الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
عباد الله ؛ تأملوا كيف يطمس الله على قلوب بعض البشر فينطقون بما ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) (مريم:90) .
الصوفية : الأولياء يعلمون الكليات والجزئيات والماضي والمستقبل !
قال السهروردي في " اللمحات : 147-148 " : ( إن الأولياء ويسميهم إخوان التجريد ليتعلمون العلم من روح القدس ، بلا تعلم بشري ، وتطيعهم مادة العالم العنصري ، وينذرون بالكائنات ، ويخبرون بالجزئيات الواقعة على الماضي والمستقبل ) .
وانظر إلى هطل عبدالكريم الجيلي وخطله في كتابه " الإنسان الكامل : 97-112 " حيث قال : ( وفي هذا المشهد اجتماع الأنبياء والأولياء بعضهم ببعض ، أقمت يه بزبيد بشهر ربيع الأول سنة ثمانمائة من الهجرة النبوية فرأيت جميع الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والأولياء والملائكة العالين ، والمقربين وملائكة التسخير ورأيت روحانية الموجودات جميعها وكشفت عن حقائق الأمور على ما هي عليه من الأزل إلى الأبد وتحققت بعلوم الألوهية لا يسع الكون !! أن نذكرها فيه ..... ) .
فأي كفر بعد هذا الكفر ، وأي زندقة بعد هذه الزندقة ، فوالله من لم يعتقد كفر هذا الكلام أو شك في كفره فهو كافر مشرك وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم !! .
قال أحمد المبارك عن شيخه عبدالعزيز الدباغ ! : ( وسمعته رضي الله عنه مرة يقول مرة أخرى : السموات والأرضون بالنسبة إليّ كالموزونة في فلاة من الأرض !! ) .
وقال أحمد المبارك : ( قلت للشيخ عبدالعزيز الدباغ رضي الله عنه : إن علماء الظاهر من المحدثين وغيرهم اختلفوا في النبي صلى الله عليه وسلم هل كان يعلم الخمس المذكورات في قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لقمان:34) ، فقال : كيف يخفى أمر الخمس عليه والواحد من أهل التصوف من أمته الشريفة لا يمكنه التصرف إلاّ بمعرفة هذه الخمس !!! ) [ من كتاب " الإبريز للدباغ " : 274 ] .
فبالله يا أرباب العقول ، وبالله يا أولي النُهى ، وبالله يا من عرف حقيقة لا إله إلاّ الله : هل يقول هذا الكلام مسلم ! ، وهل يُعتقد هذا الكلام في مخلوق !! .
اقرءوا هذا الكلام – عباد الله – حتى تعرفوا مبلغ نعمة الله تعالى عليكم ، ويحلو لكم الفرح بفضل الله ورحمته ، قال تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58) ، وحتى يشتد الخوف من الشرك في قلوبكم ، وتعلمون مبلغ خطر إبليس اللعين كيف يستحوذ على قلوب بعض البشر ، فالله الله في العناية بالتوحيد ، ديانة وعملاً ، وعليكم بالتأمل في كتاب الله تعالى فما وجد كتاب أوضح منه عبارة ، ولا لطف منه إشارة في تقرير التوحيد ، وعليكم بكتب التوحيد والسنة ، اقرءوها ، ورددوها في المحافل والمجالس العام منها والخاص ، فهو دين المرسلين حقاً وصدقاً ، والحمد لله رب العالمين .
|