عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-07-2012, 02:21
نايف الموينع
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19841 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
نبذة من تاريخ حكم ال فضل



أيام الملك العادل أبي بكر أخي السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، أمر منهم ماتع بن حديثة بن عقبة بن فضل بن ربيعة، ولما توفي ماتع سنة 1208 م ولي عليهم ابنه مهنا وهو مهنا الأول، وحضر مهنا هذا مع الملك المظفر قطز قتال جيش التتر سنة 1236 م في عين جالوت (غور بيسان) فأجازه قطز بسلمية، نزعها من الملك المنصور بن الملك المظفر صاحب حماه وأقطعها له، ثم ولى الملك الظاهر بيبرس ابنه عيسى ووفر له الإقطاعات على حفظ السابلة سنة 1240 م بدأت طلائع قسم من شمر بالقدوم وحاولت الوصول إلى تدمر فتصدت لها الموالي و أعادتها إلى نجد إلا أنها عادت بعد فترة باتجاه جبل البشري وجبل العمور إلى الضفة اليسرى للفرات (الجزيرة). وكانت أيامه محمودة في عمران المملكة الرومانية ورغدها، وسارت هذه القبائل العربية على دين ملوكها فتنصرت وشيدت في أنحاء حوران والصفا واللجا والبلقاء كثيراً من الأديرة والكنائس، لاتزال آثارها ماثلة، وكانت لغة النبطيين والتدمريين الآرامية، وما بقي من القبائل كانوا يتكلمون لغة عربية، ولكنها بعيدة نوعاً ما عن لغة القرآن القرشية لكثرة ما كان فيها من المفرادت والتعابير الآرامية.

وضاقت فيما يبدو وقتئذٍ بادية الشام بهذه القبائل العربية، فانساح قسم منها قبل الإسلام بقرن أو قرنين إلى براري الجزيرة الفراتية، ذات الخصب الكثير والخير والوافر، وانتشروا فيها واستقروا على نحو ما عملته قبائل بكر و ربيعة ومضر وأنمار وإياد وشيبان وتغلب، وكلهم من أعقاب نزار بن معد بن عدنان ، فاحتل بنو بكر شمالها.


وكان في عهد الدولة الأيوبية ودول المماليك رئاسة عليا على بادية الشام باسم (أمير عرب الشام) ونالها بعضهم باسم (ملك العرب)، وكان يطلب من أصحابها أن يقوموا بحفظ السابلة أيام السلم، ويمنعوا أعرابهم من العيث والنهب، وأن يتأهبوا للجهاد، ويعاونوا العساكر السلطانية أيام الحرب، وأن لا يفارقوا البلاد، ولا ينجعوا (حتى يعبس في وجهها السحاب، ولا يعودا حتى تؤذن زروعها المخيمة بالذهاب)، إلى أخر ما هنالك من الأوامر والقيود، وهذا يدل على أن العشائر البدوية في تلك العهود كانت مقيدة بتقاليد، ومكلفة بواجبات إدارية وحربية، تكافأ إذا برت بها، وتعاقب إذا خترت.

