الموضوع: الادعية
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-2007, 09:56   #5
sweet9381
ضيف


الصورة الرمزية sweet9381

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (04:00)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
سيرة الصحابة: الخلفاء الراشدين : سيدنا أبو بكر الصديق : الدرس 1/ 5 لفضيلة الأستاذ م



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون : مع الدرس التاسع والستين من دروس سير صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ومع الدرس الأول من سيرة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، أولاً هذا الصحابي الجليل بلغ مرتبة الصديقية ، وهي المرتبة الأولى بعد النبوات والرسالات ، والسيدة مريم أيضًا صدِّيقة ، وسيدنا أبو بكر صدِّيق ، فقد بلغ من قربه من النبي مبلغاً أن كل شيء رآه النبي ، وتكلم به إلاّ قال فيه الصدِّيق : صدقت يا رسول الله ، لأن الرؤية تشابهت ، أقرب مقام من رسول الله مقام سيدنا الصديق ، الآثار التي تتحدث عن مقامه الرفيع كثيرة جداً .
ما طلعت شمس على رجل أفضل من أبي بكر .
تسابقت أنا وأبو بكر فكنا كهاتين ، فأشار بأصبعه الوسطى والتي تليها ، وهذا الصحابي الجليل ما عبد صنماً ، ولا شرب خمراً في الجاهلية ، ودرسنا اليوم مِن سيرة هذا الصحابي الجليل يتعلق بحياته قبل الإسلام ، وها نحن مع الفصل الأول .
ونبدأ بالآية الكريمة وفيها يقول الله عزوجل :

( سورة الإسراء )
من معاني هذه الآية ، ومما فسرها به المفسرون أنّ الرسول هو العقل ، ومَن أوتي عقلاً راجحاً فهذا العقلُ من دون رسالة السماء ، ومن دون أن يتبلغ ببلاغ عن الله عز وجل ، فإنه يهدي صاحبه إلى الحق ، لذلك عندما سيدنا خالد بن الوليد أسلم ، وكان قد تأخر في إسلامه ، قال عليه الصلاة والسلام : عجبت لك يا خالد أرى لك فكراً .
نعيش في هذا الفصل وفي هذا الدرس بالذات مع المرحلة التي سبقت ظهور الإسلام ، كيف تعامل هذا الصديق مع عبادة الأصنام في الجاهلية كيف تلقى عقائدهم ؟ هل قبلها ؟ هل رضيها ؟ هل تلمس الحق ؟ هل تراءى له الحق ؟ هذا موضوع فصلنا اليوم .
أيها الإخوة الكرام :
اللات والعزة ، ومناة ، ونائلة ، وهبل ، هذه هي الأصنام التي كانت تعبد من دون الله في الجاهلية ، لكن أقول لكم دائماً : إنّ الإنسان أكرمه الله سبحانه بنعمة العقل ، والعقل الراحج في هؤلاء الذين عاشوا قبل الإسلام هداهم إلى أن ينشئوا حلف الفضول ، وهذا الحلف يقفون به مع المظلوم أمام الظالم ، لذلك ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ قَالَ أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ قَالَ فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ قَالَ فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي النَّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا *
(متفق عليه)
الإنسان إذا كان يتمتّع بعقل راجح وفطرة سليمة فإنه يهتدي إلى ملامح الحق ، أو إلى خطوطه العريضة ، أو إلى مبادئه الكبرى بعقله ، وما انتفع أحد بعقله كالمؤمن ، فالمؤمن ينتفع بعقله كلّ حين .
إخواننا الكرام :
العطاء الذي لا يوصف ولا يقدر بثمن هو العقل الذي أودعه الله فيك ، نحن الآن في هذا الفصل سوف نرى قيمة العقل من دون هداية السماء ، جاهلية جهلاء ، عبادة أصنام لا تنفع ولا تضر ، ربا الجاهلية كان يجمع الأموال في أيدٍ قليلة ، ظُلم ما بعده ظلم ، سخف ما بعده سخف ، حروب طاحنة تطحن الناس لأسباب تافهة بل أقل من تافهة ، هذه هي الجاهلية ، ولا أبالغ إذا قلت هذه الجاهلية الأولى التي سبقت الإسلام وصفها الله بأنها أولى ، وعندما وصفها بأنها أولى فلا بد من جاهلية ثانية ، ولا أبالغ إذا قلت : إن جاهلية القرن العشرين أشدُّ هولاً وانحرافاً من الجاهلية الأولى ، لكن لكل عصر جاهليته ، سيدنا الصديق عاش في الجاهلية الجهلاء ، عاش في فترة عبادة الأوثان ، عاش في فترة عانى المجتمع فيها من مآسي الفرق الطبقي الكبير ، عاش مع اضطراب نظام الأسرة .
إنسان يرسل امرأته لرجل لتستبضع منه أي ليجامعها وتنجب ولداً من رجل آخر ، ثم يدّعيه زوجها لنفسه ، عشر رجال على امرأة واحدة ، نظام الزواج في الجاهلية لا يصدق من شدة انحرافه وانحلاله ، هذه هي الجاهلية .
هذا الصحابي الجليل سيدنا الصديق الذي أكرمه الله بنعمة العقل الراجح إلى أين هداه عقله ؟ لنرى .
أشخاص معددون في الجاهلية تمتعوا بعقل راجح وفطرة سليمة أنشؤوا هذا الحلف حلف الفضول ، وهذا الحلف في الأصل من أجل أن يقف مع المظلوم تجاه الظالم ، وقد حضره النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان صغيرًا ، ولما يبلغ الحلم ، فيما تروي الروايات ، وأثنى على أصحابه ، العمل الطيب طيب في كل عصر ، العمل الخيِّر خير ، البر لا يبلى ، والذنب لا ينسى ، والديان لا يموت ، والإنسان هو الإنسان في أي زمان ومكان ، قال تعالى :

