عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-08-2007, 02:57
صالح الدعفس
VIP
صالح الدعفس غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3570
 تاريخ التسجيل : 06 2021
 فترة الأقامة : 1046 يوم
 أخر زيارة : 17-06-2021 (12:40)
 المشاركات : 8,374 [ + ]
 معدل التقييم : صالح الدعفس
بيانات اضافيه [ + ]
ربانيون لا رمضانيون .... تفضل اخي الكريم .......



بسم الله الرحمن الرحيم ..
وبهِ أستعين ..


اللهم لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، اللهم صلّ وسلم وبارك على حبيبنا المختار .. وعلى الآل والصحبِ والأخيار .. ثم أمّا بعد ..

ربانيّون لا رمضانيّون ..

في هذه الأيام يأخذ البعضُ على نفسهِ عهداً أنْ يختم القرآن في رمضان ، ويصومُهُ ويقومُهُ إيماناً واحْتساباً .. وأنْ يتصدقَ ويبذلَ الخيرَ ويأمر بالمعروفِ وينهى عن المنكرِ ويسلكَ سُبُل الخيرِ ..

وما إنْ تأتي أولُ أيّامِ هذا الشهْر الكريم إلا وتجـِد هؤلاءِ قد شمروا عنْ سواعدهمْ وشدّوا مآزرَهُم ؛ رغبةً مِنهم في نيلِ الأجرِ والمثوبة مِن ربِّ العالمين ، وطمعاً مِنهم في أنْ يعتق اللهُ رقابَهمْ مِن النارِ .. فهذا معتكفٌ في المسجدِ يتلو آيات اللهِ .. وذاك يذكرُ اللهَ تعالى في بيتهِ . وآخرُ يتصدّق على محْتاجٍ .. ورابعُ يفطّرُ صائماً ..!

وبعدَ مرورِ بضعة أيّامٍ من رمضانَ تجدُ هممهم قد ضعُفتْ .. وعزائمَهمْ قد وهنتْ .. فتراهمْ أقلّ نشاطٍ وهمةٍ من سابقِ عهدهمْ في بداية هذا الشهر المبارك ..!

أتدرون لماذا ؟

لأنهمْ لمْ يروّضوا أنفسَهم طوال أشهرِ السّنة على هذا الاجتهاد ، وأقحموا أنفسَهم في غمارِهِ هذا الشهر العظيم ، ومعَ مرورِ أيّامٍ منه مَلوا مِن أمرٍ لمْ يعتادوهُ في أيّامٍ خلتْ .. وضعُفتْ قواهمْ أمامهُ .. وكثيرٌ منّا مِن هذا الصنفِ والله المستعان ..!

تجدُ الواحدُ فينا مقصّرٌ في قراءة القرآنِ قبل رمضان .. يقرؤه بين الفينة والأخرى أحياناً .. وحين يأتي رمضان يريدُ أن يختم القرآن مرات ومرات .. ثمّ يُفاجأ بأنّ الأمر ثقيلٌ على نفسه ولا يحْتملُ ذلك.. فنراهُ يجاهدُ نفسَه على أنْ يختمه مرةً واحدةً بعد أن كان يُمَنّيها بأن يختمه عدة ختمات .. فلله در رمضان .. كم هذب النفوس ، وشد العزائم ، وقوى الهمم ..

أحبتي : لم أضعْ موضوعي لأجل هؤلاء .. بل وضعتـُهُ مِن أجلِ الرمضانيين ..!!

أتدورن مَن هم؟

إنّهم قومٌ مِن أبناءِ جلدتنا ، لا يعرفون اللهَ تعالى إلا في رمضان .. ولا يعرفون المساجد والقرآن إلا في رمضان ..

نرى المساجدَ في هذا الشهر الكريم قد امتلأت بالمصلّين .. لماذا ؟

أين هم قبل رمضان ؟

أ لِرمضان ربّ وللشهورِ الأخرى ربّ آخر؟

إن هذا لمن التلاعبِ .. والاستهتار ..!

سئل والدنا العلامة ابن جبرين -حفظه الله وشافاه- :

كثير من الناس يعودون إلى الله عز وجل، ويعلنون توبتهم من المعاصي التي كانوا يقعون فيها، وذلك خلال شهر رمضان ولكن بعد رمضان يعودون لما كانوا عليه.. فماذا تقولون لهؤلاء؟

فأجاب: سئل بعض السلف عن أناس إذا دخل شهر رمضان يتعبدون، وإذا خرج تركوا العبادة، فقالوا: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان فيتعبدون فيه.. فرَبُّ الشهور كلها واحد، والواجب على المسلم أن يكون عمله دائما ومستمرا، وقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا عمل عملا أثبته، وكان يقول: أحب الأعمال ما دام عليه صاحبه وإن قل .
فالواجب على المسلم ألا يكون لعمله نهاية إلا الموت.. فكون البعض يقلع عن السيئات في شهر رمضان، كالامتناع عن شرب الدخان أو السكر، أو النظر إلى الأفلام الخليعة أو سماع الأغاني، ثم بعد رمضان يعود إليها، بل ربما يعود إليها قبل أن ينتهي شهر رمضان؛ فهذا قد يكون سببا في رد عبادته، وروي عن بعض السلف أنه قال: من حدث نفسه أنه بعد رمضان سيعصي الله، فصيامه مردود وباب التوبة عنه مسدود.

وكان السلف -رحمة الله عليهم- إذا فرغوا من العمل كان همهم قبوله، وكانوا يحرصون على كثرة الأعمال، ثم يبقون بعد ذلك سائلين الله أن يتقبل هذه الأعمال منهم.. ولا شك فإن من علامات قبول العمل: العمل بعده ومواصلته، ومن علامات رده: ترك العمل، بل عمل ضده من السيئات والمخالفات. ( موقع الشيخ)..


أخيراً : اللهم بلغنا رمضان .. وأعنا على صيامه وقيامه إيماناً واحْتساباً .. وأعتق رقابنا فيهِ من النارِ .. إنك جوادٌ كريمٌ..




رد مع اقتباس