عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-2004, 11:46   #3
عبدالله الفضلي
ضيف


الصورة الرمزية عبدالله الفضلي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الآية الثامنة
قوله تعالى " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " فالأصنام والقبور تشترك في صفات الضعف فكلها لا تقدر على خلق ذبابة ولا أستعادة ما يسلبه الذباب منها
" قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات "
" هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه "
" واتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا"."ولا يملكون لكم رزقاً " " أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات " " وما يملكون من قطمير" " فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا أنفسهم ينصرون " "فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا " وهذا كله شامل للأصنام والقبور بل وللأنبياء .
قال ابراهيم عليه السلام لأبيه "وما أملك لك من الله من شيء"
وأمر الله نبينا أن يقول " قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً " وقال له " ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً "
الآية التاسعة
قوله تعالى " والذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون . أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون " هل تتحدث الآية عن بعث صنم الى الحياة بعد الموت ؟ لايمكن ذلك :
*لأن ( الذين ) من الأسماء الموصولة والأسماء الموصولة من صيغ العموم عند الأصوليين النحويين , فهي عامة في كل من دعي من دون الله . وهي لا يخبر بها إلا عن العقلاء ولو كان المراد بها الأصنام والحجارة لكان حق الكلام أن يقال (والتي تدعونها من دونه ما تملك من قطمير. إن تدعوها لا تسمع دعائكم ولو سمعت ما استجابت لكم )
والأصنام لا يحل بها الموت ولا بعث لأنها خارجة عن قانون الحياة والموت والبعث , ولأن الشعور يستعمل فيمن يعقل لا في الأحجار .
ولأن (أموات غير أحياء) لا يصلح إضافتها الى الأحجار التي صنع منها الصنم إذ هي جماد لا يصح وصفه بالحياة ولا بالموت فلم يبق إلا أن الكلام متعلق بالصالحين الذين نحتت الأصنام على صورهم
الآية العاشرة
قوله تعالى " فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون"
كانت العرب تقر بوحدانية الله غير أنها كانت تشرك به في عبادته

- بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 09 ص 75 :
وكان تلبيتهم إذا أحرموا في الجاهلية " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك " فجاءهم إبليس في صورة شيخ وقال لهم : ليس هذا تلبية أسلافكم قالوا : كيف كانت تلبية أسلافنا ؟ فقال : كانت اللهم لبيك لبيك إن الحمد والنعمة لك ، والملك لك لا شريك لك إلا شريكا هو لك . فنفرت قريش من قوله ، فقال : لا تنفروا من قولي وعلى رسلكم حتى آتي آخر كلامي ، فقالوا له : قل ، فقال : إلا شريك لك هو لك ، تملكه وما ملك . ألا ترون أنه تملك الشريك والشريك لا يملكه ، فرضيت قريش بذلك فلما بعث الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وآله نهاهم عن ذلك ، وقال : إن هذا شريك ، فقالوا : ليس بشريك لانه لا يملكه وما ملك ، فأنزل الله سبحانه " ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء " ( 1 ) إلى آخر الآية

فمجرد اعتقاد أن غير الله لا يخلق نفعاً لا يبرىء من الشرك بل لا بد من إخلاص التوحيد وذلك بأن يكون الدعاء لله وحده
فقوم ابراهيم لم يكونوا يعتقدون أن أصنامهم تملك نفعاً فضلاً عن أن تخلقه فلما سألهم " هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعوكم أو يضرون " ما قالوا بلى تنفع وتضر
ولما كان دعاء غير الله شركاً عند ابراهيم قال لهم "وأعتزلكم وما تدعون من دون الله " فحكم عليهم في الآية التي تليها أن دعاءهم لها عبادة من دون الله " فلما اعتزلكم وما تعبدون من دون الله " وأكد ذلك في آية واحدة فقال " قل اني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جائني البينات من ربي وأمرت ان أسلم لرب العالمين " وقد دلت الآية على أن دعاء غير الله عبادة تتعارض مع الاسلام لرب العالمين
*ولو كان يعلم عنهم أنهم كانوا يعتقدون فيها نفع والضر لما جاجهم بذلك ولأجابوه عن سؤاله " هل يسمعونكم إذ تدعون "(نعم) , إنها تنفع وتضر فلما عجزوا عن الإجابة قالوا "بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون " قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون " ثم قال " تعبدون " وفي آية أخرى " أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم "
أستغاثتهم بهم مسبوقة باعتقادهم فيهم
هذا ولا يوجد على الأرض من يدعو من يعتقد فيه انه لا يملك الاجابة والنفع والضر إلا ان يكون مجنوناً . فهل هناك عاقل يقول أغثني يا من لا تملك نفعاً ولا ضراً ؟! إلا ان يكون معتقداً فيهم التأثير وكشف الضر وتحصيل النفع إلا ان يكون مجنوناً فحينئذ لا يؤاخذه الله على شرك أكبر او أصغر
الحق انه لم يلتجيء اليهم الا اعتقاده فيهم النفع والضر . فإن مافي القلوب من الأعتقادات الفاسدة قد عبر عنه اللسان فصار يلهج بذكر غير الله أغثني ياحلال المشاكل ياعلي ثم عبر عنه العمل فصار يقبل جدران القبور ويتمسحها بيديه وهناك من يسجد لها
يتبع ......،


 

رد مع اقتباس