( سورة النساء )
النفس لها بنية واحدة ، الظلم مؤلم والعدل مريح ، والإحسان يرفع قدر صاحبه ، والتواضع يعلي شأنه ، ثم إن الأشهر الحرم التي كانت متبعة ومعمول بها في الجاهلية ، هذه أيضاً لا تقل عن حلف الفضول ، لأن الحرب تطحن الناس طحناً ، وقد يكبر على المتحارب أن يلقي السلاح ، فتأتي هذه الأشهر الحرم كي تحفظ للمتحاربين ماء وجوههم ، كان محرَّماً أن يقتتل الناس في هذه الأشهر ، فالطرفان المتحاربان حفاظاً على ماء الوجه يوقفان الحرب من دون أن يكون هناك غالب أو مغلوب ، وحينما يتوقف إطلاق النار كما يقال اليوم ، فربما تعود الأمور إلى مجاريها .
من منجزات العقل الراجح في الجاهلية موضوع الأشهر الحرم ، وهناك شيء آخر ، الجاهلية كان فيها بعض الفضائل ، منها السخاء والكرم ، وحاتم طيئ معروف بسخائه ، والنجدة ، والشجاعة ، والحلم ، والتواضع ، والبيان .
كان الجاهليون يقولون : موت ألف من العِلْية خير من ارتقاء واحد من السفلة ، لذلك عندما سئل سيدنا علي كرم الله وجهه فقال :
واللهِ واللهِ مرتين ، لحفر بئرين بإبرتين ، وكنس أرض الحجاز بريشتين ، وغسل عبدين أسودين حتى يصيرا أبيضين أهون علي من طلب حاجة من لئيم لوفاء دين .
السافل إذا ارتقى فارتقاؤه شيء لا يحتمل ، سوق عكاظ مَعْلَمة من معالم الجاهلية ماذا كان في هذه السوق ؟ النوابغ والعباقرة ، والحكماء ، كانوا يتبارون في إلقاء الأشعار والكلمات ، يعني ملتقى فكري ، ملتقى أدبي ، النوابغ الذين يعنون بشؤون الفكر كانوا يأتون إلى سوق عكاظ ليتناشدوا الأشعار وليتبادلوا الآراء .
إذاً حلف الفضول ، والأشهر الحرم ، ومكارم الأخلاق التي عُرِفتْ في الجاهلية ، وسوق عكاظ ، هذه كلها من ملامح الجاهلية التي نبغ بها بعض العقلاء ، لكن كلكم يعلم أن هناك من يعبد الشمس وهناك من يعبد الملائكة ، وهناك من يعبد الجن ، وهناك من يعبد الكواكب ، وهناك من يعبد الدهر هذه هي العقائد الوثنية التي كانت سائدةً في الجاهلية ، والأدلة قال تعالى :

( سورة يونس )
وقال تعالى :

( سورة النجم )
هذا النجم الذين تعبدونه من دون الله سبحانه وتعالى اللهُ ربه ، وهناك الدَّهريُّون ، قال تعالى :

