عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-03-2010, 04:24
عبدالله المنحول
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19855 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
كيف نتعامل مع أخطاء أبنائنا؟





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيف نتعامل مع أخطاء أبنائنا؟






د/ ميسرة طاهر


كان الأب يحمل طفلا رضيعا، والأم تحمل بإحدى يديها كيسا به سيارة كبيرة، وتمسك بالأخرى طفلها الثاني الذي لا يتجاوز الثالثة من عمره والذي كان يحاول مسايرتها في مشيتها السريعة، ولكنه تعثر وسقط على الأرض، وبدل أن ترفعه وتواسيه، لطمته على وجهه وأضافت ألما إلى ألم السقوط، فصاح على أثرها، وتساءلت وقتها عن سبب حرصنا على رؤية أبنائنا بلا أخطاء، وهل هو حرص منطقي عاقل أم هو حرص ينم عن جهلنا بمراحل نموهم بل ونمونا؟ لأننا مررنا بالمراحل ذاتها التي مروا بها، ووقعنا بمعظم الأخطاء التي وقعوا بها، والاختلاف بيننا أن بعضنا عاش في كنف أبوين رحيمين أحدهما أو كليهما، أو في كنف أبوين أحدهما أو كلاهما قاس أو جاهل، وتبقى المسألة التي لا بد من مناقشتها هل نترك أبناءنا يخطئون ويتعلمون أم نصر أن يكونوا بلا أخطاء؟ وما الفرق بين من يخطئ فيجد من يرحمه ويعلمه وبين من لا يخطئ؟ والجواب عندي أن لا أحد يمكن أن يكون بلا أخطاء إلا إن كان ميتا أو لا يعمل، وباعتبار أن الأطفال مستكشفون بفطرتهم، فلابد إذا من أن يتحركوا لتحقيق هذا الهدف الفطري في معرفة ما يحيط بهم، وهم لابد أن يقعوا في أخطاء بسيطة أو فادحة، وعندها هل نصر على أن لا يقعوا بها، أم نوطد أنفسنا على قبول مبدأ وقوعهم في الخطأ ونتعلم كيف نعالج هذا الخطأ ونعاملهم بعدها على أساس ما تعلمناه؟ وهل كان ذلك الطفل بحاجة لتلك الهدية الفخمة والضخمة مع سلوك أمه باللطم والضرب أم أنه كان بحاجة لرحمتها وعطفها وتفهمها لضعفه أكثر بكثير من تلك الهدية؟ أعتقد جازما أن أطفالنا يحتاجون وجودنا أكثر من هدايانا، وأفضل ما يعينهم على أن يكونوا ناجحين ليس ما نفعله لهم وإنما ما نعلمهم أن يفعلوه لأنفسهم، إن حبنا لأولادنا يظهر بشكل مؤكد حين نحبهم لما هم عليه وليس لما نريدهم أن يكونوا عليه، فنحن جميعا نتعلم من أخطائنا أكثر مما نتعلمه من نجاحنا، وأذكر أنني كنت أراقب أحد أطفالي حين بدأ يزحف ولاحظت محاولاته العديدة في الزحف ومعاناته في موازنة حركته والجهد الكبير الذي يبذله، والمدهش أن حركته تحسنت بعد أيام قليلة وصار أقدر على توجيه زحفه نحو الهدف الذي يريده، دام الحال كذلك شهورا عدة وفي كل يوم نلاحظ أنه صار أسرع وأمهر، وحين أراد أن يقف كان يحاول ويسقط ليعاود المحاولة التي يتبعها السقوط حتى نجح في الوقوف، ولا أذكر أنه استأذن أحدا حتى زحف أو وقف وبعدها حتى مشى، إن نضج أجهزة جسمه هو الذي يعطيه إشارة البدء بممارسة أي نشاط، ويبقى العنصر المهم في كل ذلك أن أطفالنا لا يمكنهم أن يتعلموا إلا إذا أخطأوا، وأعود لأقول:إن أفضل ما يعين أولادنا على أن يكونوا ناجحين ليس ما نفعله لهم وإنما ما نعلمهم أن يفعلوه لأنفسهم مع ملاحظة مهمة وهي أنهم لن يتعلموا الصواب في كثير من الأحيان إلا إذا وقعوا في الخطأ، وهذا عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: أنزلت (إذا زلزلت الأرض زلزالها) وأبو بكر الصديق قاعد، فبكى حين أنزلت، فقال له رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ: «ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال: يبكيني هذه السورة، فقال له رسول الله ــــ صلى الله عليه وسلم ـــ: لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم، لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم»، والخطأ المشار إليه هنا خطأ له علاقة بالجانب المرتبط بالمعصية، فما بالنا بالخطأ الناتج عن قلة النضج والخبرة؟ إنه أحرى أن يتم التغاضي عنه ومساعدة المخطئ برحمة وعطف كي يتجاوز خطأه.


اتمنى ان يكون فيها فائده




رد مع اقتباس