تابع: مختصر سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
48-حوادث السنة الأولى
وفي السنة الأولى : زيد في صلاة الحضر ركعتين . فصارت أربع ركعات .
وفيها : نزل أهل الصفة المسجد . وكانت مكانا في المسجد ينزل فيه فقراء المهاجرين الذي لا أهل لهم ولا مال . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرقهم في أصحابه إذا جاء الليل ويتعشى طائفة منهم معه حتى جاء الله بالغنى .
وهذه السنة الرابعة عشر من النبوة هي الأولى من الهجرة كما تقدم . ومنها أرخ التاريخ .
وتوفي فيها من الأعيان أسعد بن زرارة قبل أن يفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بناء المسجد . وتوفي البراء بن معرور في صفر قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة . وهو أول من مات من النقباء . وفيها : توفي ضمرة بن جندب . وكان قد مرض بمكة . فقال لبنيه اخرجوا بي منها فخرجوا به يريد الهجرة . فلما بلغ أضاة بني عقار - أو التنعيم - مات . فأنزل الله تعالى ( 4 : 100 )( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) - الآية .
وكلثوم بن الهدم الذي نزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفيها : وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة من اليهود . وكتب بينه وبينهم كتابا .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
49-إسلام عبد الله بن سلام
وبادر عالم اليهود وحبرهم عبد الله بن سلام فأسلم . وأبى عامتهم إلا الكفر وكانوا ثلاث قبائل قينقاع والنضير وقريظة . فنقض الثلاث العهد . وحاربهم .
فمن على بني قينقاع وأجلى بني النضير . وقتل بني قريظة . ونزلت سورة الحشر في بني النضير وسورة الأحزاب في بني قريظة .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
50-حوادث السنة الثانية
وفي السنة الثانية رأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأذان فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقيه على بلال .
وفيها : فرض صوم رمضان . ونسخ صوم عاشوراء . وبقي صومه مستحبا .
وفيها : زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فاطمة رضي الله عنها .
وفيها : صرف الله عز وجل القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
51-تحويل القبلة
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة استقبل بيت المقدس ستة عشر شهرا ، قبل اليهود . وكان يحب أن يصرفه الله إلى الكعبة . وقال لجبريل ذلك . فقال إنما أنا عبد . فادع ربك واسأله . فجعل يقلب وجهه في السماء يرجو ذلك حتى أنزل الله عليه ( 2 : 144 - 155 )( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) الآيات .
وكان في ذلك حكمة عظيمة ومحنة للناس مسلمهم وكافرهم . فأما المسلمون فقالوا ( 3 : 6 )( آمنا به كل من عند ربنا) وهم الذين هدى الله ولم تكن بكبيرة عليهم .
وأما المشركون فقالوا ( 2 : 142 )( ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) .
وأما المنافقون فقالوا إن كانت القبلة الأولى حقا : فقد تركها . وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل .
ولما كان ذلك عظيما وطأ الله سبحانه قبله أمر النسخ وقدرته عليه وأنه سبحانه يأتي بخير من المنسوخ أو مثله . ثم عقب ذلك بالمعاتبة لمن تعنت على رسوله ولم ينقد له .
ثم ذكر بعده اختلاف اليهود والنصارى ، وشهادة بعضهم على بعض بأنهم ليسوا على شيء . ثم ذكر شركهم بقولهم اتخذ الله ولدا .
ثم أخبر أن المشرق والمغرب لله . فأينما ولى عباده وجوههم فثم وجهه . وأخبر رسوله أن أهل الكتاب لا يرضون عنه حتى يتبع قبلتهم .
ثم ذكر خليله إبراهيم وبناءه البيت بمعاونة ابنه إسماعيل عليهما السلام وأنه جعل إبراهيم إماما للناس وأنه لا يرغب عن ملته إلا من سفه نفسه .
ثم أمر عباده أن يأتموا به وأن يؤمنوا بما أنزل إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل إليهم وإلى سائر النبيين .
وأخبر أن الله - الذي يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم - هو الذي هداهم إلى هذه القبلة التي هي أوسط القبل وهم أوسط الأمم كما اختار لهم أفضل الرسل وأفضل الكتب .
وأخبر أنه فعل ذلك لئلا يكون للناس عليهم حجة إلا الظالمين فإنهم يحتجون عليهم بتلك الحجج الباطلة الواهنة . التي لا ينبغي أن تعارض الرسل بأمثالها وليتم نعمته عليه ويهديهم .
ثم ذكر نعمته عليهم بإرسال الرسول الخاتم وإنزال الكتاب . وأمرهم بذكره وشكره ورغبهم في ذلك بأنه يذكر من ذكره ويشكر من شكره .
وأمرهم بما لا يتم ذلك إلا به وهو الاستعانة بالصبر والصلاة . وأخبرهم أنه مع الصابرين .
|