عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-09-2006, 05:48
؟؟
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19867 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
بــشـــرى الـعــــوالـــم ،أنـت يـا رمـضــان هـتــفــت بـك الأرجــاء والأكـــوان



{بسم الله الرحمن الرحيم}


بــشـــرى الـعــــوالـــم ،أنـت يـا رمـضــان
هـتــفــت بـك الأرجــاء والأكـــوان

كالحلم العاطر يمر على كل قلب مسلم بطيب خاطر..فكأنه رذاذ على ورق ماطر..فنزف أجمل التهاني والتبريكات لتلك النواطر..ويختلفون في استقبال تلك الفريضة وبما يمنحون من أجور..وحسنات على قدر إخلاصهم واجتهادهم في الصحائف ساطر لقوله صلى الله عليه وسلم (رب صائم ليس له من صيامه إلا لجوع والعطش) وتفيض عذوبة تلك الأجور لترش تلك العطور بعض الأحكام والفوائد والفضائل والمثالب المتعلقة بشهر الصيام..فهذا بعض ما دار في الخلد..وما سطرت فيه بجديد ولكنه رسائل ذكرى ونتفة من أحاديث وباقة وعظ..التي أسال الله أن يفتح به القلوب ويعيده إليه ويلهمها الصواب.ولا تنسونا من صالح دعائكم..















ربيع ذو ثغر باسم

بالقافلة ضيف يلوح من بعيد قادم..يحمل هوية ربيع ذو ثغر باسم يحط رحاله مرة في كل عام ويختال بمزاياه وفضائله في ليل جاثم..ليفجر في ذلك الظلام بإني برد وسلام على قلب ذلك الصائم..كيف ولا؟وبقدومه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين ومردة الجن (وإذا كان أول ليله من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنان ولم يغلق منها باب)1 جاء ليجدد ذلك الماء الذي تتغذى به الأرواح بعدما سحابة من الغمام التي تشكلت بالانغماس بالملذات ومزجت بفتن وشهوات خضراء الدمن التي ضاق بها الخاطر فحل الحلم العاطر سخائم تلك القلوب ويعيده لعلام الغيوب فكيف سنستقبل رمضان؟وما أدراك ما رمضان؟ فرمضان أجل الشهور تضاعف به الأجور وترمض به الذنوب وتحرق بالأعمال الصالحة..فيخبر تعالى بمنته على عباده بأنه فرض عليهم الصيام كما فرضها على الأمم السابقة لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان فينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال والمسارعة إلى صالح الأعمال قال تعالى(يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)(البقرة- 185) فحريا بالمسلم الذي ملئ قلبه الإيمان أن يستقله بالتغرب إليه ونبذ كل ما تؤثره نفسه من نزوات إيثار لمحبته وابتغاء لمرضاته..فحق لك أن تسكب العبرات بقدوم ذلك الضيف..وأحرص ألا أن يسطر في صحيفتك ألا ما تطيب له النفس وتقر به العين..فكلنا صائرون إليه وأعمالنا من خير وشر محضره فيقتبط أهل الخير ويتحسر أهل الشر ويودون لو أن بينهم أمدا بعيد قال تعالى(يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) ( سورة آل عمران آية 30) واحرص لا يصعد إليه ألا كل كلم طيب وعمل صالح فالعزة بيد الله ولا تنال إلا بطاعته من قراءة وصلاة وتسبيح وكلام حسن طيب فيرفع الله إليه ويثنى الله على صاحبه بين الملا الأعلى والعمل الصلح من أعمال القلوب والجوارح يرفعه الله3 أيضا قال تعالى (إلي يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)(سورة فاطرآية10) أفلا أكرمت ذلك الضيف الوافد ما دمت في زمن الإمهال وإياك العجب بالعمل ومن ثم الاستكثار والإقلال فأعد له مؤنه وزاد تجدد به الصلة وتصلح القلب وتمحو الخطايا وترفع الدرجات..فإياك أن تؤثر للفاني الخسيس على الباقي النفيس فشمر بقلبك قبل جوارحك لإكرامه الآن.

