عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2010, 02:55   #4
عبدالله المنحول
ضيف


الصورة الرمزية عبدالله المنحول

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الدعاء المكتوب حول عرش الرحمن




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بيان صحة الحديث السابق :



الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً : الواجب على المسلم الـتَّثَـبُّـت مما يَقول ويَنشُر ، خاصة ما يُنسَب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّ مَن نَشَر الكَذب على رسول الله فقد افترى إِثْمًا عظيما ، ولو لم يقصد .
ثانيا : هذا الحديث يظهر أنه موضوع مكذوب ، ومِن علامات الحديث الموضوع ركاكة أسلوبه ، كَما ذكرتِ – حفظك الله – .ومِن ركاكة أسلوبه افتتاح الدعاء بالبسملة والأذكار !وليس الدعاء بموطن للبسملة والأذكار الواردة في مثل هذا الدعاء !
وعلامة ثانية مِن علامات الحديث الموضوع – مما ذَكَرَه العلماء – كثرة الأجور ومضاعفة الحسنات على عمل يسير ، ومما جاء في هذا الحديث أنَّ هذا الدعاء لو قُرئ على جَبَل لَزال ، ولو قُرِئ على أو على قبر لا يُعَذِّب الله ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت !
وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين ، فقال : إنهما ليُعذَّبَان . كما في الصحيحين ، ولم يَدعو بمثل هذا الدعاء !
(ومن قرأ هذا الدعاء وهو مريض شفاه الله أو كان فقيرا أغناه الله أو كان به هم وغم زال عنه . ومن كان عليه دين قضاه وخلص منه وان كان في سجن وأكثر من قراءته خلصه الله ويكون آمن مِن شر الشيطان وجور السلطان )
وقد زار النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه في مرضهم ، ولم يُنقل عنه أنه قال مثل هذا الدعاء !
وأرشد عليه الصلاة والسلام أمته لِدعاء كشف الغَمّ ، وليس هذا من بابتها !

وشَكَى إليه بعض أصحابه ما عليه مِن دَين ، فأتاه عليه الصلاة والسلام ودعا له بالبركة في مالِه ، - كما في قصة دين والد جابر رضي الله عنهما – ولم يَدع عليه الصلاة والسلام بمثل هذا الدعاء ، ولا أرشَد إليه .
وسَمِع أصوات أصحابه يَتقاضى بعضهم من بعض في المسجد ، فأشار إلى الدائن أن يضع نِصْف دَيْنِه – كما في الصحيحين في قصة تقاضي كعب بن مالك دينا له على ابن أبي حدرد – ولم يُرشد الْمَدِين إلى مثل هذا الدعاء .
وكان بعض أصحابه في مكة مُستضعفا بين المشركين ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَدعو لهم في صلاته ويقول في دُعائه : اللهم أنْجِ المستضعفين مِن المؤمنين . رواه البخاري ومسلم .
والزَّعْم أنَّ جبريل يَنْزِل ببركة ذلك الدعاء ! وأنَّ النصر يَنْزِل به ! وفي الصحيحين دُعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر ، وليس فيه شيء من ذلك !
كلّ هذا يَدُلّ على أن هذا الحديث موضوع ، مع ما فيه مِن ركاكة أسلوب ، كما تقدّم .