( سورة الجاثية )
وسط هذه العقائد الوثنية ووسط هذا الاضطراب الفكري ، ووسط هذه الجاهلية الجهلاء ، ووسط هذه الفوضى في الزواج ، ووسط هذا القهر الاقتصادي في أكل الربا أضعافًا مضاعفة ، ووسط هذه الطبقية المقيتة في المجتمع الجاهلي ، وسط هذه الجاهلية كان أناس قلة على دين إبراهيم .
إخوانا الكرام : هناك من يتوهم أن الإنسان إن لم يبلغه الشرع لا يحاسب ، لكني أقول لكم ، وأنا أعني ما أقول : الإنسان محاسب دائماً على ما أودعه الله فيه قبل التبليغ ، ألم يمنحك الله عقلاً ؟ إذاً العقل مناط التكليف ، أليس لك فطرة عالية ؟ هذه الفطرة تحاسب عليها ، العقل تحاسب عليه ، أجلْ ستحاسب على العقل الذي أودعه الله فيك ، وعلى الفطرة التي فطرك الله عليها ، إذاً بالعقل تتعرف إلى الله وبالفطرة تتعرف إلى الخطأ ، الخطأ من يكشفه لك ؟ الفطرة ، الفطرة النقية الطاهرة النظيفة قبل أن تنطمس ، فالإنسان إذا انحرف ، وإذا كذب ، وإذا اعتدى ، وإذا أساء ، وإذا أخذ ما ليس له ، فالفطرة السليمة تشعره بخطئه ، فهل في القرآن الكريم آية تؤكد هذا المعنى ؟ قال تعالى :

( سورة الروم )
هناك آية أقوى وأوضَح ، قال تعالى :

( سورة الشمس )
معنى ألهمها فجورها ، أي أنها إذا فجرت تعرف أنها فجرت ، إذاً إياكم أن تصدقوا أن الإنسان إذا لم يبلغه الشرع أو التكليف هو معفى ، أو هو كما يقولون بعضهم من أهل الفترة .
إنك محاسب على ما أودعه الله فيك من عقل يهديك إلى الله ، ومن فطرة تهديك إلى سواء السبيل ، والإنسان إذا لم يبلغه الإسلام أو لم يبلغه الشرع أو التكليف ربما كان معفى من تفاصيل التكليف ، لكن أن يهديك عقلك أن لهذا الكون إلهاُ عظيماً وأن هؤلاء المخلوقات هم مخلوقاته ولا يرضيه أن تؤذيهم ، فإذا اهتديت بأنّ لهذا الكون إلهاً عظيماً وإذا حرصت على ألاّ تسيء لهذه المخلوقات ، فهذا هو جوهر الدين ، إذاً بالعقل والفطرة يمكن أن تصل إلى كليات الدين ، إلى مقاصد الدين الحنيف ، بالتكليف والتبليغ عليك أن تنفِّذ تفاصيل الشرع ، الصلوات الخمس ، الزكاة ، أحكام البيع ، أحكام المضاربة ، أحكام الإيجار ، أحكام الإحالة نحن إذا بلغنا الشرع مطالبون بتفاصيل الشريعة ، أما إذا لم يبلغنا الشرع مطالبون بكليات الدين .
سيدنا إبراهيم من خلال تفكره بالكون ، مرة قال الشمس ربي ، مرة قال القمر ربي ، مرة قال هذا النجم ربي ، ثم قال تعالى :

( سورة الأنعام )
هذا هو دين إبراهيم ، أن تتوجه لا إلى المخلوقين بل إلى خالق المخلوقين ، الآن في العالم هناك من يعبد البقر ، هناك من يعبد الشمس هناك من يعبد المرأة ، هناك من يعبد الحيوانات ، في جنوب شرق آسيا يعبدون التنين الثعبان الكبير في احتفالاتهم وفي أعيادهم ، الإنسان لا يرقى إلا إذا وجَّه وجهه للذي فطر السماوات والأرض .
أضع بين أيديكم الآن أقوالاً لأناس جاهليين ، والدرس محوره قوله تعالى :

