عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-07-2009, 02:33
أديب الدعفس
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19879 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
امرأة يتردد ذكرها في التاريخ !!



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[بهيسة بنت حارثة بن لام الطائي]

بهيسة الطائية واحدة من نساء العرب الماجدات، التي يتردد اسمها وذكرها الجميل في كتب الأدب والتاريخ العربي كواحدة من حرائر العرب التي تفردت بموقف جميل حين زواجها. فقد أبت على زوجها أن يمسها حينما أدخلت عليه وهي بين أبيها واخوتها ثم تأبت ثانية بعدما رحلت من أهلها قبل الوصول الى مرابع زوجها وقالت: إنها لا ترضى أن يقترب منها لانها ليست جليبة ولا سبية ولا عبدة وإنما ذلك يكون بعد أن يقيم زوجها عرساً كبيراً تنحر فيه الجزر وتثلج فيه الغنم وتدعى اليه العرب. وبعد أن أقيم لها مراسم الزواج كما أرادت، رفضت أن تدنو منه إلا بعد أن يصلح بين قبيلتي عبس وذبيان وتوقف الحرب بينهما، فمشى بالصلح حتى تحقق وتحمل الديات وكانت ثلاثة آلاف بعير فحاز زوجها الحارث بن عوف المري جميل الذكر والثناء فمدحه الناس ومنهم الشاعر الفحل زهير بن أبي سلمى. وقد خلفت له هذه النجيبة عدداً من البنين والبنات. وقصة هذه المرأة كما ذكر في كتب الأدب والتاريخ هي:
ذكر أن الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري سيد قبيلة ذبيان وهو من فرسان الجاهلية قال لأخية خارجة: هل تعلم أني أخطب إلى أحد فيردني؟ قال: نعم، أوس بن حارثة بن لام الطائي رأس قبيلة جديلة وهم مقيمون بأجا وسلمى (فيما يسمى الآن منطقة حائل). قال الحارث لغلامه: ارحل بنا إليه فرحل الحارث واخوه خارجة وغلمان لهما فلما وصلا الى بلاد طيء قابلا أوس بن حارثة فرحب بهما وقال: ماذا جاء بك يا حارث؟ قال: جئت خاطباً. قال لست هناك! فانصرف عنه غاضبا.
ودخل أوس على زوجته وهو غاضب وكانت من قبيلة عبس اخوة قبيلة ذبيان فسألت عن الرجل قال: ذلك الحارث بن عوف المري استحمقني خاطبا مني. قالت: لماذا لم تزوجه احدى بناتك؟! هذا سيد العرب؛ فلم تزل به حتى قالت: تدارك ما كان منك والحقه ورده وقل له:(إنك لقيتني وأنا مغضب بأمر لم تقدم فيه، فانصرف ولك ما أحببت) فلحقه أوس ورجع الحارث مسرورا فدخل أوس الى بيته ودعا ابنته الكبرى وقال: يا بنية، هذا الحارث بن عوف سيد من السادات قد جاء خاطباً وقد أردت أن ازوجك فما تقولين؟ فقالت: لا تفعل، واعتذرت منه بكلام وقالت: في خُلقي بعض الحدة ولست ابنة عمه فيرحمني وليس بجاركم فيستحي منكم. ثم دعا الوسطى فقالت: اني خرقاء وليست في يدي صناعة ولا آمن أن يرى مني ما يكرهه فيطلقني فيكون علي فيها، فقال: قومي بارك الله فيك. ثم دعا اختها بهيسة الصغرى فقالت: أنت وذاك، والله اني لجميلة الوجه الصنّاعة يدا والرقيقة خلقا والنجيبة أبا فإن طلقني فلا خلف الله عليه خيراً.
ثم رجع الى الحارث فزوجه إياها. وأصدقها مائة ناقة من ماله ثم امر ببيت فضرب وأدخلت عليه. قال خارجة: فلما دخل عليها هنيهة قلت له: أفرغت من شأنك؟ قال: لا والله لما مددت يدي إليها قالت لي: مهلا، عند أبي واخوتي؟ هذا لا يكون. فرحل بها ثم عدل عن الطريق فأبت أن يقربها قائلة: أكما يُفعل بالأمة الجليبة والسبية الاخيذة؟ لا والله متى تنحر الجزر وتثلج الغنم وتدعو العرب وتعمل ما يعمل لمثلي. فلما وصل الى بلاده فعل كما طلبت ودخل عليها فأبت منه قائلة (والله لقد ذكرتَ من الشرف ما لا أراه فيك. قم أولا واخرج الى هؤلاء القوم المتحاربين من عبس وذبيان فأصلح بينهما) قال: فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا بينهما بالصلح وتحمل الديات وكانت ثلاثة آلاف بعير في ثلاث سنوات. قال: فانصرفنا وقد نالنا الذكر الحسن فمُدحنا بذلك ومعه هرم بن سنان.
وممن مدحهما زهير بن أبي سلمى الذي توفي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بوقت يسير وبقي فيهم من الشرف والحمد الى الآن. وقد أولد منها بنين وبنات.
ومما قاله زهير في مدحه وهرم بن سنان بن أبي حارثة:
تداركتما عبساً وذبيان بعدما ×× تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
وقد قلتما إن ندرك السلم واسعاً ×× بمال ومعروف من القول نسلم
فأصبحتما منها على خير موطن ×× بعيدين فيها من عقوق ومأثم
عظيمين في عليا مَعَدّ هديتما ×× ومن يستبح كنزا من المجد يُعظمِ

منقول من مجلة الحرس الوطني




رد مع اقتباس