وكان ربيعة أمير عرب الشام في القرن السادس في عهد الاتابك طغتكين، ثم خلفه في الإمارة ابنه مراء بن ربيعة، ثم انقسم آل ربيعة إلى ثلاثة أقسام أو أفخاذ، وهم آل فضل بن ربيعة وآل مراء بن ربيعة وهو أخو فضل وآل علي بن حديثة بن عقبة بن فضل، وكانت منازل آل فضل في الشمال من حمص إلى وادي الفرات وأطراف العراق، ومنازل آل مراء في حوران والجولان ومنازل آل علي في مرج دمشق وغوطتها، والرئاسة العليا فقد كانت في يد آل فضل، اتصلوا برجال السلطنة، فولوهم على أحياء العرب، وأقطعوهم على إصلاح السابلة بين الشام والعراق، فاستظهروا برياستهم على آل مراء وغلبوهم على المشاتي. وما زال هؤلاء آل فضل أمراء بادية الشام من حمص إلى وادي الفرات وأطراف العراق وولاة الأمر على عشائر تلك البراري كلها طيلة القرون الأخيرة إلى عهد قريب، إلا أن أسماءهم قد تبدلت بعد بانقسامهم وتغير رؤسائهم، فصاروا يسمون آل مهنا بن عيسى، ثم برز من بين هؤلاء آل حيار، وهو حيار بن مهنا بن عيسى، ثم برز الحياريين آل أبي ريشة رؤساء عشيرة الموالي المعروفون المستقرون في زماننا في شرقي قضاء المعرة، ولم يحتفظ باسم الجد الأعلى إلا أبناء عمهم آل فضل الذين فارقوهم منذ أربعة قرون واستقروا في الجولان، رؤساءهم يلقبون بالأمراء مما ليس له وجود في بقية العشائر ويحاطون بالتجلة والاحترام، وإذا اجتمع مشايخ العشائر في المؤتمرات التي تعقد الحين بعد الحين لفض الفتن التي كانت تنشب في تلك الفترة بين البدو، يحل أمراء الموالي صدور المجالس، وتقدم إليهم القهوة قبل الغير من الكبراء، حتى قبل ابن الشعلان وابن هذال، بينما الأول أكبر مشايخ عنزة قوةً وثروةً، والثاني أكبرها حسباً ونسباً، والجميع يقرون بأنهم أسياد البادية الشامية كابراً عن كابر، وملاكوها الأصليون، وثمة بين العشائر كلها قانون مفاده (ليس! لدم الأمير ثمن) أي إذا قتل أحد الأمراء لا تقبل عنه دية بل لابد من غسل دمه بدماء عدة أفراد يماثلونه في نباهة القدر لدى قومهم، وكما لا يأخذون ثمن دمهم لا يؤدون ثمن الدماء التي يهرقونها، وبحكم هذا القانون الغريب يجتنب خصومهم توجيه الضرب نحوهم. أن آل عيسى بن مهنا فخذ من آل فضل من ربيعه من طيء من كهلان من القحطانية كانوا في زمن السلاطين الأيوبيين أكابر وسادات العرب ووجوهها، ولهم عند السلاطين حرمة كثيرة. أن الأمير شرف الدين عيسى بن مهنا أمير آل فضل كان ملك العرب في وقته، وكان له منزلة عظيمة عند الملك الظاهر بيبرس، ثم تضاعف عند الملك المنصور قلاوون بحيث ضاعف حرمته وإقطاعه وملكه مدينة تدمر بعقد البيع والشراء وأورد عنه ثمنها لبيت المال ليأمن غائلة ذلك سنة 1258 م وقد حدثت هذه المعركة الهائلة في السهل الذي بين حمص وتلبيسة، وكادت الدائرة تدور على المسلمين، لولا ثبات المللك قلاوون بنفسه ولولا مجيء الأمير عيسى بعربه من سلمية، واعتراضه جيش التتار من خلفهم فتمت هزيمتهم به. ولما توفي عيسى سنة 1258 م، أعقب عدة أولاد، مهنا وفضل وسليمان وحارثة وموسى ومحمد، ولى الملك المنصور قلاوون منهم (مهنا) في الإمارة فلقب بحسام الدين، وصار كبير آل عيسى النازلين في براري سلمية وحماة وتدمر بل أمير البادية الشامية كلها.

ومما يذكر عن أحداث البدو في العهد المملوكي انهم طغوا في سنة (1312م)، وأقلقوا البلاد وآذوا العباد، فجهزت الحكومة عليهم حملة أخذتهم من كل جانب، وأعملت فيهم السيف بدون رحمة، فهلك كل مقاتلة البدو، وسبيت نسائهم ونهبت مواشيهم وعروضهم، قالوا "وكانوا إذا أمسكوا منهم وادعى أنه حضري يقولون له قل "دقيق" ليجربوا صدقه بنطقه فإن تبين أنه حضري تركوه وإلا قتلوه" ، أو يقال للشخص المدعي بأنه غير بدوي قل (بصلة) فإذا لفظها باللهجة البدوية، فسكن الباء وفتح الصاد، حكم بانه بدوي، فألقي القبض عليه وعوقب. وأعقب مهنا عدة أولاد منهم موسى وسليمان وأحمد وفياض وحيار كما أن أخيه فضل جد آل فضل الذين في قضاء الجولان، أعقب سيف وعيسى ومعقل ومن ثم صارت تنتقل إمارة البادية تارةً إلى أبناء مهنا وتارةً إلى أبناء عمهم فضل، فكانوا يتقاتلون عليها، وتخرب من جراء معاركهم المتوالية القرى والمزارع حول المعرة وحماه وسلمية، سنة 1326 م ومازال الأمر على ذلك إلى أن نزح أل فضل إلى الجولان وإلى أن تولى أحد أبناء مهنا الأمر في قضاء المعرة وهو حيار بن مهنا المتوفي في سنة 1355 م




رد مع اقتباس