عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-2012, 05:56   #2
عشيرة آل طالب


الصورة الرمزية عشيرة آل طالب
عشيرة آل طالب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12854
 تاريخ التسجيل :  06 2021
 أخر زيارة : 17-06-2021 (12:25)
 المشاركات : 342 [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
رد: رسالة شديدة اللهجة



والإسلام إذ يدعو للزينة والتجمُّل فهو يحرص أن يكون ذلك منضبطا بأخلاق الشرع محققا مبتغى الشارع في دعوته للتزين، بعيدا عن الإغراء والإفتتان والإنزلاق نحو الشهوات.
يقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا… وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور،30_31)
هذه الآية تأمر المسلمة أن لا تبدي زينتها إلا ماظهر منها، وإذا كان التطيب للرجال من السنة حيث أمر به النبي صلى الله عليه سلم إنسجاما مع الآيات التي تأمر بالتزين، فهل خروج المرأة متعطرة هو من قبيل الزينة الظاهرة أم أنه من الزينة التي ينبغي أن لا تظهر إلا لزوجها ومحارمها؟ وفيما يلي سنناقش هذا الموضوع لنستجلي حكم الشرع فيه.
الأحاديث الواردة في عطر المرأة:
الأحاديث الواردة بخصوص عطر المرأة تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، القسم الأول ينهى عن خروج المرأة متعطرة، والثاني يشير إلى حرمة ذلك في وقت دون آخر، والثالث يشير إلى جواز ذلك. وقد يبدو أن هناك ثمة تعارض بين الأحاديث، والصحيح أن لا تعارض بينها، ويظهر من مجموع الأحاديث التفسير الدقيق لقوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}
الأحاديث التي تنص على التحريم:
1_ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية »[1]
واختلف العلماء في معنى الحديث. فقال بعضهم أن اللام في الحديث هي "لام التعليل". أي إن قصدت أن تفتن الرجال بريحها فهي آثـمة، وإلا فلا. ولذلك رآى ابن رشد الجد عدم حرمة خروج المرأة متعطرة، إلا إذا كانت نيّتها التعرّض للرجال. وقال البعض: بل هي "لام العاقبة"، كاللام في قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً} (القصص: 8). فالتقاط فرعون موسى عليه الصلاة والسلام كان عاقبة له. واحتجوا كذلك بما رواه الدارمي في سننه: أخبرنا أبو عاصم عن ثابت بن عمار عن غنيم بن قيس عن أبي موسى: «أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فيوجد ريحها فهي زانية وكل عين زان»[2]. فلم يأت هنا الحديث مع اللام، وهو يفيد إطلاق تحريم خروج المرأة متعطرة فيجد الرجال ريحها، قصدت ذلك أم لم تقصد. وأجيب على هذا بأن هذا الحديث موقوف غير مرفوع، لا حجة فيه. ولو صح إسناده لكان شاذا لمخالفته مجموع الروايات الصحيحة، والرواية الشاذة لا عبرة بها.
2- روى الترمذي بإسناده عن غنيم بن قيس عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية)[3] الترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح. وهذا الحديث رواه غنيم بن قيس عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، كالحديث الأول حيث انفرد بروايته عن أبي موسى.
3_ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ خَيْرَ طِيبِ الرَّجُلِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ، وَخَيْرَ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ، وَنَهَى عَنْ مِيثَرَةِ الْأُرْجُوَانِ "،[4] رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .


 

رد مع اقتباس