عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2007, 06:32   #11
abdallah
ضيف


الصورة الرمزية abdallah

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد : الصحابة والسلف الصالح ( قصيدة .... )



رأي الشيخين ابن باز وابن عثيمين في شأن جماعة الدعوة والتبليغ

الكاتب: محب الفرقة الناجية عضو



الحمد لله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ،ووسع كل شئ رحمة وعلما وأحصى كل شئ
عددا وأخذ على أهل العلم العهد والميثاق ببيان الكتاب فلم يعذر منهم أحدا ،
وحذر من كتمانه ولعن من فعل ذلك لعنة أبدا ، إلا من تاب وآمن وأصلح فقد فاز
واهتدى ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ضد ولا ند ولا صاحبة ولا
ولدا شهادة نرجو بها النجاة من مهاوي الردى ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد
الأنام ومسك الختام السراج المنير وبدر التمام والماحي لحالك الظلام المجاب
لدعوة الشفاعة يوم الأهوال العظام والفائز بمنزلة الوسيلة دون الأنام وقائد
الغر المحجلين إلى دار السلام ، صلى الله عليه وعلى ءآله أهل الطهر والصدق
والاحترام وعلى صحابته قادة الإسلام ورسل الحق والسلام والرضوان التام
والتابعين لهم بإحسان ما تعاقبت الليالي والأيام وسلم تسليما كثيرا كثيرا
ثم أما بعد :
فإن من الأمانة الواجب أدائها على كل مسلم لله رب العالمين فضلا عن من حملوا
أمانة العلم والبيان
كلمة الحق والعدل كما قال تعالىوَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ
كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الأنعام152مهما كان المقول فيه قريبا أو
بعيدا وليا أو عدوا وكما قال جل جلاله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
}المائدة8
لا تؤثر في قائلها الأهواء ولا تحركه العواطف ولا تغيره الأراجيف والعواصف
وليحذر مما قال الشاعر:
وعين الرضا عن عيب كليلة ولكن عين السخط تبدئ المساويا
والشهادة على الآخرين لابد أن تكون عن علم ويقين على مثل الشمس في رابعة
النهار ولا يدلي بها إلا بعد التثبت والتبين تباعا لقول الله تبارك
وتعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ
فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا
فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ الحجرات6
وإنني في هذه الرسالة الموجهة لكل مسلم غيور يريد الخير للإسلام والمسلمين
وقيام أمر الدعوة إلى الله تعالى والعودة بالمسلمين إلى ما كان عليه رسولنا
الكريم صلوات الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم والصالحين
في القرون المفضلة رحمهم الله لأجل ذلك كله أبين ما أره الحق
في منهج جماعة التبليغ والدعوة الذي كثر في أمر القائمين عليها القدح والمدح
والتأييد والتحذير والجمع والتأليف بل وكثر اللغط والقيل والقال والجدل العقيم
في كثير من المجالس مما يضر ولا ينفع
في زمن تكالب الأعداء على الأمة من كل مكان ليطفؤا نور الله بأفواههم والله
متم نوره ولو كره الكافرون ، فنعوذ بالله تعالى أن نكون من الذين يصدون عن
سبيل الله ويبغونها عوجا أو ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم
يحسنون صنعا ،.
مع علمي العلم اليقين أن الله سبحانه وتعالى يتولى عباده الصالحين ويدافع عن
عباده المؤمنين وأنه القادر على إعلاء أمر هذا الدين في أي زمان أو مكان بمن
شاء وكيفما شاء وإنما هذه إشارة وذكرى وتوضيح وبيان سائلا الله تعالى أن ينصر
دينه ويعلي كلمته ويحق الحق ويبطل الباطل ويمن علينا على المسلمين بالتوبة
النصوح والعمل الصالح وحمل هم تبليغ هذا الدين إلى العالمين.
وأبين ما ذهب إليه سماحة شيخنا الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وتلميذه
المبارك فضيلة شيخنا الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله تعالى وأسكنهما
أعلى عليين ونفعنا بعلمهما وسيرتهما وسائر المسلمين ،لكونهما من أبرز العلماء
الربانيين ومن جدد الله بهم أمر هذا الدين وجعل لهم القبول في العالمين وقد
أوضحوا وأنصفوا في أمر هذه الجماعة وغيرها بالفتاوى المانعة الجامعة
والخطابات والردود والتثبت من حال القائمين عليها سواء من كان منهم في بلاد
الهند أو في المملكة العربية السعودية أو في بلاد المسلمين أو في أوروبا
وأميركا وغيرها.
وقدبذل سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله جهدا مباركا مع المعارضين
لجماعة التبليغ ، والمنادين بإخراجها بصورة إجمالية من أهل السنة والجماعة،
وتحريم التعاون معها ، وكتب عدة فتاوى، وأجاب على عشرات الأسئلة، وكتب عدة
رسائل، وروجع في هذا الأمر مرات ومرات، وهو لا يتزحزح عن موقفه، ولا ينثني
عنه.. معلناً أن ذلك دين يدين الله تعالى به، وسنة يتبع بها سلفه وأستاذه
الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.. وأنه مستوثق من هذه الجماعة، وعليم بما هم
عليه، وأنه يشرع التعاون معهم في الخير، وينصح لهم فيما عندهم من النقص .
وإنني أسأل الأخوة الذين شنوا الغارة على هؤلاء الدعاة : هل كان هؤلاء العلماء
الأعلام الذين شهد لهم القاصي والداني بالعلم والزهد والحكمة ولا تأخذهم في
الله لومة لائم، هل كانوا كل هذه الأزمان المديدة يسألهم الناس فيلبسون عليهم
القول ويكتمون الحق حاشا لله أن يكونوا كذلك.
ولسنا ندعي لهم العصمة كما يدعيه أهل الأهواء بل هم علماء ربانيين أجتهدوا في
قول الحق وبيانه
فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر وحسبهم أنهم التمسوا الحق من مضانه
وبلغوا الجهد في طلبه فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير
الجزاء.
فهذا الشيخ / عبدالعزيز يرحمه الله يقول في خطاب من سماحته ردا على رسالة من
الشيخ /إبراهيم عبدالرحمن الحصين وعدد من طلبة العلم بالمدينة المنورة بتارخ
27/1/1407هـ:
فأخبركم أنني لا زلت على رأيي في الجماعة المذكورة فيما كتبته عنهم قديماً
وحديثاً من الكتابات الكثيرة، وما كتبه سلفي شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل
الشيخ قدس الله روحه ونور ضريحه، وما كتبه غيرنا من العلماء وأيده جلالة الملك
عبدالعزيز رحمـه الله وجلالة الملك فهد وفقه الله فيما كتبه إلي لأنهم قد نفع
الله بهم جمعاً غفيراً فالواجب شكرهم على عملهم وتشجيعهم وتنبيههم على ما قد
يخفى عليهم وذلك من باب التعاون على البر والتقوى والتناصح بين المسلمين.


