الحمد لله الهادي الى سواء السبيل , والصلاة والسلام على السراج المنير
وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ... اما بعد .

فعندما بعد الناس عن دين الله القويم , واستحبوا الدنيا الفانية على الاخرة الباقيه , استحوذ عليهم الشيطان , وصدهم عن السبيل . واصابهم بافات وامراض خطيرة في قلوبهم , انستهم انفسهم وما يصلحها وينفعها , ومن ذلك [ العشق ] او ما يسمى بالتعلق والاعجاب وهو : الافراط في المحبه ,تتركز فتنته غالبا على الشكل والصوره , او انجذاب مجهول السبب , ولكنه غير متقيد بالحب لله , سواء كان المعشوق من الرجال او من النساء , ويدعي بعضهم انها صداقه وهي ليست كذلك لانها صداقة فاسدة لفساد اساس الحب فيها بعدم انضباطها بضوابط الشرع , والعشق برقم سهولة بدايته الا ان نهايته انتكاس للعاشق , وخروج عن حدود الشرع , ولهذا كان بعض السلف يستعيذ بالله من العشق , فهو افراط في الحب في اوله , وهو عبودية للمعشوق في نهايته تضيع معها عبودية العبد لله , ولهذا يجعلون الحب مراتب , اولها العلاقه ,ثم الصبابه , ثم الغرام , ثم العشق وآخـــر ذلـــك التتيّم , وهو التعبد للمعشوق , فيصير العاشق عبدا لمعشوقه .
وان سقوط الشاب او الفتاة في شباك العشق لهو من اخطر الامور , اذ ان الهوى من صفاته يهــوي بصاحبه , واذا ما استحكم في القلب سيطر على العقل والفكر , وهنا يقع الانسان في عبودية هواه

قال تعالى : [ ارأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيــلا ] .. الفرقان 43



اسأل الله عز وجل ان يحفظنا بحفظه ويرحمنا برحمته
وصلي اللهم على نبينا محمد .


الشيخ حمود الســليم .... مع تحيات بو مشعل ..