( سورة الإسراء )
وأنا أميل إلى أن أفهم هذه الآية على أن الرسول هو العقل ، فهذا عامر ابن الظرب العدواني يقول لقومه مفصِحًا لسانه عما يدركه عقله :
إني ما رأيت شيئاً قط خلق نفسه ولا رأيت موضوعاً إلا مصنوعاً ، ولا جائياً إلا ذاهباً ، ولو كان الذي يميت الناس داء لكان الذي يحييهم الدواء.
إذاً هناك قوة كبيرة جداً بيدها الأمر ، المتلمِّس بن أمية الكناني يقول عند الكعبة في الجاهلية :
أطيعوني ترشدوا ، لقد اتخذتم آلهة شتى ، وإنّ الله ربكم ورب ما تعبدون .
فلا رسالة ، ولا وحيًا ، ولا قرآنًا ، ولا نبوةً كان لها وجود ، لكن هذا العقل السليم يدرك أن للناس ربًّا ، وهو خالقهم ، زهير بن أبي سلمى يمسك أوراق الأشجار التي اهتزت خضراء بعد أن كانت يابسة ويقول :
لولا أن يسبني العرب لآمنت بالذي أحياك بعد جفاف سيحيي العظام وهي رميم .
زهير بن أبي سلمى من شعراء الجاهلية أمسك ورقة خضراء في الربيع ، وله هذا البيت الشهير :
***
فلا تكتمن الله في نفوسكم ليخفى فمهما يكتم الله يعلم
***
أبو قيس بن أنس اعتزل قريشاً وأصنامها ، واتخذ في بيته مسجداً لا يدخله امرأة طامث ولا جنب ، وقال : أنا أعبد رب إبراهيم .
شيء رائع جداً ، الإنسان في لحظات تأمل مع نفسه ، لحظات تفكير عميق ، يجد أنّ كل شيء ينطق بوحدانية الله ، وكل شيء ينطق بأن هذا الكون إلهاً حكيماً ، رباً رحيماً ، كريماً .
وهناك أشخاص ثلاثة ؛ هم قس بن ساعدة الإيادي ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، هؤلاء انعقدت قلوبهم على دين إبراهيم عليه السلام .
ثم إنّ سيدنا الصديق الذي نحن نتحدث عنه والذي هو موضوع هذا الدرس والذي عاش في الجاهلية ولم يعبد صنماً ولم يشرب خمراً ما الذي حمله على ذلك ؟ عقله الراجح ، وكان صديقًا للنبي عليه الصلاة والسلام ، يعني نشآ معاً ، وأَلِفا بعضهما ، قال ذات يوم بعد أن تلقى محمد رسالة ربه وآمن معه أبو بكر: كان عليه الصلاة والسلام جالساً بين أصحابه يستعيد ذكرى أيام شبابه ، فقال عليه الصلاة والسلام :لست أنسى قس بن ساعدة ممتطيًا جمل أورق في سوق عكاظ ، وهو يتحدث حديثاً ما أحسبني أحفظه .
النبي عليه الصلاة والسلام ذكر قس بن ساعدة الإيادي ممتطيًا جملاً أورق في سوق عكاظ ، وقال عليه الصلاة والسلام : ما أحسبني أحفظه ، فقال سيدنا أبو بكر : إني أحفظه يا رسول الله ، كنت حاضراً هذا اليوم في سوق عكاظ ، ومن فوق جمله الأورق وقف قس يقول : أيها الناس اسمعوا وعوا وإذا وعيتم فانتفعوا ، من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت ، إن في السماء لخبرًا وإن في الأرض لعبرًا ، مهاد موضوع ، وسقف مرفوع ، ونجوم تمور ، وبحار لن تغور ، ليل داج ، وسماء ذات أبراج .
يقسم قس قسماً حقاً إن لله ديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا ، أم تركوا فناموا ، ثم أنشد فقال :
***
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصــائر
لما رأيت موارداً للموت ليس لها مصـــادر
ورأيت قومي نحوها يمضي الأكابر والأصاغر
أيقنت أني لا محالة حيث صار الناس صائـر