وأنكر رحمه الله تعالى الرجوع عن رأيه في الجماعة بقوله:
أمَّا ما نسبه المعارضون لهم عني من الرجوع عن رأيي فيهم فهو كذب علي بل إني
نصحتهم ووبختهم على عملهم. وقلت لهم فيما قلت متمثلاً بقول الشاعر:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
وحرضتهم على كثرة الاجتماع بهم، والخروج معهم، وأوضحت لهم ما فيه من الفوائد،
وطلبت منهم أن يتهموا الرأي، وينظروا في العواقب وبينت لهم ما في شقاقهم
وخلافهم من الشر العظيم، وسوء العواقب في الدنيا والآخرة وأن ذلك من الشيطان..
أعاذنا الله منه ليصرف الناس عن الدعوة إلى الله، ويشغلهم عنها بفساد ذات
البين، وكثرة القيل والقال.. هذا ما أدين الله به وأعتقده
ويقول رحمه الله في خطاب بإملائه على رسالة في شأن الجماعة لفضيلة الشيخ /
يوسف بن عيسى الملاحي بتاريخ 7/8/1407هـ :
وهؤلاء الجماعة قد عرفناهم من دهر طويل واجتمعنا بهم غير مرة في مكة والمدينة
والرياض، وسرنا ما سمعنا منهم من النصح لله ولعباده ودعوة الناس إلى الخير إلى
إيثار الآخرة ، وعدم الركون إلى الدنيا والاشتغال بها عما أوجب الله عليهم من
الحق ، وقد سبقنا إلى تزكيتهم والثناء عليهم سماحة شيخنا الشيخ محمد بن
إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس القضاة في زمانه رحمه الله.
ويقول أيضاً: كما شهد عندي كثير من إخواننا الثقات الذين خالطوهم وسافروا معهم
إلى بلدان كثيرة بالصبر والنشاط في الدعوة إلى الله ، وتأثر الناس بهم وكثرة
من يهديه الله على أيديهم.
فالواجب على أهل العلم والإيمان والدعاة إلى الحق إنصافهم والتعاون معهم على
الخير ، وتنبيههم وغيرهم من الدعاة على ما قد يقع من الخطأ.
أ هـ كلام الشيخ رحمه الله .
ويقول رحمه الله في خطاب رد على رسالة بعث بها إليه الأستاذ/ عبدالسلام بن
محمد أمين السليماني يذكر فيها سفره إلى الباكستان لدراسة الطب وتعرفه على
جماعة التبليغ ودراسة أحوالهم ومعرفة محاسنهم ومساوئهم.
[وإننا بعد شكرنا لك على ما شرحت عنهم نفيدك بأنه قد تواتر لدينا من ثقات
مدرسي التوحيد في الجامعة الإسلامية بالمدينة وغيرهم ممن أختلط بهم وسافر معهم
من أهل نجد وغيرهم ، نحو مما ذكرت من اللين والاستجابة والصبر على الدعوة إلى
الله وتحمل المشاق في ذلك وكم هدى الله بهم من منحرف وأسلم على أيديهم من
كافر، وقد سبقنا إلى الثناء عليهم والوصية بهم خيرا سماحة شيخنا الشيخ/ محمد
بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس القضاة في زمانه رحمه الله.]

ويقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في إجابته على سؤال من
أسئلة لقاء الباب المفتوح:
الغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطا من الناس من يثني على هؤلاء
كثيرا وينصح بالخروج معهم ، ومنهم من يحذر منهم كما يحذر من الأسد ، ومنهم
متوسط وأنا أرى أنّ الجماعة فيهم خير وفيهم دعوة ولهم تأثير لم ينله احد من
الدعاة ، تأثيرهم واضح كم من فاسق هداه الله؟ وكم من كافر آمن ؟ ثم طبعائهم
تواضع ، خلق ، إيثار ، ليس هو يوجد في الكثيرين ، ومن يقول أنهم ليس عندهم علم
حديث أو سلف أو ما أشبه ذلك ، هم أهل خير ولاشك.

فهذا طرف مما ذهب إليه هذين العالمين الربانيين رحمهما الله واسكنهما الفردوس
الأعلى في شأن هذه الجماعة وسأذكر فيما يأتي نصوص الفتاوى والخطابات والردود
سائلاً الله تبارك وتعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل
باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم مجردا من حظوظ
النفس والهوى وأن ينفعني به في الدنيا والآخرة وكل من قرأه واطلع عليه من
المسلمين .
كما أسأله جل وعلا أن يحفظ هذا البلاد المباركة المملكة العربية السعودية من
كل سوء وأن يديم عليها الأمن والإيمان والسلامة والإسلام وأن يوفق ولاة أمرها
وأهلها إلى ما فيه صلاح الدنيا والآخرة ومن أراد بها أو فيها شراً أو فسادا أن
يكفينا إياه بما شاء ويجعل كيده على نفسه وسهامه إلى صدره كائنا من كان وسائر
بلاد المسلمين ، وأن يوحد كلمة المسلمين ويكفيه شر التحزب والتشرذم والتنازع
انه على كل شئ قدير.
وأمّا ما يؤخذ على هذه الجماعة فأسأل الله أن يوفق أصحابها لأن يأخذوا
بتوجيهات العلماء الراسخين في العلم , ويقبلوا نصحهم في ذلك.
ومن ذمهم على الإطلاق فهو جاهل بحالهم ، ولا حجة في كلام من لم يعرف حقيقة
الأمر
ومن مدح كلَّ ما يوجد منهم حتى في القارة الهندية فهو أيضا مخطئ جاهل بأحوال
بعض الموجودين منهم هناك، نعم و لا نوافقهم على ما يفعلونه من تقديم بعض
الجهلة في الدعوة مع وجود من هو أعلم منهم و أحسن منهم أسلوبا يفعلون ذلك
أحيانا إما بقصد التدريب أو الترتيب ، ولا يعني وقوع هذا من بعضهم أن نذمهم
أو نبدعهم ، بل فيهم خير كثير وعندهم اجتهاد في هداية الخلق وحسن تعامل مع
المسلمين فاتقوا الله ولا تعمَّموا القول فيهم بالذم و أنتم تعلمون أن فيهم
فضلاء لم يعرف عنهم بدعة تخالف الكتاب والسنة وفيهم دعاة مجتهدون في نصح
المسلمين يغلب عليهم الخير والإتباع للكتاب والسنة، و قد يقع من بعضهم الخطأ
جهلا كما قد يوجد من بعضهم مخالفة لا يجوز إقرارهم عليها، و والله لقد عرفنا
منهم دعاة للخير محبين للسنن مبغضين للبدع .
وما من فرقة ولا طائفة من المسلمين نريد أن نعد لهم مخالفة أو بدعة في بعض
أتباعهم الجاهلين إلا ونجد ذلك.

وختاما أقول إن أصبت فبفضل الله وتوفيقه وإرشاده وتسديده وله الفضل المنة
أولاً وآخراً ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه برئيان ، هذا
والله أعلى وأعلم وأعز وأحكم وهو الهادي إلى سواء السبيل .

كتبهالفقير الى عفو مولاه / عبدالرحمن بن عبدالله بن علي في 17/11/1427هـ
المملكة العربية السعودية
خميس مشيط
eyydan1399_(at)_hotmail.com












