عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 19-05-2009, 07:49
الصقررر
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19872 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
ناجح سمعت الناس يقولون ذلك فقلت .!



إذ ليس مثلي مهيأ أن يتكلم عن حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، لما يجمع

من معانٍ جمة في عبارات وجيزة، فأحببت الوقوف وقفة تربوية على غرار ما

يقف عليه الآخرون عادة من الوقفات الإيمانية عند ذكر حديث البراء بن عازب

رضي الله عنه وفيه لما أتى سؤال المنافق في قبره عن النبي صلى الله عليه

وسلم قال (( هاه.. هاه.. لا أدري.! سمعت الناس يقولون ذلك فقلت، فيقال له لا

دريت ولا تليت....))

لمَّا نتأمل مقولة ذلك المنافق نتيقن أن متابعتنا لما يقوله الناس لأجل أن الناس قد

قالوه وألفوه وشاع بينهم دون النظر والسؤال ومناقشة ما يشاع ليس من الدين

ولا العقل ولا الفطرة في شيء.

فنجد أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم يذم حال من يقول ما قاله الناس تارة كما في

الحديث السابق، وقد ينهى عن ذلك صراحة تارة أخرى كما قال عليه السلام (( لا

يكونن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساء الناس أسأت))، بل

ونجد أن الله تعالى قد أنكر ذلك على الأمم السابقة وذمهم على ماقالوه فقد قال الله

تعالى عنهم (( وما أرسلنا من قبلك في قرية من نذرٍ إلا قال مترفوها إنَّا وجدنا

آباءنا على أمة وإنَّا على آثارهم مهتدون)).

فنعرف من خلال ما سبق أن الاستمرار على ما وجدنا عليه آباءنا الأولين والقول

بما قاله الناس دون دراسة ونقاش وتأمل وتمحيص قد يوصله صاحبه إلى النفاق

أو إلى البدعة أو الخرافة أو المعصية أو إلى في الكفر كما أخبر عن ذلك الله

تعالى في الآية السابقة، فما منعهم من اتباع المرسلين إلا قولهم إنا وجدنا آباءنا

على أمة، أي طريقة.

ومن ناحية أخرى فإن اتباع ما عليه أكثر الناس وترديد ما يقولون هو اختزال

لشخصك وشخصيتك ومحوا لإرادتك في التفكير والاختيار.

الذي أحببت أن أشير إليه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى لتحرير الذات من

جميع أشكال العبودية لغير الله كبرت تلك العبودية أو صغرت، وأن يبني الإنسان

نفسه وذاته ولا يردد قول كل ناعق بحجة أن أكثر الناس يقولون ذلك.

إن تربية النفس على أمر جديد عليها أمرٌ ليس بالسهل فضلاً عن أن يكون جديد

على الساحة ككل ولكن مع الإصرار عليه يكون أمراً مألوفاً وخاصة للأجيال

القادمة، إذ أن معظم الناس إن لم يكون جميعهم ألف أن يقول ما قاله الناس أو

يعمل ما عملوه، وقد نظن بعض الأمور أنها من صلب الدين ومن الأمور المسلَّمة

وليست كذلك وإنما جاء ذلك التلسيم باب من أنَّا سمعنا الناس يقولون ذلك فقلناه،

فيصعب النقاش فيه أو التشكيك في ثبوته لأنَّ الناس قد ألفوه من المسلَّمات.

ما أحببت التنيه إليه وليس لمثلي أن ينبه على أمثالكم يا كرام أنه ليس كل ما

يُسمع صحيح وليس كل ما وجدنا عليه أباءنا هو الصحيح فالتشكيك أحياناً قد

يوصلنا إلى نتيجة يرضاها الدين والعقل والفطر السيلمة .

من مكتبتي الخاصه

دمتم في حفظ الرحمن

الصقررر




رد مع اقتباس