***
هذا كلام قس بن ساعدة الإيادي في الجاهلية دون أن يتلقى رسالة ولا دعوة ، وقبل أن تأتي النبوة ، وقبل أن يتنزل الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام ، هذا من إنجاز العقل البشري ، العقل يا أيها الإخوة يتوافق مع النقل ، وما جاء به النقل يتوافق مع العقل الصريح .
أما زيد بن عمرو بن نفيل يقول وقد أسند ظهره إلى الكعبة منادياً الناس : يا معشر قريش ، والذي نفسي بيده ما أصبح أحد على دين إبراهيم غيري ، إني اتبعت ملة إبراهيم وإسماعيل من بعده ، وإني لأنتظر نبياً من ولد إسماعيل ، ما أراني أدركه ، ثم تقع عينه على عامر بن ربيعة فيناديه يا عامر بن ربيعة إن طالت بك الحياة فأقرئه مني السلام .
العلماء قالوا هذه إرهاصات ، معنى الإرهاصات جمع إرهاص ، يعني دلائل قرب مجيء النبي عليه الصلاة والسلام ، وكان سيدنا الصديق يزداد طمأنينة وأمناً ، كلما رأى زيد بن عمرو يشق صفوف الناس المتحلقين حول الكعبة ويرفع عقيرته في غير تهيب قائلاً :
لبيك حقاً حقا تعبُّداً ورِقًّا .
أحياناً بعض العلماء في الحج يلبون بهذه التلبية ، والتلبية المعروفة لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ، هذه تلبية أخرى ويقول هذا الرجل الذي هداه الله بعقله إلى الحق والهدى ، واتبع ملة إبراهيم حنيفا :
***
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخراً ثقالا
دحاها فلما رآها استـوت على الماء أرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبــاً زلالا
***
الإنسان على دين خليله ، سيدنا الصديق إذا استمع إلى قس بن سعد الإيادي يتفاعل معه ، إن استمع إلى عامر بن ربيعة يتفاعل معه ، فقال سيدنا الصديق عندما سمع هذا الكلام : هذا ورب إبراهيم هو الحق ، ولكن كيف ، ومتى نصبح منه على يقين .
ممكن أن نسمي هذه الأشياء تلمسات ، هؤلاء الرجال الكبار الجاهليون الذين استعملوا عقولهم الراجحة ، فعرفوا أن لهذا الكون إلهاً عظيماً وأن هذا الدين الذي عليه الناس اليوم في الجاهلية ليس دين الله عز وجل ، هذا ظلم ، سخف ، خرافة دجل .
أما ورقة بن نوفل فكان عاكفاً على الأناجيل يتلوها ويدرسها عساها تدله على دين إبراهيم ، أما زيد فكان هائماً مع أشواقه المؤمنة منطلقاً في بطاح مكة لائذاً بالكعبة تارة ، مناجياً ربه تارة أخرى ، يقول زيد : اللهم لو أني أعرف أي الوجوه أحب إليك لعبدتك به ، ولكني لا أعلمه .
صار لديهم شوق إلى الحقيقة ، أقول لكم هذا الكلام : كلكم إن شاء الله تعالى من طلاب العلم الشرعي ، وكلكم فيما يبدو تبحثون عن الحقيقة واللهِ الذي لا إله إلا هو ما هدى الله شاباً إلى الحقيقة إلا بعد أن طلبها .
لا ترى مؤمنًا يهتدي إلى الحقيقة إلا إذا كان طالباً لها ، كل إنسان يستعرض حياته السابقة يقول لك أبحث عن شيء لا أعرف أين هو ، ما هو هذا الشيء ؟ الحقيقة ، الحقيقة الكلية ، الحقيقة الكبرى أن تعرف أين أنت موجود ، أين كنت وأين المصير ، ما فلسفة الوجود ، ما فلسفة الحياة ، طلب الإنسان إلى الحقيقة هو الذي هداه إليها ، وما من آية أصدق على هذا الموضوع من قوله تعالى :

