عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-2007, 07:02   #4
؟؟
ضيف


الصورة الرمزية ؟؟

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد : الصقور والصقارين كتاب




تكمله للجزء الثالث


يتميز مدرب الصقور بوفرة معلوماته عن الصقور المختلفه من حيث انواعها واشكالها وطبائع كل نوع منها وكيفية نقلها من مكان لاخر وحسن معاملتها وتربيتها اضافه الى حسن تدريبها .
وعملية التدريب هي الاساس الذي يعتمد عليه في تطويع الصقر وجعله اليفا يستبدل خوفه الطبيعي من الانسان بالتطلع نحو الطعام كجزاء ومكافاه يلتمسها عند صاحبه , وجعله في مستوى ذهني وعضلي مرتفع يحقق له حسن التفاهم والتفاعل مع مدربه لاداء المهام المطلوبه منه وصولا الى ميدان القنص .
وبمعنى اصح فان التدريب هو طريقة اعداد الصقر للصيد في الحقل .

ومرحلة التدريب مرحلة شاقه لا يستطيع القيام بها الا المدرب المحنك ذو النفس الطويل والاعصاب الهادئه والخبره الطويله . ولذا يقتصر التدريب على البعض على صقر او اثنين فقط في الموسم الواحد اذ تستغرق فترة تدريب بعض الصقور الى ثلاثة او اربعة اسابيع , وهي الفترة الازمه للصقر حتى يستطيع بعدها ان يتعرف على صاحبه ومجالسيه وسماع ندائهم والتعرف على الاسم الذي يطلق عليه ثم تلبية النداء .

والمدربون المهرة في الخليج ( الصقاقير ) يستطيعون تدريب طير الشاهين في اقل من عشرة ايام , وطير الحر في مدة اسبوعين الى ثلاثة اسابيع بينما يدربون فرخ الشاهين في اقل من خمسة ايام .