موقف الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله من جماعة التبليغ
لقد صدع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بكلمة الحق في شأن جماعة
التبليغ ولم تأخذه في الله لومة لائم، وكتب عدة فتاوى، وأجاب على عشرات
الأسئلة، وكتب عدة رسائل، وروجع في هذا الأمر مرات ومرات، وهو لا يتزحزح عن
موقفه، ولا ينثني عنه.. معلناً أن ذلك دين يدين الله به، وسنة يتبع بها سلفه
وأستاذه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.. وأنه مستوثق من هذه الجماعة، وعليم
بما هم عليه، وأنه يشرع التعاون معهم في الخير، وينصح لهم فيما عندهم من
مخالفة السنة..
وهذه نماذج من أقوال الشيخ وفتاواه ورسائله ودفاعه عن جماعة التبليغ:
1) كان الشيخ عبدالعزيز رحمه الله قد أصدر مجموعة من الفتاوى في هذه الجماعة،
فشك مجموعة ممن نحسبهم غيورين على الدين وعلى حماية جناب التوحيد والعقيدة
الصحيحة في نسبة هذه الفتاوى الى سماحة الشيخ ولعل عذرهم أنها لم تصل إليهم من
مصدرها الأصل، وزعم ءآخرون أن الشيخ تراجع عن موقفه في تأييد جماعة التبليغ،
والنصح لهم وللأسف إذا سألت بعضهم عن مصدر هذا الخبر قال سمعت الناس يقولون
ذلك ، وقد أجاب الشيخ رحمه الله بعد سؤاله هل تراجع عن فتاويه السابقة؟
فقال:
“فأخبركم أنني لا زلت على رأيي في الجماعة المذكورة فيما كتبته عنهم قديماً
وحديثاً من الكتابات الكثيرة، وما كتبه سلفي شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل
الشيخ قدس الله روحه ونور ضريحه، وما كتبه غيرنا من العلماء وأيّده جلالة
الملك عبدالعزيز رحمـه الله وجلالة الملك فهد وفقه الله فيما كتبه إليّ لأنهم
قد نفع الله بهم جمعاً غفيراً فالواجب شكرهم على عملهم وتشجيعهم وتنبيههم على
ما قد يخفى عليهم وذلك من باب التعاون على البر والتقوى والتناصح بين المسلمين
إلا أني أنصحهم وجميع المسلمين لا سيما الشباب أن لا يسافر منهم إلى بلاد
الكفار إلا أهل العلم والبصيرة لما في ذلك من الخطر العظيم على كل من ليس له
علم بالشريعة الإسلامية والعقيدة الصحيحة التي بعث الله بها نبيه محمداً صلى
الله عليه وسلم، ودرج عليها سلف الأمة أمَّا ما نسبه المعارضون لهم عني من
الرجوع عن رأيي فيهم فهو كذب علي بل إني نصحتهم ووبختهم على عملهم. وقلت لهم
فيما قلت متمثلاً بقول الشاعر:
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
وحرضتهم على كثرة الاجتماع بهم، والخروج معهم، وأوضحت لهم ما فيه من الفوائد،
وطلبت منهم أن يتهموا الرأي، وينظروا في العواقب وبينت لهم ما في شقاقهم
وخلافهم من الشر العظيم، وسوء العواقب في الدنيا والآخرة وأن ذلك من الشيطان..
أعاذنا الله منه ليصرف الناس عن الدعوة إلى الله، ويشغلهم عنها بفساد ذات
البين، وكثرة القيل والقال.. هذا ما أدين الله به وأعتقده، وأسأل الله أن
يرينا الحق حقاً ويمنحنا الثبات عليه، والباطل باطلاً ويمن علينا اجتنابه، ولا
يجعله ملتبساً علينا فنضل أنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده
ورسوله الذي بعث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" (فتوى بتاريخ 27/1/1407هـ)
2) وقال أيضاً رحمه الله:
"الجماعات التي تدعو إلى الله كثيرة ومتنوعة، وقد سبق السؤال من بعض الإخوان
عن جماعة التبليغ، وهي جماعة من الهند والباكستان وغيرها يتجولون في بلدان
الدنيا في أوروبا، وأفريقيا، وأمريكا، وآسيا، وفي كل مكان، ولهم نشـاط في
الدعوة ونشاط في البلاغ، ولهذا سمو جماعة التبليغ، يبلغون الإسلام، ويبلغون
دعوة الله عز وجل، والناس فيهم بين قادح ومادح كما تقدم، فمنهم من جهل أمرهم
فذمهم، ومنهم من عرف أمرهم فمدحهم، وأثنى عليهم، ومنهم من توسط في ذلك، والذي
قلنا فيما تقدم هو الذي نقوله الآن ليسوا بكاملين، عندهم نقص وعندهم غلط، وعند
رؤسائهم القدامى بعض الأغلاط، وبعض البدع، ولكن هؤلاء الأخيرون في الأغلب ليس
عندهم شيء من ذلك، وإن كان عند رؤسائهم الأقدمين، لكن هؤلاء الذين يتجولون
الآن ينشدون توجيه الناس إلى الإسلام وترغيبهم في الآخرة، وتزهيدهم في الدنيا
وتشجيعهم على طاعة الله ورسوله، وقد تأثر بهم الجم الغفير يصحبهم الفساق
والعصاة، فيرجعون بعد ذلك عباداً أخياراً قد تأثروا بهذه الدعوة.
هذا هو الذي علمنا منهم، وقد صحبهم جم غفير من إخواننا، وعرفوا ذلك، وعندهم
بعض النقص، والجهل كما سبق وفيهم جهال يريدون الخير فإذا صحبهم أهل العلم
والبصيرة وأهل العقائد الطيبة نبهوهم على بعض الأغلاط وساعدوهم على الخير،
وصارت الدعوة أكثر نفعاً وأكمل بلاغـاً، أما ما صدر من اللجنة الدائمة لدينا
في الرئاسة منذ سنين فقد خفي عليهم بعض أمورهم فصدر في الفتوى شيء غير مناسب،
وليس العمل عليها بل العمل على ما ذكرنا آنفاً، وإن الواجب على أهل العلم هو
التعاون معهم على البر والتقوى وإصلاح ما قد يغلطون فيه، وهكذا غيرهم مثل
جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في الباكستان والهند وغيرهما، كلهم
عنده نقص، والواجب التعاون على البر والتقوى والتعاون على ما ينفع المسلمين،
والنقص يجب على أهل العلم أن يتعاونوا على إزالته والتنبيه عليه حتى تكون
الدعوة من الإخوان جميعاً متقاربة ومتعاونة ومتساندة، حتى ينفع الله بهم
الجميع، فإذا اضطربت واختلفت أوجبت التنفير والشكوك والبلبلة فالواجب على كل
من لديه علم وغيرة إسلامية من أهل العلم أن يساعد في الخير وأن ينبه على الخطأ
من جماعة التبليغ ومن غير جماعة التبليغ، هذا هو الذي نعتقده في هذا كله في
جميع الجماعات، ما كان عندها من خطأ نبهت عليـه وبين لها خطؤها، وما كان من
صواب شكرت عليه، وشجعت على التزامه ونشره بين الناس حتى تستقيم الدعوة إلى
الله من جميع الجماعات الإسلامية، ونسأل الله التوفيق وصلاح النية والعمل إنه
ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه" (فتوى
بتاريخ 15/4/1407هـ)
3)خطاب من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله إلى أحد المشايخ
يوضح فيه الشيخ الحق في مكتوبه الذي أرسله إليه ينتقد فيه جماعة التبليغ :

التاريخ 12/08/1406هـ

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ /
................. منحه الله البصيرة في الدين وشرح صدره لما يرضي رب العالمين
... آمين .