لا
أيها الإخوة : إذا طلبت الحقَّ بصدق ، واللهِ الذي لا إله هو لزوال الكون أهون عند الله من ألاّ تصل إليه ، في أي عصر ، وفي أي مصر ، في عصر الفتن ، في عصر الضلالات ، اطْلُبِ الحق تجده .
الحقيقة ثمنها أن تطلبها صادقاً ، أمية بن أبي الصلت كان يقول :

***
ألا نبي لنا منا فيخبرنــــا ما بعد غايتنا من رأس مجرانا
إني أعوذ بمن حج الحجيج له و الرافعون لدين الله أركــانا
***
سيدنا الصديق يقول : أليس فينا من يجمعنا على الحق بعد أن يدلنا عليه ، صار هناك بحث عن الحقيقة ، لدى هؤلاء الذين تمتعوا بعقول راحجة ، أما ذو العقل فكما قال المتنبِّي وقد صدق فيما قال :
***
ذو العقلِ يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***
الذين عطلوا عقولهم واتبعوا أهواءهم ، هؤلاء لا يعرفون أين هم من الحياة ، أفي المقدمة ، أم في المؤخرة ، أم على هامش الحياة ؟ أنا أذكر بيتًا من الشِّعر هو أهجى بيت قالته العرب ، ودخل الشاعر من أجله السجن في عهد عمر رضي الله عنه ، وهو قول الحطيئة :
***
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
***
هذا البيت الذي يعد أهجى بيت قالته العرب والذي دخل صاحبه السجن لأنه هجا به أحد رؤساء القبائل ، هذا البيت ربما صار في زمن الجاهلية الثانية شعار كل إنسان ، بما أن دخلك كبير ، وبيتك مريح ، تجارتك رابحة ، أولادك في عافية تامة ، مالك وللحق ، مالك ولهذه الأمور المتعبة ، الناس ينصحون بعضهم بعضا ، اجلسْ في بيتك أفضل لك ، إذا طلب رجل العلم ، وأحب أن يعرف دينه ، أحب أن يكون مع جماعة صادقة طاهرة يجد عشرات الأشخاص يحذِّرونه ، ويقولون له : مالك ولهذا دعك من هذا ، هذا الذي يعد أهجى بيت قالته العرب ، هو ديدن الإنسان المعاصر :
***
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
***
نحن في هذا الفصل نضع أنفسنا في الأجواء التي عاشها الصديق ، إنسان عاش في الجاهلية ما شرب الخمر ، ولا عبد الصنم ، هؤلاء الذين يقولون الإنسان ابن بيئته ، معطيات قاسية ، بيئة فاسدة هذا الكلام كله باطل .
ذات مرة قال لنا أستاذ في الجامعة وقد أعجبتني ، قال : قد يقولون عن إنسان إنه ابن وراثته ، فقال : صحيح ، الإنسان ابن محيطه ، صحيح ، الإنسان ابن أمه وأبيه صحيح ، الإنسان ... تكلم عشرات العبارات ولكنه بعد هذا قال : ولكن الأصح من في ذلك أن الإنسان ابن نفسه .
المعنى أن الإنسان يختار أحياناً ، فمثلاً في بيت كله فسق وفجور يتواجد إنسان صالح ، هذا الشاب الصالح الذي نشأ في بيئة فاسدة حجة على من يدعي أن الإنسان ابن بيئته ، تجد أحياناً ابنًا في بيت مال لا في بيت علم ، لكنه يطلب العلم ، أيضاً هذا الشاب حجة على من يعتقد أن الإنسان ابن محيطه ، أنت ابن نفسك يعني لك استقلالية ولك اختيارك قال تعالى :

( سورة العنكبوت )
أيها الإخوة : كلكم يعلم في الجاهلية أن هذه الكعبة كانت قامة ، كما قال الله عز وجل :