1- فترة التطويع :
فمنذ صيد الصقر تتم تعميته بتخييط عينيه او بوضع البرقع عليه مع تركه في مكان هادىء حتى يذهب وجله وخوفه .
والبعض يترك الصقر لمدة اثنتي عشرة ساعه او اربعه وعشرين ساعه دون طعام لاثارة شهيته , وعندها ينقل الى المنقله او الداس فوق يد المدرب الذي يكون قد اختار له اسما , ويبدا في تقديم اللحم الطرى له في نفس الوقت الذي يكرر فيه مناداته بالاسم الذي اختاره له بصوت عال .
وبعد الانتهاء من وجبه الطعام يوضع الصقر على الوكر في مكان هادىء حتى يهضم طعامه في راحه وسكون مع بقاء البرقع على عينيه.
وتكرر هذه العمليه من فترة التطويع مرتين كل يوم احداهما في الصباح الباكر والاخرى في اخر النهار مع الاكثار من النداء على الصقر باسمه الى حين استجابة الصقر لهذا الصوت وادارة راسه في اتجاهه ومحاكاة مدربه بفتح فمه وكانه يجيب النداء .
ويحرص المدرب على مرافقة صقره طيلة الوقت تقريبا ليرعاه وليزيد من بينهما من الفة وتفاهم , حتى صار من دواعي الشرف والعزة ان يرى الشخص وهو يحمل صقرا على يده خاصه وقد اصبح سعر الصقور مرتفعا .
وعدم اصطحاب الصقر معناه قصور في قدرة المدرب على تدريب صقره .
والصقر المثالي هنا هو حديث الصيد والماخوذ من الشبكه او الفخ الى التدريب مباشره , حتى ان اي قصور يظهر في سلوك هذا الصقر يكون نتيجة قصور في قدرة المدرب نفسه . ومن هنا يعتمد مستوى الصقر على الايدي التي تناوبت رعايته واطعامه قبل ان يؤخذ الى سوق الصقور للبيع او لاستمرار فترة تدريبه واستخدامه في الصيد .
ويحرص المدرب على ابقاء عيني الصقر معصوبتين بالبرقع طيلة هذه المده . وخلال ذلك يلاحظ ان الصقر يستطيع ان يحس باقل الاصوات التي حوله ويصفق لها بجناحيه , وهو يعبر عن اي وضع غير طبيعي او مزعج له بصفق الوكر او المنقلة او الداس التي يقف فوقها بجناحيه او نقرها بمنقاره او خربشتها بمخالبه .
وتستمر فترة التطويع بان يعمل الصقار على تعويد صقره على تناول الطعام من يده كلما خفف عن عينيه البرقع وتسرب النور اليها , اي يربط الطعام بفترات تسرب النور الى عينيه مع مداعبة الصقر برفع اليد التي تحمله الى اعلى واسفل مع المناداة عليه بقوة وهو يرفرف باجنحته قائلا له عبارات حافزه مثل ... ها ها ... ها ... ها ها , وذلك بصوت مرتفع يتبعها باسمه .
ووصول الصقر الى هذا الحد من الربط بين النداء والطعام وبين الاستجابه لما يسمع يعني زوال رهبته ويجعل الاستمرار في تدريبه امرا ميسورا .
والصقر بطبيعته لا يحب المداعبه بملامسة جسمه كالقط مثلا حيث ان مثل هذه المداعبه قد تفقده بعض ريشه الثمين . ولكن البعض يرى ان الصقر الذي يرضى المداعبه يكون اسرع تقبلا للتدريب . كما يشير اخرون الى ان التدليل الزائد للصقر يفقده حماسه في الصيد .
ويتميز العرب عن غيرهم في هذا المجال من تطويع الصقر في قدرتهم على جعل صقورهم تعرف اسمائها وتستجيب للنداء عند سماع اسمها , ولذا يعمد العربي على مناداة صقره باسمه بصوت عال كل لحظه واخرى مع تحريك يده التي عليها الصقر ليرفرف بجناحيه ليعلم ان النداء بالاسم هو له حتى يستطيع مع الايام ان يميز اسمه ويستجيب للنداء له به .
بعد ذلك يتم تعويد الصقر على اخذ غذائه من على الارض دون ان يطير اليه كما تعود في الجو , الى ان يستطيع مع الايام تحريك راسه للتعرف على الجهه الاسهل التي يمكن ان ينفذ منها الى الطعام , ثم يعود على القفز والعوده الى المنقله او الداس على يد صاحبه , وكذلك الطيران الى ابعد مايمكنه المرسل , وهذا اول تمهيد للخروج به فيما بعد الى البيئه الخارجية .
والتمهيد التالي هو بداية اطعام الصقر لحوم الطير التي يراد صيدها مثل الحمام ليالف لحمها وشكلها ومن اي جهة ياتيها , وذلك على مدى ايام متتاليه , بعدها يدرب على صيدها وهو مشدود للمدرب او الصقار بخيط مع ذبح طيور الصيد التي سيمسك بها الصقر وقت التدريب بين رجليه واشباعه من لحمها , مع استمرار تعويده الاقبال على مدربه عندما يدعوه باسمه والربط بين المناداة والطعام .
والخطوات التاليه في فترة التطويع هي ان يرفع البرقع عن عيني الصقر ليرى صاحبه وهو قادم اليه من على بعد عشرات الخطوات حاملا له اللحم . وعند وصوله اليه يخفي عنه الطعام ويضع لقيمات صغيره على الوكر .
يكرر هذه المحاوله مع صقره حتى يطمئن الى انه لن ينزعج او يجفل اذا راى انسانا قادما اليه لانه تعود على الربط بين القادم اليه والطعام .
وبذلك تترسخ الالفه بين الصقر ومن حوله من الناس في الموقع , وهذا تمهيد لنقله الى الفلاة لتدريبه على التلواح .


 

رد مع اقتباس