كلما زرت الحرم......
تحرك في قلبي حبان...
حب الله... و حب ولي أمري...
و كان اليوم هو أول مرة أزور فيها الحرم بعد أن مررت بموقف لازلت متأثرة منه...
وهو متعلق بالحب الثاني و الذي سأتحدث عنه الآن...

كنت قبل فترة طويلة لا أدري بوجود مسلم ينكر الولاء لولي أمري...
ظننت أن حب ولي الأمر شيء بديهي لا يحتاج لأي نقاش أو إثبات أو حتى لقول...!
حتى بدأت أتعرض لمشاهدة و قراءة وسماع ما بدا لي مغرقا في الضلال و الفساد...

في مرة.. كنت على البالتوك تائهة... كنت فقط أجرب هذا البرنامج...
و مررت في جولاتي على غرفة يلقي فيها أحدهم محاضرة...
و كان يقول بكل بساطة: الطاغية فهد... بقيت أستمع و ذهني خال من أي فكرة عمن يكون هذا الفهد...
استمر في حديثه........... حتى خطر في بالي أخيرا... انه لا يوجد غير خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز...
طاغية...............................!!!
رسمت علامات التعجب... و مضيت كي لا أحترق بالمزيد....
كانت هذه أول مرة...
و بعدها صرت أنتبه لكل الضلال الذي يحكى حولي...
آل سلول... ياله من اسم من يدعوا به آل سعود أحق به من أي أحد آخر...:: لا تقولوا مو عارفين من هو ابن أبي سلول؟!
و لعن و سب و شتم و تكفير و و تحريض على الخروج....و الكثير الذي لا أظنه خافيا عليكم...

حتى كان...
إنفجار هادئ صارخ محترق...
قال أحدهم تعليقا على موضوع ساخر جدا كما بدا... كان بالتحديد عن ولي العهد... الأمير عبد الله...
"اللهم العن الظالمين من آل سلول وخلص أبناء الحرمين من إجرامهم وفسادهم.".......!!!
لم أتخيل أن أمر بلا تعليق... وواضح من المقصود...
ترددت... ثم عزمت أمري و بعون من صديقة عزيزة علي...
كتبت ردا قصيرا قلت فيه بنص العبارة:
""وخلص أبناء الحرمين من إجرامهم وفسادهم."
و إن دعا أبناء الحرمين بأن يحمي الله أل سعود... و يبقي دولتهم؟!
يا رب........ احفظهم و ابقهم لنا....... و إن انحرفوا عن الصواب ألهمهم رشدهم... و يسر لهم سبيل رضاك...
يا رب و من أرادهم بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره...

مضيت... و أنا واثقة من قولي و لا زلت...
لكني فؤجئت بأنهم ردوا علي بهذا الشكل: "" من يدعو لهم فهو كمن يريد ان يعصى الله سبحانه وتعالى على الارض.
اللهم انهم خونه فخلصنا منهم وارزقنا بقياده مخلصه تخاف الله.
قياده مخلصه تنصر اهل العراق وفلسطين وليس قياده ذنيئه تفتح البر والبحر والسماء لامريكا وحلفاؤها."""""
من يدعوا لهم فكأنه يريد أن يعصي الله في أرضه.........!!!
أدري أنه لا يخفى عليكم خطر مثل هذه العبارة...
قد تبدو شيئا بسيطا يغضى عنه الطرف...
لكنه عدوان و إدعاء على الله مالم ينزل به سلطانا...
لأن آل سعود.. مسلمين... و من ينكر هذا... فلست شاغلة قلمي في الرد عليه و ليس لي له سوى دعوة من الله أن يهديه سواء السبيل أو يريح الإسلام منه إن لم يرد هداية له...
و كوني مسلمة تدعو لمسلم بتوفيق و هداية و حفظ من السوء... هذا أمر لا يختلف إثنان على مشروعيته...
فكيف إذا كان هذا المسلم ولي أمر المسلمين... والذي إن كنا نظمن دعوة مستجابة أكيدة لدعونا بها له... فهو بها أولى...
لأن صلاحه و هدايته و حفظه صلاح و هداية وحفظ لنا نحن أجمعين......
فبالله عليكم... ما ترون فيمن يدعي أن الله يعصى بالدعاء لهم...! أليس إدعاء على الله بغير علم ولا هدى؟

