الموضوع: لا اله الا الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2005, 06:10   #7
عبدالله الفضلي
ضيف


الصورة الرمزية عبدالله الفضلي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


ثم اعلموا أن المتكلمين الذين خاضوا في الكلام وجاءوا بأدلة يسمونها أدلة عقلية ركبوها في أقيسة منطقية، قسموا صفات الله جل وعلا إلى ستة أقسام. قالوا: هناك صفة نفسية وصفة معنى. وصفة معنوية وصفة فعلية وصفة سلبية وصفة جامعة. أما الصفات الإضافية فقد جعلوها أمورا اعتبارية لا وجود لها في الخارج وسببوا بذلك إشكالات عظيمة وضلالا مبينا.

ثم إنا نبين لكم - على تقسيم المتكلمين - ما جاء في القران العظيم من وصف الخالق جل وعلا بتلك الصفات ووصف المخلوقين بتلك الصفات وبيان القران العظيم بأن صفة خالق السموات والأرض حق وأن صفة المخلوقين حق، وأنه لا مناسبة بين صفة الخالق وبين صفة المخلوق فصفة الخالق لائقة بذاته وصفة المخلوق مناسبة لعجزه وافتقاره وبين الصفة والصفة من المخالفة كمثل ما ببن الذات والذات.

أما هذا الكلام الذي يدرس في أقطار الدنيا اليوم في المسلمين فإن أغلب الذين يُدَرِّسونه إنما يثبتون من الصفات التي يسمونها صفات المعاني سبع صفات فقط وينكرون سواها من المعاني ويؤولونها، وصفة المعنى عندهم في الاصطلاح ضابطها أنها ما دل على معنى وجودي قائم بالذات، والذي اعترفوا به منها سبع صفات، هي: القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام.

ونفوا غير هذه الصفات من صفات المعاني التي سنبينها ونبين أدلتها من كتاب الله. وأنكر هذه المعاني السبعة المعتزلة وأثبتوا أحكامها فقالوا:

هو قادر بذاته سميع بذاته عليم بذاته حي بذاته، ولم يثبتوا قدرة ولا علما ولا حياة ولا سمعا ولا بصرا، فرارا منهم من تعدد القديم وهو مذهبٌ كلُ العقلاء يعرفون ضلاله وتناقضه وأنه إذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول هي عالمة بلا علم وهو تناقض واضح بأوائل العقول. فإذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعاني التي أقروا بها فنقول:

1- وصفوا الله تعالى بالقدرة وأثبتوا له القدرة والله جل وعلا يقول في كتابه: (إن الله على كل شيء قدير) ونحن نقطع أنه تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله وجلاله. وكذلك وصف بعض المخلوقين بالقدرة قال : (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فأسند القدرة لبعض الحوادث ونسبها إليهـم ونحن نعلم أن كل ما في القرآن حق وأن للمولى جل وعلا قدرة حقيقية تليق بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين قدرة حقيقية مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم. وبين قدرة الخالق وقدرة المخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق- وحسبك بونا بذلك.

2، 3- ووصف نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كتابه قال: (إن الله سميع بصير) (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)، (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا). ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق فلله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله. كما أن للمخلوق سمعا وبصرا حقيقين مناسبين لحاله وفقره وفنائه وعجزه وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

4- ووصف نفسه بالحياة فقال تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (هو الحي لا إله إلا هو) (وتوكل على الحي الذي لا يموت) ، الآية. ووصف أيضا بعض المخلوقين بالحياة قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) (يخرج الحي من الميت ويخرج الميتَ من الحي) ونحن نقطع بأن لله جل وعلا صفة حياة حقيقية لائقة بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين حياة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وببن صفة الخالق وصفة المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق . وذلك بون شاسع بين الخالق وخلقه .

5- ووصف جل وعلا نفسه بالإرادة قال: (فعال لما يريد)، (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). ووصف بعض المخلوقين بالإرادة قال: (تريدون عرض الدنيا)، (إن يريدون إلا فرارا)، (يريدون ليطفئوا نور الله) ولاشك أن لله إرادة حقيقية لائقة بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين إرادة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وبين إرادة الخالق وإرادة المخلوق [من المخالفة ] كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق.

6- وصف نفسه جل وعلا بالعلم قال: (والله بكل شيء عليم)، (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين). ووصف بعض المخلوقين بالعلم قال: (إنا نبشرك بغلام عليم) (وإنه لذو علم لما علمناه). ولا شك أن للخالق جل وعلا علما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله محيطا بكل شيء، كما أن للمخلوقين علما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وبين علم الخالق وعلم المخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق.

7- ووصف نفسه جل وعلا بالكلام. قال: (وكلم الله موسى تكليما)، (فأَجِرْه حتى يسمع كلام الله). ووصف بعض المخلوقين بالكلام، قال: (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) (وتكلمنا أيديهم). ولا شك أن للخالق تعالى كلاما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين كلاما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم، وببن كلام الخالق وكلام المخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق.

هذه صفات المعاني سمعتم ما في القران من وصف الخالق بها ووصف المخلوق بها ، ولا يخفى على عاقل أن صفات الخالق حق، وأن صفات الخالق لائقة بجلاله وكماله، وصفات المخلوقين مناسبة لحالهم وبين
الصفة والصفة كما بين الذات والذات.
وسنبين مثل ذلك في الصفات التي يسمونها سلبية.

الكلام على الصفات السلبية





يتبع ان شاء الله ..............،


 

رد مع اقتباس