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. أما بعد :
فقد وصلني كتابك المؤرخ 26/07/1406هـ وفهمت ما تضمنه من النيل من جماعة
التبليغ واستنكارك لما كتبتُ بشأنهم , وما كتبه قبلي شيخنا العلامة الشيخ /
محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية قدس الله روحه ، ونور ضريحه من
الثناء عليهم ، ولقد ساءني كثيرا تنقصك وحطك من قدره بقولك " ابن إبراهيم " ,
وأن الأشخاص الذين أشرت إليهم يخالفونهم في الرأي فيهم .
ولقد عجبت مما ذكرت فأين يقع علم هؤلاء ورأيهم من علم شيخنا وبصيرته وبعد نظره
وسعة اطلاعه وتأنيه وحكمته ، ونحن بحمد الله على بصيرة من ديننا ونوازن بين
المصالح والمضار ونرجح ما تطمئن إليه قلوبنا ، وقد تأكدنا من أخبارهم ما
يطمئننا إلى الوقوف بجانبهم مع مناصحتهم فيما يحصل من بعضهم من النقص الذي هو
من لوازم البشر كلهم إلا من شاء الله .
ولو أن إخواننا من المشايخ وطلبة العلم الذين أشرت إليهم خالطوهم وشاركوهم في
الدعوة إلى الله ووجهوهم وكملوا ما يحصل منهم من النقص وأرشدوهم فيما يخطئون
فيه , لحصل بذلك خير كثير ونفع عظيم للإسلام والمسلمين .
أما النفرة منهم والتخلي عنهم والتحذير من مخالطتهم فهذا غلط كبير وضره أكبر
من نفعه.
فاتهم الرأي يا أخي واضرع إلى ربك أن يشرح صدرك لما هو أحب إليه والأنفع
لعباده وأن يهديك لما اختلف فيها من الحق بإذنه.
وأسأل الله أن يرينا وإياكم الحق حقا ويمن علينا بإتباعه، والباطل باطلا ويمن
علينا باجتنابه ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
" تكميل " : أما ما نسبت إلى فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي من رجوعه عن الثناء
على الجماعة المذكورة وأنه يقول أنهم خرافيين ومبتدعة فقد أنكر ذلك واستغربه
جدا وأخبر أنه لازال على ما كتب عنهم لأنه كتبه عن مشاهدة ويقين وأنه يحيل كل
من سأله عنهم على ما كتبه في ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء.








4) وهذه كذلك موعظة بليغة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وجّهها لأحد طلبة
العلم الذي سعى بكل قوته أن يستصدر فتوى من الشيخ عبدالعزيز بن باز بتبديع
جماعة التبليغ، وقطع نشاطهم وإغلاق مساجد الله في وجوههم..
علماً أن هذا الطالب كان عاملاً معهم لمدة ثماني سنوات، ودافع عنهم يوم كان
معهم بكل ما أوتي من قوة، وكتب للشيخ ابن باز الرسائل الكثيرة في تزكيتهم، وحث
الشيخ على تأييدهــم، ثم بعد أن انقلب عليهم أراد من الشيخ عبدالعزيز بن باز
أن يفتي بتبديعهم ومنعهم فكتب له الشيخ موعظته البليغة هذه قائلاً:
"سلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أما بعد،،
فقد وصلني كتابك المؤرخ (3/3/1408هـ) ومشفوعاته: كتابك لفضيلة الشيخ أبي بكر
الجزائري، وفضيلة الشيخ يوسف الملاحي، وما أرفقت بهما واطلعت عليها كلها، ولا
أكتمك سراً إذا قلت إني لم أرتح لها، ولم ينشرح لها صدري، لأن هذه الطريقة
التي سلكت لا تفيد الدعوة شيئاً لأنها تهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح وضرها
أقرب من نفعها، ولم يعد ضررها إلا على الدعوة وعلى إخوانك في الله من خيرة
المشايخ وطلبة العلم نشأوا على التوحيد والعقيدة الصحيحة علماً وتعليماً ودعوة
وإرشاداً، وقد استغلها من لا بصيرة له في مناصبتهم العداء، وتكفير بعضهم لهم،
واستباحة بعضهم لدمائهم والعياذ بالله مع الوشاية بهم، واستعداء المسؤولين
عليهم، وتهويل أمرهم عندهم، وتخويفهم منهم، ورميهم بالعظائم، وإلصاق التهم بهم
مما هم برءاء منه حتى حصل على الدعوة والدعاة من الضرر ما الله به عليم.
أما ما أقمتم الدنيا وأقعدتموها من أجلهم فينطبق عليكم قول الشاعر:
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل وناطح صخرة يوماً ليوهنها
لكونهم بمنأى عنكم في بلادهم سائرين في دعوتهم في حماية من دولتهم لاحترامها
لهم لأنك ذكرت في بعض كتاباتك لنا أن رئيس الحكومة يحضر اجتماعاتهم، ويشجعهم
كما َذكَرَ لنا هذه الأيام بعض أبنائنا المتخرجين من كلية الشريعة بالجامعة
الإسلامية ممن شاركهم في الدعوة سنين طويلة أن مركزهم في راولبندي مفتوح 24
ساعة، وجماعات تخرج في سبيل الله، وجماعات ترجع فما دام الأمر هكذا فلن تخضعهم
كتاباتك، وكتابات أمثالك المشتملة على الفظاظة والغلظة، والسب والشتم، بل إن
هذه الكتابات ستكون سبباً في نفرتهم من الحق، وبعدهم عنه لقول الله سبحانه
لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه: {فبما رحمة من
الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}.. وقول النبي صلى الله
عليه وسلم: [إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، وإن الرفق لا يكون في شيء
إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على
العنف، ولا على ما سواه] والله سبحانه وتعالى نهى عن سب الكفار إذا كان يفضي
إلى سب الله، فكيف بسب المسلمـين إذا كان يفضي إلى تنفيرهم من الحق وبعدهم
عنه، وعن الداعين إليه، فالواجب أن تسعوا في الإصلاح لا في الإفساد، وأن
تخالطوهم وتنبهوهم على ما قد يقع من بعضهـم من الخطأ بالرفق واللين، لا بالعنف
والقسوة.. أما تشديدك في إنكار البيعة على التوبة فقد اقترحت على قادتهم لما
اجتمعت بهم في موسم الحج الماضي بمكة، وحصل بيني وبينهم من التفاهم ما نرجو
فيه الفائدة أن يكون عهد بدل بيعه فقبلوا ذلك، ولعلهم تعلقوا بما قرره شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جزء 28 من صفحة 21 من الفتاوى من عدم إنكار
ذلك.
وكذلك تشديدك النكير عليهم في إبقائهم أحد الدعاة في المسجد للدعاء لهم ولعل
قصدهم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حين بقي في العريش يوم بدر مع
الصديق يناشد ربه النصر حتى سقط رداؤه عن منكبيه فرده الصديق، وقال يا رسول
الله بعض مناشدتك ربك فإن الله منجز لك ما وعدك، ولا يوجب هذا العمل هذا
التشنيع الفظيع هدانا الله وإياك، وقد تمنيت أنك قبلت نصيحتي المتكررة لك، وما
أشرت به عليك سابقاً ولاحقاً في كتبي المرفق بعضها، مع بعض صور مما صدر منك في
الموضوع لأني كتبتها عن بصيرة وتأنٍّ ونظر في العواقب، وموازنة بين جلب
المصالح، ودفع المضار، وخبرة تامة بهم لتكرر اجتماعي بهم في مكة والمدينة
والرياض مع ما استفدته من ثقات المشايخ الذين سافروا إليهم وحضروا اجتماعاتهم
واطلعوا عليها عن كثب وأعجبوا بها، وكنت نصحتك بما نصحت له محمود استنبولي لما
تهجم عليهم على غير بصيرة كحال أكثر من شن عليهم الغارة في هذا الوقت بدافع
الجهل والهوى نعوذ بالله من ذلك وقد قلت في رسالتك المذكورة لمحمود: (وصلتني
رسالة منك حول جماعة التبليغ ويؤسفني أن ينهـج أحد الدعاة إلى الله هذا المنهج
المخالف لشرع الله في سب أقرانه في الدعوة إلى الله وشتمهم وتضليلهم واتهامهم
بتنفيذ مخططات أعداء الله في الكيد للإسلام والمسلمين، كل ما في الأمـر أن
جماعة التبليغ نهجت في الدعوة إلى الله منهجاً أخطأت -فيما نرى- في بعض جوانب
منه ونرى من الواجب أن ننبههم على هذا الخطأ، كما نرى من الواجب الاعتراف بما
في منهجهم من صواب وليت أخي يخرج معهم ليتعلم منهم اللين بدل القسوة والدعاء
للمسلمين بدل الدعاء عليهم والجدل بالتي هي أحسن بدل الجهر بالسوء وكلنا محتاج
لتفقد نفسه وتصحيح منهجه والرجوع إلى الله وإلى سنة رسوله في طاعة الله
والدعوة إليه).
انتهى كتابك بحروفه، وقد كتبته بعد اختلافك معهم في الرأي، ولكن الله أنطقك
بالحق فالحمد لله على ذلك، وإليك رسالتك المذكورة مع شكرنا لك عليها برفقه.
وربما اغتر بكتاباتك القاسية -ثقة بك- من لم يخالطهم في عمره، ولم يخرج معهم،
ولم يعرف عنهم شيئاً إلا من كلامك فيكون عليك وزرك، ومثل أوزار من انخدع بما
كتبت إلى يوم القيامة. فاتهم الرأي يا بني واعلم أن الله عند لسان كل قائل،
وقلبه، وأن الله سيحاسب الإنسان عما يلفظ به أو يعمله، والجأ إلى ربك، واضرع
إليه أن لا يجعلك سبباً في الصد عن سبيله وأذية المسلمين، وأسأل الله عز وجل
أن يشرح صدرك لما هو الأحب إليه من نفع لعباده وأن يختم لي ولك بالخاتمة
الحسنة إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"