.... لأعد لمسألة لعنه و سبه و ما إلى آخره من ضلال...
المسلم... المؤمن.. ليس باللعان ولا الفاحش البذيء...
و ببساطة.. يقال لي.. أن الشباب معتادون على مثل هذا الكلام... و يغلق الموضوع بلا تعديل لما قيل في تعديهم... (والحمد لله أنه لم يعدل كلامي...)
كأن لعنهم لمسلم سنة مؤكدة... و كأن دعائي كبيرة اقفترفتها....!
و كلام كالذي يقال و يسكت عليه و يسلم به كأنه حق لهم... ينخر في دينهم هم و في إيمانهم... وليس بضار أحدا غيرهم...
إلا أنه و كما أراه زائد جدا عن حده و يبدو كثيرا حتى أني لم اعد أتسائل لماذا نحن في ذل وهوان...

أحدهم رد علي بسؤال قصير:
متأكدة انك فتاة الأقصى ؟؟؟؟؟ و إقتباس لقولي: اللهم احفظهم وأبقهم لنا...
جاهلا أني سعودية...؟!
كأن حبي للأقصى يمنعني من حقي في حبي و منافحتي عن مليكي أن يرام بسوء او يلعن أمامي..!!
نعم... حقي و بكل قوة أقولها...
فإن كان حق مليكي طاعتي له... فإن حقي أنا أن أحبه... خاصة وأني لم يمسني أي ظلم مما يقال...
أمر طبيعي أن أمنح ولائي لقائد ما... و القائد الذي ولدت و نشأت في ظله هو خادم الحرمين الشريفين...
و إن كان قصر في أي أمر أو أخطأ... فهو بشر... كأي بشر... لا يستحق العداء لأجل خطأ...!
بل إن كان بالإمكان... فالنصح والإرشاد.. والدعوة.. بالكلمة الطيبة و القول الحسن و بالحب لا بالعداء...
و أنا حسب وضعي و مكاني في المجتمع و في الدنيا كلها لا أملك ليس بيدي سوى دعوتي له لا عليه...
أيعقل أن أسهم بشكل أو آخر في شر لشخص احبه....!!!!!
::: في شارعنا... لاحظت كتابة بالعريض تقول: فهد كلنا فداك... أسعدتني جدا........
الحمد لله أن هناك غيري من لازال يحب فهدا..........
:::
أطرح سؤالا صغيرا... إن كان مليكنا و حكومتنا الرشيدة قد قصرت في شكل من أشكال الدعم لفلسطين...
و هم قد فعلوا بعض ما يقدرون عليه في دعهم... و هذا ما رأوا وجوب فعله...
أينكر كل ما فعلوه لأجل أنهم فقط قصروا في أمر ما؟!!! أيلعنون كأن لم يفعلوا خيرا في حياتهم أبدا...!!
لم يساهموا في الجهاد... كأن الجهاد فقط... قتال..........!
:::
و أخيرا............
رغم أن ما بنفسي لم ينته بعد........

أختم بذكر بعض المشاعر الأخرى التي تتجدد بزيارة الحرم...
حب مكتي... و حارتي رغم كل ما فيها... و بيتي....
حب القرآن... حب الصلاة و الذكر والدعاء...
حب الناس كلهم... حب البشر.. لأن أكبر إجتماع لي بالبشر بعد كليتي: الحرم...
اليوم صلت بجانبي إمرأة سورية...

واليوم ..............

واليوم طفت حول الكعبه .........


واليوم وووووووووو يا الهي ارجوك احمي وطننا الغالي