إن كتابة التاريخ، ليست هواية كما يحاول البعض اعتمادها، من أجل تلميع احد الأشخاص أو تمرير فكرة ما أو رؤية مستقبلية تجول في خاطر أحدهم أو حلما استفاق عليه او نفع مادي وما أكثرهم في هذه الأيام وهؤلاء قد يتمكنوا من التأثير على بعض الناس ولبعض الوقت، لكن ليس على كل الناس وفي كل وقت , إن التاريخ ومهما حاولت فئة أو قلة من مدّعي الكتابة، تحريفه أو حتى عرقلته، يكون كالذي يسبح عكس التيار , لكن أن يصار إلى اختزال التاريخ أو تزويره، تماما كما هو حاصل اليوم، حيث نقرأ ونسمع في الكثير من الأحيان، صفحةً أو بالكثير، صفحتين، لأشخاص يكتبون ما يتمنون أن يكون وليس ما كان وما قد يكون، مستشهدين ببعض الكتب والمقالات التي نادراً ما يكون المرء قد سمع بها أو قرأها!! هكذا يُختزل التاريخ، وبهذه الطريقة يتم التعدي على كل القيم والمبادىء الإنسانية، فتصبح مئات السنين بنظر هؤلاء الهواة أياما أو ساعات، يتم كتابتها من قبل البعض ببضعة سطور , وهذه جريمة بحق التاريخ.


أنني اتوجه - الى هؤلاء الهواة - بنداء ورجاء أن يتوقفوا عن تزوير وأختزال التاريخ لأن التاريخ – كما نعرف جميعا- لا يرحم ولا يجامل فهو دائما يقدم الحقائق واضحة لا شك فيها ولو بعد حين, وأقول لهم أن التاريخ صنعة رجال تجلت بهم صفات الرجولة والأصالة والشجاعة والكرم , فلا يحق لهم أبداً أن يدعوا تقييماتهم وأفكارهم المسبقة وعواطفهم تسيطر عليهم وتستحوذ على تفكيرهم وتحليلهم للتاريخ، فيمدحوا من يشاءون ويذموا من يشاءون, وكل من يريد كتابة التاريخ يجب أن يكون عمله يشبه عدسة المصور التي تلتقط الأحداث وتصورها تقريباً كما هي لا كما يرغب
أن يراها أو يتمناها. وكل ما يكتب دون إسناده إلى وثائق ومصادر مشكوك بأمره ولا يؤبه به.