عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-2012, 12:18   #57
العود الازرق
ضيف


الصورة الرمزية العود الازرق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: حبيبنا ورسولنا الكريم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم



أسرى قريش

خريطة تُظهر موقعَ مُخيميّ المُسلمين والمُشركين وقبورَ كلٍّ من قتلى الفريقين



رسم تركي عثماني، يَظهر فيه النضرُ بن الحارث بعد أن قتله المسلمون


لما انتصر المسلمون يوم بدر ووقع في أيديهم سبعون أسيراً، قال الرسول: «ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟»، فقال أبو بكر: "يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم"، وقال عمر: "يا رسول الله أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم"، وقال عبد الله بن رواحة: "يا رسول الله انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا"، فقال العباس: "قطعت رحمك"، فدخل الرسول ولم يَرُدَّ عليهم شيئًا، فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة، فخرج عليهم الرسول فقال: «إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مَثَلَكَ يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام قال: (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال: إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وإن مثلك يا عمر كمثل نوح إذ قال: وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ، وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال: وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ »، ثم قال: «أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق»، قال عبد الله بن مسعود: "يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء فإنه يذكر الإسلام"، فسكت الرسول، يقول ابن مسعود: "فما رأيتُني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم"، حتى قال الرسول: «إلا سهيل بن بيضاء»، فنزلت الآية: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .[72]
كانت معاملة الرسول للأسرى بأساليب متعددة، فهناك من قتله، وبعضهم قبل فيهم الفداء، والبعض الآخر منَّ عليهم، وآخرون اشترط عليهم تعليم عشرة من أبناء المسلمين مقابل المنِّ عليهم.[7] وكان الذين قتلهم المسلمون من الأسرى في بدر: عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث، ويرى المسلمون أن قتلهم ضرورة تقتضيها المصلحة العامة لدعوة الإسلام الفتية[73] فقد كانا من أكبر دعاة الحرب ضد الإسلام، فبقاؤهما يعد مصدر خطر كبير على الإسلام،[7] فقد كان النضر بن الحارث يؤذي الرسول وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم وإسفنديار، فكان إذا جلس الرسول مجلسًا فذكَّر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب قبْلَهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: "أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثًا منه، فهلم إليَّ فأنا أحدثكم أحسن من حديثه"، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وإسفنديار، ثم يقول: "بماذا محمد أحسن حديثًا مني؟".[74] فلما أسره المسلمون أمر الرسول بقتله، فقتله علي بن أبي طالب.[75]
ولما رجع الرسول إلى المدينة المنورة فرَّق الأسرى بين أصحابه، وقال لهم: «استوصوا بهم خيرًا»،[76] وقد روي عن أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير أنه قال: "كنت في الأسرى يوم بدر، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «استوصوا بالأسارى خيرًا»، وكنت في نفر من الأنصار، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا التمر، وأطعموني البُرَّ لوصية رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم".[77]
وقال أبو العاص بن الربيع: "كنت في رهط من الأنصار جزاهم الله خيرًا، كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا التمر، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم، حتى إن الرجل لتقع في يده كسرة فيدفعها إليَّ"، وكان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك ويزيد: "وكانوا يحملوننا ويمشون".[78]
وبعثت قريش إلى الرسول في فداء أسراهم، ففدى كلُّ قوم أسيرَهم بما رضوا،[7] وكان ناس من الأسرى يوم بدر ليس لهم فداء، فجعل الرسول فداءهم أن يعلِّموا أولاد الأنصار الكتابة،[79] وبذلك شرع الأسرى يعلِّمون غلمان المدينة القراءة والكتابة، وكل من يعلِّم عشرة من الغلمان يفدي نفسه.[80]
[عدل] نتائج المعركة