(1) رواه الترمذي من حديث أبي هريرة ورقمه (682) (2-3) راجع للآيات الواردة في تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
للمؤلف - عبد الرحمن السعدي.ص-68-105 جزا الله خيرا من أعان على نشرها والدال على الخير كفاعله ولا تنسونا من صالح دعائكم.

فمرحبا بشهر تتغذى شرايين تلك القلوب بالقرآن


ما أجله من موسم يتنافس فيه المتنافسون ويتوب فيه التائبون ويشمر للطاعة المقصرون.. فمرحبا بموسم الغفران والقرآن-شهر تتغذى شرايين تلك القلوب وتسقى تلك الأوعية من منهل الإيمان..فالصوم المفروض شهر رمضان العظيم الذي حصل لكم فيه منَّـة الله العظيم هو القرآن المشتمل على المصالح الدينية والدنيوية قال تعالى(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)(البقرة18) فتتربى نفوسهم على الفضائل وتأبى الرذائل..فزادهم التقوى وشرابهم القرآن فتكتسب كل صلاح وهدى على طول المدى..فترتفع عن الخطايا وتتجلى بأحسن السجايا وتصفى النوايا رغبة بمغفرة رب البرايا..وبعد أرقى التهاني بقدومه والتحايا أنثر إليك تلك الوصايا..قال صلى الله عليه وسلم(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه البخاري ومسلم.فهذا العطاء الجزيل ليس من صام عن الحلال وأفطر عن الحرام فعليك أن تحفظ جوارحك لقوله صلى الله عليه وسلم(الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل) وحث على النفقة الطيبة الخالصة لوجه منفقه مرضاة الله من حلال طيب ونفس طيبة ووعده بالمضاعفة أضعافا كثيرة..أفلا أقرضت الله قرضا حسنا قال تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسناً)والصوم جنه وبالصدقة تطفي الخطيئة من حديث معاذ بن جبل(ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنه والصدقة تطفي الخطيئة كما يطفي الماء النار)رواه الترمذي وهلا كسبت من اجره دون أن ينقص من أجره شيء قال صلى الله عليه وسلم(من فطر صائما كان له مثل أجره غير انه لا ينقص من أجر الصائم شيء)أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني.ما أعظمه من أجر فلا تحقرن من المعروف شيء..أفلا أسقيت ذلك الجوف الخرب بذاك الشراب!وغسلت به قلبك كما تغسل أعضاءك أثناء وضوءك وحملته بجيبك وتصفحته آناء الليل وأطراف النهار فتقشعر الجلود خوف وترهيب وتلين عند ذكر الرجاء والترغيب قال تعالى(الله أنزل أحسن الحديث كتبا مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم)(الزمر-23)وناهيك عن جوف الأسحار؟جوف أسحابه أستار وأسرار وعبر واستغفار ودعاء وذكر..فترتفع جنوبهم وتنزعج عن مضاجعهم اللذيذة إلى ما هو ألذ عندهم منه بمناجاة الله تعالى قال تعالى(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا)(السجدة)أفلا كنت للقلب واعظا وللنفس محركا لإحياء ذلك الليل ما دمت بصحة وسلام وبزمن الإمهال!وأن تعظمت عليك تلك الوصايا فاتبع السيئة بالحسنة وخالق الناس بخلق حسن..أفلا أدلك على وصية ليست بها مشقة وتعب ألا وهي أن لا يفتر لسانك من صلاة وتسبيح وذكر الله عن عبد الله بن مسفر أن رجلا قال يا رسول الله أن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بعمل أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله) صحيح الترمذي .. وفي نهاية تلك الوصايا لا يسعني إلا أن اطلب من قرأ تلك الكلمات بأن يبتهل للعلي القدير بأن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وإخواننا المضطهدين في دينهم بالشيشان وفلسطين وكشمير وكوسوفا وأفغانستان وبكل مكان فللصائم دعوة عند فطره لا ترد.