( سورة آل عمران )
سيدنا إبراهيم لا أقول هو الذي أنشأها ، هو الذي جددها ، أما أول بيت وضع للناس قاطبةً هي الكعبة ، لذلك : الكعبة مكان مقدس حتى في الجاهلية فلما أرادوا إعادة بناءها اختلفت القبائل في موضوع الحجر الأسود من يحمله ويضعه في مكانه الصحيح ، ولا يغيب عن أذهانكم أن العرب في الجاهلية كانت تنشب بينهم الحروب الطاحنة التي تدوم عشرات السنين من أجل عمل تافه ، ذات مرة رجل في سوق عكاظ مد رجله ، وقال : مَن كان أشرف مني فليضربها ، فقام إنسان وضربها ، يعني قطعها ، فنشأت حرب ضروس طحنت الناس عشر سنين ، هنا قضية كبيرة جداً ، الخلاف بين بطون قريش قد ذرَّ قرنه ، وأمية بن المغيرة ، أكبر قريش حكمة وسناً ، يشير على الناس أن يحكِّموا أول قادم ، وعليهم أن يرتضوا حكمه ، سيدنا الصديق يذكر من الذي كان أول قادم ؟ قال كان محمد الأمين عليه الصلاة والسلام هو أول من قدم على هؤلاء وهم في زحمة خلافاتهم ، كان اسمه الأمين ، قالوا : هذا الأمين محمد ، نِعْم الحكم هو ، قف هنا قليلاً ، فالنبي عليه الصلاة والسلام لو أن الناس الذين عاشوا معه وعاصروه ، واللهِ لو أنهم رأوا في سلوكه وفي تعامله مأخذاً يسيراً لصرَّحوا به بعد البعثة ، لكن هؤلاء ما رأوا منه إلا عفة ، وطهراً ، واستقامة ، وأمانةً ، وهكذا يجب أن يكون المؤمن .
وكان الصديق يقول نعم الحكم محمد عليه الصلاة والسلام ، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان فتىً شاباً ، فلما رآهم مختلفين ومحتدمين وعلى وشك أن تقع فتنة بينهم عمياء ، قال : هلمّوا إليَّ ثوباً ، فجاءوا بثوب ، فوضع الحجر به ونادى لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب ثم ارفعوه جميعاً ، فاستجابوا له حتى اقترب الحجر من موضعه فأخذهُ محمد صلى الله عليه وسلم بيده ، ووضعه مكانه ، قال وانتهت هذه الفتنة أسعد نهاية ، فكان من الممكن أن تنذر بشر وبيل .
سيدنا الصديق لما رأى هذا الشاب الفتى ، العفيف ، الطاهر ، الصادق ، الأمين ، حسم الخلاف بهذه الطريقة البسيطة فكان له قول شهير ، قال : لعل أول رجل يجيء فيحسم الخلاف مرة أخرى ، ويبين للناس ما اختلفوا فيه من الحق ، مرة ثانية وثالثة ورابعة ، كان هناك تشوُّف وتطلُّع وترقُّب للحق ، والإنسان لما ينتظر الحل يأتي الحل ، إذا انتظر الفرج يأتي الفرج .
ثم لا تظنوا أن الإيمان يأتي فجأةً ، فهناك شيء يسمى تراكمات ، تراكم قناعات ، فالإنسان يتأمل ، ويراقب الأحداث ، ويستمع إلى الأقوال ، كلما تلقى الإنسان شيئًا ء خزَّنه في العقل الباطن ، فالإنسان مثلاً عندما يحضر مجلس علم ، ولا أحد يطالبه بالاستقامة ، لكنه ارتاح لهذا المجلس فحضره ، هذا الدرس أدّى إلى تراكمات عنده تختزن في العقل الباطن ، هذه الحقائق ، وهذه الأفكار الصحيحة ، وتلك الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة ، والتعليلات ، والتوجيهات ، ووضع النقاط على الحروف ، هذه كلها تترسب في العقل الباطن ، إلى أن يكون هذا العقل الباطن إن صح التعبير أو تلك العقيدة هي الموجّه لهذا الإنسان ، ويجب أن تعلم أن كل المخزون الثقافي في النهاية يتفاعل معك و يوجِّه سلوكك ، هذه أخطر فكرة أذكرها لكم .
كنت مرة أضرب مثلاً طريفًا ، (ترمس) الماء الذي يستخدمه الناس في النزهات له فتحة علوية وله صنبور سفلي فالذي تضعه في الفتحة العلوية هو الذي تأخذه من الصنبور السفلي ، فالإنسان أخطر شيء في حياته مصادر التغذية الثقافية ، طالب علم يسمع يوم الاثنين ، يوم الأحد ، يوم السبت ، يوم الجمعة في الخطبة ، ببيته ، يقرأ كتابًا ، كل مصادره الثقافية عن الحق ، عن الدين ، عن السنة ، عن الصحابة ... إذا أحب أن يتكلم فماذا يقول ؟ يتكلم الحق ، أما إذا أحضرت إنسانًا آخر تغذيتُه الثقافية أخبارُ الفنانين والفنانات مثلاً ، والمسلسلات والأعمال الفنية الرخيصة والساقطة ، والمجلات والأمور التي تغذي عقول الناس ، هذا الإنسان الذي تلقى هذه الثقافة لو أحب أن يتكلم فماذا يقول ؟ كما لو أنك وضعت في فتحة هذا الوعاء صنبورًا لم يعطِكَ إلا الذي وضعت فيه .
