رد : = : (( بين لاميتي العرب والعجم )) : =
بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة عروة بن الورد المسمى عروة الصعاليك ( أقلي علي اللوم )
أقِلّي عَلـيَّ اللَّـومَ يَا بنـتَ مُنْـذِرِ
= وَنَامِي ،وإن لَمْ تَشتَهِي النَّومَ فَاسهَرِي
ذَرِينِي ونَفسِي ،أُمّ حَسَّـان ،إِنَّنِـي
= بِهَا ،قَبلَ أن لاَ أملِكَ البَيعَ ، مُشتَـرِي
أَحَادِيثَ تَبقَى ، والفَتَى غَيـرُ خَالـدٍ
= إِذَا هُوَ أَمسَى هَامـةً فَـوقَ صُيَّـرِ
تُجَاوِبُ أَحجَارَ الكِنَاسِ ، وتَشتَكِـي
= إلى كُلّ مَعـروفٍ رَأتـهُ ، ومُنكَـرِ
ذَرِينِي أُطوّفْ فِي البِـلاد ، لَعَلَّنِـي
= أُخلِّيك ، أَوْ أُغنِيكِ عَن سُوءِ مَحْضرِي
فَإنْ فَازَ سَهـمٌ لِلمَنِيـةِ لَـمْ أَكُـنْ
= جَزُوعاً ، وهَلْ عَن ذَاكَ ، مِن مُتَأَخّرِ ؟
وإِنْ فَازَ سَهمِي كَفَّكُم عَن مَقاعِـدٍ
= لَكُم خَلفَ أَدبَارِ البيـوتِ ، ومنظـرِ
تَقُولُ : لَكَ الوَيلاتُ ، هَلْ أَنتَ تَاركٌ
= ضُبوّاً برَجْـلٍ ، تـارةً ، وبِمنسَـرِ
ومُستثبتٌ فِي مَالِكَ، العَـامَ، أنَّنِـي
= أَرَاكَ عَلَى أَقتَـاد صَرمَـاء ، مُذكِـرِ
فجوعٌ لأهـلِ الصَالِحِيـنَ ، مَزَلّـةٌ
= مَخوفٌ رَدَاهَا أَن تُصِيبكَ ، فَاحـذَرِ
أَبَى الخفضَ من يَغشَاكِ من ذِي قرابـة
= ومن كُلّ سَـوداءِ المعَاصـمِ تَعتَـرِي
ومُستهنِىءٍ زَيـدٌ أَبُـوه ، فَـلا أَرَى
= لَهُ مَدْفَعاً ، فَاقْنَيْ حَيـاءَكِ واصْبـرِي
لَحَى اللهُ صُعلوكاً ، إِذَا جَـنَّ لَيلُـهُ
= مُصَافِي المُشَاشِ ، آلِفاً كُـلّ مَجـزرِ
يَعُدّ الغِنَى من نَفسِـه ، كُـلّ لَيلُـةُ
= أَصَابَ قِرَاهَـا من صَديـقٍ مُيَسَّـرِ
يَنَامُ عِشَـاءً ثُـمَّ يُصبِـحُ نَاعِسـاً
= تَحُثّ الحَصَى عَـن جَنبِـهِ المتَعفِّـرِ
قَلِيـلُ التمـاسِ الـزَّادِ إلاّ لِنَفسِـهِ
= إِذَا هُو أَمسَـى كَالعَرِيـشِ المُجَـوَّرِ
يُعينُ نِسَـاء الحَـيِّ ، مَـا يَستعِنّـه
= ويُمسِي طَليحاً ، كَالبَعِيـر المُحَسَّـرِ
ولكِنَّ صُعلُوكاً ، صفِيحَـةُ وَجهِـهِ
= كَضَـوءِ شِهَـابِ القَابِـسِ المُتَنَـوِّرِ
مُطِـلاَّ عَلَـى أَعدَائِـهِ يَزجـرونَـه
= بِسَاحتِهم ، زَجـرَ المَنيـح المُشَهَّـرِ
إِذَا بَعُـدوا لاَ يَأمَـنـونَ اقتِـرَابَـه
= تشـوُّفَ أَهـل الغَائِـب المُتَنَظَّـرِ
فَـذلك إِن يَلـقَ الـمَنِيَّـة يَلْقَهَـا
= حَمِيداً ، وإِن يَستَغنِ يَوماً ، فَأجـدرِ
أَيَهلِكُ مُعتـمٌّ وزَيـدٌ ، ولَـمْ أقُـمْ
= عَلَى نُدَب يَوماً ، وَلِي نَفسُ مُخطِـرِ
سَتُفزِع ، بَعدَ اليَأس ، مَنْ لاَ يَخافُنَـا
= كَواسِع فِي أُخـرَى السّـوام المُنَفَّـرِ
يُطَاعِـن عَنـهَا أَوّلَ القَـومِ بالقَنَـا
= وبِيضٍ خفافٍ ، ذَات لَـونٍ مُشَهَّـرِ
فَيوماً عَلَى نَجـدٍ وغَـاراتِ أَهلهَـا
= ويَوماً بَأرضٍ ذَاتِ شَـتٍّ وعَرعَـرِ
يناقلن بالشُّمطِ الكِرام ، أُولي القُـوَى
= نقابَ الحِجاز فِي السريـح المُسَيَّـرِ
يُرِيح عَلَيَّ اللَّيـلُ أَضْيـافَ مَاجِـدٍ
= كريمٍ ، ومَالِي ، سَارِحاً ، مَالُ مُقتِـرِ
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|