][][§¤°^°¤§][][ يـوم عـرفـه ][][§¤°^°¤§][][

وها نحن أولاء نعيش في يوم عرفة، نتلمس أن يكون لنا فيه من أمسه نصيب، نتعرف فيه على السمو الإنساني في ديننا، ونتعرض معه للفيض الهاطل من أفضال ربنا بادين عاكفين، وفيه يقف على عرفات المؤمنون من حجاج حرمه، وضيوف كرمه، ووفود بيته، وطلاب رحمته وجائزته، جاءوا يجأرون إلى الله بقلوب محترقة، ودموع متدفقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف، وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وعابد أحسن الظن بوعد ربه، وتائب استشفع إلى مولاه بصدق حبه .

ومن خلف هؤلاء وهؤلاء قوم مسهم الحنين إلى اللقاء، وتمنوا بشق الأنفس لو يستطيعون الوصول لأداء فريضة العمر، وإحراز جائزة الدهر، ولكن كل شيء عنده بمقدار:
( تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون )

فلبثوا في حنين الشوق والحرقة والجوى يطوون عليه أجنحتهم ويلفون أنفسهم بغلائل الطهر والدعاء والذكر، كأنما يتقون به قلوبهم، ويهيئون به أنفسهم، ويأخذون منه عدتهم استععداداً لجولة قادمة مع الموكب المبارك.

وهنا يطلع على الجميع أرحم الرحماء، فيرحم جمعهم، ويباهي به في هذا اليوم أهل السماء، فمن حديث جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول: انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً ضاحين، جاءوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم ير أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة )

وروى عن طريق الوليد بن مسلم قال: أخبرني ابوبكر أن ابا مريم عن الأشياخ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يدنو إلى السماء الدنيا عشية عرفة، فيقبل على ملائكته ويقول: ألا لكل وفد جائزة، وهؤلاء وفدي شعثاً غبراً، أعطوهم ما سألوا، وأخلفوا لهم ما أنفقوا، حتى إذا كان عند غروب الشمس أقبل عليهم فقال:
( ألا إني قد وهبت مسيئكم لمحسنكم، وأعطيت محسنكم ما سأل ).

وروى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ).

وروى مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال:

( يكفر السنة الماضية والباقية )


الله يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ...