عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-03-2005, 06:10
الأصيل
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19873 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
أبو نواس وهارون الرشيد



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحكى أنه كانت لهارون الرشيد جارية حسناء يهيم بها حبا ويشغف

بها غراما ، وكانت سمراء اللون خفيفة الروح جذابة الملامح تدعى

" خالصه " ومن شدّة غرام الرشيد بها صار لا يفارقها لا ليلا ولا

نهارا ، وقد وهبها الجواهر الغالية والأحجار الكريمة وقلّدها العقود

النادرة وحلاّها بأجمل ماتتحلى به إمرأة ...

وفي ذات يوم دخل أبو نواس على الخليفة وهو جالس عند خالصة

فإمتدحه بقصيدة جيدة ، فلم يلتفت أليه الرشيد ، ولم يعره التفاتة

تشجعه على إتمام القصيدة ، بل ظل مشغولا بمداعبة الفتاة الحسناء

فاشتد الغيظ بأبي نواس وانصرف من حضرة الرشيد وهو واجد على

خالصه ، ولما إنتهى إلى باب المقاصير الخاصة بها كتب على الباب

شعرا يقول :

لقد ضاع شعري على بابكم - - - كما ضاع عقد على خالصه

ومضى كالمحموم من شدذة غيضه ، وفي الصباح مرّ بعض الخدم

المخلصين لخالصه فقرأ ما على بابها من الشعر ، فذهب اليها

وأخبرها به ، فلم تصدّق قولهم وذهبت بنفسها إلى الباب ، فقرأت

الشعر فغضبت وقالت : والله ما كتب هذا الشعر غير أبي نواس

ثم تغيرت عليه حتى كاد أن يقتلها الغيظ ، ولما جاء الرشيد إليها

وجدها تبكي فسألها عن السبب فذكرت له الشعر وقالت : لا يجرؤ

أحد على كتابة هذا الشعر غير أبي نواس ، فقال الرشيد : إذا كان

الخط خطّه فلا بدّ من عقابه حتى لا يعود إلى ذلك ، ثم قال لأحد

أتباعه ( علي بأبي نواس ) فذهب الخادم لإحضاره وجدّ في طلبه

ولما علم أبو نواس الغرض من هذا الطلب جاء حتى مرّ من ناحية

الباب حيث كان قد كتب الشعر فمحا تجويف العين في الموضعين

من " ضاع " فصار أوّل العين مثل الهمزة وصار البيت يقرأ هكذا :

لقد ضاء شعري على بابكم - - - كما ضاء عقد على خالصه

ودخل على الرشيد فلما رآه إستشاط غضبا وصاح به :

ويحك أبا نواس ماهذا الذي كتبته على باب خالصه ؟

فقال : ما هذا الذي تقول عنه يا مولاي ؟

أجاب : الشعر الذي هجوتها به .

فقال : حاشا لله يا أمير المؤمنين أن يحصل مني ماتقول ، إنني

يامولاي مدحت و ما هجوت ، وهيا بنا لنرى ماكتبت فقام الخليفة

وهو يقول : تالله لئن لم يكن ما تقول ... فأنت مقتول .

ثم سار الخليفة وأبو نواس خلفه ، فلما وصل الباب قرأ الشعر

كما في حالته الجديدة ، هكذا :

لقد ضاء شعري على بابكم - - - كما ضاء عقد على خالصه

فأعجب الخليفة بهذه البداهة ، وأمر له بألف دينار ، فقال بعض من

كان حاضرا ، إنه يا أمير المؤمنين قد قلب العين همزة فمسح تجويفها

في الموضعين ، فقال الرشيد : قد عرفت ذلك ، ولأجل هذا كافأته .


أتمنى تعجبكم القصة ،،،،




رد مع اقتباس