5) خطاب من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى عبدالعزيز بن يوسف
بهزاد

التاريخ 25/02/1408 هـ

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ / عبدالعزيز
بن يوسف بهزاد زاده الله من العلم والإيمان وجعله مباركا أينما كان ... آمين
.

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. أما بعد :

فقد وصلني كتابك المؤرخ 11/02/1407هـ وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق ، وأحطت
علما بما تضمنه من الأخبار السارة عن خروجكم أنتم و الوالد والأخ محمود مع
جماعة الدعوة وأنكم منذ خرجتم من الجامعة الإسلامية بالمدينة عام 1393هـ وأنتم
تخرجون معهم في كل إجازة وتتجولون في أنحاء العالم : في الباكستان والهند
ولندن والبرازيل وسيلان وأمريكا والإمارات وغيرها . وأن جماعة من الإخوان
ذهبوا إلى الصين مدة أربعين يوما , وجماعة أخرى ذهبت إلى روسيا مدة أربعة أشهر
, وأن مركز الدعوة في "رايوند" مفتوح أربع وعشرين ساعة وجماعات تخرج وجماعات
تأتي متحملين في ذلك المشاق محتسبين الأجر على الله , وأن الله قد نفع بذلك
وحصل به خير كثير ، وأن هذا كله بتوفيق الله ثم بالتعاون بين الجميع .



ولقد سرني كثيرا ما ذكرتم وحمدت الله على ذلك وأسأل الله للجميع التوفيق
والسداد وأن نكون جميعا من الهداة المهتدين الداعين إلى الله على بصيرة .

وإني بهذه المناسبة أوصيك أنت و الوالد والأخ محمود بالإستمرار في الخروج مع
الجماعة للدعوة إلى الله كلما سنحت لكم الفرصة , وأن تجتهدوا في إرشاد من
تخرجون إليهم إلى العقيدة الصحيحة وتوصوا إخوانكم الدعاة بذلك ، وأن تحرضوا
إخوانكم طلبة العلم على الخروج معهم ومشاركتهم في أعمالهم ونشاطهم وتنبيههم
على ما قد يقع من بعضهم من الخطأ بالرفق واللين كما هي طريقة الرسل عليهم
الصلاة والسلام وأتباعهم ، جعلنا الله وإياكم ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
.

أما ما أشرتم إليه من رغبتكم بتزويدكم بما صدر أخيرا من الكتابات في موضوع
الجماعة المذكورة فإليكم برفقته جملة مما طلبتم , ومنه رسالة كتبها فضيلة
الشيخ أبو بكر الجزائري ورسالة كتبها فضيلة الشيخ يوسف الملاحي ذكرا فيها ما
للجماعة وما عليها .

ونسأل الله أن ينفع الجميع وأرجو إبلاغ السلام للوالد والأخ محمود وخواص
المشايخ والإخوان كما هو لكم من المشايخ والإخوان .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

الرئيس العام

لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
6) وسئل سماحته رحمه الله عن جماعة التبليغ وهل طريقتهم صحيحه وهل هناك مانع
من مشاركتهم فيما يقومون به من الدعوه والخروج معهم :
الرقم 1155/خ التاريخ 5/9/1399 هـ
من عبدالعزيز بن باز إلى حضرة الأخ المكرم عوض بن عوض القحطاني زاده الله من
العلم والإيمان وجعله مباركا أينما كان آمين
سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أما بعد/ فقد وصلني كتابك الكريم وفهمت ماشرحتم فيه وما تضمنه من السؤال عن
جماعة التبليغ وهل طريقتهم صحيحه وهل هناك مانع من مشاركتهم فيما يقومون به من
الدعوه والخروج معهم ...إلى آخره.
والجواب/قد اختلف الناس فيما ينقلون عنهم فمن مادح وقادح ولكننا تحققنا عنهم
من كثير من إخواننا الثقات من أهل نجد وغيرهم الذين صحبوهم في رحلات كثيره
وسافروا اليهم في الهند والباكستان فلم يذكروا شيئا يخل بالشرع المطهر او يمنع
من الخروج معهم ومشاركتهم في الدعوه .وقد راينا كثيرا ممن صحبهم وخرج معهم قد
تاثر بهم وحسنت حاله كثيرا في دينه وأخلاقه ورغبته في الاخره .فعلى هذا لا ارى
مانعا من الخروج معهم ومشاركتهم في الدعوه إلى الله بل ينبغي لاهل العلم
والبصيره والعقيده الطيبه ان يشاركوهم في ذلك وان يكملوا ماقد يقع من بعضهم من
نقص لما في سيرتهم وأعمالهم من التأثير العجيب على من صحبهم من المعروفين
بالانحراف أو الفسق . واليكم برفقه صوره من كتاب كتبه شيخنا الشيخ محمد بن
إبراهيم آل الشيخ رحمه الله يثني عليهم فيه ويشجع على مساعدتهم في الدعوه وعدم
منعهم وذكر فيه أن مهمتهم العظه في المساجد والارشاد والحث على التوحيد وحسن
المعتقد والحث على العمل بالكتاب والسنه مع التحذير من البدع والخرافات الى
اخر ما ذكر في كتابه المشفوع بهذا,.
وتجدون أيضا برفقه نسخه من تقرير كتبه بعض إخواننا الثقات عنهم وهو فضيلة عميد
كلية الحديث والدراسات الاسلاميه بالجامعه الاسلاميه بالمدينه المنوره الشيخ
محمد أمان على حين ابتعثته الجامعه الاسلاميه بالمدينه المنوره في العام
الماضي هو وفضيلة الشيخ عبدالكريم مراد الأستاذ بالجامعه الاسلاميه وهو معروف
لدينا بحسن المعتقد ويجيد لغتهم مع اللغه العربيه لحضور مؤتمرهم السنوي الذي
يقام في الباكستان كل سنه . وخلاصة التقرير الثناء عليهم والدعوه الى مشاركتهم
في دعوتهم واجتماعاتهم واستمرار الصله بهم ,,.
واسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وان ينفع بهم وبامثالهم المسلمين انه
سميع قريب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الرئيس العام لإدارات البحوث العلميه والإفتاء والدعوة والارشاد )) انتهى
كلامه - رحمه الله

