الموضوع: شهر من؟؟!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-2008, 07:48   #17
سـعـدالـعا يـد
ضيف


الصورة الرمزية سـعـدالـعا يـد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
New رد : شهر من؟؟!!



في الحديث القدسي :
" لما اعطى الله ابليس ما عطاه من القوة ، قال آدم : يا رب ! قد سلطت إبليس على ولدي ، و أجريته منهم مجرى الدم من العروق ، و أعطيته ما أعطيت فمالي ولولدي ؟ قال : لك ولولدك السيئة بواحدة ، و الحسنة بعشر أمثالها ، قال : يارب زدنــي ، قال : التوبـة مبسـوطة حتى تبلغ النفس الحلقوم ، قال : يارب زدني ، قال : أغفر ولا أبالي " (1)و قال عز وجل : " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء و الله واسع عليم " (2) و على العكس من ذلك تقوم الحياة على محدودية السيئة ( الهدم ) .
[ و من جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعلمون ]و هذا وذاك من نعم الله على الانسان ، و الشقي الشقي هو الذي لا يستفيد من بحر رحمة الله ، فتزيد سيئاته على حسناته مع ان تلك بواحدة ، و هذه بعشر امثالها .
قال ابو عبد الله (ع) : كان علي بن الحسين (ع) يقول :
" ويل لمن غلبت آحاده " فقلت له : و كيف هذا ؟! فقال : " أما سمعت الله عز وجل يقول : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها " فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا ، و السيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة ، فنعوذ بالله ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات ، ولا يكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته " (1)و تشير خاتمة الآية إلى أن جزاء العمل في الآخرة ذات العمل بعد ان يتجسد في صورة مادية بشعة ، فالظلم في الدنيا ذاته هي الظلمات الــتي تحـيط بصاحبها في الآخرة ، و من أكل اموال اليتامى ظلما فانما ياكلون في بطونهم نارا ، و سيصلون سعيرا ، اما النتن الذي يخرج من أفواه الفاسقين فانه ذاته الكذب الذي افكوه أو الغيبة و التهمة و الفرية التي مارسوها في دار الدنيا . دعنا نستغفر ربنا حتى يقينا شر السيئات التي اقترفناها ، و الذنبوب التي احتطبناها .
[ 85] الحياة قائمة على أساس سبق البناء لا الهدم ، و أن الحركات القسرية نهايتها الفشل ، بينما الحركات التي تجري وفق سنن الله في الخلق تنجح و تثمر ، لأن عامل الزمن يكون في صالحها ، و هذه الفكرة هي منطلق لفكرة أخرى و هي ضرورة انتصار الحركات الإلهية عبر الاجيال .
[ إن الذي فرض عليك القرءان لرادك إلى معاد ]

(1) نور الثقلين / ج 1 / ص 785 .

أي ان الذي أنزل القرآن و فرضه عليك يردك الى وطنك الذي هجرك منه الكفار والمشركون .
و لكن لماذا قال تعالى : " ان الذي فرض عليك القرآن " و لم يقل ان الله العزيز مثلا ؟
الجواب : هناك قاعدة بلاغية تقتضي انسجام المفردات مع السياق ، و هنا نجد ترابطا وثيقا بين فرض القرآن و عودة الرسول الى بلده ، فما دام الله هو الذي أعطى الرسول منهج العمل ، و فرض عليه الإلتزام به ، فانه يجعل هذه الأداة فعالة و كفيلة بأخذ حقه ، و بلوغأهدافه كعودته إلى بلاده منتصرا بعد الهجرة ، و هذا ينطوي على فكرة حضارية هي : ان المهاجر لا يمكن أن يعود الى بلده ، إلا إذا طبق البرنامج الالهي و هو القرآن الحكيم .
ثم يشير القرآن الى ما يبدو انه تعليل للحكم السابق اذ يقول :
[ قل ربي أعلم من جاء بالهدى و من هو في ضلال مبين ]ان الهدى ينسجم مع سنن الله في الخلق ، بينما يتنافر الإنحراف معها ، و بالتالي فالذي يتبع الهدى اعتقادا و عملا سيصل إلى اهدافه ، لأن الله المهيمن على الخلق هو العليم بالمهتدين فينصرهم ، بينما اصحاب الضلال يحبط أعمالهم .
[ 86] والضمانة الرئيسية لوصول الإنسان الى الجادة هي الاستقامة على الهدى ، وبدونها لا يزداد إلا بعدا عنها ، فلو استجاب للضغوط أو الإغراءات التي تحف طريقه نحو تطلعاته واهدافه فهل يصل اليها ؟ بالطبع كلا ..
[ وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك ]اذن فلا تطلب الجاه أو الشهرة و العلو من عند غير الله .
[ فلا تكونن ظهيرا للكافرين ]
و الظهير هو المعين .
[ 87] و يؤكد القرآن هذه الفكرة مرة أخرى و يقول :
[ ولا يصدنك عن ءايات الله بعد إذ انزلت إليك ]
و يثنيك عنها الكفار بوسائلهم المختلفة ، فمن اتبعهم او نصرهم لا ينتفع من آيات الله في الخلق ، ولا آيات الله في الكتاب .
[ و ادع إلى ربك ]
أي استمر في الدعوة الى الله و حده .
[ ولا تكونن من المشركين ]
بخضوعك لهم .
[ 88] [ ولا تدع مع الله إلها ءاخر ]
لقد تقدم القول بأن الشرك هو مشكلة الإنسان الأولى ، فترى الكثير من الناس يخضعون لله ظاهرا ، و لكنهم يخضعون في قسم كبير و مهم من حياتهم للسلطة ، أو المال ، أو الشهرة ، أو .. أو .. ، واذ يدعو ا لله للتوحيد المخلص فلأن الواقع ينسجم مع هذه الدعوة ، حيث لا يوجد إله سواه .
[ لا إله إلا هو ]

الانسان مفطور على الخضوع للقوة ، والجاه ، و الثروة ، و لكنه يضل الطريق فيخضع لغير الله ، بينما الله هو مطلق القوة ، و الثروة ، و .. و .. ، فتراه تارة يتصور والده هو مصدر المال ، أو أن السلطة هي منتهى القوة ، فيخضع لهما مخالفا هدى الله و اوليائه .

كما ان من طبيعة الانســان البحــث بيــن متغــيرات الحياة عن شيء ثابت يعتصم به ، و الله يؤكد له ان لا شيء ثابت غير الله .
[ كل شيء هالك إلا وجهه ]
لا ريب ان الله باق ، لكن الآية تؤكد على ان ما يتعلق به سبحانه هي الأخرى باقية ، فكل شيء هالك إلا ماكان لوجه الله تعالى ، فوجه الشيء هو الظاهر منه ، و وجه الله هو سبيله و نهجه .
[ له الحكم ]
السلطة .
[ و اليه ترجعون ]
فله العاقبة و اليه المنتهى .
كتب لكم هذا الموضع
أخوكم فى
(سعد محمد العايد)
اسئل الله ان يجعل هذا العمل عمل صالحا وان يجعلنا من أهل القران
وان يجعلنا يوم القيامهفى ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله
وجزاكم الله عنا خير
وجزا الله خير من ساهم فى المشاركه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 

رد مع اقتباس