الموضوع: قصص الانبياء
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-2007, 11:58   #57
ميدو
ضيف


الصورة الرمزية ميدو

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد : قصص الانبياء



**** الحالة الاجتماعية ***

إن الحياة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات لا تكاد تنفصل عن الحياة الدينية و الاقتصادية ، و لأن الوثنية التي سادت بين العرب كانت ضد الفطرة و المنطق فقد نتج عن ذلك مظاهر اجتماعية ضد الفطرة و المنطق ، و من بين تلك المظاهر : الانحطاط الأخلاقي الذي تمثل في ممارسة الكثير من الرذائل مثل شرب الخمر و لعب الميسر ، و الزواج بغير عدد ، و قتل بعضهم الأولاد خشية الفقر أو بسبب الفقر ، و قتل بعضهم الإناث بالذات خوف العار ، و إثارة الحروب لأتفه الأسباب ، و أخذ الثأر .
و قد سادت في بعض أوساط غير الأشراف أنواع من الأنكحة التي لا تختلف عن الدعارة ، فقد روى البخاري و أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء : فكان منها نكاح الناس اليوم ، و نكاح الاستبضاع و هو أن يصيب الرجل الأجنبي امرأة غيره في طهر لم يجامعها فيه زوجها حتى يتبين حملها ، و نكاح الرهط ، و هو أن يجتمع الرهط دون العشرة فيصيب كل منهم امرأة غيره فعندما تضع حملها ترسل إليهم فيجتمعون عندها ، فتلحق المولود بمن تريد منهم ، و نكاح رابع و هو أن يجتمع الرجال الكثير على المرأة التي تنصب راية على بيتها ، فإذا حملت فوضعت حملها جمعوا لها ، و دعوا لهم القافة ، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرونه أكثر شبها به ) و قد أبطل الإسلام اليوم كل هذه الأنكحة ما عدا نكاح الناس اليوم . و كانوا يجمعون بين الأختين ، و يتزوجون بزوجات آبائهم إذا طلقت أو ماتوا عنهن .
و على الرغم من وجود هذه الأمراض الخلقية عند عرب الجاهلية إلا أن هناك جوانب مضيئة في حياتهم السياسية و الاجتماعية لا يمكن إنكارها و لعلها كانت سببا في اختيار الله لهم لحمل رسالته إلى العالمين ، و مثال ذلك :-
1 – الكرم ، و كانوا يتبارون في ذلك و يفتخرون به ، و قد استنفدوا فيه نصف أشعارهم بين ممتدح به و مثن على غيره ، كان الرجل يأتيه الضيف في شدة البرد و الجوع ، و ليس عنده من المال إلا ناقته التي هي حياته و حياة أسرته فتأخذه عزة الكرم فيقوم إليها و يذبحها لضيفه .
2 – و من تلك الأخلاق الوفاء بالعهد ، فقد كان العهد عندهم دينا يتمسكون به ، و يستهينون في سبيله قتل أولادهم ، و تخريب ديارهم .
3 – و منها عزة النفس و إباء عن قبول الخسف و الضيم ، و كان من نتائج هذا فرط الشجاعة و شدة الغيرة ، و سرعة الانفعال ، فكانوا لا يسمعون كلمة يشمون منها رائحة الذل و الهوان إلا قاموا إلى السيف و السنان .
4 – و منها المضي في العزائم ، فإذا عزموا على شئ يرون فيه المجد و الافتخار لا يصرفهم عنه صارف .
5 – و منها الحلم ، و الأناة ، و التؤد ، كانوا يمتدحون بها إلا أنها كانت فيهم عزيزة الوجود ، لفرط شجاعتهم .
6 – و منها السذاجة البدوية ، و عدم التلوث بملوثات الحضارة ، و مكائدها ، و كان من نتائجه الصدق و الأمانة و النفور عن الخداع و الغدر
و على الرغم من عبادتهم الأوثان ، إلا أنهم لا ينكرون وجود الله و في ذلك قوله تعالى : (( و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض و سخر الشمس و القمر ليقولن الله …… )) . و كانوا أصحاب لغة واحدة ذات سحر و بيان ، عبرت عن الإسلام أحسن تعبير .


يتبع ...................


 

رد مع اقتباس