عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15-01-2005, 12:43
أبو عساف
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19877 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
الأضحية وأحكامها ، وكلام مهم في توكيل الراجحي وغيره



الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله

هذي خطبة لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ، خطبة مفيدة ونافعة بإذن الله ، عن الأضاحي ، وفيها تنبيه عن التوكيل في الأضحية في الخارج :

قال الشيخ رحمه الله في خطبته :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله الذي شرع لعباده التقرب إليه بذبح القربان وقرن النحر له بالصلاة في محكم القرآن وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والامتنان وأشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفى على كل إنسان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما .
أما بعد

فيا عباد الله اتقوا الله تعالى وتقربوا إليه بذبح الأضاحي فإنها سنة أبيكم إبراهيم الذي أمرتم بأتباع ملته وسنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى الله عليه وسلم يضحي منذ هجرته إلى المدينة عن محمد وآل محمد حتى توفي فكانت الأضحية مشروعة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين وبها يشارك أهل البلدان حجاج البيت في بعض شعائر الحج فالحجاج يتقربون إلى الله بذبح الهدايا وأهل البلدان يتقربون إليه بذبح الضحايا وهذه من رحمة الله بعبادة حيث لم يحرم أهل البلدان الذين لم يقدر لهم الحج لم يحرموا من بعض شعائره أيها المسلمون ضحوا عن أنفسكم وعن أهليكم تعبداً لله تعالى وتقرباً إليه وأتباعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالواحدة من الغنم تجزئ عن الرجل وأهل بيته أحيائهم وأمواتهم والسٌبع من البعير أو البقرة يجزئ عن ما تجزئ عنه الواحدة من الغنم فيجزئ عن الرجل وأهل بيته الأحياء والأموات أيها الناس إن السٌبع من البعير أو البقرة يجزئ عن الرجل وأهل بيته أحياءهم وأمواتهم إن من الخطأ أن يضحي الإنسان عن أمواته من عند نفسه ويترك نفسه وأهله الأحياء وأشد خطأ ً من ذلك من يضحي عن الميت أول سنة يموت يسميها أضحية الحفرة ويعتقد أنها واجبة وأنه لا يشرك فيها أحد وهي في الحقيقة أعني أضحية الحفرة هي في الحقيقة بدعة لا أصل لها في كتاب ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من البدع وقال (كل بدعة ضلالة) إن الأضحية عن الأموات تكون على ثلاثة أقسام :
القسم الأول أن تكون أضحية أوصى بها الميت فهذه تضحى عن ما عن من قال الميت لا يزاد فيها ولا ينقص
الثاني أن تكون أضحية عن الميت تبعاً للأحياء فهذه لا بأس بها لأن الظاهر من قول النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم هذا عن محمد وآله ) الظاهر أنه يشمل، يشمل أحيائهم وأمواتهم
أما القسم الثالث فهي الأضحية عن الميت وحده تبرعاً فهذه لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه فيما نعلم لذلك ينبغي للإنسان أن لا يقتصر على الميت في التبرع له بالأضحية بل يضحي عنه وعن أهل بيته فيشمل الأحياء والأموات ونحن لا نقول أن الأضحية عن الميت حرام ولكننا نقول إن الأولى أتباع السنة وأن لا يضحى عن الميت وحده ولكن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته وفضل الله واسع أيها المسلمون إن الأضحية لا تجزئ إلا من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ضانها ومعزها لقوله تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) ولا تجزئ الأضحية إلا بما بلغ سن المعتبر شرعا وهو ستة أشهر في الضان وسنة في المعز وسنتان في البقر وخمس سنين في الإبل فلا يضحى بما دون ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تذبحوا إلا مسنة ) وهي السنية ( إلا أن تعثر عليكم فتذبحوا جدعة من