عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-05-2009, 12:09
حجي آل نصر
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19878 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
الطموح وعلو الهمة



الطموح وعلو الهمة
من محاضرات احد المشايخ


بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}
صدق الله العلي العظيم


من القيم الجمالية التي تجسدت في مدرسة كربلاء ، قيمة الطموح و علو الهمة ، وهذا ما أكدت عليه الآية المباركة في قوله تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ} ، حديثنا عن الطموح في محاور :
المحور الأول: بيان معرفة النفس.
المحور الثاني: بيان أهمية الطموح.
المحور الثالث: بيان انقسام الطموح إلى طموح الفرد و طموح الأمة.


المحور الأول: بيان معرفة النفس.

معرفة النفس تنقسم إلى نوعين:
1/معرفة ملكوتيه .
2/ معرفة إبداعية. نركز ونفصل في المعرفة الملكوتيه.


المعرفة ملكوتيه :

هناك عالم مُلك و هو عالم المادة قال تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}، وهناك عالم ملكوت وهو عالم ما وراء المادة قال تعالى:{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} ، لذلك تارة ننظر للنفس نظرة ملكية و تارة ننظر لها نظرة ملكوتيه ، إذا نظر للنفس (كل إنسان ينظر إلى نفسه) نظره ملكيه (يعني نظرنا إلى النفس في إطار المادة) نجد أن النفس مستقلة يعني تعمل باختيارها و تحب باختيارها و تبغض باختيارها تفكر باختيارها فهي مستقلة ، ولكن إذا نظرنا إلى النفس نظرة ملكوتيه (يعني تجاوزنا عالم المادة) و قرءنا النفس بتجرد وتحرر من المادة ، سنجد أن النفس غير مستقلة ، سنجد أن النفس نفحه من نفحات الله و صورة معبرة عن الله ، سنجد أن النفس متعلقة بالله ومرتبطة بالله ، أي أن النفس هي عين الربط و التعلق بالله عز وجل .

وإذا تعرفنا على النفس معرفة ملكوتيه و وجدنها عين التعلق بالله تعرفنا على الله وهذا ما ورد عن النبي (ص) :"من عرف نفسه فقد عرفه ربه" كيف نتعرف عن النفس معرفة ملكوتيه ؟
الله سبحانه وتعالى حينما برأ النفوس وابتدع الموجودات ، جعل في كل نفس ومضة من نوره (كل نفس بها ومضة من نور الله) ، نفسي فيها نور الله ، نفسك فيها نور الله ، الله تبارك وتعالى ملك النفوس بنوره قال تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ},لا توجد نفسٌ إلا وهي تحمل ومضة من نور الله و رشحة منه نوره تبارك وتعالى ، ودور الإنسان أن يكتشف نور الله في قلبه ، عليّ أن أكتشف نور الله الذي يشع في داخلي ، كيف؟؟


متى ما أزاح الإنسان غبار الذنوب و ركام المعاصي (الذنوب غبار ثقيل ) إكتشف نور الله في داخله ، يكتشف نور الله اكتشافا وجدانياً وليس اكتشاف عقلي ، اكتشافاً شهودياً ، سيجد نور الله في قلبه واضحاً جلياً ، وهذا معنى"من عرف نفسه فقد عرف ربه" ، وهذا ما ورد عن علياً (ع) :"قالوا له : هل رأيت ربك ، قال : وكيف أعبد رباً لم أره ، لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان"، يعني أنا رأيت نور الله في قلبي .

إذن المعرفة الملكوتيه أن تصل إلى هذا النور الذي في داخلك هذا ما يسمى في علم العرفان بالمعرفة النورية ، لماذا سميت بالمعرفة النورية ؟؟



أخذاً من القرآن الكريم ، نرى الآيات تركز على هذا المعنى !! الآيات لا تتكلم عن شيء مجازي بل تتكلم عن شيء حقيقي و ملموس ، الله تبارك وتعالى يقول:{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ}وقال تبارك وتعالى:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} و قال تبارك وتعالى يصف هذا النور المهم قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً} وقال تبارك وتعالى:{وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} ، إذن هناك نور ، هناك نور في داخلي عليّ اكتشافه ، عليّ أن اصل إليه وهو نور الله ، إذا وصلته وصلت إلى الله .

القرآن الكريم يقول:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ} أين نوره الذي يهدينا إليه ؟! موجود في داخلنا قال تعالى:}َهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} ، هذه المعرفة النورية معرفة نور الله في القلب هي التي عبرت عنها الأدعية الشريفة ( يا من دل على ذاته بذاته ) كيف؟ نقراها ولا نفهم معناها!!

يعني وضع نوره في قلبي فإذا أردت أن اصل إليه فلأبعد الذنوب أصل إلى نوره تبارك وتعالى ، هو دلني على نفسه بوضع نوره في قلبي ( يا من دل على ذاته بذاته عرفتك بك وأنت دللتني عليك )"أن يكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت " أنت لم تغب أنت في قلبي نورك في قلبي (متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى كانت الآثار هي التي توصل إليك عميت عين لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبداً لم تجعل له من ودك نصيبا) هذه المعرفة النورية المعرفة الملكوتيه.



ربما يقول شخص ، الثاني تدينه أفضل ، لماذا؟ لأن المتدين في أسرة متدينة تعينه أسرته على التدين فهو يقبل على التدين بمعونة الأسرة ، بينما المتدين في أسرة منحرفة يصارع الشهوة و الغريزة و الأسرة حتى يصل إلى التدين ، فهو وصل إلى التدين بعد صراع مريراً فتدينه أفضل .

نكمل لاحقا؟؟؟؟




رد مع اقتباس