الإنسان لديه مغذيات ثقافته ، فإذا عاش وطلب العلم عن الصحابة فقد أخذ من مخزونهم ، وكذلك إذا عاش مع الفن ومع الفنانين والفنانات ، الأحياء منهم والأموات ، إذا عاش مع أخبار سقط الناس ، مع الخيانات الزوجية ، ومع الانحرافات الأخلاقية ، ومع الشهوات المستعرة ، فكل تصوراته ، وساحة نفسه ، وثقافته ، وقناعاته ، وطموحاته كلها من هذه المجارير ، ومن هذه الأقنية الفاسدة ، أما إذا طلب الإنسانُ الحقَّ ، وأحب أن يتكلم فلديه آية وحديث ، وسيرة صحابي ، وحكم فقهي ، والبطولات التي في ذهنه بطولات المؤمنين ، هذه كلها تكون المغذِّي الأول والأخير لحديثه للناس .
كنت أقول لكم دائماً أنت في حياتك شئت أم أبيت ثلاثة أشخاص ؛ واحد منهم هو أنت ، شخصية تكونها ، وشخصية تتمنى أن تكونها ، وشخصية تكره أن تكونها ، قل لي ما الشخصية التي تتمنى أن تكونها أقل لك من أنت ، لا يوجد إنسان قبل أن ينام إلاّ ويتصور شخصًا ما ، فالباعة يتصورون أنهم تجار كبار ، والمحامي الناشئ يتصور محاميًا قديم ، والطبيب الناشئ يتصور نفسه طبيبًا قديمًا ، كل واحد بحسب حرفته ، وبحسب منبته الطبقي يتصور شخصًا أعلى منه ، أما المؤمن فليس في ذهنه إلاّ النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام ، دائماً له حساب مع نفسه ، لذلك أيها الإخوة الإنسان عندما يغذي نفسه بالفكر الديني والبطولات الإسلامية لن ينطق ولن يتكلم إلا بالحق ، وتصوراته مبنية على ما سمع ، يحب أن ينجد الفقير والملهوف ، وأن يكون كريماً ، أخلاقياً ، موضوعياً ، كل الفضائل أساسها هذه التغذيات الثقافية ، إذا الإنسان قرأ أدبًا رخيصًا ، وإذا عاش في الأجواء الموبوءة تحدثه نفسه أن يقلد هؤلاء ، خطورة الأعمال الفنية الرخيصة أن تعيش الفتاة أو هذا الفتى في أجواء الانحراف الأخلاقي ، أجواء الشهوة الجسدية ، فإذا أُحيط الإنسان بهذه المغذيات الهابطة فأمرُه كما يقول أحد الأدباء : إذا قرأت قصةً أو قصيدةً وشعرتَ أنها حركت المشاعر السفلية فأنت أمام فن رخيص ، وإن مجتمعًا بأكمله يمكن أن يدمر عن طريق هذا الفن الرخيص ، نحن قبل كل شيء يجب أن نختار الزاد الثقافي ، فالمساجد والحمد لله الزاد الثقافي فيها هو القرآن والسنة وسيرة الصحابة الكرام ، فإذا حرص الإنسان على أن يغذي نفسه بهذه الأفكار الرائعة وتلك القيم ، وهذه المُثُل ، فأغلب الظن أنّ حركته الحركة اليومية ، والحركة إما أنْ تكونا كلامًا أو سلوكًا ، فالكلام والسلوك يقوده إلى ما كان قد غذي به من قبل ، فهذا الفصل الأول أمضيناه في الحديث عن هذا الصحابي الجليل الذي هو أول الصحابة قاطبةً وهو الصدِّيق الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام ما ساءني أبو بكر قط .
والله هذه الكلمة حينما أرددها أشعر برعشة تهزُّني هزًّا ، دون أن أتكلم أبدًا ، يقول عليه الصلاة والسلام : ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا وكانت له كبوة إلا أخي أبا بكر .
لذلك قرأت سيرة هذا الصحابي الجليل وهذا يقع في قمة الصحابة ، أعلى درجة بالصدق والإخلاص والتفاني في حب الله عز وجل والتفاني في خدمة رسول الله ، لذلك مقامه عند رسول الله عظيم ، إخواننا الذين يذهبون إلى العمرة يقفون وقفة أما النبي ، ويناجونه ، ويسعدون ، فوالله الذي لا إله إلا هو يتنحّونَ قليلاً ، ويقفون تجاه قبر الصديق رضي الله عنه ، وهناك كلام طيب يقال في حق هذا الصحابي الجليل ، تشعر بسعادة لا توصف أنت الآن أمام الشخص الأول بعد رسول الله الذي ما ساءني قط ، سدوا كل خوخة إلا خوخة أبي بكر في الحرم المكي الشريف في جانب باب السلام لوحة في الأخضر مكتوب عليها : هذه خوخة أبي بكر ، أي هنا كان بيته.
طبعاً أحاديث كثيرة جداً عن هذا الصحابي الجليل ، لكن ما يعنينا أن نقف عند دقائق سيرته ، وسوف نمضي معه أسبوعين أو أكثر إن شاء الله تعالى ، لكن اليوم آثرت أن نبقى مع ملامح الحياة الجاهلية التي عاش بها هذا الصحابي الجليل وكيف أنه بعقله الراجح وفطرته السليمة ما عبد صنماً ولا شرب خمراً ، وكان ينتظر هذه البعثة على أحرَّ من الجمر وكان صديقاً وفياً للنبي عليه الصلاة والسلام ، وبينت لكم كيف كان في الجاهلية بعض الرجال على دين إبراهيم ، وكيف أن العقل يهديك لله عز وجل وأن الفطرة تحجزك عن المعصية والسقوط .
والحمد لله رب العالمين
***


 

رد مع اقتباس