الضان ) أخرجه مسلم ولا تجزئ الأضحية إلا بما كان سليماً من العيوب التي تمنع من الأجزاء فلا يضحى من العوراء البين عورها وهي التي نتأت عينها العوراء أو انخسفت ولا بالعرجاء البين ضلعها وهي التي لا تستطيع الممشى مع السلمية ولا بالمريضة البين مرضها وهي التي ظهرت أثار المرض عليها بحيث يعرف من رآها أنها مريضة من جرب أو حماً أو جروح أو غيرها ولا بالهزيلة التي لا مخ فيها لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ماذا يجتنب من الأضاحي فأشار بيده وقال (أربع العرجاء البين ضلعها و العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها و العجفاء التي لا تنقضي ) فقيل للبراء بن عازب راوي هذا الحديث إني أكره أن يكون في الأذن نقص أو في القرن نقص أو في السن نقص فقال البراء ما كرهت فدعه ولا تحرمه على أحد فهذه العيوب الأربعة مانعة من الأجزاء دل على ذلك الحديث وقال به أهل العلم ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد فلا يضحى بالعمياء ولا بمقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين ولا بالمبسومة حتى يزول الخطر عنها ولا بما أصابها أمر تموت به كالمجروحة جرحاً خطيرا والمنخنقة والمتردية من جبل ونحوها مما أصابها سبب الموت حتى يزول عنها الخطر لأن هذه العيوب التي لأن هذه العيوب الأربعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم مانعة من الأجزاء فما كان مثلها أو أولى منها كان مانعاً من الأجزاء فأما العيوب التي دون هذه فإنها لا تمنع من الأجزاء فتجزئ الأضحية بمقطوعة الأذن وبمشقوقة الأذن مع الكراهة لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسترف العين والأذن وأن لا نضحي بمقابلة ولا مدابرة ولا سرقاء ولا خرقاء ) وهذه الصفات شقوق في الأذن وتجزئ الأضحية بمكسورة القرن مع الكراهة لحديث عتبة بن عبدة السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المستعصبة وهي التي ذهب القرن من أصله وتجزئ الأضحية بمقطوعة الذنب من الإبل والبقر والمعز مع الكراهة قياساً على مقطوعة الأذن ولأن في بعض ألفاظ حديث علي رضي الله عنه ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نضحي ببتراء ) ومن مقطوعة الذنب هذه الغنم التي ترد من أستراليا فإنه ليس لها أي إلية في أصل الخلقة وإنما لها ذيل كذيل البقر وهي مقطوعة الذيل فمن ضحى بها أجزت ولكن الأفضل أن لا يضحي بها لأنها ناقصة الخلقة أما مقطوعة الإلية من الضان فلا تجزئ في الأضحية وإن كانت من نوع لا إلية له من أصل الخلقة فلا بأس بها وتجزئ الأضحية بما نشف ضرعها من كبر أو غيره إذا لم تكن مريضة مرضاً بينا وتجزئ التضحية بما سقطت ثناياها أو انكسرت وكلما كانت الأضحية أكمل في ذاتها وصفاتها وأحسن منظراً فهي أفضل فاستكملوها واستحسنوها وطيبوا بها نفساً وأعلموا إنما ما أنفقتم من المال فيها فإنه ذخر لكم عند الله عز وجل ( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مرضاة اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(البقرة:265) وأعلموا أن الأضحية افضل من الصدقة بثمنها لأنه شعيرة من شعائر الله وليس المقصود منها مجرد اللحم الذي يؤكل ويفرق بل أهم مقصود فيها ما تتضمنه من تعظيم الله عز وجل بالذبح له وذكر أسمه عليها ولقد أصاب الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في سنة من السنين أصابهم مجاعة وقت الأضحى ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بترك الأضحية وصرف ثمنها إلى المحتاجين بل أقرهم على الأضاحي وقال لهم من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة في بيته شيء فلما كان العام المقبل قالوا يا رسول الله نفعل كما فعلنا في العام الماضي فقال النبي صلى الله عليه وسلم (كلوا وأطعموا وادخروا فإن ذلك العام كان في الناس جهد فأردت أن تعينوا فيها ) رواه البخاري ومسلم

يتبع




رد مع اقتباس