الفارس / مارق بن عروج الفضلي اللآمي الطائي
أصاب دما في قومه فقر هارباً والتجأ إلى أحد القبائل كما تقضي بذلك الأعراف القبيلة وكان في نفسه شجاعا ًمقادماً وليثا مغواراً فأخفى وتسمى باسم ( غفيصه ) وليبتعد عن مضارب القبيلة التي لجأ اليها نهاراً لئلا شاهده ضيف ما ربهم فيعرفه صار يرافق رعاة الابل والغنم ليتسلى من جهة ويصد من جهة أخرى عن من يبحث عنه ليقتص منه وامعاناً في التخفي صار لا يهتم بمظهره اطلاقاً وكان الرعاة للأنعام خليط من الفتيان والفتيات ومن بين الفتيان فتى وسيم جميل المظهر وله عشيقه من الفيتات الراعيات ومتسلحا ببندقية على قلة وجودها في أيدي الناس
ذلك الوقت – وكان أكثر ما يرغب الفتاة بفتى أحلامها هو شجاعته أو كرمه فإذا ظهر بمظهر يخالف هاتين الخصلتين نفرت عنه بإباء ولو كان لها منه أولاد.
وكان مارق بن عروج بالإضافه ال مظهره الزري يسفه نفسه وعلى هذا فليس له اعتبار لدى هؤلاء القوم وفي احد الايام قالت له الفتاة المعجبة بالفتى الوسيم رد الغنم يا عوج الساق إستخفافاً به وفي احدى المرات هاجم غزو هذه المواشي واستتاقها وفي هذه الظرف الحرج هرب الوسيم واستنقذ مارق الانعام المنهوبه منهم عنوة وقتل عدداً منهم وكسب عدداً من ركابهم واسر عدداً اخر من الغزاة وانهزم المغيرون تغيرت نظرة الناس ألى مارق بعد موقفة هذا وصار له قيمة كبيرة وقال مارق هذه الابيات :
يابنت يا اللي غـــــرها زين عــــاشق :::::: وراه ما فكك ولو كان به زين
تقول رد الضان ياعيوج الســـــــــاق :::::: وانا حلى مسلوعات السراحين
يا ما ثنيت الساق من فوق الأوســـاق :::::: عساس بدو عقب الا محال منحين
يا ماركزت الساق مع درب الاسراق :::::: اهوس دون الربع والربع مقفين
ويا ماحميت ببندقي كل مشـــــــــفاق :::::: وديته امه والطلب فيه مشفــــين
وكم هجمة يطرب لها كل مشــــــتاق :::::: شلعتها بالليل والـــــــناس نيمين
غديت لي في ظلـــــــــمة الليل بنياق :::::: أخطأ طلبها بأسمر الليل غادين
إعداد الباحث::: العميد طيار متقاعد / عبدالعزيز بن ناصر السند
|