7) بيان من سماحته رحمه الله بمشروعية الخروج معهم وأن ذلك لبس من السياحة
المذمومة:
وقد أرسل إليه أحد المسؤولين يستشيره في قطع راتب أحد الأخوة لكونه يخرج مع
أهل التبليغ فنهاه الشيخ - رحمه الله – عن قطع راتبه بخطابه رقم 889/خ وتاريخ
10/10/ 1403 ومن ضمنه :
(( لأن خروجه معهم ليس من السياحه المذمومه في شيء لكونهم يقومون بالتجول
للدعوه إلى الله عزوجل في المدن والقرى ويتصلون بكبار الناس وعامتهم
واجتماعاتهم في بنغلادش وغيرها يحضرها كبار الناس وصغارهم حسب ما أفادنا به
الثقات من المشايخ ممن أرسلنا لحضور اجتماعهم في بنغلاديش في عام مضى ))
- انتهى كلامه رحمه الله -

8) فتوى صدرت من مكتب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في
24/5/1416هـ. ونصها موجود بموقع الشيخ على شبكة المعلومات:
س . فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: نحن سكان في البادية منا من هو مستقر في هجرة ومنا من هو يتبع حلاله،
ويأتينا جماعة الدعوة للتبليغ منهم من نعرفه شخصيا ونثق بصدق نيته إلا أنهم
ليسوا علماء ومنهم علماء ويدعوننا للخروج للهجر التي حولنا ويحددون لذلك أيام
وأسابيع وأشهر مع ملاحظتنا أن حلق الذكر التي تعمل عندنا ليس عليها أي اشتباه
هل يجوز الاستماع لهم أو الخروج معهم للهجر المجاورة أو خارج المملكة؟ نرجو من
فضيلتكم التوضيح عن ذلك والكتابة لي لكوني مرسول من جماعتي ولا يقتنعون إلا
بخطاب من فضيلتكم جزاكم الله عنا وعن كافة المسلمين خير الجزاء.
مقدمه / ف . ص . د
فأجاب رحمه الله بما يلي:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بعده :
إذا كان المذكورون معروفين بالعقيدة الطيبة والعلم والفضل وحسن السيرة فلا بأس
بالتعاون معهم في الدعوة إلى الله سبحانه والتعليم والنصيحة لقول الله عز وجل
: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
من دل على خير فله مثل أجر فاعله وفق الله الجميع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مفتـي عـام المملكة

عبد العزيـز بن عبـد الله بن باز

موقف العلامة فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من جماعة التبليغ
وثناءه عليهم والحث على خروج طلبة العلم معهم وجواز خروج العامّة معهم:
س (20 ) اللقاء العاشر من لقاءت الباب المفتوح في أول خميس من شهر جمادى
الأولى عام 1413هـ:
فضيلة الشيخ المسألة وما فيها جماعة الدعوة الذين يخرجون ثلاث أيام هم جماعة
التبليغ والدعوة المهم يا شيخ أنا بدأت الالتزام قريبا ، ومضطرب في هذا الأمر
فيه بعض الشباب من الأخوان في عفيف يقول : لا تمشي لا تتبع الجماعة هذه ، ما
أدري ، وفيه بعض العلماء في المدينة لا أذكر اسم هذا العالم قال : نصحني
بالخروج معها ، فما رأي فضيلتكم في ذلك ؟
الجواب : الغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطا من الناس من يثني
على هؤلاء كثيرا وينصح بالخروج معهم ، ومنهم من يحذر منهم كما يحذر من الأسد ،
ومنهم متوسط وأنا أرى أنّ الجماعة فيهم خير وفيهم دعوة ولهم تأثير لم ينله احد
من الدعاة ، تأثيرهم واضح كم من فاسق هداه الله؟ وكم من كافر آمن ؟ ثم طبائعهم
تواضع ، خلق ، إيثار ، ليس هو يوجد في الكثيرين ، ومن يقول أنهم ليس عندهم علم
حديث أو سلف أو ما أشبه ذلك ، هم أهل خير ولاشك ، لكني أرى أن الذين يوجدون في
المملكة لا يذهبون إلى باكستان وغيرها من البلاد الأخرى ، لأننا لا ندري عن
عقائد أولئك ولا ندري عن مناهجهم ، لكن المنهج الذي عليه أصحابنا هنا في
المملكة منهج لا غبار عليه ،وليس فيه شيء ، وأما تقيد الدعوة بثلاث أيام أو
أربعة أيام أو شهرين أو أربعة اشهر أو ستة أو سنتين فهذه ما لها وجه ، ولكنهم
هم يرون أن هذا من باب التنظيم ، وانه إذا خرج ثلاثة أيام وعرف انه مقيد بهذا
الأيام الثلاثة استقام وعزف عن الدنيا ، فهذه مسالة تنظيمية ما هي بشرع ، ما
هي عبادة ، فأرى بارك الله فيك إن كان لك اتجاه لطلب العلم أفضل لك ، لان طلب
العلم فيه خير ، والناس الآن محتاجون لعلماء أهل سنة راسخين في العلم ، وان
كان ما عندك قدرة على طلب العلم وخرجت معهم لأجل أن تصفي نفسك فهذا لا بأس به
، وفيه كثيرون هداهم الله عز وجل على أيديهم 0




وسئل رحمه الله عن التوجيه الصحيح في معاملة طلبة العلم لأهل المعاصي
واختلافهم في ذلك فأجاب ثم أثنى على جماعة التبليغ قائلاً:
(( وما أشد تأثير جماعة أهل الدعوة الذين يسمون أنفسهم أهل الدعوة والتبليغ
كم من فاسق اهتدى فأطاع وكم من كافر اهتدى فأسلم على أيديهم لأنهم وسعوا الناس
بحسن الأخلاق ، فلذلك نحن نسأل الله أن يجعل إخواننا الذين أعطاهم الله من
العلم أن يطعمهم من أخلاق هؤلاء حتى ينفعوا الناس أكثر وإن كان يؤخذ على جماعة
التبليغ ما يؤخذ لكنهم في حسن الخلق والتأثير بسبب أخلاقهم لا أحد ينكر فضلهم
.
وقد رأيت كتاباً للشيخ عبدالعزيز بن باز - حفظه الله - وجهه إلى شخص كتب إليه
ينتقد هؤلاء الجماعه فقال في جملة رده:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو من اللوم أوسدوا المكان الذي سدوا)) انتهى
كلامه
من كتاب / العلم ص ( 104) ط (1) دار الثريا (1417هـ).