والله تعالى أعلم .
/
الشيخ : عبد الرحمن السحيم

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (24372-373) :
" الدعاء المسمى بـ : ( دعاء العرش وفضائل دعاء العرش ) دعاء مبتدع ، لا أصل له ، ولا دليل عليه من الكتاب والسنة ، ولم ينسب إلى مرجع معتمد ، فهو من اختراع من وضعه ، وواضعه مجهول ، وفيه ألفاظ مكذوبة ، مثل قوله : ( أسألك باسمك المكتوب على جناح جبريل وعلى ميكائيل وعلى جبهة إسرافيل ، وعلى كف عزرائيل الذي سميت به منكرا ونكيرا وبحق أسرار عبادك عليك ) ، وفيه وعود مكذوبة لأجل إغراء الناس بهذا الدعاء المبتدع ، مثل قوله : ( من دعا به مرة واحدة حشره الله يوم القيامة ووجهه يتلألأ . . إلخ )
( وإن كان له ذنوب أكثر من ماء البحر وقطر الأمطار . . إلخ ) ( ويكتب له ثواب ألف عمرة مبرورة ، وإن قرأه خائف أمنه الله ، أو عطشان سقاه الله ، أو جائع أطعمه الله . إلخ ) ( وإن حمله ذو عاهة برئ ، أو زوجة أكرمها زوجها ، وأمن من الجن والإنس والمردة والشياطين والأوجاع والأمراض ، ورجع إلى أهله إن كان غائبا . .) إلى آخر كذبه .
وهذا دعوة إلى تعليق التمائم والحروز والتعلق بغير الله .
فالواجب منع توزيعه ونشره وإتلاف ما وجد منه ، ومعاقبة من يروجه بين الناس ؛ لأنه دعوة لنشر البدع والخرافات وتعليق التمائم والحروز . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .

الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الدعاء الطويل لم نقف عليه في شيء من كتب السنة، وما فيه من الركاكة والمبالغة والخطأ دليل واضح على أنه حديث مكذوب مخترع.
وأعظم ما فيه الجرأة على الله تعالى، والإخبار بأنه دعاء مكتوب حول العرش وعلى حيطان الجنة وأبوابها وجميع ما فيها، وأن جبريل ينزل ببركته وبه تفتح أبواب الجنة.
وهذا كذب ظاهر، وافتراء على الله عز وجل، ومافيه من الأدعية المتفرقة لا تصلح للجنة، ولا يناسب ذكرها فيها قطعاً. ومما اشتمل عليه من الباطل:
1- قوله: اللهم إني أسألك بمحمد وإبراهيم وموسى إلخ ،
ومنه قوله: أغننا بجاه محمد صلى الله عليه وسلم فهذا توسل مبتدع لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة، فضلاً عن أن يكون مكتوباً حول العرش أو على أبواب الجنة وكل ما فيها.
ولم يكتف هذا المخترع بالتوسل بذوات الأنبياء، بل تعدى ذلك إلى التوسل بكل حي وسائل وغني وخالي!!!
2- قوله: وأسألك بمقاعد العز من عرشك، وهذا مختلف في الدعاء به قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول: بمعاقد العز من عرشك وبحق خلقك .
ويقال: مقاعد العز، قال في الهداية: ولا ريب في كراهية الثانية لأنه من العقود، وكذا الأولى.
3- قوله: و عزرائيل، ولم يثبت تسمية ملك الموت بعزرائيل في شيء من الأحاديث الصحيحة
4- ما فيه من سوء الأدب مع الله ، كقوله: أنت الحليم فلا تعجل وأنت الجواد فلا تبخل، سواء كانت (لا) ناهية يراد بها السؤال هنا، أو كانت نافية، على جهة الإخبار عن الله بذلك، فإن نهج القرآن الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات، وليس من الأدب أن يقال عن الله تعالى: إنه لا يعجل ولا يبخل ولا يذل ولا يرام ولا يضام ولا ولا... إلى آخره من النقائص المنفية، بل يقال:هو القدوس السلام الحليم الكريم العزيز سبحانه وتعالى.
5- ما فيه من سوء الأدب مع الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، والزعم أنه نسي القرآن مراراً كثيرة، وهذا مما لا يصح نسبته إلى هذا الصحابي الكبير بهذا الدعاء المخترع.
والحاصل أن هذا الدعاء ملفق من مجموع أدعية ثابتة وأخرى مخترعة لا حرج في الدعاء بها، وفيه ما هو مشتمل على محذور كما سبق، ومنه ما هو ثناء يستعمله المؤلفون في كتب العقائد وغيرها.
فالحذر الحذر من نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو جبريل عليه السلام، أو التصديق بما فيه من الوعود والأماني والأعطيات المبالغ فيها .
ونسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شر هؤلاء الكذابين الأفاكين الذين يصرفون الناس عما هو ثابت من الأدعية والأذكار إلى ماهو محدث مخترع، ينسبونه إلى الله كذباً وزوراً .
والله أعلم.

المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه



 

رد مع اقتباس