جزا الله خيرا من أعان على نشرها والدال على الخير كفاعله ولا تنسونا من صالح دعائكم.
















- راجع للإفادة في مجمل تفسير الآيات تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.للشيخ عبد الرحمن السعدي.

بلسم القلب كل ذنب مفجوع


مهما تدفقت محاربي وسطرت لأجله وريقات..فلن تفي تلك الكلمات بشيء.. فهو بلسم لقلب تلك الجموع ومرهم لمذنب مفجوع بأن يهرع لباب التوبة والإنابة والخشوع ويسأله جل شأنه القبول معلن بذلك الرجوع وإذا انسلخ ذلك الشهر ولم تعمل بالأسباب وتجاهد النفس دون إن تكون من عتقاء النار ..فليس لك أي مشفوع وحتى يتسنى لنا أن نستشعر حلاوة صيامنا فلابد أن نعرج على جزء من مثالبنا..فجماع تلك الأمور التقوى..فتقوى الله تورث في نفسك خشية من غضبه عليك فتفعل ما يأمر وتتجنب ما ينهى فتراقبه في أعمالك وتترك ما تهوى نفسك لعلمك باطلاعه عليك وبذلك تضيق مجاري الشيطان ويضعف نفوذه فتقل المعاصي وتستكثر من فعل الطاعات..وبتجديد الإخلاص والصدق لقوله صلى الله عليه وسلم(فرب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش) ولا يكون شعارك العجز والخمول والكسل وعنوانك سوء الخلق..فلا يرى منك إلا فضاضة وبذاءة ووجه عبوس قمطرير وغلضة وصخب لقوله صلى الله عليه وسلم(الصوم جنه فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب)1ولا نعمر أوقاتنا بالانهماك بإعداد أصناف الطهو فتضيع ساعاتنا دون جدوى ولابد من احتساب الأجر في ذلك..ولا ننضم لهؤلاء الصنف الذين إذا قاموا للصلاة متثاقلين متبرمين منها.. قال تعالى(وإذا قاموا للصلاة قاموا كسالى)(سورة النساء آيه 142)الصلاة التي هي أكبر الطاعات العملية لان قلوبهم فارغة من الرغبة إلى الله والى ما عنده وعادمة الإيمان فإن قاموا مرات للناس ولا يذكرون الله إلا قليلا لعدم إخلاصهم ولامتلاء قلوبهم من الرياء..فاحرص على أن تودي الصلاة في وقتها ولا تحتج بنوم وإرهاق ومشاغل دنيوية فلا يليهك كل ذلك عن الاتصال الرباني والمناجاة الإلهية ولتستقي ذلك القلب بالقرآن لان القلب الميت كالأرض الميتة التي لا نبات فيها ولا خضرة فإذا أنزل عليها المطر اهتزت وربت كذلك القلب فاحرص على أن تتدبري آياته وتكرري معاني كلام الله فإنه بإذنه يلين ويخشع فهو بمنزلة الماء لسقي الأشجار..ولا يكون حالك المرور عليه مرور الكرام دون التدبر بقصد إتمامه أو الوصول لذلك الجزء فقد كان بعض السلف يختتم القرآن في ثلاث ليال وإياك الانشغال بمتابعة ما جد من عولمه فضائية فما عند الله خير أبقى فاالبدار بالتوبة الصادقة المشرقة التي تضيء على جوانب القلب المظلم وبمضاعفة العمل والاجتهاد والمثابرة وصدق الابتهال والصبر الجميل على الملذات وطرح الشهوات وإني لأحسبك من هذه الفئة المسارعة في الطاعات المتعرض للنغمات.
1- أخرجه البخاري ومسلم 2- راجع للإفادة وقفات مع الصالحين ص 5/6



تابع




رد مع اقتباس