عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2010, 10:12   #2
طارق الدعفس
ضيف


الصورة الرمزية طارق الدعفس

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
التربية بالقدوة



التربية بالقدوة






من السهل تأليف كتاب في التربية ، ومن الممكن إيجاد منهج تربوي متكامل ورسم خطط محكمة في ذلك ، لكن ذلك لا يغني عن واقع تربوي يمثله إنسان مربّ يحقق في سلوكه وأسلوبه كل الأسس والأساليب والأهداف التي يراد إقامة المنهج التربوي عليها .

لذلك كان إرسال الرسل والأنبياء من البشر ليحققوا المنهج التربوي الإسلامي






أهميتها :
هي من أجدى الأساليب وأقواها و ذلك للأمور التالية :
1-ذات تأثير مضمون على مستوى السلوك أو القناعة أو الفهم .
ولهذا كان يحضر في مجلس الإمام أحمد 5000 آلاف طالب ، 500 يكتبون ، و4500 يستمعون ويتعلمون من سمْته وخلقه وأدبه .
أحد أصحاب الإمام أحمد : يقول صحبت الإمام أحمد 19 عاما ، 18عاما تعلمت فيها الأدب وعام واحد تعلمت فيه العلم ، ليتني قضيتها كلها في الأدب
2- تأثير القدوة لا يُحد بزمان ولا مكان فهو في جميع أحواله قدوة حتى وهو نائم وتتناقل سيرته الركبان على مر الزمان .
3- من أقوى الأساليب لتحويل السلوك
4- أنها من الأساليب التي يستطيعها كل إنسان داعية ( قارن بالموعظة والقصة مثلاً )
5- كان يربي صلى الله عليه وسلم بالفعل أكثر من تربيته بالكلام .

الأشكال التربوية للقدوة :
أ ـ التأثير العفوي غير المقصود وهي اتصال الإنسان بصفات تدفع الآخرين إلى تقليده ( العلم أو الإخلاص ).
ب ـ التأثير المقصود ] مثل قوله صلى الله عليه وسلم ـ ( خذوا عني مناسككم ) ـ ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) [

نماذج من القدوة :
1-الرسول القدوة صلى الله عليه وسلم .
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ...... ) ( كان خلقة القرآن ) .
صِفات لا تحد وشخوص كثيرة مجتمعة في شخص واحد :
روح شفيقة وقوة إيمانية ، ويقين أثبت من الجبال الرواسي ، ورجل دعوة وبذل وتضحية ، ومرب عظيم ورجل سياسة ، ورجل حرب وصديق وقريب وصاحب للناس وعابد مخلص لربه ، منقطع للعبادة ، وزوج كبير القلب (خير كم خيركم لأهله ) انظروا ماذا خلف ؟ حق للناس أن يحبوه بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم.
2-وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر ص 209 :
ولقيت عبدالوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف لم يُسمع في مجلسه غيبة ، ولا كان يطلب أجرا على سماع الحديث ، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقاق بكى واتصل بكاؤه ، وكان وأنا صغير السن حينئذ يعمل بكاؤه في قلبي وبيني قواعد الأدب ، كان على سمت المشايخ الذين سمعنا أو صافهم في النقل .
ولقيت أبا منصور الجواليقي فكان كثير الصمت ، شديد التحري فيما يقول متقناً ، محققاً وربما سئل عن مسألة ظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقف فيها حتى يتيقن ، وكان كثير الصوم والصمت ، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشَد من الدليل بالقول .
وهنا وقفه تأمل !!!!
الكثير يستطيع التوجيه ، ويحسن القول ولكن كم هم الذين يدعون بأعمالهم ويرى فيهم الطالب القدوة الحسنة ؟
إن التنافس بين القول والعمل من أكبر مشكلات الجيل المعاصر وسببها عدم العمل بالعلم .
3- يقول الشافعي موصياً مؤدب أولاد الرشيد :
ليكن ما يبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاح نفسك ، فإن أعينهم معقودة بعينك ، فالحسن عندهم ما تستحسنه ، والقبيح عندهم ما تكرهه .
التطبيق التربوي

على المربي الذي يرجو أن يكون قدوة ،أن يراقب سلوكه ، وأن يكون على وعي بما يفعله ، ويعلم أنه مسئول أمام الله على تطبيقاته خصوصا إذا لاحظه المتربون وقلدوه واستفادوا منه .


 

رد مع اقتباس