من فتاوى اللجنة الدائمة (السؤال الأول من الفتوى رقم 7122 )
في هذا الزمان عديد من الجماعات والتفريعات وكل منها يدعي الانضواء تحت الفرقة
الناجية ولا ندري أيهما على حق فنتبعه ونرجو من سيادتكم ان تدلونا على أفضل
هذه الجماعات وأخيرها فنتبع الحق فيها مع إبراز الادلة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .... وبعد :
كل هذه الجماعات تدخل في الفرقة الناجية إلا من أتى منهم بمكفر يخرج عن أصل
الإيمان ، لكنهم تتفاوت درجاتهم قوة وضعفاً بقدر إصابتهم للحق وعملهم به
وخطئهم في فهم الأدلة والعمل ، فأهداهم أسعدهم بالدليل فهما للحق وعملا ،
فأعرف وجهات نظرهم ، وكن مع أتبعهم للحق وألزمهم له ، ولا تبخس الآخرين اخوتهم
في الإسلام فترد عليهم ما أصابوا فيه من الحق بل اتبع الحق حيثما كان ولو ظهر
على لسان من يخالفك في بعض المسائل ، فالحق رائد المؤمن وقوة الدليل من الكتاب
والسنة هي الفيصل بين الحق والباطل .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو / عبدالله بن قعود عضو / عبدالله بن غديان
عضو / عبد الرزاق عفيفي

الرئيس العام /
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز





وقبل الختام
أمور مهمة نخلص إليها :
1)لا يخفى على ذي هم في الدعوة إلى الله تعالى أن لدى مؤسسي هذه الجماعة
القدماء أخطاء وأغلاط لا يقرون عليها وقد وضحها كثير من العلماء الأجلاء وبفضل
الله اضمحلت والحق أحق أن يتبع فهذا الشيخ/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
يقول:
والذي قلنا فيما تقدم هو الذي نقوله الآن ليسوا بكاملين، عندهم نقص وعندهم
غلط، وعند رؤسائهم القدامى بعض الأغلاط، وبعض البدع، ولكن هؤلاء الأخيرون في
الأغلب ليس عندهم شيء من ذلك . أهـ
وعلى العلماء وطلبة العلم أن يعلموا أن كثير من هذه الأغلاط قد ذابت واضمحلت
بفضل الله ثم بمناصحة العلماء وإنكارهم وبيانهم بل وخروج كثير من طلبة العلم
الثقات معهم والتصحيح في الميدان الدعوي وان الذين في بلاد الخليج والمملكة
عقيدتهم سليمة ومنهجهم لاغبار عليه ولا ننكر انه قد يوجد هناك أخطاء فردية أو
جماعية يمكن تغييرها والنصح فيها.
2-ليحذر الأخوان في جماعة التبليغ أو غيرهم من الوسائل الدعوية من تقديس
الأشخاص والغلو فيهم.
3- الرجوع إلى الحق إذا اتضح وعدم التعصب للآراء الحذر من الانتماء الحزبي
التعصبي ورؤية النفس.
4- مناصحة المنتمين لهذه الجماعة في الهند والباكستان بترك كتاب تبليغي نصاب
إن كان لازال عندهم وما ورد فيه من الأخطاء العقدية وكذلك أمثاله من الكتب
ككتب محمد زكريا وغيره واستبدال ذلك بكتب السلف المترجمة للغتهم.
5- على العلماء وطلبة العلم التعاون مع هؤلاء على الحق ومناصحتهم فيما لديهم
من نقص بالتي هي أحسن وبالرفق واللين وعدم التجريح والعداء والتأليب وكلام
الشيخين سابقاً واضح وجلي لأولي الأبصار.
6) أن هؤلاء القوم مجتهدون ومضحون في الدعوة إلى الله تعالى في زمن تقاعس كثير
من الأمة بل ممن نالوا الشهادات العليا في العلم والتعلم بل وشغل البعض والله
بسبهم والوقيعة فيهم بل وصدهم عما هم فيه من الخير بل للأسف الشديد البعض يحذر
ممن اهتدى على أيديهم وترك المعاصي والفجور أن يبتعد عنهم ويتركهم حتى اذا
استجاب لذلك تركه للشطان والهوى وسابق عهده وصحبته فلا هو بالذي تركه مع
الصالحين ولا بالذي حافظ عليه إذ زعم نصحه فلنتقي الله في إخواننا ولانكن ممن
صد عن سبيل ربه عالما بذلك أو جاهلا ولنعلم أن غداً الملتقى والقاضي رب
العالمين وأحكم الحاكمين وكما قال سماحة الشيخ /عبدالعزيز بن باز رحمه الله في
رسالة ذكرتها في أول الرسالة:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا






