنكسار
لكن ومع ذلك جميل أن نطوي الذكريات وأوراق الحزن والفرح ونضعها في حقيبة الذكريات ونغرقها في بحر الفرح بحرٌ مليء بالسعادة والأمل .خرجت وحقائبي حملتها عنوة مثقلة بها كاهلي وانا أقول هنيئاً لمن مضى في حيااااااااته دون ان يلتفت الى الوراء وإن التفتْ فلتكنْ لفتةَ وداع بدون ألم ودمع وأوجاع ويكملْ طريقهُ الى ذكريات اجمل يسطرها الزمن القادم هكذا هي الحياة سعادة الامس ومعاناة الحياة بحلوها ومرها ويجب الا تتحكم بنا وتقيدنا بأغلالها فتقتلع السعادة من جذورها, ومن قال أن الذكريات تُنسى فهو انسان يعشق الهرب من الواقع لأن الذكرى لا تُنسى ولا تُمحى فهي لمسة تركت أثرا كجرح مسته النار فعلم ولكن صاحبه يعيش مع الجرح والآثر أعواما عديدة سعيدا بتلك الذكريات.
كلما مضت الحياة نتألم اكثرونحزن اكثر ونفرح اكثر ونيأس اكثرونصدم اكثرفكل آهة هي مخزون حزن أو ألم وكل حزن يعبث بمشاعرنا الإنسانية وقد نستذوق طعم المغامرة ننسى او نتناسى ماتركته فينا من اثرولكن من الصعب نسيان تلك الذكريات لانها حُفرت في داخلنا واصبحتْ من معالمنا التي لانستطيع ان ننكرها . وتمضي الايام ويصبح المستقبل حاضراً والحاضرمستقبلاً ولكي نقوي المناعة لدينا بعدم العودة للماضي حتى لو كان ذاك الماضي سعيدا يجب أن نحصن أنفسنا بمصل السعادة ضد فايروس الحزن والألم \\\ هذه أنا حاولت جاهدة أن أحبس انفاسي وأنا اترك المنزل الذي سعيت لأن أجعل منه واحة بيضاء زاهية وحديقة غناء بالرغم من قسوة الاجواء في الصيف بالكويت فكانت متعتي الكبيرة وأنا أنتظرعطلة نهاية الاسبوع كي تكمل فرحة يومي بزيارة سريعة للمشاتل اتزود بانواع الزهور اصحح كل شبر في حديقة منزلي كي تظل مزهرة طول العام .

كانت الاوراق والوثائق الرسمية هي حصيلة ما جمعته في الحقيبة متجهة للمطار

لوجهة لم يكن لي حتى خيار للنزول بارضها الدولة الوحيدة التي استطاع المحامي الحصول على فيزا منها بانتظار أوراق معاملة هجرتنا لكندا> وهي رومانيا والعاصمة بوخارست والتي قررت أن اشتري شقة بها كي لا اتعرض لفتح الباب من قبل المالك في أي وقت نحن خارج المنزل أو ياتي في منتصف الليل مثلا ويتكلم بلفة لا يعرفها الا هو وكان قرارا صائبا شراء شقة وتغير الأقفال\\ الشقة التي تم الاستيلاء عليها بعد فترة من مغادرتنا لبوخارست والمفروض إنها مؤجرة وموثقة التمليك من قبل المحامي
كانت رومانيا تعاني مخلفات شاوشسكو في حينها وقصص في النصب والاحتيال لا يستوعبها من عاش العمر كله في أ الأمن والامان بعيدا عن العنف والارهاب صور من الإعاقة البشرية بشر تمشي على الاربع احيانا لعاهات مستدمية أكثر ما كان يعز علي تلك البشرية التي عانت من القهر والظلم سنين عديدة الفقر والحرمان ينطق من عيون الناس معاناة انسانية بشعة صور للتخلف لا يمكن تخيلها يقال إنها تطورت الآن ولكنها في التسعينات وعلى حظي الحلو كما صورتها وما خفي كان أعظم . خوفي على ولدي في تلك البيئة المووووبؤة كان كبير\\\ وقلقي من المستقبل المجهول كان أكبر \\\ كان الأمل في الحصول على الفيزا إلى كندا ضعيف \\\ لذا قمنا بتأسيس شركة لبيع القهوة والسكايربالجملة في الأكسبو في أرض المعارض حيث تزاول كل أنواع التجارة هناك مضطرين كي نواصل حياتنا ويستكمل ولدي دراسته فزوجي كطبيب لا يستطيع مزاولة مهنة الطب بدون اللغة الرومانية والشعب هناك لا يعرف البته غير لغته العصماء وإذا كان منهم من يتكلم الانجليزية فهو للنصب والاحتيال على القادمين من الخارج وكان لأزمة الأخلاق في الشارع هناك صيت شائع ولعدم النزاهة دورا في استغلالنا بشتى الطرق تحاملت على نفسي كي لا تشعر عائلتي بما أعاني وأشغل نفسي بشئ مفيد فقمت بتاسيس مشغل للخياطة وعينت من الشابات الرومانيات باجور زهيدة لا يتجاوز راتب الواحدة منهم15 دولار بالشهر وخصصت واحدة كي تكون سكرتيرة ومترجمة وتعلمني اللغة الرومانية والمصطلحات اليومية المهة كل هذا تصوروا ب15دولار كي أواصل رحلة العذاب هناك و مر على تواجدنا ونحن نصارع من أجل البقاء عاما تقريبا نقضي نصف اليوم محاولين التواصل مع المحامي كي نفر من تلك الآجواء الصاخبة بكل أنواع المعاناة الانسانية ولكن الشي الوحيد في هذه المحطة لم تكن حاجتي ماسة لحقيبة كي أحملها معي إلى كندا بل أفرغت ما في جعبتي من حقائب الذكريات كي أخلق أجواء أعيشها بعيدا عن كل الضوضاء في تلك المدينة الصاخبة وكانت ورقة الإمكريشن هي من أول أولوياتي
حقيبتي اليدوية وأوارقي الرسمية والفيزا الكندية كانت تسبق خطواتي


 

رد مع اقتباس