كان من نتائج غزوة بدر أن قويت شوكة المسلمين، وأصبحوا مرهوبين في المدينة وما جاورها،[7] كما أصبح للدولة الإسلامية الجديدة مصدرٌ للدخل من غنائم الجهاد؛ وبذلك انتعش حال المسلمين المادي والاقتصادي بما غنموا من غنائم بعد بؤس وفقر شديدين داما تسعة عشر شهرًا.[81]
أما نتائج الغزوة بالنسبة لقريش فكانت خسارة فادحة، فقد قُتل فيها أبو جهل عمرو بن هشام وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وغيرهم من زعماء قريش الذين كانوا من أشد القرشيين شجاعة وقوة وبأسًا، ولم تكن غزوة بدر خسارة حربية لقريش فحسب، بل خسارة معنوية أيضاً، ذلك أن المدينة لم تعد تهدد تجارتها فقط، بل أصبحت تهدد أيضاً سيادتها ونفوذها في الحجاز كله.[82]
[عدل] موقع بدر

تقع بدر جنوب غرب المدينة المنورة، والمسافة بينها وبين المدينة بطرق القوافل القديمة التي سلكها الرسول حوالي 257.5 كيلومتراً (160 ميلاً)، كما أنها تقع شمالي مكة، والمسافة بينها وبين مكة بطرق القوافل القديمة التي سلكها جيش قريش حوالي 402.3 كيلومتراً (250 ميلاً). أما المسافة اليوم بين مكة وبدر بطرق السيارات فهي 343 كيلومتراً، والمسافة بين المدينة وبدر بهذا الطريق فهي 153 كيلومتراً، أما المسافة بين بدر وساحل البحر الأحمر الواقع غربيها فهي حوالي ثلاثين كيلومتراً.[83]
[عدل] غزوة بدر في الأدب والثقافة

يعتبر كثيرٌ من المسلمين غزوةَ بدرٍ مصدرَ فخرٍ لهم ولتاريخهم، ولذلك فقد تعددت القصائد التي تتناول هذه الغزوة قديماً وحديثاً، ومن ذلك قصيدة الصحابي حسان بن ثابت التي يقول فيها:[84]
عَرَفْت دِيَارَ زَيْنَبَ بِالْكَثِيبِكَخَطِّ الْوَحْيِ فِي الْوَرَقِ الْقَشِيبِتَدَاوَلَهَا الرِّيَاحُ وَكُلُّ جَوْنٍمِنْ الْوَسْمِيِّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِفَأَمْسَى رَبْعُهَا خَلِقًا وَأَمْسَتْيَبَابًا بَعْدَ سَاكِنِهَا الْحَبِيبِفَدَعْ عَنْك التَّذَكُّرَ كُلَّ يَوْمٍوَرَوِّ حَرَارَةَ الصَّدْرِ الْكَئِيبِوَخَبِّرْ بِاَلَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِبِصِدْقٍ غَيْرَ أَخْبَارِ الْكَذُوبِبِمَا صَنَعَ الْمَلِيكُ غَدَاةَ بَدْرٍلَنَا فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ النَّصِيبِغَدَاةَ كَأَنَّ جَمْعَهُمْ حِرَاءٌبَدَتْ أَرْكَانُهُ جُنْحَ الْغُرُوبِفَلَاقَيْنَاهُمْ مِنَّا بِجَمْعٍكَأُسْدِ الْغَابِ مُرْدَانٍ وَشِيبِأَمَامَ مُحَمَّدٍ قَدْ وَازَرُوهُعَلَى الْأَعْدَاءِ فِي لَفْحِ الْحُرُوبِبِأَيْدِيهِمْ صَوَارِمُ مُرْهَفَاتٌوَكُلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الْكُعُوبِبَنُو الْأَوْسِ الْغَطَارِفُ وَازَرَتْهَابَنُو النَّجَّارِ فِي الدِّينِ الصَّلِيبِفَغَادَرْنَا أَبَا جَهْلٍ صَرِيعًاوَعُتْبَةَ قَدْ تَرَكْنَا بِالْجَبُوبِوَشَيْبَةَ قَدْ تَرَكْنَا فِي رِجَالٍذَوِي حَسَبٍ إذَا نُسِبُوا حَسِيبِيُنَادِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ لَمَّاقَذَفْنَاهُمْ كَبَاكِبَ فِي الْقَلِيبِأَلَمْ تَجِدُوا كَلَامِي كَانَ حَقًّاوَأَمْرُ اللَّهِ يَأْخُذُ بِالْقُلُوبِفَمَا نَطَقُوا، وَلَوْ نَطَقُوا لَقَالُواصَدَقْت، وَكُنْت ذَا رَأْيٍ مُصِيبِ


 

رد مع اقتباس