وخاتمة القول ختم الله لي ولكم بالحسنى
أنه ينبغي على كل مسلم كل بحسبه القيام بأمر الدعوة إلى الله وأن يجعلها أكبر
همه وغاية رغبته وأغلى وأعلى مناه فالأمة الإسلامية هي أمة نيابة في تبليغ هذا
الدين في مشارق الأرض ومغاربه وكما قال الله تبارك وتعالى عنها ( كنتم خير أمة
أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) الآية
كيف لا والواقع مرير في بلاد المسلمين فضلا عن غيرهم حيث الانكباب الشديد على
الشهوات وانتشار الشبهات وكثرة الصد عن سبيل الله بل وكثرة الردة عن سبيل الله
فكم من بلاد كان المسلمون فيه أكثرية وهم الآن أقلية بل منهم من لا يعرف من
الإسلام إلا اسمه والأعداء قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم على المسلمين ليردوهم عن
دينهم ويمسخوهم من فطرتهم فلا والله لا يستقيم الأمر ولا يصلح حال ءآخر هذه
الأمة إلا بما صلح به أولها بالإخلاص والفداء والتضحية والهم والإتباع لما كان
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، وما أشد الحاجة إلى حقيقة
العلم لا صورته فحسب والى الإيمان قبل القرآن والى معرفة الآمر الملك الحق
سبحانه وتعالى وتعظيمه وإجلاله وتوقيره وامتلاء القلوب من هيبته وجلاله لتسهل
علنا أوامر وتنساق أنفسنا إلى رضاه .
فهبوا يا أبناء الإسلام إلى مجدكم وعزكم وانفروا في سبيل الله خفافا وثقالا
ودعوا الخلود الى الأرض فقد مقت الله من كان ذلك وصفه وحاله وأعيدوا الناس إلى
توحيد ربهم وعبادته ذُلا وحبا وخوفا ورجاءً لتشرق شمس الإسلام إشراقاً يملأ
حنايا الكون مجداً وعزاً وشرفاً وسعادة وهناءً ويحيا العالم حياة طيبة في ظل
دوحة الإسلام الذي طالما بَعُدَ كثير من المنتسبين إليه عن صراطه المستقيم
وركبوا طرق الحيرة والضياع .
ولقد ءآن الأوان لنبذ طرق التحزب والتشرذم والتنازع والتعصب للآراء والرجال
والاتجاه الجاد نحو الجماعة المسلمة المؤمنة الحاملة للواء الحق والهدى لاغل
ولا حقد ولا حسد ولا بغي ولا تدابر ولا تنابز شريطة الاتفاق التام على الأصول
والثوابت التي جاء بها الكتاب والسنة وأن يصحح كل غيور ما عنده من نقص وحاشا
أهل الحق أن يصروا على الضلال والغواية وهم يعلمون بل إن من أعظم دلائل الصدق
في الدعوة إتهام الرأي والافتقار إلى الله تبارك وتعالى فلطالما أعلنها أئمة
الهدى والتابعون بإحسان إذا خالف قولي الكتاب والسنة فاضربوا به عرض الحائط
وكما قال الإمام مالك رحمه الله: كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر
وأشار الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وما في معنى هذا كثير
والحذر كل الحذر من تحقيق ما يسر أعداء الإسلام من إشغال الألسنة والأقلام في
التراشق بالتضليل والتبديع والتفسيق والتكفير للمسلمين والمبني على الظنون
والتخرصات وقيل وقال إلا ما كان فيه التثبت والتبين بشاهد كالشمس في رابعة
النهار ولايسع أهل الحق السكوت عنه أو مداهنة أصحابه فإن تأخير البيان عن وقت
الحاجة أمر محرم شرعا .
وعلى الجميع الرفق واللين والشفقة على الخلق في مناصحة الناس ودعوتهم وتصحيح
أخطاءهم وتحقيق قاعدة الحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن كما قال
الله تبارك وتعالى :( ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم
بالتي هي أحسن)
وعلى من يتصدر لدعوة الخلق إلى الحق من جماعة التبليغ أو غيرهم ممن يحمل هم
الدعوة أن يصغي ويُرعي سمعه لصوت العلماء الربانيين والدعاة المخلصين الذين
شابت لحاهم وذهبت سنون أعمارهم في طلب العلم والتعليم والفتيا والدعوة ونصرة
الحق وشهد لهم القاصي والداني بما من الله عليهم من بسطة في العلم ورجاحة في
العقل وسعة في الفهم وحكمة في الرأي وثبات على الصراط المستقيم والنصيحة لله
تعالى ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم وأن يدعو لهم ويزورهم طالبا
للعلم مستفتياً عما أشكل عليه من الأمور وأن يكون مجلاً وموقرا لهم غير متعالم
بين أيديهم كما هو حال أهل الإيمان في سائر الأزمان .
ثم أنني أعيد وأؤكد على خطورة الغلو في الأشخاص أو ربط الحق بأشخاصهم وكأن
كلامهم وحي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ورضي الله عن ابن عباس لما
سئل في مسأله فأفتى بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : لكنّ أبا بكر
يقول كذا وعمر يقول كذا !! فغضب وقال ( يوشك أن تنزل بكم حجارة من السماء أقول
لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر !!...) هذا في
حق أبي بكر وعمر فكيف بمن جاء بعدهما ؟!
وقال الحميدي: "كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل، فسأله في مسألة؟ فقال:
قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول
أنت؟! فقال: سبحان الله! أتراني في كنيسة! أتراني في بيعة! أترى على وسطي
زنارا ؟! أقول لك: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما تقول
أنت؟!"
وقال شيخ الإسلام :( وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ، ويوالي
ويعادي عليها ، غير النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولا يَنصِّب لهم كلاماً
يوالي عليه ويعادي ، غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة . بل هذا من
فعل أهل البدع الذين ينصّبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة ،
يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ).
أن الأمة مدعوة إلى القيام بأمر الدعوة العام والمتعلم والأميّ والشاب اليافع
والرجل المكتمل والعجوز الكبير رجل كان أو امرأة كل حسب علمه واستطاعته وبكل
وسيلة مشروعة لا تتعارض مع الكتاب والسنة وليعلم أن أمر الدعوة أعم من العلم
ومن يمنع الناس من الدعوة حتى يحفظوا القرآن كاملاً والمتون العلمية ويحيطوا
بالصحاح والسنن والمسانيد ويجيدوا أصول الفقه ويلازموا العلماء كذا وكذا من
السنين فقد طلب شططا وليس مرادي التقليل من شأن العلم معاذ الله فهو القائد
والدليل بل مرادي أن الدعوة أقل نصابها كما جاء عن الرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم( وبلغوا عني ولو ءآية) فلم الحصر والتقييد والتضييق .
كما يجب أن يفهم القارئ الكريم لهذه الرسالة أن هناك فرق بين علم الفضائل وعلم
المسائل
وقد يعترض معترض فيقول من أين أتيت بهذا التقسيم فأقول له هل يصح أن يتصدر من
هب ودب للفتيا في المسائل العظام التي تحتاج إلى طول بحث ونظر ورسوخ في العلم
وهل يسع مسلم صحيح الإسلام أن يسكت عن مناصحة تارك الصلاة أو عاق الوالدين أو
شارب الخمر أو أي منكر يراه ، فان ذلك مما يعلم قبحه بالضرورة ولا يسع مسلم
جهله كل حسب استطاعته بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهل من يحث الناس على توحيد
الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له وتعظيمه وإجلاله وتعلق القلوب به دون
غيره وقيام الليل وصيام التطوع والزيارة في الله وعيادة المريض وتشييع
الجنائز وحسن الخلق وبر الوالدين هل ينتظر حتى ينال شهادة الدكتوراه أو يتأهل
للفتيا والاجتهاد حاشا لله ، وأقول لو نظرنا في مجتمع أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ورضي الله عنهم فان من يحفظ القرآن كاملا يعدون على الأصابع
وكذلك من يفتي ومن يقرأ ويكتب كذلك فهم الأمة الأميّة كما قال الرسول صلى الله
عليه وسلم لكنهم جميعا وبلا استثناء قائمون بشأن الدعوة إلى الله تعالى ونشر
دين الله تعالى على بصيرة بأمانة وقوة وكل منهم يضرب بسهمه في الجهاد في سبيل
الله حماية لدين الله تعالى علماً وتعليماً وخدمة للمسلمين ونصرتهم واجتهاداً
في العبادات ، وقد نذروا نفوسهم وأوقاتهم وأموالهم في سبيل الله تعالى هينة
رخيصة رضي الله عنهم وأرضاهم ، علما أن سبيل الله إذا قيد دل على الجهاد في
سبيل الله بقتال الأعداء وإذا أطلق دل على الجهاد وكل وسيلة توصل العباد إلى
الله تعالى من علم أو دعوة أو غير ذلك والنصوص في ذلك كثيرة .
واعلموا إخواني في الله أن:
السعادة كل السعادة في أن يكون الله ورسوله أحب إليه من ولده ووالده وماله
ونفسه. والسعادة كل السعادة في أن يكون الإنسان داعيا إلى الله سبحانه وتعالى
, مشمرا, ومضحيا من اجل إصلاح نفسه وإنقاذها من النار أولاً ثم دعوة الخلق الى
الحق والسعي في إخراجهم من الظلمات إلى النور ودلالتهم الى صراط مستقيم صراط
الله العظيم .السعادة كل السعادة في مناجاة الله في الثلث الأخير من الليل
السعادة كل السعادة في أن تمسح على رأس يتيم , وأن تصل رحمك, وأن تطعم الطعام
وتفشي السلام وتصلي بالليل والناس نيام, السعادة كل السعادة في أن تبر والديك
, وأن تحسن لأقاربك وأن تحسن لجارك , وأن تتبسم في وجه أخيك وأن تتصدق بيمينك
حتى لاتعلم بها شمالك.. هذه السعادة في الدنيا فكيف بسعادة الآخرة.. ووالله لو
أخلصنا النية والعزم لله سبحانه وتعالى واجتهدنا من أجل إيصال هذا الدين لوصل
للعالم كله, ولكننا تقاعسنا وجبُنَّا في دعوة الناس لدين الله.. إن ترك الدعوة
إلى الله من اخطر الأمور التي ينتج عنها ذل ومهانة وبعد عن الله.. أين؟ (كنتم
خير امة أخرجت للناس) أين؟ (ومن أحسن قولاً دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني
من المسلمين) أين؟ (بلغوا عني ولو آية) ماذا سنقول لربنا غدا.. لو سألنا عن
تقصيرنا في الدعوة إلى الله?... نقول شغلتنا أموالنا وأهلونا?.. نقول
شغلتناشهواتنا , نقول شغلتنا سجائرنا وشيشنا.. نقول شغلتنا ملاهينا وزوجاتنا
وسفراتنا للترفيه.. ماذا سنقول والعالم يا إخواني ينتظرنا وخاصة في هذه الظروف
الحرجة التي يمر بها العالم.. جعلني الله وإياكم ممن يحبون ويتبعون كتاب الله
سبحانه وتعالى, وسنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وممن يقومون بواجب
الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته إلى الناس كآفة إنه سميع مجيب (كنتم خير امة
أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) .
والله تعال أسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا
ويرزقنا اجتنابه وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسئيات أعمالنا هو حسبنا ونعم
الوكيل .


 

رد مع اقتباس