عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-07-2007, 03:39
عطـــــر الخزامـــــى
عطـــــر الخزامـــــى غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3427
 تاريخ التسجيل : 06 2021
 فترة الأقامة : 1075 يوم
 أخر زيارة : 17-06-2021 (12:20)
 المشاركات : 3,473 [ + ]
 معدل التقييم : عطـــــر الخزامـــــى
بيانات اضافيه [ + ]
وخير جليس في الأنام كتاب







إن من أسباب السعادة الانقطاع إلى مطالعة الكتاب , والاهتمام بالقراءة , وتنمية العقل بالفوائد .
والجاحظ يوصيك بالكتاب والمطالعة لتطرد الحزن عنك فيقول :
والكتاب هو الجليس الذي لا يُطْرِيكَ , والصديق الذي لا يُغْـرِيكَ , والرفيقُ الذي لا يَمَلّـُكَ , والمستميح الذي لا يستريثك , والجارُ الذي لا يستبطِيك , والصاحبُ الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملَقِ , ولا يعاملـُكَ بالمكْـر , ولا يخدعُكَ بالنفاق , ولا يحتالُ لكَ بِالكَـذِبِ .
والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطَال إمتاعَك , وشحذَ طباعَك , وبَسَطَ لسانَك , وجوَّد بنانك , وفخَّم ألفاظَك , وبحبح نفسَك , وعمَّرَ صدرَك , ومنحَك تعظيمَ العوامِّ , وصداقةَ الملوك , وعرفتَ به في شهرٍ ما لا تعرفه من أفواهِ الرجال في دهْـرٍ , مع السلامة من الغُـرْمِ , ومن كدِّ الطلب , ومن الوقوف ببابِ المكتسب بالتعليم , ومن الجلوس بين يدي من أنتَ أفضلُ منه خُلُـقاً , وأكرمُ منه عِرقاً , ومع السلام من مجالسة البغضاء ومقارنة الأغنياء .
والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار , ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر , ولا يعتلُّ بنومٍ ’ ولا يعتريه كَلَـلُ السهرِ , وهو المعلِّمُ الذي إن افتقـرتَ إليه لم يَخْفِرُك , وإن قطعتَ عنه المادةَ لم يقطعْ عنك الفائِدَةَ , وإن عزلتَه لم يدعْ طاعتَك , وإن هبَّت ريحُ أعاديك لم ينقلبْ عليك , ومتى كنتَ معه متعلِّقاً بسبب أو معتصماً بأدنى حَبْلٍ كان لك فيه غنىً من غيره , ولم تضرك معه وحشةُ الوحدة إلى جليسِ السوء , ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إلاَّ منْعُه لك من الجلوس على بابِكَ , والنظر إلى المارة بك _مع ما في ذلك من التعـرُّض للحقوق التي تلزم , ومن فضول النظر , ومن عادة الخوض فيما لا يعنيك , ومن ملابسةِ صِغارِ الناسِ , وحضورِ ألفاظهم الساقطةِ , ومعانيهم الفاسدة , وأخلاقِهم الرديئة , وجهالاتهم المذمومة_ لكان في ذلك السلامةُ ثم الغنيمةُ , وإحرازُ الأصل مع استفادةِ الفَرْع , ولو لم يكن في ذلك إلا أنه يشغلك عن سُخف المُنَى , وعن اعتياد الراحةِ وعن اللَّعبِ , وكل ما أشبه اللعب , لقد كان على صاحبه أسبغَ النعمةَ وأعظمَ المِنَّةَ .
وقد علمنا أن أفضل ما يقطع به الفُـرَّاغُ نهارهم , وأصحاب الفكاهات ساعاتِ ليلهم : الكتابُ , وهو الشيء الذي لا يُرى لهم فيه مع النيْل أثر في ازدياد تجربة ولا عقل ولا مروءة , ولا في صوْن عِـرْضٍ , ولا في إصلاح دينٍ , ولا في تثمير مال , ولا في رب صنيعةٍ , ولا في ابتداءِ إنعامٍ.

أتمنى أن تكون حازت على رضاكم وأنا متأكد أن كل من يحب الفصاحة وسلاسة اللغة العـربية الجميلة سينبهر بهذه الكلمات البسيطة التي تستوجب إعجاب كل عاقل وكل صاحب فكرٍ منير .
وقد نقلت لكم هذا الموضوع الصغير من كتاب " لا تحزن " للشيخ الدكتور : عائض القرني وقد حرصت في كتابتي له على وجود الحركات على الكلمات ليسهل الفهم وتزيد المتعة .


تعليقي الشخصي

حقيقة قبل أن أسترسل في الكلام أود أن أن أنصح كل من يريد الفائدة كل من يريد السعادة الحقيقة كل من يريد المتعة (باقتناء هذا الكتاب _القيم والرائع_)
فالبفعل كتاب عظيم من رجل أعظم
وقد اخترت لكم هذا الموضوع من وسط الكثير من المواضيع التي يحتويها هذا الكتاب ليقيني بأنه بالفعل خير جليس في الأنام الكتاب موضوعنا هذا وباختصار شديد يهدف إلى نقطة محورية واحدة ألا وهي أن مخالطة الناس ليست هي بالأمر الأصوب دائماً وأراد في نفس الوقت الكاتب أن يعوضك عن هذه المخالطة بمخالطة من هو أفيد ومن هو أروع بمخالطة من يعطيك بلا أخذ, وبدأ الكاتب يأخذ في الكلام بطريقة أكثر من رائعة بحيث يذكر الجملة فيعطيك بها صفة في هذا الجليس الجديد (الكتاب) وأمامها في نفس النقطة عيب وسوء في الجليس البشري _فمثلا يقول : والكتاب هو الجليس الذي لا يُطْرِيكَ , والصديق الذي لا يُغْـرِيكَ , والرفيقُ الذي لا يَمَلّـُكَ_ وبعد أن سرد في فوائد الكتاب الكثيرة والعظيمة قال بالرغم من كل هذه الفوائد لو لم تستطع أن تستغل أحدها فيكفيك منه فائدة فرعية جليلة ألا وهي ابعادك عن مخالطة التافهين وعن سخف المنى




رد مع اقتباس